ابحث عن أي موضوع يهمك
تعرف معنى في المقال الآتي على حُكم جميع التكبيرات غير تكبيرة الاحرام في الصلاة، فقد فرض الله ـ عز وجل ـ الصلاة على المسلمين خمسة مرات في اليوم والليلة الواحدة، وجعل لها عدداً من الشروط التي لا تصح صلاة المسلم من دونها مثل الطهارة، استقبال القلبة، الوضوء، ودخول وقت الصلاة، كما أن للصلاة في الإسلام عدداً من الأركان التي لا تكون صلاة المسلم صحيحها بدونها من بينها تكبيرة الإحرام، قراءة سورة الفاتحة، التشهد، السلام، مع مراعاة الترتيب في أركان الصلاة، وقد يتساءل الكثير من المسلمين حول هل تكبيرات الانتقال من ركن إلى ركن أخر في الصلاة من الواجبات أم المُستحبات، وهل اتفق علماء المسلمين على قول واحد في هذا الأمر أو اختلفت أقوالهم، وما هي الأدلة الشرعية التي جاءت في حُكم تكبيرات الانتقال، ذلك بالتفصيل ما سنتعرف عليه في سطورنا التالية من موقع مخزن المعلومات، فتابعونا.
ذُكر أن جميع التكبيرات غير تكبيرة الإحرام ليست ركناً من أركان الصلاة الأساسية، وقد ظهر تباين واضح في أراء أهل العلم والدين في حُكمهم حول الأمر في قولين، وهما على النحو الآتي:
القول الأول
القول الثاني
استدل الشافعية والمالكية والحنفية في قولهم حول استحباب جميع التكبيرات غير تكبيرة الإحرام في الصلاة بحديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
أبو هريرة -رضي الله عنه- حيث قال: “إنَّ رجلًا دخَل المسجدَ، ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالِسٌ في ناحِيةِ المسجدِ، فصلَّى ثم جاء فسلَّم عليه، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: وعلَيكَ السَّلامُ، ارجِعْ فصلِّ؛ فإنَّك لم تُصَلِّ، فرجَع فصلَّى ثم جاء فسلَّم، فقال: وعلَيكَ السَّلامُ، فارجِعْ فصلِّ؛ فإنَّك لم تُصَلِّ، فقال في الثَّانيةِ، أو في التي بعدَها: علِّمْني يا رسولَ اللهِ، فقال: إذا قُمْتَ إلى الصَّلاةِ فأسبِغِ الوُضوءَ، ثم استقبِلِ القِبلةَ فكبِّرْ، ثم اقرَأْ بما تيسَّر معَك منَ القرآنِ، ثم اركَعْ حتَّى تَطمَئِنَّ راكِعًا، ثم ارفَعْ حتَّى تستوِيَ قائِمًا، ثم اسجُدْ حتَّى تَطمَئِنَّ ساجِدًا، ثم ارفَعْ حتَّى تَطمَئِنَّ جالِسًا، ثم اسجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ ساجِدًا، ثم ارفَعْ حتَّى تَطمَئِنَّ جالِسًا، ثم افعَلْ ذلك في صلاتِكَ كلِّها”.
جاء دليل الحنابلة بوجوب جميع التكبيرات في الصلاة غير تكبيرة الإحرام على النحو التالي:
الدليل الأول
قال رسول الله ـ محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ “إنَّما جُعِلَ الإمامُ لِيؤتَمَّ به، فإذا كبَّرَ فكبِّروا، وإذا ركعَ فاركعوا، وإذا قال: سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَه، فقولوا: ربَّنا ولك الحَمدُ، وإذا سجَدَ فاسجُدوا، وإذا صلَّى جالسًا، فصَلُّوا جلوسًا أجمعونَ” ، وجاء وجه الدلالة من هذا الحديث في كونه عمّ أي شمل جميع تكبيرات الصلاة.
الدليل الثاني
عن أبو هريرة -رضي الله عنه-: “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا قام إلى الصَّلاةِ يكبِّرُ حين يقومُ، ثم يكبِّرُ حين يركَعُ ثم يقولُ: سمِعَ اللهُ لِمَن حمِده حين يرفَعُ صُلبَه مِن الرُّكوعِ، ثم يقولُ وهو قائمٌ: ربَّنا ولك الحمدُ، ثم يكبِّرُ حين يَهْوِي ساجدًا، ثم يكبِّرُ حين يرفَعُ رأسَه، ثم يكبِّرُ حين يسجُدُ، ثم يكبِّرُ حين يرفَعُ رأسَه، ثم يفعَلُ مِثلَ ذلك في الصَّلاةِ كلِّها حتَّى يقضيَها، ويكبِّرُ حين يقومُ مِن المَثْنى بعد الجلوسِ، ثم يقولُ أبو هُرَيرةَ: إنِّي لَأشْبَهُكم صلاةً برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم”.
جاءت ثالث الأقوال بأن جميع تكبيرات الانتقال واجبة، لذا لا تبطل الصلاة بتركها سهواً إلا أنها تبطل بتركها عمداً، وهو قول الإمام أحمد وابن إسحاق، بينما جاء رابع الأقوال لأبن حزم بأن جميع التكبيرات غير تكبيرة الإحرام واجبة تبطل الصلاة بتركها ولوكان سهواً عن غير قصد، وجاء قول ابن رجب ـ رحمه الله ـ وأكثر الفقهاء على أن التكبير في الصلاة -غير تكبيرة الإحرام- سنة , لا تبطل الصلاة بتركه عمدا ولا سهوا.
وذهب الإمام أحمد أن من ترك كبيرة تكبيرة من تكبيرات الصلاة عن عمد يكون عليه الإعادة، وإن كان ترك التكبيرات دون قصد أي سهواً فلا يكون عليه إعادة في غير تكبيرة الإحرام، كما قام أصحاب الإمام أحمد بتسمية هذه التكبيرات في الصلاة بعد تكبيرة الإحرام من الواجبات، وذلك لأن الصلاة تكون باطلة من دونها عندهم، وجاء في رواية أخرى عن الإمام أحمد أن هذه التكبيرات من فروض الصلاة، لذا لا تسقط الصلاة بتركها سواء كان عن عمد أو سهواً.
وجاء في رواية أخرى أن جميع التكبيرات في الصلاة غير تكبيرة الإحرام تكون فرض في حق غير المأموم، وإنما المأموم فإنها تسقط عنه بالسهو، وجاء في قول بن القاسم : (من أسقط من التكبير في الصلاة ثلاث تكبيرات فما فوقها سجد للسهو قبل السلام , فإن لم يسجد بطلت صلاته , وإن نسي تكبيرة واحدة أو اثنتين سجد للسهو -أيضا- , فإن لم يفعل فلا شيء عليه . قال ابن عبد البر : هذا يدل على أن عظم التكبير وجملته عنده فرض , وأن اليسير منه متجاوز عنه.
وبذلك أعزاءنا القراء نكون قد وصلنا بكم إلى ختام مقالنا الذي عرضنا لكم خلاله حُكم جميع التكبيرات غير تكبيرة الاحرام في الصلاة، وللمزيد من الأحكام الشرعية والموضوعات تابعونا دوماً في موقع مخزن المعلومات.