قد يتعرض بعض الأطفال إلى مشكلة تأخر الكلام، ويصاب الطفل بتلك المشكلة في عمر يتراوح بين 18 و30 شهرًا، وتكمن مشكلة تأخر النطق في اللغة المنطوقة أو التعبيرية، وهناك عدد من الحالات شفيت من تلك المشكلة ويمكن التعرف عليها من خلال موقع مخزن.
هناك العديد من الحالات التي شفيت من تأخر الكلام، ويعود ذلك الأمر في الأغلب إلى طرق العلاج المهني التي تتضمن مجموعة مختلفة من الأنشطة التي تساعد الأطفال على تطوير مهارات النطق واللغة، ومن أمثلة الحالات التي شفيت من تأخر الكلام:
طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات لم يكن ينطق سوى بضع كلمات، وبعد الذهاب إلى العديد من الأطباء المختصين تم تشخيص الطفل بأنه مصاب بمشكلة ضعف السمع، ووصف له الطبيب علاجًا بالأقراط السمعية، وبعد تلقي العلاج ببضعة أشهر، بدأ الطفل في التحدث بشكل واضح ومفهوم، وأصبح يتحدث كالأطفال من عمره.
طفل آخر كان يبلغ من العمر أربعة سنوات ويعاني من صعوبة شديدة في نطق بعض الأصوات والكلمات، وقاموا بالذهاب به إلى عدد كبير من الأطباء المختصين إلى أن تم تشخيصه باضطراب النطق وهي مشكلة تؤدي إلى صعوبة نطق الكلمات في عمر كبير، وتلقى الطفل المصاب علاجًا من معالج النطق، وبعد مرور عام من العلاج، تمكن الطفل من نطق جميع الأصوات بشكل صحيح.
كان يعاني طفل آخر يبلغ من العمر 5 سنوات من صعوبة في فهم الكلمات والعبارات على الرغم من كبر سنه، وتوصل العديد من الأطباء المختصين إلى أن ذلك الطفل يعاني من مشكلة اضطراب اللغة أدت إلى صعوبة النطق منذ الصغر، وبدأ الطفل في الذهاب إلى معالج اللغة وتلقى علاجًا خاص منه، حتى مرور عام من العلاج، وبعد ذلك تمكن الطفل من فهم اللغة بشكل أفضل وبدأ في نطق كلامات صحيحة.
ملحوظة: في بعض الحالات قد لا يتم الشفاء الكامل من مشكلة تأخر النطق والكلام، وكلما كان التدخل العلاجي مبكرًا كلما كانت النتيجة أفضل واكتسب الطفل المهارات اللازمة للتواصل بشكل فعال.
تجارب الأمهات في تأخر الكلام
تأخر الكلام هو واحد من أكبر المشاكل التي تواجه الأمهات مع أطفالهم، وتشعرهم بالقلق الشديد، وقد يؤدي تأخر الكلام إلى صعوبة في التواصل مع الآخرين في الكثير من الحالات، وتختلف تجربة كل أم عن الآخر، ومن تجارب بعض الأمهات مع تلك المشكلة:
تقول إحدى الأمهات أنها لاحظت أن الطفل في عمر العامين لا يستطيع التحدث بشكل جيد مقارنةً بباقي الأطفال من عمره، وقامت بالذهاب به إلى طبيب مختص وتم تشخيص الطفل بصعوبة النطق، وبدأ في الحصول على علاج مناسب لحالته بالإضافة إلى إحاطته بمجموعة من الأطفال في نفس العمر، وبعد مرور إحدى عشر شهر أصبح الطفل يتحدث بشكل جيد.
أضافت سيدة أخرى أن طفلها لا يقوم بالتحدث بشكل صحيح أو نطق الكلمات الصغيرة بسهولة، وبعد تشخيصه من قبل الأطباء المختصين بتأخر الكلام شعرت بالذنب الشديد، وذلك لاعتقادها أنها قامت بالتقصير تجاه طفلها وأنه كان بحاجة إلى التحدث مع أطفال آخرين بشكل كاف، ومع مرور الوقت وتلقي الطفل العلاج الصحيح وتحدثه مع الأطفال الآخرين بدأ الطفل بالتحدث بشكل واضح وصحيح، إلى أن تم علاجه بشكل نهائي وأصبح يقوم بنطق الكلمات بالشكل الصحيح والطبيعي.
قد تشعر الأم بالوحدة إذا كانت هي الوحيدة التي تواجه هذه المشكلة مع طفلها، فبعض الأمهات يشعرن أن أطفالهن هم الوحيدون الذين لا يستطيعون الكلام، مما يجعلهن يشعرن بالوحدة والانعزال، وهذا ما حدث مع تلك السيدة التي أصيب طفلها بمشكلة في النطق، ولكن بعد شفاؤه على يد الأطباء المختصين بدأت الأم في الشعور هي أيضًا بالتحسن والتخلص من ذلك الشعور.
أعراض تأخر الكلام لدى الأطفال
يصاب بعض الأطفال بعدم القدرة على الكلام أو التواصل مع الآخرين بالشكل الطبيعي في أعمار كبيرة، وتختلف الأعراض من طفل إلى آخر، ولكن هناك بعض العلامات الشائعة التي تشير إلى تأخر الكلام منها:
عدم استخدام الضمائر الشخصية بشكل صحيح بعمر 4 سنوات.
عدم نطق جمل تتكون من كلمتين أو ثلاث كلمات بعمر 24 شهرًا أو العامين.
عدم نطق أي كلمات بعمر 18 شهرًا.
صعوبة فهم الكلام بعمر 3 سنوات، وعدم تلقي العلاج المبكر.
عدم استخدام الأزمنة الصحيحة للأفعال بعمر 5 سنوات.
في حالة كان يعاني الطفل من:
صعوبة التواصل مع الأطفال الآخرين.
صعوبة فهم التوجيهات أو الأوامر.
صعوبة التعبير عن المشاعر أو الاحتياجات.
ملحوظة: في حالة ملاحظة ظهور أيًا من تلك الأعراض على الطفل، يجب التحدث إلى الطبيب المختص وتشخيص الطفل بشكل مبكر لتلقي العلاج الصحيح وتحسين فرص الطفل في التغلب على هذه المشكلة.
عوامل تأخر الكلام لدى الطفل
هناك عدد من العوامل المختلفة التي قد تؤدي إلى إصابة الطفل بتأخر الكلام والنطق بشكل صحيح، ومن تلك العوامل:
المشاكل الصحية: يصاب بعض الأطفال بمشكلة تأخر الكلام بسبب مشكلة صحية، مثل:
ضعف السمع: يمكن أن يمنع الطفل من سماع الكلام بشكل واضح، مما قد يؤثر على قدرته على تعلم اللغة.
إصابة الدماغ: إصابة الدماغ قد تؤثر على قدرة الطفل على التواصل اللفظي.
المشاكل البيئية: قد يكون تأخر الكلام ناتجًا عن مشكلة بيئية، مثل:
الحرمان اللغوي: يمكن أن يحدث عندما لا يتعرض الطفل للكثير من الكلام، مما قد يؤثر على قدرته على تعلم اللغة.
أو الإهمال: قد يمنع الطفل من الحصول على التحفيز والدعم اللازمين لتعلم اللغة.
العوامل الوراثية: قد يكون تأخر الكلام ناتجًا عن عوامل وراثية، حيث وجدت بعض الدراسات أن الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي من تأخر الكلام هم أكثر عرضة للإصابة بهذه المشكلة.
الاضطرابات العصبية: من الممكن أن يصاب الطفل بتأخر الكلام ناتجًا عن اضطراب عصبي، مثل:
التوحد: اضطرابات طيف التوحد يمكن أن تؤثر على قدرة الطفل على التواصل اللفظي والتواصل الاجتماعي.
متلازمة داون: أما متلازمة داون، فهي اضطراب وراثي يسبب إعاقات في النمو، بما في ذلك تأخر الكلام.
قد تؤدي أيضًا ولادة الطفل بشكل مبكر أو انخفاض الوزن عند الولادة إلى تأخر الكلام.
في حالة وجود وجود مشاكل سلوكية أو عاطفية، أو وجود مشاكل في نمو الدماغ.
عند إصابة الطفل بمرض أو عدوى في مرحلة الطفولة المبكرة.
التعليمات اللازمة عند تأخر الكلام لدى الطفل
عند ملاحظة ظهور أي أعراض على الطفل يتضح من خلالها صعوبة نطقه للكلمات يجب استشارة الطبيب على الفور، والتعرف على بعض التعليمات المهمة ومنها:
مساعدة الطفل على كثرة القراءة، حيث أن القراءة هي واحدة من الطرف الرائعة لتعليم الأطفال اللغة، اقرأي لطفلك القصص والكتب الملونة.
تشجيع الطفل على اللعب مع الأطفال الآخرين، اللعب مع الاطفال يساعدهم على تعلم التواصل الاجتماعي واللغة.
عدم مقارنة الطفل المصاب بتأخر الكلام بأطفال آخرين، فكل طفل يتطور بمعدله الخاص.
التحدث إلى الطفل كثيرًا، حتى الأشياء البسيطة، فكلما تحدثتِ معه أكثر، كلما تعلم المزيد عن اللغة.
عدم إجبار الطفل على التحدث، يجب تركه يتحدث بمفرده عندما يكون مستعدًا لذلك.
تكرار الكلمات والجمل المختلفة أمامه والتي ستساعده على النطق بشكل أسرع وأسهل.
استخدام الإشارات والصور التي ستساعد الطفل على فهم ما يقوله الآخرين.