ابحث عن أي موضوع يهمك
قصة عن فضل العلم في حياة الإنسان، فالعلم هو سبيّل الرشاد في الدنيا، ولا يُمكن أن يبلغ الإنسان مبتغاه بها إلا بالعلم، فكم من رجلاً حقق إنجازات مهيّبة في الحياة بسبب اتباعه للعلم والفضيلة والتديّن في حياته، لذا يُرفق موقع مخزن المعلومات مجموعة من القصص القصيّرة حول فضل العلم في حياة الإنسان.
منّ مِن الأطفال والكبار لا يحب القصص ويستمتع بقرأتها، فالقصص تعد إحدى أهم الوسائل التعليمية للكبار والصغار، والتي برزت منذ قرون عديدة أهميتها في التعليم وتوصيل الأفكار والمبادئ إلى العقول، وذلك لما لها من قدرة على جذب الانتباه مما يزيد فهم الأفكار وتركيزها في العقول، لذا من أفضل الطرق لعرض أهمية وفضائل العلم في حياة الإنسان هي القصص القصيرة عن فضل العلم، والتي من بينها ما يلي.
هناك في إحدى القرى الصغيرة كان يوجد فتى لا يزال عمره أربع سنوات فقط، إلا أنه قد كان شغوفاً بالرسم بقدر كبير، وقد لاحظ والداه الأمر من خلال ابتعاده عن اللعب مع الأطفال الصغار ممن هم في نفس سنه والانجذاب إلى اللوحات والرسومات الموجودة على جدران المنزل أو الشارع، وقد نال ألأمر إعجاب والديه حتى قررا دعم ابنهما في تنمية موهبة الرسم لديه من خلال الالتحاق بأحد المراسم المخصصة لتنمية مهارات الأطفال بالرسم من خلال التدريب العملي ومشاهدة مقاطع فيديوهات مصورة تتضمن الرسامين الحقيقين خلال العمل، وهو الأمر الذي أسعد الطفل كثيراً وجعله يستزيد من موهبته في الرسم.
وقد استمر الأمر حتى وصل الطفل إلى سن السادسة من العمر، وهو سن الالتحاق بالروضة التعليمية لتعلّم الحروف والأرقام استعداداً للالتحاق بالمدرسة، وهنا قد ساءت الأمور بما لا يتوقعه الجميع، فالطفل لا يرغب في تعلم الحروف أو الأرقام بل يرغب في قضاء وقته بالكامل في تعلم الرسم فقط وتنمية مواهبه فيه، وقد حاول والداه ومعلميه إرجاعه عن هذا الأمر إلا أن محاولاتهم جميعاً قد باءت بالفشل، ليمر العام الأول في الروضة التعليمية دون أن يتعلم الطفل حرفاً واحداً.
وهنا قد قرر والداه منعه من الذهاب إلى دروس تعليّم الرسم وكذلك إلا الروضة ، وجعل طريقة تعليم الطفل الوحيدة من خلال مشاهدة فيديوهات الرساميّن إلا عندما تكون صامته تماماً، وهو الأمر الذي أسعد الطفل كثيراً ووافق عليه بشجة نظراً لتخلصه من حديث والديه الدائم عن التعليم.
إلا أن هذا الأمر لم ينل إعجاب الطفل بعد ذلك فأمر الفيديوهات الصامتة جعل من العسير عليه فهم تقنيات الرسم دون وجود صوت لشرحها، فسمحت له والدته بمشاهدة الفيديوهات نفسها إلا أنها مشروحة كتابةً فقط، ونظراً لعدم تعلم الطفل أي شيء في الروضة التعليمية فلم يتمكن أيضاً من فهم الفيديوهات، فأثار ذلك غضب الطفل بشدة، لتبدأ والدته في عرض الفرصة عليه لاتخاذ قراره النهائي بشأن التعليم وذلك من خلال السماح له بمقابلة أحد الرسامين المشهورين المفضلين به، وخلال المقابلة قام الرسام المشهور بسؤال الطفل عما لديه من معلومات بشأن أساليب الرسم المختلفة، وهنا لم يكن الطفل على دراية بها، لأنه لم يتمكن من قراءتها أو التعرف عليها في الدروس المدرسيّة للرسم، وهنا قد شعر الطفل بخطئه واعتذر إلى والديه، ليبدأ بعد ذلك في متابعة دروسه بالروضة التعليمية التي ساعدته بشكل كبير في تطوير أساليبه في الرسم مما جعله يقتنع ويؤمن من داخله بأهمية العلم وفضلة في رقيّ الإنسان وتقدم مهاراته ومواهبه.
اقرأ أيضاً: قصة عن الصدق والكذب
يُحكى أن كان هناك بائعاً في أحد الأسواق وهو الأخ الأكبر لإخوته جميعاً، والذي قد بدأ بالمتاجرة مع والده منذ أن كان في سن صغير إلا أنه ابتعد عن التعليم للانشغال بالتجارة، وقد كان يظن أنه شخصاً ناجحاً للغاية بسبب قدرته على جمع الكثير من الأموال في التجارة، وذلك على خلاف أخوته الذين كانوا ينتظمون في الدراسة طوال العام ولا يعملون سوى في أوقات الإجازات، فقد كان دائم السخرية منهم ومن بذلهم للوقت في سبيل التعليم والدراسة، بل كان يتعجب من سبب تشجيع والديه الدائم لأخوته على مواصلة التعلم وهو يرى أن المر غير مجدياً مالياً على الإطلاق، فقد رأى أن مقدار المرى وقيمته في الدنيا تتحدد من خلال ما يمتلكه من أموال.
وقد ظن التاجر على هذا التفكير إلا أن قرر أخيه الأصغر أن يعلّمه قيمة العلم وكيف للعلم أن يثمر في تنمية العمل وكسب الأموال بطرق قائمة على العلم، حيثُ تنافس معه أخيه الأصغر أن يتمكن من تحقيق مكاسب مادية تُقدر بأربعة أضعاف ما يحققه التاجر مع بذل جهد أقل، إلا أن التاجر قد سخر من أخيه بشدة، وفي النهاية وافق على المنافسة من خلال منح الأخ الأصغر فرصة لإدارة شئون التجارة لمدة أسبوع واحد فقط، وقد قبل الأخ الأصغر بالأمر وبدأ في تنفيذ ما يسعى إليه من خلال العمل فوراً على تحسين عملية البيع في المتجر من خلال عمل خصومات بسيطة على الثمن، إضافة هدايا رمزية مع المشتريات، إتاحة خدمات التوصيل إلى المنزل، وبالفعل قد نجح في تحقيق ربح عالي في فترة زمنية قصيرة.
وحال رأى التاجر ما تمكن أخيه من إنجازه في العمل بفضل العلم أدرك أهمية العلم في حياة المرء، وقرر الالتحاق بالدراسة على الرغم من كبر سنه، وذلك ما جعله قادراً على تطوير شئون تجارته وتوسعتها حتى أصبح يمتلك سلسلة متاجر كبيرة في البلاد.
اقرأ أيضاً: أجمل قصة قصيرة للاطفال
لإبراز قيمة العلم وفضّله في حياة الإنسان وما يقدمه إليه من معارف وتجارب وخبرات دار الحوار التالي بين العلم والجهل:
العلم: أنا النور الذي استطاع تغيير حياة الأمم وإنارتها بالإنجازات، أنا الذي أمنح العالم كل يوم خبرة جديدة، أنا السماء التي تمطر معارف تفيد الإنسان في حياته، أنا العلم المعروف لدى الجميع ويضربون الأمثال بأهميتي في كل زمان، ومكان فماذا تفعل أنت يا هذا؟
الجهل: هل تتحدث إليّ أنا؟
العلم: نعم، ومن يوجد غيرك، أخبرني ولو إنجازاً واحداً نفعت به الناس؟
الجهل: أنا لا أفعل أية إنجازات، أنا أقوم بمخادعة الناس وضلالهم والكذب عليهم لأجذبهم إليّ، إلا أن الجميع قد أصبح يتجه نحوك ويتركوني وحيداً، فأنا لا أفعل شيء سوى إراحتهم من جهد العلم وضغوطه ومسئولياته وأرغب في رؤيتهم سعداء.
العلم: ما أنت إلا كاذب مضلل، يسعى لجذب ضعاف النفوس نحوه، لتنشر الظلام والجهل والمرض في حياتهم ونفوسهم، فلا يُمكنك إفادتهم على الإطلاق.
الجهل:كيف تقول ذلك، فأنا أقوم بالسيطرة على عقول الناس وتقييد أفكارهم بالكذب والجعل والخدع.
العلم: كل ما تتفوه به ما هو إلا هراء وكذب، فأنا من يُمكنني إفادة الإنسان في حياته، وأعلمه كيف يُمكنه أن يكون نافعاً في حياته، فما أنت إلا ظلام جاهل تريد أن يعيش الجميع في ظلام، لذا لا يوجد مكان لك بيّن الناس ولا يُمكنك أن تستمر طويلاً، فسيقضي عليك المتعلمون بأفكارهم المستنيرة ولن يوجد لك مكاناً بينهم.
اقرأ أيضاً: قصة النبي يوسف مختصرة
يرشد العلم الناس إلى الحق والصواب في طريق الحياة، ويجعلهم أشخاصاً صالحين ناجحين مؤثرين إيجاباً لأنفسهم ومجتمعاتهم.