ابحث عن أي موضوع يهمك
منذ فجر التاريخ، واجهت المجتمعات الإنسانية العديد من الظواهر السلبية التي تهدد تماسكها وتعيق تقدمها ومن بين هذه الظواهر، تبرز مشكلات الكذب، النميمة، والغيبة كسلوكيات خاطئة تلقي بظلالها على الفرد والمجتمع على حد السواء، ويجب علينا جميعًا أن نسعى إلى تجنب هذه السلوكيات والتحلي بالصدق والاحترام في تعاملاتنا مع الآخرين، ولتعزيز قيمة الصدق والسلوكات الحسنة في المجتمع فإننا في هذا المقال عبر موقع مخزن سوف نقدم لكم قصص ملهمة عن عواقب الكذب والنميمة والغيبة، وتصلح لقصها على الصغار والأطفال.
كان هناك رجل ثري من أسرة مرموقة ذهب إلى السوق بحثًا عن عبد يخدمه وعائلته.رغب الرجل الثري في شراء أحد العبيد المتاحين، إلا أنه قبل الشراء استفسر من صاحب العبد عن أي عيوب قد يكون في العبد أخبره صاحب العبد بأن العبد يعاني من عيب واحد فقط، وهو الكذب، أي أنه ينشر الأكاذيب بين الناس بالرغم من هذا العيب، وافق الرجل الثري على شراء العبد مقابل مبلغ مالي معين.
وافق الرجل ودفع لصاحب العبد المبلغ المتفق عليه، ثم عاد الرجل الثري إلى منزله وبصحبته العبد الجديد الذي اشتراه من السوق قضى العبد عدة أيام في خدمة الرجل وزوجته، وأكمل جميع مهامهم بأمانة وإخلاص في يوم من الأيام، غادر الرجل منزله لقضاء بعض الأمور والتسوق استغل العبد هذه الفرصة وتوجه إلى الزوجة، حيث نقل عن الرجل الكلام بالكذب وزعم أن زوجها ينوي الزواج من امرأة أخرى، وأنه يعقد الصفقة مع عائلتها الجديدة صدقت الزوجة هذا الكلام وطلبت من العبد حلاً لمنع هذا الزواج أقنع العبد الزوجة بأن تأخذ ثلاث شعرات من لحية زوجها، ووعدها بإرسالها إلى شخص يمكنه منع هذا الزواج في الوقت نفسه، توجه العبد إلى سيده وأخبره كذباً بأن زوجته تحب رجلاً آخر وتخطط لقتله.
صدق الرجل الثري قصة العبد الكاذب، وفي الظلام قام بالتظاهر بالنوم، شعر بزوجته تقترب منه وهي تحمل موسًا لاستخراج شعر من لحيته، ظن أنها تعتزم قتله لتنفيذ مؤامرتها الخبيثة في تلك اللحظة، استولى الرجل بالقوة على الموس من يد زوجته وطعنها به، ما أدى إلى وفاتها على الفور ثم نقل العبد الكاذب القصة إلى أهل الزوجة دون ذكر دوره في الأحداث، فأقدموا على قتل الزوج تحقيقًا لانتقامهم من فعلته وتوضح لنا تلك القصة خطورة الكذب وأنها من الصفات التي لا يمكن الاستهانة بها وبمدى تأثيرها على حياتنا.
كان هناك رجل يعمل في بيع ثمار البرتقال في السوق، وفي يوم من الأيام، توقفت سيدة عجوز أمامه وسألته: “هل هذا البرتقال حامض؟”رد البائع بسرعة: “لا يا سيدتي، إنه حلو ولذيذ الطعم، فكم كيلو ترغبين في الشراء؟ أخبرت السيدة العجوز أنها ترغب في البرتقال الحامض، لأن زوجة ابنها حامل وتشتهيه ولا تريده حلوًا، وهكذا فشل البائع في إقناع الزبونة.
في اليوم التالي هو يجلس لبيع البرتقال في السوق، اقتربت منه امرأة حامل في مقتبل العمر سألته: “هل البرتقال الذي تبيعه حلو؟”، فتذكر الحادثة السابقة وراعى عدم فقدان الزبون هذه المرة رد البائع بكذب: “لا، إن هذا البرتقال حامض، فكم كيلو ترغبين في الشراء؟” أخبرت المرأة الحامل أنها لا ترغب في البرتقال الحامض، بل أرسلتها أم زوجها لشراء برتقال حلو من السوق وأخبرتها بموقع البائع هنا ندم الرجل كثيرًا، وفهم أن الكذب كان السبب في خسارة الزبائن وضياع المكسب في المرتين الأولى والثانية.
كان هناك رجل يربطه علاقة صداقة قوية برجل آخر يعيش بالقرب منه في نفس القرية وفي يوم من الأيام، تصاعدت الخلافات بينهما، فقام الرجل بسب صديقه وجرحه ببعض الألفاظ اللاذعة وبعدما عاد إلى منزله وهدأ قليلاً، بدأ يتأمل في فعلته ويدرك خطأه تجاه صديقه.فقرر أن يذهب مرة أخرى إلى صديقه ويعتذر له، وفعلاً فعل ذلك، وتقبل الصديق الاعتذار بكل روح رياضية.
لكن الرجل لم يشعر بالراحة النفسية بعد، فقرر أن يطلب النصح من شيخ كبير في القرية، وقد شرح له الواقعة أوصاه الشيخ بأن يأتي بكيس من الريش ويوزعه على بيوت القرية في الليل وبعد أن فعل ذلك، طلب منه الشيخ أن يعود في الصباح ويجمع الريش مرة أخرى. هكذا أدرك الرجل الحكمة من وراء هذا الفعل، وهي أن الكلمة السيئة تخرج بسهولة وتجرح الآخرين، ولكن من الصعب جدًا استعادتها بعد أن تسببت في الأذى، لذا يجب على الإنسان السيطرة على لسانه وتوخي الحذر في استخدام الكلمات.
كان هناك رجل حكيم يسعى لتعليم ابنه درسًا عظيمًا يحذره فيه من خطر النميمة والغيبة والحديث السيء عن الآخرين فقرر الرجل أن يوضح هذا الدرس بشكل ملموس، فأخذ ابنه إلى قمة أعلى منزلهم في المدينة، ومعهما كيس كبير مليء بريش النعام. طلب الأب من الابن أن يفتح الكيس ويُلقي الريش من أعلى البناية. وفعل الابن كما قيل له، فرمى الريش من الأعلى فانتثرت في كل مكان.
بعد ذلك طلب الأب من ابنه أن يجمع الريش مرة أخرى في الكيس تعجب الابن من الطلب، وأخبر والده بأنه لا يستطيع ذلك، لأن الريش قد تناثرت بالفعل في كل مكان وأوضح الأب لابنه أن النميمة والحديث السيء عن الآخرين مثل هذه الريش المتناثرة، يمكن نشرها بسهولة ولكن من الصعب جمعها مرة أخرى وأكد أن النميمة من أسوأ آفات اللسان، وأن الله تعالى يعاقب النمامين بعذاب أليم في يوم القيامة، وأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حذر من النميمة ووصفها بأنها من أسباب دخول النار.
كان هناك صبي صغير لم يتجاوز عمره العاشر، وعلى الرغم من وجود الكثير من الأصدقاء حوله، كان يشعر بالوحدة لأنه وحيد الأبوين ولا يملك أشقاء. كان هذا الصبي يلعب مع أصدقائه وجيرانه بانتظام، ولكنه كان يعاني من عيب خطير وهو الكذب. بدأ الصبي يكذب على الآخرين بانتظام، مما أدى إلى بعدهم عنه تدريجيًا عندما اكتشفوا حقيقة كذبه شعر الصبي بالوحدة والعزلة، وأدرك أن السبب وراء ذلك هو سوء سلوكه في الكذب وبدأ يدرك أن الكذب هو إحدى أسوأ آفات اللسان التي يجب أن يتجنبها.
الكذب والغيبة والنميمة هي أنماط من أنماط السلوك السلبي التي يمكن أن تسبب العديد من الأضرار الجسدية والنفسية والاجتماعية على حد السواء، وفيما يلي نعرفكم تأثيراتهم السلبية: