يعتبر القلق والتوتر أحد أصعب الأمور التي يمكن السيطرة عليها، وبالرغم من ذلك، فإنها تعتبر واحدة من الأدوات الأكثر أهمية التي يمكن امتلاكها، والتحكم بالأفكار التي تم كتابتها لتخليص النفس من القلق، وكثيرًا ما يخلط الأشخاص بين القلق والتوتر، بل أحيانًا ما يظنهم البعض شيء واحد، لذا نذكر لكم فيما يلي الفرق بين القلق والتوتر:
القلق هو حينما يتعقد الأمر على الفرد، إذ أنه يبدأ في المعاناة والشعور بالأسى ومحاولة الوصول لإيجاد حلول.
ومما يدعو للقلق أن يشعر الشخص بعدم الاستقرار، أو القلق حيال شيء ما، وهو ما يؤدي لذهاب الشخص إلى مكان ما للحصول علي الحل مرارًا وتكرارًا.
على خلاف التوتر فإنه الجهد العقيم الذي يقوم شخص ما باستنزافه، إذ أنه العملية التي لا ترجع على الفرد بالنفع ولكن تجعل من الفرد أكثر بؤسًا.
يدفع القلق الفرد تجاه العثور على حل لذلك القلق، بينما التوتر فلا يدفع الفرد تجاه إيجاد الحل، بل يرجع للمكان ذاته الذي قد بدأ منه.
يستنزف التوتر برامج التكيف الهيكلي للطاقة؛ في حين يستنزف القلق الطاقة الإيجابية.
يعطل التوتر التخطيط؛ ولكن يساعد حصار سراييفو للقلق على التخطيط.
يطمس التوتر الرؤية، أما القلق فإنه يوضح الأهداف المرجوة.
يترتب على التوتر المبالغة في المشكلة، بينما القلق فإنه يسلط الضوء علي المشاكل فقط.
التوتر يركز على الذات؛ أما القلق فإنه يجعل الشخص يهتم بالآخرين .
الفروقات الأساسية التي تميز القلق عن التوتر
سوف نوضح فيما يلي الفروقات الأساسية بين القلق والتوتر:
التوتر
التوتر استجابة طبيعية لمؤثر خارجي كالتقدم لامتحان صعب، ومستوى التوتر يكون على قدر صعوبة المؤثر الخارجي أو الموقف، ومع زوال ذلك المؤثر الخارجي، سوف تزول استجابة التوتر.
ويمكن أنّ يكون هناك آثار إيجابية أو سلبية للتوتر ، حيث إنه قد يساعد على سبيل المثال لإنهاء المهام بالموعد المحدد، أو قد يؤدي إلى الأرق في حين آخر.
القلق
القلق يختلف عن التوتر في كونه داخليًا بشكل أكبر، بمعنى أنه رد فعل للتوتر الذي يصاحب الحالة، وعادةً ما يتضمن القلق شعورًا مستمرًا لا يقل بالرغم من عدم وجود أي تهديد مباشر، مما يؤثر بالسلب على أداء الفرد بحياته، وبأغلب الأحيانّ يعتبر القلق حالة مرضية تستدعي المساعدة المختصة الاهتمام.
أسباب القلق والتوتر
من أكثر أسباب القلق والتوتر شيوعا، ما يلي:
لا خلاف أنّ العلاقة الوثيقة بين الجسد والنفس لا مناصَ حول التسليم بها، فيوجد بعض المُسبّبات الحيوية أو البيولوجية تساهم بحُصول نوبات التوتّر والقلق منه على سبيل المثال سيروتونين (Serotonin) أو نورابينفرين أو نورادرينالين (Norepinephrine/Noradrenaline)، وتلك تُصنّف باعتبارها من النواقل العصبيّة التي تتصف بالطبيعة الكيميائية، والمتواجدة بالدماغ، والتي ينتج عنها حُدوث اضطرابات القلق، كذلك فإن الأسباب الحيوية الأخرى تتداخل مع العوامل الجينية وما إلى نحو ذلك.
التفكير الكثير بالأمور المُستقبليّة، وهو ما يطلق عليه قلق التوقّع، حيث إن الكثير من الناس يمرضون نتيجة توقّع أشياء قد لا تأتي مما يجعلهم يُرهقون أنفسهم بغير سبب، ولكنه نتيجة التوقع والوهم، وأفضل حلّ ألا يفكر الإنسان سوى بلحظته التي هوَ بها دون تجاوزها لغيرها.
التعرّض إلى المواقف الصادمة بمرحلةٍ ما من مراحل الشخص العُمريّة، وخُاصةً خلال الطُفولة المبكرة، حيث تنطبع بذهن الطفل أحداث ينتج عنها فيما بعد خوفاً قلقاً منها.
الفراغ بحياة الشخص عادةً ما يدفعهُ إلى التفكير الزائد والإصابة حتمًا بالقلق، حيث إن الأشخاص ممن تمتلئ حياتُهم بالعطاء والإنجاز هُم أقلّ تعرض من غيرهِم للقلق والتوتّر، في حين أن من لا يجد شيئاً يفعله فإنه بلا شكّ لن يُفكّر سوى بنفسه وما يُرهقها من شدة القلق.
أنواع القلق
تندرج الإصابة بالقلق تحت العديد من الأنواع المختلفة، والتي تتضمن ما يلي:
اجروفوبيا (Agoraphobia): وهو ما يعرف بالخوف من التواجد في الميادين والأماكن العامة.
اضطراب القلق نتيجة حالة طبية: وهو نوع القلق الذي يأتي بسبب الإصابة بحالة صحية معينة أو بمشكلة طبية.
اضطراب القلق المتعمم (Generalized anxiety disorder): وهو القلق الزائد حيال القيام بأي نوع من الأنشطة أو الانخراط بأي حدث حتى الروتيني منه.
اضطراب الهلع (Panic disorder): وهو عبارة عن سلسة من الخوف والقلق تصل لأقصى مستوياتها خلال القليل من الدقائق، وقد يعاني المصاب بذلك النوع من القلق بتسارع ضيق في التنفس والشعور بألم في الصدر.
الصمت الاختياري (Selective mutism): وهو حالة فشل الأطفال بالكلام في بعض المواقف المحددة كالتواجد بالمدرسة.
قلق الانفصال: وهو اضطراب طفولي يكون على شكل القلق والخوف من الانفصال عن الوالدين.
الرهاب الاجتماعي: وهوالخوف من الانخراط بالأحداث الاجتماعية وقلة الثقة، والشعور بالخجل.
أعراض القلق
إن أعراض القلق تختلف من حالة لأخرى، سواء فيما يتعلق بنوعية مختلف الأعراض أو فيما يتعلق بحدتها، وتتضمن أعراض القلق ما يلي:
الصداع.
التوتر أو العصبية.
الغصة بالحلق.
صعوبة بالتركيز.
التعب.
قلة الصبر الاهتياج.
الارتباك.
الشعور بتوتر العضلات.
الأرق (الصعوبة في الخلود للنوم/ أو مشاكلات بالنوم).
فرط التعرق.
ضيق النّفـَس.
آلام بالبطن.
الإسهال.
كيف يمكن التحكم بأعراض التوتر والقلق
يمكن لمجموعة من التغييرات البسيطة بنمط الحياة اليومي التقليل من الشعور بالقلق والتوتر، ومن تلك النصائح ما يلي:
الانتطام في ممارسة التمارين الرياضية.
أخذ قسط كافٍ الراحة والنوم.
ممارسة تمارين اليوغا والتأمل، والتنفس العميق.
تخصيص وقت من أجل القيام بالأنشطة المفضلة بالهوايات.
التحدث إلى الأصدقاء حول الأمور والمخاوف التي تُسبب التوتر والقلق.
التقليل قدر الإمكان من كميات المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
الحدّ من مختلف العوامل التي تعزز من الشعور بالتوتر والقلق.
اتباع نظام غذائي متوازن وصحي.
متى يجب عليك مراجعة الطبيب
أحيانًا ما يُعاني الشخص من القلق والتوتر من حين إلى آخر، ولكن قد يبلغ التوتر درجة من الصعب احتمالها، ويصير الشخص نتيجة لذلك معرض للإصابة باضطرابات القلق، خاصةً إن كان لأعراض التوتر تأثير ملحوظ على حياة الفرد، وكانت الأعراض دائمة ومستمرة، ومن الهام حينها الحرص على مراجعة الطبيب على الفور خاصةً عند ظهور أي من الأعراض التالية:
تغير بعادات النوم بصورة ملحوظة.
تغير بعادات النظافة الشخصية الخاصة بالمصاب.
تغير ملحوظ لعادات تناول الطعام.
الميل بإيذاء النفس.
التفكير في الانتحار.
الشعور بعدم المقدرة على السيطرة على النفس.
لماذا يشعر الانسان بالقلق؟
قد يحدث القلق بسبب إحساس أو فكرة تخيف الشخص أو تجعله يعاني من الشعور بالعجز أو التهديد أو الإخفاق أو فقد القيمة، والقلق قد يرتبط برفع سقف المتطلبات أحياناً أو الشعور بالذنب أو الشعور بالعار، ومن الشائع شعور الفرد أنه مختلف عن الآخرين أو أن لديه “خللاً ما”، كما قد يحدث القلق إن تعرّض الشخص لخذلان أو هِجران.