ابحث عن أي موضوع يهمك
أباح الله جل شأنه للمسلمين الزواج وجعله مسكناً للنفس وطمأنينة للروح، فتنشأ من الزواج عائلة مسلمة متحابة لها من الذرية الصالحة أبناء متحابين، إلا أنه قد يشاء الله لحكمة يعلمها وحده بوفاة الزوج أو حدوث الطلاق أو الخلع ، لتصبح الزوجة بعد وفاة زوجها أرملة وعليها بالعدّة ، ويُقصد بالعدّة انحباس المرأة التي توفي زوجها عن الزواج ولا يكون من المباح لها شرعاً الزواج لفترة زمنية محددة حتى انتهائها تماماً، وتكون العدّة هي الفترة التي تتربص فيها المرأة بعد الموت أو الطلاق أو الخلع، وهنا يطرح البعض سؤال مهم وهم كم عدة الارملة ؟ ، وذلك ما سنجيب عليه تفصيلاً في السطور التالية من موقع مخزن المعلومات، فتابعونا.
تكون عدة المرأة الأرملة التي توفي عنها زوجها دون أن تكون حامل أربعة شهور وعشرة أيام كاملة ، وذلك ما جاء صريحاً في قول الله تعالى: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا)، إلا أن هذا الأمر لا يشمل كل من توفي عنها زوجها، فعدة المرأة الحامل عند وفاة زوجها تنتهي بمجرد أن تضع جنينها، ويكون حداد المرأة على وفاة زوجها هو ترك التزين والتطيب والخضاب، وأي ما هو مصبوغ من الثياب عدا اللون الأبيض، ترك التعرض لأنظار الرجال الخاطبين، سواء كانت المرأة التي توفي زوجها صغيرة في السن أو كبيرة أم مسلمة أو غير مسلمة.
بيّنت الشريعة الإسلامية عدد من الأمور والضوابط التي يجب على المرأة التي توفي زوجها أن تفعلها وعدداً من الأمور التي يجب الابتعاد عنها وتجنبها، وذلك ما يُمكن إيضاحه في النقاط التالية:
يكون مكان عدة الأرملة التي توفي عنها زوجها في بيت زوجها الذي مات عنها فيه، فإن خافت هذه المرأة على نفسها التعرض للظلم أو الاعتداء عند وجودها بمفردها، فيجوز لها الخروج إلى بيت غيره، كما يجوز لها الخروج لقضاء أمور حياتها وحاجاتها الضرورية إلى أن تنتهي فترة عدتها الشرعية.
تكون عدة المرأة الأرملة التي توفي عنها زوجها دون أن تكون حامل أربعة شهور وعشرة أيام كاملة ، وذلك ما جاء صريحاً في قول الله تعالى: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا)، إلا أن هذا الأمر لا يشمل كل من توفي عنها زوجها، فعدة المرأة الحامل عند وفاة زوجها تنتهي بمجرد أن تضع جنينها.
وإن طلق الزوج زوجته طلاقاً رجعياً ثم توفي عنها في خلال فترة العدة، فيكون عليها الاعتداد في الفترة الزمنية نفسها، وذلك لأنه توفي عنها وهي لا تزال زوجته، وأما العدّة في الزواج غير الصحيح أو العقد الفاسد فيكون على الزوجة ما على الزوجة الشرعية من أحكام إذا تم الدخول بها.
تعددت أقوال الفقهاء في حُكم الزوجة الحامل التي توفي عنها زوجها، فقد قال البعض أنها تعتد بالفترة الزمنية الأبعد، وذلك هو قول ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ سواء كانت ذلك بوضع الحمل أو الولادة، أما بالأربعة أشهر وعشرة أيام، كما قيل أنها تعتد بوضع الحمل والولادة، وذلك سواء كان حمل واحد أو اثنين، وسواء كان الجنين تام الخلقة أم ناقص لا قدر الله، وذلك هو قول جمهور العلماء من السلف.
وذلك ما يدل عليه العديد كم النصوص الشرعية ومنها قول الله تعالى:(وأولات الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ)، فالعدة لوفاة الزوج والطلاق للحامل تكون بوضع المولود وتنتهي به، وقد استدلوا على ذلك بما قد تمت روايته بسند ضعيف عندما سُئل النبي عن توضيح معنى هذه الآية (يا رسولَ اللهِ وأولاتُ الأحمالِ أجلهنَّ أن يضعنَ حملهنَّ للمطلَّقةِ ثلاثًا أو للمتوفي عنها؟ فقال: هي للمطلقةِ ثلاثًا وللمتوفي عنْها).
يجوز للرجل المسلم أن يتزوج من امرأة كتابية أو ذمية أي غير مسلمة، وفي حال وفاة الزوج عن زوجته عنا فإن عدّة هذه المرأة تكون كعدة المرأة المسلمة وذلك ما جاء بقول الجمهور من العلماء لعدم وجود أدلة على ذلك، ولأن هذه المرأة قد شرعت لحق الله ـ عز وجل ـ وحق زوجها، حيثُ يقول الله تعالى: (فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا)، فالمرأة غير المسلمة تكون مخاطبة بحقوق العباد المسلمين وتكون العدّة واجبة عليها، وذلك بشرط أن يكون زوجها مسلماً.
يُعد الحداد أحد محاسن التشريع الإسلامي، وتأتي حكمته البليغة بما فيها من تعظيم لشأن الموت، وما يصاحبه من حزن عميق، وإظهار آلام الفقد للأحباب، وهذا متوافق مع طبيعة النفس البشرية من رغبتها في الحزن والاعتزال، وفيما يتعلق بالحداد على الزوج فيكون وفاءً له، ولمنع المفاسد عن الزوجة الأرملة بطمع الرجال فيها أثناء عدتها، فتمتنع عن بعض الأمور التي كانت تفعلها لزوجها المتوفي خلال حياته.
تكون العدّة فترة يتوجب فيها على المرأة التي توفي عنها زوجها الانتظار دون زواج بعد وقوع الفرق بالموت، وهذه الفترة التي تم تحديدها صراحةً في الشريعة الإسلامية بأربعة أشهر وعشرة أيام كاملة، ويكون من الأمور الواجبة على المرأة الامتناع عن الخروج من المنزل، عدم التزين فلا تزين للمرأة في عدتها فتمتنع عن الزينة بجميع أشكالها، وهذه الفترة من الامتناع عن الزواج لا تجوز شرعاً إلا في حالة وفاة الزوج وذلك لقول النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ، أوْ تُؤْمِنُ باللَّهِ ورَسولِهِ، أنْ تُحِدَّ علَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاثَةِ أيَّامٍ، إلَّا علَى زَوْجِها فإنَّها تُحِدُّ عليه أرْبَعَةَ أشْهُرٍ وعَشْرًا).
وفيما يتعلق بمكان الحداد أثناء فترة العدة فيكون في بيت الزوج، فيكون على الزوجة التي توفي عنها زوجها التزام البيت الذي مات فيه والذي تسكن به، مع الابتعاد عن كافة أشكال التطيب والعطور والتجميل والحلي والحنة، وإن فعلت أي منها تكون آثمة، وعليها بالتوبة والاستغفار إلى الله تعالى والابتعاد عن مثل هذا كله، وقد جاء ذكر عدد من المحظورات في فرتة العدة في الحديث الشريف الذي أخرجه الإمام البخاري، عن أم عطية ـ رشي الله عنها ـ قالت : (كُنَّا نُنْهَى أنْ نُحِدَّ علَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ إلَّا علَى زَوْجٍ، أرْبَعَةَ أشْهُرٍ وعَشْرًا، ولَا نَكْتَحِلَ، ولَا نَطَّيَّبَ، ولَا نَلْبَسَ ثَوْبًا مَصْبُوغًا إلَّا ثَوْبَ عَصْبٍ)
وبذلك أعزاءنا القراء نكون قد وصلنا بكم إلى ختام مقالنا الذي تناولنا خلاله الإجابة على سؤال كم عدة الارملة في الإسلام ، وللمزيد من الأحكام الشرعية تابعونا في موقع مخزن المعلومات.
