من أبرز التوقعات التي أشار إليها هاريسون في المجال الاقتصادي هي أنه يتوقع النمو والازدهار بمعدل مرتفع للغاية حتى إن هذا النمو يكاد يقضي تماماً على آثار الأزمة الاقتصادية بشكل كامل، من دون ترك أي توابع خاصة بتلك الأزمات الاقتصادية التي عانت منها عدة دول.
وذلك من خلال قيام هاريسون بوضع أساس قوي للغاية من أجل مواجهة مشكلة الكساد الاقتصادي طبقاً لغالبية المقاييس والمعايير المدروسة خلال تلك الفترة.
ولكن الجدير بالذكر أن هاريسون قد تسبب في عدة مشكلات وأزمات مالية تسببت في حدوث كوارث اقتصادية عديدة مدمرة لعدد كبير من البلدان والحضارات المختلفة.
كما أن هاريسون تسبب أيضاً في تدمير العديد من التوقعات الاقتصادية المختلفة الخاصة به التي كانت تشير إلى عدة احتمالات للتقدم والخروج من التوابع التي سببتها الأزمات الاقتصادية، إلى جانب أن توقعات هاريسون الاقتصادية كانت تهدف إلى القضاء على الأزمات المالية المختلفة بواسطة الاستعانة بالسياسة الاقتصادية وطرق المعالجة الخاصة بها.
ما المقصود بالسياسة الاقتصادية لبنيامين هاريسون
في القرون السابقة وخاصةً في تسعينيات القرن التاسع عشر لعب بنيامين هاريسون الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية دوراً هاماً ورئيسياً في القيام بعدة محاولات تهدف إلى تحقيق الاستقرار السياسي الاقتصادي من خلال إنقاذ الأوضاع الاقتصادية السيئة التي كانت تمر بالولايات المتحدة نتيجة للأزمات الاقتصادية المتلاحقة والمتتالية التي حدثت في ذلك الوقت، إلى جانب التذبذب الذي حدث في الأوضاع السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية في تلك الفترة.
وهذا جاء بسبب ما مر على الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت وخاصةً من بين عام 1889 ميلادياً حتى عام 1893 ميلادياً، حيث أن تلك الأعوام شملت العديد من المعاناة في عدة جوانب مختلفة من جوانب الحياة، فقد عانت الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الحين من عدة أزمات مالية ساهمت في ارتفاع معدل الكساد الاقتصادي.
علماً بأن تلك الضوائق والأزمات المالية تعتبر قائمة ومستمرة حتى وقتنا الحالي، ويعود السبب الرئيسي وراء تلك الأزمات واستمرار توابعها حتى الآن على العالم بأكمله إلى الأداء الإداري الخاص بالرئيس الأسبق هاريسون الذي كان يقوم على أساس إداري خاطئ للسياسات المتضاربة.
إنجازات بنيامين هاريسون
هناك مجموعة من الإنجازات التي حدثت خلال الفترة الرئاسية الخاصة بالرئيس الأسبق بنايمين هاريسون للولايات المتحدة الأمريكية، من أبرز تلك الإنجازات ما يلي:
خلال الفترة الرئاسية لبنايمين هاريسون تم عقد قانون شيرمان الذي كان ينص على منع الاحتكار، ويعتبر هذا القانون هو أهم الخطوات التاريخية الأولى التي تمت تجاه مشكلة الاحتكار حتى وإن لم يحقق النتائج والأهداف المرجوة منه.
كما تم عقد اتفاق من أجل تنفيذ المشاريع التوسعية البحرية تحت إشراف ورئاسة بنيامين هاريسون، وتم تعزيز السفن البحرية المختلفة بميزانية مالية من أجل تطويرها حتى تتحسن حركة الملاحة مما قد ينعكس بالإيجاب على حركة التجارة.
وفيما يخص التجارة ففي خلال فترة رئاسة هاريسون تم تنظيم أول قانون فيدرالي يساهم في تنظيم حركة التجارة ويضع عدة ضوابط للتجار، وفي عام 1819 قام هاريسون بتفعيل القانون الخاص بمراجعة الأراضي الأمريكية.
تميز بنايمين هاريسون عن أي رئيس أخر للولايات المتحدة الأمريكية بانه استطاع أن يضيف ست ولايات إلى الاتحاد الخاص بالأمم المتحدة، وذلك بسبب أنه كان من أكثر الرؤساء المشاركين في حل النزاعات والمشكلات الكامنة في مختلف البلاد الأجنبية الأخرى، وهذا ما ساعده في بناء السياسة الخارجية، مما جعل فترة رئاسته للولايات المتحدة الأمريكية تشهد تجمع الكونجرس الأمريكي.
قام بنايمين هاريسون برفع العلم الأمريكي علي المباني والمدارس وكافة الممتلكات العامة الأمريكية في مختلف الولايات الأمريكية المختلفة، كما أنه قام بافتتاح جزيرة إليس في عام 1891 بعدما أنشأ مكتب الهجرة في الكونجرس الأمريكي، بالإضافة إلى أنه افتتح الحدائق الوطنية الأمريكية العامة، ثم أنه أول رئيس أمريكي أنشأ محطة استقبالية من أجل استقبال المهاجرين من أي مكان في العالم وتوجد تلك المحطة بالتحديد على جزيرة مملوكة للحكومة الفيدرالية في ميناء نيويورك.
أنشا هاريسون قانون المحميات الذي سُمي يوسمايت والذي أقره الكونجرس الأمريكي في الأول من أكتوبر عام 1890، والجدير بالذكر أن هذا هو اليوم نفسه الذي قام فيه هاريسون بإخاذ قرار بإنشاء الحدائق الوطنية الأمريكية التي تحتوي على حديقة غرانت وحديقة ستيكا، الذي تم تعينهم بمثابة متنزه فيدرالي بدايةً من يوم 21 يونيو لعام 1890.
قدم هاريسون مجموعة من المحاضرات حول القانون الدستوري في جامعة ستانفورد، مما جعله يتم انتخابه من قبل المواطنين الأمريكان كمراسل للمحكمة العليا لعام 1860، علماً بإن هاريسون استطاع أن يدافع عن مسؤولي الولايات المتحدة الأمريكية في القضية الشهرية ميليجان في عام 1871، كما أنه قام بعمل عدة تعديلات بلغ عددها حوالي 15 تعديل من أجل حماية حقوق التصويت الانتخابي للمواطنين.
وفاة بنايمين هاريسون
توفي الرئيس الأمريكي الأسبق بنيامين هاريسون في يوم 13 من شهر مارس في عام 1901 عن عمر يناهز 67 عاماً، ويرجع السبب الرئيسي وراء وفاته هو أنه أصيب بالتهاب رئوي حاد أدى إلى تدهور حالته الصحية، وأدى في النهاية إلى الوفاة.
يجب التنويه أن الرئيس الأسبق هاريسون أمضى المدة الرئاسية الخاصة به كونه آخر جينيرال باقي من الحروب الأهلية، وتم وصف بنايمين هاريسون بعد انتهاء مدة رئاسته للولايات المتحدة الأمريكية بعدة أوصاف أبرزها وصف الكاتب الشهير جيمس ويتكومب رايلي.
حيث أنه قام وصفه في جنازته بأنه أكثر الرجال شجاعة وعدلاً، وأكد على رأي الكتاب جيمس عدة كتاب شهيرين أبرزهم الكاتب والمفكر الأمريكي هنري آدامز حيث أنه وصفا هاريسون بأنه أفضل رئيس أمريكي شهدته الولايات المتحدة الأمريكية منذ رئاسة لينكولن.
وفيما يخص ممتلكات الرئيس الراحل هاريسون، فقد تركها لزوجته الثانية وابنته، وتشمل إجمالي الثروة الخاصة به حوالي 400 ألف دولار أمريكي.
تم دفن بنايمين هاريسون في مقبرة كراون هيل الواقعة في مدينة إنديانابوليس، حيث أنه أوصى أن يُدفن بجانب زوجته الأولى.
بنايمين هاريسون بعد الرئاسة
بعدما انتهت الفترة الرئاسية الخاصة بهاريسون للولايات المتحدة الأمريكية قام باتخاذ قرار بالاتجاه إلى ممارسة القانون العام، وقرر العمل في لجنة مختصة بالتحكيم المتعلق بالحدود الأنجلو فنزويلية.
وتم تعيينه مستشاراً قانونياً لتلك اللجنة، كما أنه حاز على ترشيح من قبل الرئيس ويليام ماكينلي بمنصب رئيس لمحكمة التحكيم الدولية، علماً بأن هاريسون تمكن من نشر كتاب خاص به يحمل اسم “This Country Of Ours” في عام 1897.
ثم قرر بنايمين هاريسون أن يتعمق في القانون بشكل أكبر، ويحاول دراسة جوانب إضافية من القوانين تمكنه من التقدم في تلك المناصب التي شغلها، لذا فاستطاع أن يدرس في جامعة ستانفورد الأمريكية، وبعد مرور أيام أصبح هو من يحاضر الطلاب، ويمدهم بمعلومات هامة نتيجة لخبرته الفائقة طوال السنوات السابقة سواءً في الأمور الرئاسية والإدارية، أو في الجوانب الاقتصادية، أو في الأمور المتعلقة بالقانون الذي كان يمارسها في تلك الفترة
