ابحث عن أي موضوع يهمك
يود الكثير من أبناء الأمة الإسلامية التعرف على حكم الشيخ ابن باز في قراءة سورة البقرة بشكل يومي، ومن ثم تكمن الإجابة في أن الحكم جائز شرعاً في الدين الإسلامي، ولا يقع حرج على المسلم في ذلك، وتعد سورة البقرة من أعظم سور القرآن الكريم.
ويجب أن ننوه أن مداومة قراءة القرآن الكريم واحدة من أعظم العبادات عند الله سبحانه وتعالى، حيث يكون لكل حرف يقرأه المسلم حسنة عند الله سبحانه وتعالى والحسنة بعشر أمثالها، والدليل على ذلك ما جاء في الحديث النبوي الشريف، حيث روى عبد الله بن مسعود رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “- من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ (الـم) حرفٌ ولكنْ (ألفٌ) حرفٌ و(لامٌ) حرفٌ و(ميمٌ) حرفٌ”.
تعد سورة البقرة السورة الثانية في القرآن الكريم بعد فاتحة الكتاب، بالإضافة إلى أنها أطول السور القرآنية، تتضمن سورة البرقة عدد مائتان وستة وثمانون آية، وهي من السور المدنية بالإضافة إلى كونها أول سور تنزل في المدينة المنورة.
ويجب أن ننوه أن سورة البقرة تحتوي على آية نزلت في مكة المكرمة ألا وهي الآية رقم 281 ” وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ”.
ويرجع فضل هذه السورة في كونها تحتوي على آية الكرسي وهي الآية رقم 255 في هذه السورة ” اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ”، ويكون لهذه الآية فضل كبير في قراءتها بعد الانتهاء من كل صلاة، حيث تجعل بين قائلها والاجنة الموت فقط.
ويجب أن ننوه أن السبب في تمسية سورة البقرة بهذا الاسم، حيث تناولت قصة بقرة بني إسرائيل وما حدث مع نبي الله موسى عليه السلام.
تكمن الإجابة على سؤال فقرتنا ان قراءة سورة البقرة بشكل يومي لا تعد بدعة، حيث تعد من الأمور المستحب فعلها، ومن ثم يؤجر الفرد المسلم على قراءتها، تكون لقراءتها خير وبركة على المسلمين.
ونستدل على ذلك بقول الخطابي في فضل قراءة القرآن الكريم ” جاء في الأثر أن عدد آي القرآن على قدر درج الجنة ، فيقال للقارىء: ارق في الدرج على قدر ما كنت تقرأ من آي القرآن ، فمن استوفى قراءة جميع القرآن استولى على أقصى درج الجنة في الآخرة ، ومن قرأ جزأً منه كان رقيه في الدَّرج على قدر ذلك ، فيكون منتهى الثواب عند منتهى القراءة”.
شرع الدين الإسلامي أداء صلاة قيام الليل التي تعد من أعظم النوافل عند الله بقراءة سورة البقرة، والدليل على ذلك ما رواه الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضى الله عنه “- صلَّيتُ مع النَّبيِّ _ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم _ ذاتَ ليلةٍ فافتتح البقرةَ , فقلتُ يركعُ عند المائةِ , فمضَى , فقلتُ يركعُ عند المائتَيْن , فمضَى , فقلتُ يُصلِّي بها في ركعةٍ , فمضَى , فافتتح النِّساءَ فقرأها , ثمَّ افتتح آلَ عمرانَ فقرأها , يقرأُ مترسِّلًا , إذا مرَّ بآيةٍ فيها تسبيحٌ سبَّح , وإذا مرَّ بسؤالٍ سأل , وإذا مرَّ بتعوُّذٍ تعوَّذ , ثمَّ ركع فقال سبحانَ ربِّي العظيمِ , فكان ركوعُه نحوًا من قيامِه ثمَّ رفع رأسَه فقال : سمِع اللهُ لمن حمِده , فكان قيامُه قريبًا من ركوعِه ثمَّ سجد فجعل يقولُ سبحانَ ربِّي الأعلَى فكان سجودُه قريبًا من قيامِه”.
ويكون هذا الأمر يعد دليل قوي على شرعية صلاة قيام الليل بقراءة سورة البقرة، ومن الجدير بالذكر أن هذا لا يشترط أن يكون المسلم حافظا لسورة البقرة، حيث يمكنه الإمساك بالمصحف وقراءتها في الصلاة، ولا حرج في ذلك، ويأخذ المصلي ثوابها وفضلها، حيث تعد سورة البقرة من السور الطويلة التي لا يستطيع الفرد حفظها.
اتفق علماء الدين الإسلامي على أنه لا يوجد حرج على المسلم في قراءة سورة البقرة على مراحل في اليوم الواحد، والدليل على ذلك أنه لا يوجد نص قرآني أو حديث نبوي يحرم قراءة السورة بشكل متقطع، وأمر الأمة الإسلامية بضرورة قراءة سورة البقرة بشكل متصل، حيث يتميز الدين الإسلامي بأنه دين اليسر وليست العسر، وهذه السورة من أطول السور التي يمكن تجزئتها على اليوم الواحد لإتمام القراءة.
قال الشيخ ابن باز رحمة الله عليه أن لقراءة سورة البقرة في البيت والمداومة على ذلك يكون لها فضل كبير على المسلم، ويكون له ثواب وأجر عظيم، والدليل على ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن هذه السورة تطرد الشيطان من البيت، حيث روى أبو هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “- لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ”.
وأضاف الشيخ ابن باز أن كثرة الذكر وقراءة القرآن في البيت تعد من أهم الأسباب في طرد الشيطان من البيت وتحمي البيت من الشرور، ومن ثم يتوجب على المسلم القيام بذلك؛ حيث يعد من أهم أسباب السلامة من شر الشيطان.
تملك سورة البقرة عدد كبير من الفضائل التي تعود على المسلم، ونستدل في ذلك إلى ما ورد في السُنة النبوية الشريفة، ومن خلال النقاط التالية نذكر فضل هذه السورة: