ابحث عن أي موضوع يهمك
ما هي اثقل صلاة على المنافقين ؟ نجيبكم عبر مقالنا اليوم في مخزن عن هذا الاستفسار فالصلاة فرد واجب على كل مسلم وهي ركن من أركان الإسلام الخمس فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث يذكر فيه أركان الإسلام وهو: {بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ شَهادةِ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ وإقامِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ وصَومِ رمضانَ وحجِّ البيتِ لمنِ استطاعَ إليهِ سبيلًا}، رواه الألباني، ومما لا شك فيه أن التكاسل أو التغافل عن أداء أي صلاة من الصلوات الخمس إثم كبير، فهي من أساسيات العبادة، وهي أول ما يحاسب عليه العبد عند الموت.
- اثقل صلاة على المنافقين هي صلاة العشاء وصلاة الفجر؟
نستدل على صحة هذه الإجابة من حديث النبي ﷺ {أثقلُ الصلاةِ على المنافقين صلاةُ العشاءِ وصلاةُ الفجرِ ولو يعلمونَ ما فيهما لأتوهُما ولو حبوًا}، رواه أبو هريرة، ومن هذا الحديث نستدل على أن المواظبة على أداء صلاتي العشاء والفجر تُخرج الفرد من ذمره المنافقين، وأن فضلهما عظيمًا لو علمها الأفراد ما تركوها مهما شق عليهم الأمر.
تعتبر صلاتي العشاء والفجر أثقل الصلوات على المنافقين وقد ذكر الفقهاء مجموعة الأسباب التي جعلت المنافقين يشعرون بثقلهم، هذه الأسباب يمكنكم التعرف عليها تفصيلًا فيما يلي:
- صلاتي العشاء والفجر أثقل الصلوات على المنافقين لأن المنافق يجد فيهم مشقة فصلاة العشاء تحين في وقت الراحة وصلاة الفجر تحين عند الاستغراق في النوم.
- وصف المولي عز وجل المنافقين بالتكاسل في أداء جميع الفرود في قوله تعالى: {وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ} [التوبة: (54)].
- وصف المولي عز وجل أن الصلوات كبيرة إلا على العباد الخاشعين في قوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: (45)].
- يحبذ المنافق أداء بقية الصلوات لأنها تكون في وضح النهار ويكون الغرض منها التباهي أمام الناس بها بينما يستخف بأداء الفجر والعشاء لأن الناس لا تراه فيها.
- كذلك يتكاسل المنافقين عن أداء صلاتي العشاء والفجر بسبب الأحاديث النبوية التي وردت تحث على أدائهما في جماعة وبالتالي يستصعب المنافق القيام بذلك فيتركها ناسيًا أنها ركن من أركان الإسلام وأنها عماد الدين.
أوضح المولى عز وجل في آيات كتابه الحكيم صفة صلاة المنافقين في قوله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى.. الآية [النساء: (142)]، ومن هذه الآية القرآنية يتضح أن صفة صلاتهم هي الكسل، ويمكنكم التعرف تفصيلًا على صفة صلاتهم بمتابعة سطورنا التالية:
- المنافق إذا حان وقت الصلاة لا يقوم لها سريعًا وإن قام يقم وهو متكاسل، ونستدل على صحة هذه الصفة من قول الله تعالى: {وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ} [التوبة: (54)].
- تأخير الصلاة عن وقتها من صفات صلاة المنافقين كذلك ونستدل على صحة هذا الأمر من قول النبي ﷺ {تلْكَ صلاةُ المنافقِ تلْكَ صلاةُ المنافقِ يرقبُ الشَّمسَ حتى إذا كانت بينَ قرني شيطانٍ قامَ فنقرَ أربعًا لا يذْكرُ اللَّهَ فيها إلَّا قليلًا}، وفي الحديث كذلك إشارة إلى عجالة المنافق في أداء الصلاة فقد شبه الرسول صلي الله عليه وسلم في الحديث صلاة المتأخر عن الصلاة بنقرة الطائر للحبة، حيث يصليها الفرد في عجالة ولا يذكر فيها المولى عز وجل إلا قليلًا.
قال النبي صلى الله عليه وسلم أن {أثقلُ الصلاةِ على المنافقين صلاةُ العشاءِ وصلاةُ الفجرِ ولو يعلمونَ ما فيهما لأتوهُما ولو حبوًا}، رواه أبو هريرة، ومن خلال فقرتنا هذه نستعرض لكم تفسير الحديث:
- يقول النبي ﷺ في حديثة الشريف أن أشد الصلوات وأصعبهم على المنافق هم صلاتي الفجر والعشاء.
- وأن الناس لو علموا فضل هذه الصلوات لأدوها ولو زحفًا وفي هذا التعبير كناية عن فصل صلاتي العشاء والفجر عظيم.
الصلاة ركن من أركان الإسلام وهي فرض على كل مسلم، وهي من أحب الأعمال إلى المولى عز وجل، وهي من موجبات دخول الجنة لذا ينبغي على المسلمين عدم تركها أو التكاسل عنها، والصلاة بمثابة العهد بين العبد وربه فقد ورد في السنة النبوية ما يوضح قيمة الصلاة فعن أبو قتادة الحارث بن ربعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {قال اللهُ- تعالى: إني فرَضْتُ على أمتِك خمسُ صلواتٍ، وعَهِدْتُ عندي عهدًا أنه مَن جاءَ يحافظُ عليهنَّ لوقتِهن أدخلتُه الجنةَ، ومَن لم يُحافِظْ عليهنَّ؛ فلا عهدَ له عندي}، وعند الحديث عن فضل الصلاة تجدر بنا الإشارة إلى أن صلاتي العشاء والفجر يشتركان في مجموعة من الأفضال، هذه الأفضال سنتطرق للحديث عنها عبر السطور التالية:
- المواظبة على أداء صلاتي العشاء والفجر يُكسب الفرد يوم القيامة النور التام ونستدل على صحة هذا الأمر من قول النبي ﷺ {بشرِّ المشائينَ في الظلمِ إلى المساجدِ، بالنورِ التامِّ يومَ القيامةِ}.
- إذا أقامها الفرد في جماعة يحصل على أجر قيام الليل كله ونستدل على صحة هذا الأمر من قوا النبي ﷺ {دَخَلَ عُثْمَانُ بنُ عَفَّانَ المَسْجِدَ بَعْدَ صَلَاةِ المَغْرِبِ، فَقَعَدَ وَحْدَهُ، فَقَعَدْتُ إلَيْهِ فَقالَ، يا ابْنَ أَخِي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ}. ومن هذا الحديث يتضح أن صلاة العشاء في جماعة تعدل أجر قيام نصف الليل، بينما أداء الصلاتين في جماعة فتعدل أجر الليل كاملًا.
- المواظبة على صلاتي العشاء والفجر من دلالات الإيمان وسلامة العقيدة فهم يخرجا المسلم من دائرة النفاق، حيث يشق على المنافقين المواظبة عليهم فهم يأتيان في وقت الراحة.
طالما تحدثنا عن الصلوات التي يشق على المنافقين المواظبة عليهم فتجدر بنا الإشارة إلى فضائل تلك الصلوات فلكل صلاة من الصلوات الخمس فضيلة تميزها عن غيرها من الصلوات ومما لا شك فيه أن التعرف على هذه الفضائل يدفع المسلم للمحافظة عليها وفي هذه الفقرة نتحدث عن فضل صلاة الفجر تحديدًا لكونها واحدة من أثقل الصلوات على المنافقين فهي تأتي في وقت الراحة والنوم لذا لا يلتزم بها إلا أصحاب العقيدة السليمة:
- أداء صلاة الصبح تجعل المسلم في حفظ ورعاية المولى عز وجل ونستدل على صحة هذا الأمر من قول النبي ﷺ {مَن صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهو في ذِمَّةِ اللهِ، فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِن ذِمَّتِهِ بشيءٍ، فإنَّه مَن يَطْلُبْهُ مِن ذِمَّتِهِ بشيءٍ يُدْرِكْهُ، ثُمَّ يَكُبَّهُ علَى وَجْهِهِ في نَارِ جَهَنَّمَ}، وفي هذا الحديث وصية من النبي صلى الله عليه وسلم بعدم ترك صلاة الفجر.
- أداء صلاة الفجر من أسباب دخول الجنة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: {من صلَّى البَردينِ دخلَ الجنَّةَ}، ويقصد بالبردين هنا صلاتي الفجر والعصر ويرجع السبب في تسميتهم بهذا الاسم إلى موعدهم فهم يأتيان في وقت تظهر فيه برودة الهواء.
- عن أبو هريرة رضي الله عنه قال {يتعاقَبونَ فيكم ملائكةٌ باللَّيلِ وملائكةٌ بالنَّهارِ ويجتَمِعونَ في صلاةِ الفجرِ وصلاةِ العصرِ ثمَّ يعرُجُ الَّذينَ باتوا فيكم فيسأَلُهم وهو أعلَمُ كيفَ ترَكْتُم عبادي ؟ فيقولونَ : ترَكْناهم وهم يُصَلُّونَ وأتَيْناهم وهم يُصَلُّونَ}، ومن الحديث يتضح أن في صلاتي العصر والفجر بركة واستجابة للدعاء.
- تعادل المواظبة على صلاة الفجر في الأجر فضل العمرة ونستدل على صحة هذا الأمر من السنة النبوية فعن أنس بن مالك قال: {من صلَّى الغداةَ في جماعة ، ثم قعد يذكر اللهَ حتى تطلُعَ الشمسُ ، ثم صلَّى ركعتَين ؛ كانت له كأجرِ حجَّةٍ وعمرةٍ ، تامَّةٍ تامَّةٍ تامَّةٍ}، كذلك روي عن ابن عثيمين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {من صلَّى الفجرَ في جماعةٍ، ثم جلس يذكرُ اللهَ حتى تطلُعَ الشمسُ، ثم صلَّى ركعتينِ، كانت له كأجرِ حجةٍ وعمرةٍ تامةً، تامةً، تامةً}.
- يكسب بها الفرد الشعور بالنشاط ويقوي العزيمة على المواظبة على الصلاة، بخلاف تركها الذي يولد الكسل وضعف العزيمة.
بهذا نصل وإياكم متابعينا الكرام إلى ختام حديثنا اليوم الذي دار موضوعه حول اثقل صلاة على المنافقين وفي النهاية نأمل أن نكون استطعنا أن نوفر لكم محتوى مفيد وواضح يشمل جميع استفساراتكم ويغنيكم عن مواصلة البحث وإلى اللقاء في مقال آخر من مخزن المعلومات.