إن الجدل الذي يدور بشكل شائع بين الأمهات اللاتي ينجبن لأول مرة يتمثل في معرفة الوقت المناسب الذي يمكن فيه منح الطفل الرضيع الأطعمة المهروسة، وفي الوقت الذي يتطور فيه ويكون قادرًا على الحبو، حيث إنهن لا يمتلكن خبرة كافية لتحديد مثل هذه الأمور، فلحسم هذا الجدل، سوف نوضح لكم في النقاط التالية متى يبدأ الطفل بالأكل والحبو:
أشارت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أنه من الضروري أن تقتصر الأم على الرضاعة الطبيعية أو الصناعية خلال أول 6 أشهر بعد الولادة.
حيث إن أغلب الأطفال الرضع يكونوا جاهزين لبدء الحصول على الأطعمة المهروسة والصلبة عند بلوغهم سن 4 إلى 6 أشهر، وذلك كتكملة لحليب الثدي أو الحليب الصناعي.
ففي هذه المرحلة العمرية من المتوقع أن يتوقف الطفل الرضيع نسبيًا عن استعمال لسانه لدفع الطعام إلى خارج فمه.
ويدخل في مرحلة جديدة ألا وهي تطوير حركة التناسق والتحكم في عضلات الفم واللسان والتي من خلالها يتمكن من نقل المواد الغذائية بسهولة من الفم حيث الجزء الأمامي إلى الخلف وذلك بهدف البلع.
كما يتمكن من المضغ، بالإضافة إلى هضم الأطعمة الأخرى غير الحليب لأن معدته تنتج في هذه المرحلة إنزيمات الهضم.
وبالنسبة للوقت المناسب للحبو فإنه على الأرجح يكون بعد عمر 6 أشهر، وقد يتأخر الحبو لدى بعض الأطفال إلى عمر 10 أشهر.
ومن الجدير بالذكر أن مرحلة الحبو قد لا يمر بها جميع الأطفال، ولكن هذا الأمر طبيعيًا ولا يستدعى القلق.
إذ يحبو عادةً يبدأ بالحبو الأطفال الذين اعتادوا منذ ولادتهم على النوم على بطونهم بشكل أسرع مقارنةً بمن ينامون على ظهورهم.
ويمكن ملاحظة هذا الأمر من خلال محاولة الطفل الحركة والوقوف على يديه أو قدميه إلى جانب التأرجح إلى الأمام والخلف.
علامات تدل على استعداد الطفل لتناول الطعام
عقب بلوغ الطفل من العمر الشهر الرابع، هنا يجب مراقبة مدى استجابته لتناول الطعام وذلك من خلال تقديم له بعض الأطعمة المهروسة بشكل جيد، حيث إن يوجد العديد من العلامات التي يمكن بواسطتها الاستدلال على استعداده بفاعلية لتذوق الطعام ألا وهي كالآتي:
إمكانية رفع الطفل لرأسه وجعلها في وضع مستقيم وكذلك ثابت.
قدرته على الجلوس من خلال الاستعانة بساند.
وضع يده أو ألعابه داخل فمه.
ميله نحو الأمام قليلًا مع فتح فمه.
قدرته على الإمساك بواسطة يده للطعام ووضعه في فمه.
قدرته على البلع.
ويجب التنويه إلى أنه في حالة عدم ظهور أي من هذه العلامات على الطفل لا بد من الانتظار حتى يبلغ الشهر السادس من عمره ومن ثم يمكن منحه الطعام، فقد يكون جسمه غير مستعد لتناول الطعام في هذا الوقت وقد يكون إشارته إلى الطعام ما هو إلا رغبة منه في اكتشافه.
كيفية إدخال الطعام للطفل الرضيع
ينبغي أن تستمر الأم في إرضاع الطفل بواسطة حليب الثدي أو الحليب الصناعي ما يعادل 32 أونصة يوميًا، ثم اتباع ما يلي عند تقديم الطعام له:
البدء التدريجي
يفضل أن تقدم الأم الحبوب التي تتكون من مكون واحد فقط في البداية والخالية تمامًا من السكر أو الملح.
ثم تنتظر لمدة 3 أو 5 أيام لمعرفة ما إذا كان الطفل يعاني من الحساسية تجاهها أم لا، وذلك من خلال مراقبة بعض الأعراض عليه مثل الإسهال والغثيان والطفح الجلدي.
فإن لم يكن لديه حساسية منها يمكن منحه الطعام الذي يتكون من عنصر واحد دون قلق.
العناصر الغذائية المهمة
من الضروري أن يتم التركيز في النصف الثاني من أول سنة من عمر الرضيع على العناصر الغذائية المهمة.
والتي تتمثل في الحديد والزنك على وجه التحديد، حيث يحبذ منحه اللحوم المهروسة.
وذلك من خلال مزجها مع الوجبات التي تتكون من مكون واحد، أو من خلال إعطائه الحبوب الغنية بعنصر الحديد.
أساسيات طعام الحبوب
يُفضل خلط ملعقة من أي نوع من الحبوب الغنية بعنصر الحديد مع 4 ملاعق من حليب الصدي أو الحليب الصناعي.
ومن ثم مساعدة الطفل على الجلوس في وضع مستقيم ومنحه من هذا الخليط مرة واحدة يوميًا أو مرتين عقب حصوله على وجبة الرضاعة المعتادة.
وفي حالة إن استمتع الطفل بمذاق الخليط فهنا يمكن تقليل مقدار السائل والتبديل بين نوع الحبوب مثل منحه مرة الأرز ومرة أخرى دقيق الشوفان.
إضافة الخضراوات والفاكهة
لا بد وأن يتم تقديم الخضراوات والفاكهة المهروسة من عنصر واحد فقط للرضيع بشكل تدريجي.
ويجب الحرص على التحقق من خلوهم من السكر أو الملح، إلى جانب الانتظار لمدة 3 أو 5 أيام بين كل نوع جديد من الخضراوات أو الفاكهة.
تقديم الطعام المقطع
يمكن عند تطور مرحلة البلع لدى الطفل أي من عمر 8 أشهر حتى 10 أشهر أن يتم تقديم الأطعمة المقطعة جيدًا على هيئة أصابع وبشكل ناعم.
مثل الفواكه والخضراوات واللحوم والحبوب الجافة أو المكرونة.
ممنوعات عند تقديم الطعام للأطفال الرضع
إليكم فيما يلي بقائمة الأطعمة التي لا ينبغي تقديمها للطفل الرضيع عندما يكون قادرًا على تناول الطعام:
الملح والسكر.
الحليب البقري، فهو لا يغني مطلقًا عن حليب الرضاعة.
العصائر الغنية بالأحماض.
البروتينات، حيث يجب إدخالها بشكل تدريجي فعلى سبيل المثال يحبذ البدء بمنح الطفل صفار البيض ثم بمرور الوقت البيضة كاملة.
الزبادي قليل الدسم، إذ يفضل حصوله على الزبادي كامل الدسم لمساعدته على النمو بشكل أسرع.
نصائح مهمة عند إطعام الطفل
هناك مجموعة من النصائح ينبغي على الأم اتباعها عند بدء إطعام الطفل، ففيما يلي سوف نشير إلى أبرزها:
غسل اليدين بشكل جيد قبل تحضير الطعام للطفل.
التأكد من حرارة الطعام لكيلا يصاب لسان الطفل بالضرر.
غسل الخضراوات بالماء وكذلك الفواكه قبل إعدادهما.
تنظيف الأدوات المستخدمة في إطعام الطفل.
منح الطفل كميات صغيرة في البداية، حيث زيادة الكمية يكون بشكل تدريجي.
هرس الطعام جيدًا ليسهل بلعه.
عمل اختبار الحساسية للطفل للتحقق من عدم معاناته من الحساسية تجاه أي طعام.
استعمال مقعد مرتفع لكي يجلس الطفل عند تناول الطعام، ويحبذ جعله يستكشف مكونات الوجبة بيده.
تجنب إرغام الطفل على تناول الطعام في حالة إن لم يريد، وأصبح يبكي أو يبعد الطعام عنه.
لا ينبغي جعل الرضيع يتغذي قبل وقت النوم بكمية كبيرة ليتمكن من النوم جيدًا.
طرق التعامل مع الطفل في مرحلة الحبو
من الضروري أن تحرص الأم على تشجيع الطفل في مرحلة الحبو لأنها من المراحل الهامة في حياة الطفل، والدالة على التطور الحركي لديه، وذلك من خلال اتباع النصائح الآتية:
تقوية عضلات الطفل من خلال منحه الأطعمة الغذائية المفيدة والمناسبة لعمره، إلى جانب عمل بعض التمرينات الرياضية له.
زرع كاميرا مراقبة لتجنب تعرض الطفل عند الحبو إلى الحوادث المتوقعة.
التحقق من القوابس إلى جانب إزالة الأسلاك الكهربائية عن متناول الطفل لكيلا لا يكتشفهم بأصابعه الصغيرة أو بفمه.
وضع حواجز أمام الأبواب والأدراج، مع غلق الشرفات التي تكون منخفضة.
عدم منع الطفل من الحبو خوفًا عليه من الإصابة أو نشر الفوضى في المنزل، فهذه الخطوة هامة لنمو عضلاته.
أسئلة شائعة حول تطور الطفل الرضيع
متى يبدأ الطفل بالجلوس؟
من سن 4 أشهر إلى 9 أشهر، ولكن الأمر قد يختلف من طفل لآخر.
