ابحث عن أي موضوع يهمك
في الكثير من الأحيان يتم التداول فيما بين المسلمين السؤال حول اين صنعت أول لباس الكعبة لذا سوف نعرض لكم الإجابة الكاملة حول ذلك السؤال وغيرها من المعلومات والتفاصيل حول كسوة الكعبة المشرفة في مخزن المعلومات وهي قطعة من القماش صنعت من الحرير الفاخر ذو اللون الأسود وقد زُينت تلك القطعة بالنقوشات الذهبية من آيات القرآن الكريم تمت كتابتها بماء الذهب.
وكانت الصناعة الأولى لذلك اللباس في مصر، بزمن العباسيون الذين وضعوا اهتمام وحرص كبيرين في اقتناء الحرير من أفضل الأنواع الموجودة حول العالم، حتى يتم صناعة تلك الكسوة السوداء الحريرية الفاخرة، وقد كلفوا مجموعة من النساجون المهرة للقيام بذلك.
وفي العام المائة وستون هجرية كان قد توجه المهدي العباسي إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج، وهناك ذكر سدنة الكعبة له أن كسوتها قد ذادت عليها وأن البناء هش ضعيف وهناك خوف من أن يتأثر أو يتهدم نتيجة ما يوجد عليه بكثرة، لذا أمر المهدي أن يتم تجريدها من كسوتها بشكل تام على أن يتم إسدال الكسوة بطريقة دورية.
كما أمر المهدي العباسي أن يطلى بناء الكعبة بالعنبر والمسك والخلوق الغالية، وبعد أن مرت سنتين أمر بأن تُصنع للكعبة المشرفة كسوة جديدة في مدينة تنيس المصرية، وكان آنذاك يتم تركيب الكسوة مرتين في العام، في حين أنه بعصر الخليفة المأمون كان يتم كساء الكعبة ثلاث مرات من كل عام، وقد ظلت كسوة الكعبة يتم إرسالها إلى السعودية حتى عام 1381 هجرية، ومنذ ذلك الوقت بدأت صناعة كسوة الكعبة بالمملكة ابتداءً من عام 1346 هجرية وحتى الوقت الحالي.
تم كساء الكعبة للمرة الأولى على يد (ملك حمير) حيث كساها بالكامل بواسطة الخصف، ومن ثم تدرجت كسوتها إلى أن تم ذلك بالكسوة اليمنية التي عرفت باسم المعافير، كما تم كسوتها بالملاء وهي عبارة عن كسوة رقيقة لينة، كما جعل للكعبة باب له مفتاح، وقد أمر خلفاؤه أن يتبعوه في ذلك، لذا ورد نهي عن الرسول صلى الله عليه وسلم لصحابته من سب تُبَّع ملك حمير حيث قال صلى الله عليه وسلم (لا تسبوا تبعا، فإنه كان قد أسلم)، وهناك روايات أخرى قالت أن الكساء الأول للكعبة كان على يد إبراهيم عليه السلام وولده إسماعيل.
تم رفع قواعد البيت الحرام على يد النبي إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام ومنذ ذلك الوقت وهي وجهة للعرب والمسلمين يقدمون إليها من كل حدب وصوب، وقد ذكر أن إبراهيم قام آنذاك بكسوة الكعبة دون أن يذكر لون تلك الكسوة، وقد تلاه بذلك الملك (تُبع) وهو أول من جعل للكعبة باباً، وكانت كسوته مصنعة من الأديم وهو عبارة عن جلد ذو لون بني فاتح.
وقد تعددت واختلفت الروايات التاريخية التي ورد بها ذكر ألوان كسوة الكعبة المشرفة على مر العصور حيث ورد كل من الأحمر، البني، الأصفر، الأبيض، الأخضر، وأخيراً الأسود المنقوش بالذهبي الذي يتم اعتماده حتى وقتنا الحالي.
من الطبيعي أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن قادراً على كسوة الكعبة بملء حريته نتيجة تحكم قريش وفرض سلطتهم عليها، ولكن وبعد انتشار الإسلام وفتح مكة بقيت كسوة الكعبة كما هي إلى أن أُحرقت على يد امرأة كانت تطيبها وتبخرها، ليتم كسائها بأمر من النبي الكريم بالثياب اليمانية المخططة باللونين الأحمر والأبيض.
ومن بعده قام كل من الخليفة أبو بكر تلاه في ذلك الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما الكعبة المشرفة بثياب القباطي ذات اللون الأبيض، حيث كان يأمر الخليفة عمر أن يتم كسائها مرتين في العام الواحد من بيت مال المسلمين، وفي العصر الفاطمي تم كساء الكعبة بالديباج الأصفر، كما أمر الناصر العباسي أن يتم كسائها بالديباج الأخضر.
إن أول معمل تم إنشاؤه لإنتاج كسوة الكعبة كان بأمر صادر من الملك عبد العزيز آل سعود عام (1346هـ/1927م)، وكانت الصناعة الأولى لكسوة الكعبة على أيدي سعودية بمصنع أجياد في مكة المكرمة عام (1352هـ/1934م)، وكان المدير الأول لدار الكسوة بأجياد هو الشيخ (عبد الرحمن مظهر) عام (1346هـ/ 1927م).
تم الإعلان من قبل أحمد المنصوري مدير عام مجمع الملك عبد العزيز أنه عقب إزالة كسوة الكعبة القديمة يتم تفكيك أركانها من المذهبات وهو ما يتم في ثامن أيام شهر ذي الحجة، وفق ما يتم التعامل به في المركز من خطة تشغيلية، يليها اتباع إجراءات النقل لتلك الكسوة القديمة لتستقر بالمستودعات الحكومية بما يتناسب معها من أساليب حفظ فنية، حرصاً على منع نفاذ البكتيريا إليها أو التعرض للتفاعلات الكيميائية، وإذا ما صدر أمر من قبل الملك بإرسالها لأحد المتاحف وإيداعها به، يتم تنفيذ النقل وفق ما ورد بالمادة الثانية عشر من الفقرة الثانية من نظام المستودعات.
يتم نقش كسوة الكعبة ذات اللون الأسود بنقوش ذهبية اللون حيث يتم بواسطة ماء الذهب كتابة عدد من الآيات القرآنية على كل جانب من جوانب الكعبة، وسوف نعرض لكم بالفقرة الآتية الآيات القرآنية التي يتم كتابتها على ستار الكعبة:
وأخيراً وفي ختام مقالنا الذي تحدثنا من خلاله حول سؤال اين صنعت أول لباس الكعبة فقد علمنا أن الصناعة الأولى لها كانت بجمهورية مصر العربية في حين كانت أول صناعة لها بالمملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين عبد العزيز آل سعود رحمة الله، ويشار إلى أن كمية الحرير الطبيعي المستخدمة في كسوة الكعبة قد بلغت 670 كجم، أما التكلفة الإجمالية لصناعة تلك الكسوة تقدر بما يقرب من 20 مليون ريال سعودي.