إن الصلاة عماد الدين والإيمان، فلا إسلام بلا صلاة فهي من الفرائض الأساسية على كل مسلم ومسلم، ولا يجوز التهاون فيها أو التغافل عنها بأي شكل من الأشكال. وللصلاة في الإسلام شروط لا تصح من دونها وكذلك لها مجموعة من الأفعال والأقوال التي تتم من خلالها، ونحن في هذا المقال عبر موقع مخزن سوف نساعدكم في التعرف عليها.
تقسم أقوال وأفعال الصلاة إلى ثلاثة أقسام رئيسية وهي الواجبات، الأركان، والسنن، ولك لكل فئة منها ترتيب معين في الأقوال والأفعال التي يجب اتباعها أثناء الصلاة، وإلا فإن الصلاة قد تُفسد. تعد الصلاة أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي من الواجب أداؤها، حيث لا تُسقط في حالات العذر مثل المرض، مثل باقي العبادات. تمثل الصلاة الوصل الأساسي الذي يُبنى عليه باقي العبادات، ولذا من الضروري اتباع القواعد المحددة لها وفقًا لتوجيهات القرآن والسنة النبوية ،وسنتعرف فيما يلي بشكل مفصل على أقوال وأفعال الصلاة وتقسيماتها الثلاثة:
واجبات الصلاة
واجبات الصلاة تشمل الأفعال والأقوال التي يجب أداؤها خلال الصلاة، وتتضمن بعضها ما يُستحب تكراره وبعضها ما يتطلب الالتزام بمرحلة معينة، مثل:
بدء الصلاة بالتكبيرات.
قول “سمع الله لمن حمده” للإمام والمصلي الواحد، ولكن لا يقولها المأموم.
الرد وقول “ربنا ولك الحمد” للإمام والمصلي الواحد والمأموم.
قول “سبحان ربي العظيم” أثناء الركوع، مع تكرارها ثلاث مرات.
قول “سبحان ربي الأعلى” ثلاث مرات أثناء السجود والدعاء.
التشهد الأول في الركعة الثانية ومضمونه” وهو قول: (التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ )، متفق عليه.
التشهد الثاني ومضمونه “(التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي، ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، للهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد ).
في حالة إهمال أحد هذه الواجبات بشكل متعمد، يتوجب إعادة الصلاة. أما إذا تم ترك واجب الصلاة نتيجة للنسيان أو الجهل، فيمكن تعويضه بسجود السهو.
أركان الصلاة
الصلاة تتضمن واجبات وأركان، وإذا تخلفت عن أحد أركانها بشكل متعمد، يجب إعادة الصلاة. سنتعرف الآن على تلك الأركان:
تكبيرة الإحرام: تكبيرة الإحرام هي التكبيرة الأولى التي تدخل الفرد في الصلاة بعدما يبدأ بالنية، وهي واجبة لإكمال الصلاة. الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بأن يُصلي الناس كما رآه يُصلي. يقول النبي أيضًا: “مفتاح الصلاة الوضوء وتحريم التكبير وتحليل التسليم”. قد روى أحدهم أن النبي صلى الله عليه وسلم أعاد رجلاً إلى الصلاة بسبب تركه لتكبيرة الإحرام، وعلمه بأن يكبِّر عند بدء الصلاة.
هناك رجل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن صلى وسلم على رسول الله فرد عليه النبي السلام وقال له: (ارجِعْ فصلِّ فإنك لم تصلِّ، فرجع ففعل ذلك ثلاث مرَّات، فقال الرجل، والذي بعثك بالحق ما أُحسِن غير هذا، فعلِّمني، قال، إذا قمتَ إلى الصلاةِ فكبِّر، ثم اقرَأْ ما تيسَّر معك من القرآن، ثم اركَعْ حتى تطمئِنَّ راكعًا، ثم ارفَعْ حتى تعتدلَ قائمًا، ثم اسجُدْ حتى تطمئِنَّ ساجدًا، ثم ارفَعْ حتى تطمئِنَّ جالسًا، ثم اسجُدْ حتى تطمئِنَّ ساجدًا، ثم افعَلْ ذلك في صلاتِك كلِّها ).
القيام في الفرض: القيام في الصلاة الفرضية يعتبر واجبًا ضروريًا لمن يستطيع الوقوف. يأمر الله في القرآن بـ”وَقُومُوا للهِ قَانِتِين”، معناها القيام لأداء الصلاة. وفي السنة النبوية، أوصى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً الذي كان مريضًا بأن يصلي وهو جالس، وإن لم يستطع فعلى جنبه. ولا يُجوز للمصلي الصلاة وهو جالس إلا إذا كان لديه عذر يمنعه من الوقوف، حيث روى عن بن عمران بن حُصين أنه قال: (كانت بي بواسير، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال صلِّ قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جَنبٍ )،
في حال تجاوز أحد الأركان هذه بشكل متعمد، يتطلب ذلك إعادة الصلاة. أما إذا تخلف عنها بسبب نسيان أو جهل، فيمكن تعويضها بالسجود السهو.
سننن الصلاة
إن سنن الصلاة تقسم إلى قسمين وهما سنن الأقوال،وسنن الأفعال، وفي السطور التالية سوف نتعرف عليهم:
سنن الأقوال
السنن الخاصة بالأقوال في الصلاة تشمل عدة أمور، مثل:
الأدعية الافتتاحية: تتضمن دعاء الاستفتاح قبل بدء الصلاة والتعوذ بالله من الشيطان الرجيم والبسملة.
قول “آمين”: بعد قراءة الفاتحة والسور التالية، وكذلك زيادة التسبيح في الركوع والسجود.
التعوذ بالله من أربع: بعد التشهد الأخير، وهي الحفاظ من عذاب القبر وفتن المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال.
قنوت الوتر: في الصلاة الوتر والجهر بالصلاة في مواطن الجهر والإخفاء في مواضع الإخفاء في الصلوات الجهرية وغيرها.
التشهد والتسبيح وذكر الله والدعاء: بعد التشهد الأخير، والاستمرار في السجود والدعاء لله تعالى، وكذلك الإطالة في ترتيل الآيات.
سنن الأفعال
سنن الأفعال هي الحركات التي نقوم بها خلال أداء الصلاة. هذه الحركات تشمل:
رفع اليدين: يتم في أربع مواضع محددة خلال الصلاة، مثل عند تكبيرة الإحرام، وعند الركوع، وبعد القيام من الركوع مع قول “سمع الله لمن حمده”، وعند القيام من التشهد الأول.
النظر إلى موضع السجود: وهو موضع مهم يجب التأكد منه أثناء الصلاة.
وضع اليدين على الركبتين مع تفريج الأصابع أثناء الركوع: وفي حالة الجلوس من السجود وقول التشهد، يتم وضع الأصابع مضمومة على بعضها.
مد الظهر باعتدال أثناء الركوع: يكون ذلك باستقامة وعدم انحناء الظهر بشكل زائد.
أهمية الصلاة
الصلاة تُعتبر عماد الدين والركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة، و من يحافظ على أداء الصلاة، فقد حفظ دينه ورعاه الله عز وجل. ومفيما يلي نوضح لكم مدى أهمية الصلاة:
الصلاة هي الركن الوحيد الذي لا يُسقط عن المؤمن، بينما الحج والزكاة قد أُقيما لمن يستطيعان تحملهما ماديًا وجسديًا، وحتى الصيام، فإن كان المرء مريضًا أو في سفر يُعفى له عنه، لكن الصلاة بقيامها مفروضة ومستمرة على جميع العباد.،إنما يُستثنى منها الحائض والنفساء بسبب وجوب الطهارة لأداء الصلاة، ولقد نهانا عن الكسل في أداء الصلاة.
من يحافظ على الصلاة، فلديه عهد مع الله بدخول الجنة. أما من يتركها، فإنه سيكون وضعه في الآخرة بالنار، حيث يكون الناس والحجارة وقودها.
الصلاة هي أول ما يحاسب عليه الإنسان في يوم القيامة، فلا يُفتح سجل الأعمال إلا إذا كان المرء من أهل الصلاة.
مهما كانت فضائل وأعمال الخير التي يقوم بها الإنسان، فإنها لا تكون مقبولة مالم يكن مُلتزمًا بأداء الصلاة.
الصلاة هي الركن الذي يشكل العهد بين الإنسان والله، فترك الصلاة يجعل كل الأعمال الأخرى هباء منثورًا.
وهناك بعض الأحدايث التي تكفر من يترك الصلاة فهو كافر، مهما كانت أعماله الأخرى لذا فعلى كل مسلم ومسلمة الحفاظ عليها.