من هو ابن حجر العسقلاني ؟ وما أبرز المعلومات حول حياته ومؤلفاته؟ وما سبب إطلاق كنية ابن حجر عليه؟ أثنى الكثير من العلماء على ابن حجر العسقلاني لبراعته في العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية، وتعد مؤلفاته منبعًا لا مثيل له في العلم، وقد تعلم على يده الكثير من العلماء والشيوخ الكبار، فقد كانت العناية الإلهية مرافقةً له في مسيرة تعلمّه وتعليمه، وأطلق عليه الكثير من الألقاب منها مغني المسلمين، وصدر المدرسين، لذا من خلال موقع مخزن نتعرف على ابن حجر العسقلاني وأبرز المعلومات الهامة حول حياته ومخزونه العلمي الكبير.
يعد من الهام التعرف على المحدث الجليل ابن حجر العسقلاني؛ وتتم دراسته بالمراحل الجامعية في مختلف الدول العربي، نظرًا إلى العلم الوفير الذي تم استخلاصه على يده، والفتاوى والحلول التي قدمها لكثير من المشكلات العلمية، وفيما يلي الإجابة التفصيلية حول من هو ابن حجر العسقلاني؟
ابن حجر العسقلاني هو من العلماء الكبار في فقه الشافعي، ونسبة الكامل هو شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد بن علي محمود أحمد بن حجر الشافعي العسقلاني.
كانت ولادة ابن حجر العسقلاني في مصر في عام 1372 ميلادي الموافق لـ 773 هجري، وتوفي 852 هجري الموافق لـ 1449 ميلادي.
برع ابن حجر في علم الحديث، والذي تضمن تمييز الناسخ والمنسوخ، والثقات والضعفاء من الرجال، بالإضافة إلى تجميع الرواة والشيوخ، والموافقات والأبدال.
وقد كان ابن حجر العسقلاني يحمل الكثير من الصفات والأخلاقيات الحسنة؛ حيث عرفه الناس بالتواضع والحلم، والذكاء والأمانة، وكثرة صيامه وقيامه.
وغيرها الكثير من مكارم الأخلاق التي كانت سببًا في امتداح كبار العلماء والشيوخ له، والتحدث عنه ضمن الفحول الشعرية.
قال عنه العراقي أنه “الحافظ المتقن، الناقد، الحجّة”، وكان العلماء يتعجبون ويذهلون بعلمه، فيقولون “سبحان من أعطاك يا ابن حجر”.
فقد كانت أبرز المعلومات والفتاوى له تصل إلى آفاق العالم، وكان وصف ابن الهائم له أنه أذكى الناس على الإطلاق.
كما قام الكثير من العلماء بتأليف كتب تتضمن معلوماته من إجازات وقراءات وروايات، ومنهم الشامي في كتاب “نظم اللآلي بالمائة العوالي”.
لماذا سمي ابن حجر بهذا الاسم
بعد الإجابة على من هو ابن حجر العسقلاني نتطرق إلى معرفة سبب إطلاق اسمه الشائع عليه، والذي هو مستنبط من نسبه الكامل.
سبب إطلاق كنية “ابن حجر” على العالم الفقيه شهاب الدين يعود إلى أجداده، وقد كان يُطلق عليه “العسقلاني” نسبة إلى بلدته الأصل عسقلان.
حيث إن ابن حجر العسقلاني هو أمير المؤمنين في علم الحديث، وشيخ الإسلام المحدث الجليل، والإمام الحافظ شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي الكناني العسقلاني المصري.
كان متبعًا لمذهب الشافعية، وكنيته هي “ابن حجر”، ويعود أصله إلى عسقلان، بينما عاش حياته في القاهرة بمصر.
مولد ابن حجر العسقلاني
كانت ولادة الإمام الحافظ ابن حجر في نيل مصر بشهر شعبان عام 773 هجري، وقد ذكر في ذلك بيت الشعر: “شعبانُ عامَ ثلاثةٍ من بَعْدِ سَبْعِ * مائةٍ وسَبْعينَ اتفاقُ المولدِ”.
وذلك في مدينة الفسطاط بمصر القديمة، بإحدى المنازل الواقعة على ضفاف النيل، وكان قريبًا من الجامع الجديد ودار النحاس.
لكن كان اختلاف المؤرخين على اليوم الذي ولد به، فقد ذكر السخاوي وابن تغري وبردي أنه في الثاني والعشرين من شعبان.
بينما ذهب السيوطي واين عماد الحنبلي والشوكاني أنه في الثاني عشر من شعبان، وقال ابن فهد المكي أنه في الثالث عشر.
كانت ولادة ابن حجر العسقلاني بشارة خير لوالده بعد وفاة ابنه الأول النجيب والفقيه، فأخبره الشيخ الصنافيري بشارة قدوم ولد آخر يعوضه ويكون من أولياء الله الصالحين.
وقد والد ابن حجر بقدومه، إلا أن العسقلاني عندما بلغ الأربعة أعوام توفي والده، وكان يعيش يتيم الأب والأم.
إلا أن الوصي عليه كان زكي الدين الخُرّوبي، وهو تاجر كبير في مصر.
زوجة ابن حجر العسقلاني وأبناؤه
كان الإمام الحافظ ابن حجر متزوجًا من أربعة، وأثمر عن زواجه خمسة أبناء؛ منهم أربعة إناث وواحد من الذكور.
مسميات زوجاته هي: أُنس خاتون والتي كانت من المحدثات والمقرئات التي احترمها ابن حجر كثيرًا، وأنجبت له الفتيات الأربعة فاطمة، وفرحة، وعالية، ورابعة.
بينما كان ابنه الذكر من زوجته خاص ترك، وهو بدر الدين محمد، والذي أطلقت عليه كنية “أبي المعالي”.
زوجة ابن حجر الثالثة هي أرملة الزين الأمشاطي، والرابعة هي ليلى الحلبية.
تلاميذ ابن حجر العسقلاني
كان لابن حجر الكثير من التلاميذ المتبعين لكافة المذاهب، والذين قدموا إليه من أقطار بلاد الشام، ومكة، وبغداد، ومصر، وغرناطة، وغيرها من المناطق؛ وذلك لاكتساب المزيد من العلم الذي تفرّد به العسقلاني، وكان من تلاميذه الكبار ما يلي:
السخاوي: كان له كتاب “الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر” الذي ذكر به 626 من الأشخاص الذين تتلمذوا على يد العسقلاني بالدراية والرواية.
ابن فهد المكي: قام بتأليف كتاب “لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ”.
محمد الكافيجي الحنفي: له العديد من المؤلفات، ومنها “المختصر في علم التاريخ، “التيسير في قواعد التفسير”.
ابن قاضي شهبة: مؤلف “كبقات الشافعية” يعود إلى ابن قاضي شهبة.
ابن تغري بردي: له عدة مؤلفات منها “المنهل الصافي”، “النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة”، “المستوفى بعد الوافي”.
شيوخ ابن حجر العسقلاني
كان ابن حجر العسقلاني قد بلغ الخامسة من العمر حال التحاقه بالكُتّاب، وعُرف عنه منذ صغره أن ذكي وقوي الحفظ وفطن، فقد أتمّ حفظ سورة مريم خلال يوم واحد، وأكمل حفظ القرآن الكريم بحفظ حزب كل يوم، كما حفظ المتون وأحب علم الحديث بالرواية والدراية، وكل ذلك من فضل الله عليه أولصا أن يسّر له العلم ووفقه وجعله سبيلًا في نقله إلى العباد، ومن الشيوخ الذين تعلّم ابن حجر على يدهم:
القاضي أبو حامد المكّي: كان ابن حجر في عمر 12 سنة حينما تتلمذ على يد القاضي المكي، وكان باحثًا معه في كتاب عمدة الأحكام بمكة المكرمة.
العراقي: هو أول الشيوخ الذين أذنوا لابن حجر بدراسة علم الحديث، وكان ملازمًا له 10 أعوام، وهو أول من سمّاه بلقب “الحافظ”.
التنوخي: أذن لابن حجر بالإقراء لمدة عام، وكان ملازمًا له 3 أعوام، وسمع منه الكتب الشهيرة كسنن الترمذي، وصحيح البخاري، وموطأ مالك، وغير ذلك.
الهيثمي: كان الهثيمي معروفًا باستحضار المتون والحفظ الجيد لها، وقد قرأ عليه نصف مجمع الزوائد بالإفراد، وربع زوائد سند أحمد.
ابن جماعة: شارك ابن حجر بالكثير من العلوم ومنها المشاركة بالمؤلفات: شرح المنهاج البيضاوي، مختصر ابن الحاجب، وكان ملازمًا لابن حجر لواحد وعشرين سنة.
ابن الملقن: كان معروفًا بكثرة التصانيف الخاصة به، وقام العسقلاني بقراءة جزء كبير من شرح كتاب المنهاج.
البلقيني: استمرت قراءة ابن حجر عليه وتسميعه لفرة زمنية جيدة، فكان يسمّع عليه عدة مؤلفات هامة كصحيح مسلم، والبخاري، وقام بقراءة عدة كتب كالروضة، ودلائل النبوة للبيهقي، والمسلسل بالأولية.
ابن هشام، والمجد الشيرازي، والغماري: تتلمذ على يدهم ابن حجر وأخذ منهم علوم اللغة العربية والفصاحة الجيدة.
بهذا نكون قد أجبنا على من هو ابن حجر العسقلاني وذكرنا أبرز المعلومات حول حياته وشيوخه وتلاميذه، ونرجو لكم دوام النفع.