وفقاً للدراسات الطبية الحديثة وآراء الأطباء فإن المدة التي يحتاج إليها الشخص المُصاب بزيادة في معدل إفراز هرمون الحليب في الجسم تختلف وفقاً لمعدل زيادة هذا الهرمون في الدم، وهي المدة التي قد تستغرق أسابيع أو شهور بعد الولادة، كما أن طرق علاج ارتفاع هرمون البرولاكتين تتعدد وفقاً لشدة الحالة ومعدل الزيادة في الهرمون، إلا أنه من أبرز طرق علاج ارتفاع هرمون الحليب في الدم:
منح المريض بعض الأدوية المعالجة ومن بينها الدوبامين الذي يعمل على تخفيض نسبة هرمون البرولاكتين في الدم.
يُمكن وصف بعض العلاجات الطبية التي تساعد على تثبيط عمل خلايا الأورام الحميدة في الغدة النخامية، مما يساعد في وقف إفراز هرمون البرولاكتين في الدم والسيطرة على معدلات إفرازه طبيعياً.
وكحل نهائي وأخير يُمكن في بعض الحالات اللجوء إلى إجراء جراحة كحل نهائي، ويتم خلال هذه العملية الجراحية التخلص من جزء دقيق في الغدة النخامية، مما يساعد في التخلص من فرط إفراز هرمون الحليب.
يتم اللجوء إلى استخدام بعض الأعشاب الطبيعية في المساعدة على خفض نسبة هرمون الحليب في الدم وذلك من خلال خلط ( 50 جرام من عروق الصباغين + 50 جرام من اليانسون + 50 جرام من ورد الجوري + 50 جرام من أذريون الحدائق) على أن يتم خلط جميع هذه الأعشاب وخلطها معاً، ثم تناول ملعقة من الخليط ومزجها مع كوب من الماء الساخن المغلي، على أن تتم المواظبة على تناول هذا المشروب بصفة يومية مرتين صباحاً ومساءً.
هرمون البرولاكتين
يُعرف هرمون الحليب أو هرمون البرولاكتين بكونه أحد أهم الهرمونات الطبيعية الموجودة في الجسم، والتي يتم إفرازها طبيعياً بواسطة الغدة النخامية، ويوجد في جسم الرجال والنساء حيثُ يوجد في أجسام النساء حتى قبل حدوث عملية الحمل والولادة بكميات محددة وذلك لتهيئة الجسم للقيام بعملية الرضاعة الطبيعية بعد الولادة.
ويتراوح معدل هرمونات الحليب في جسم المرأة خلال هذه الفترة من 3 ـ 30 نانو جارم لكل مللي لتر، مع النظر بعين الاعتبار إلى التغيرات الهرمونية التي تحدث داخل الجسم وتأثيرها المباشر على مستويات هرمون البرولاكتين في لدم، وخاصةً التغيرات الهرمونية التي تحدث للنساء خلال أشهر الحمل والتي قد تسبب ارتفاع معدل هرمون الحليب.
أسباب ارتفاع هرمون الحليب في الجسم
هناك العديد من العوامل التي قد تكون سبباً في زيادة معدلات إفراز هرمون البرولاكتين في الدم، ومن بينها:
تناول بعض الأنواع من العلاجات الطبية التي تعالج الصداع وآلام الرأس وكذلك الأدوية المضادة لحالات الاكتئاب.
وجود خلل في إفرازات الغدة النخامية، وذلك لأن هذا الخلل يُسبب ضعف في إفراز بعض الهرمونات أو زيادة في البعض الآخر، كما أنه قد يُعرضها للتورم.
الإصابة بحالة تكيس المبايض لدى النساء.
المرور بحالات الحمل والولادة، لأن هذا الأمر من شأنه زيادة معدلات إفراز هرمون الحليب في الدم، وهو الأمر الذي قد يتطلب العلاج.
الانتظام على تناول بعض الأنواع من حبوب منع الحمل.
تناول أدوية الحموضة وارتجاع المريء.
وجود قصور في عمل الغدة النخامية.
تناول العلاجات التي تُقلل من أعراض الوصول لسن اليأس لدى النساء، والتي تقلل من مستويات هرمون الإستروجين.
العوامل المؤثرة على ارتفاع هرمون الحليب
تتأثر معدلات إفراز هرمون الحليب في الدم بالعديد من العامل خلال ساعات النهار، حيثُ أشارت الدراسات إلى أن معدل إفراز هرمون البرولاكتين تكون في أعلى حالاتها خلال ساعات النوم في الليل خاصةً خلال حالات النوم العميق، كما يزداد معدل إفراز هرمون الحليب عند التعرض للضغوط النفسية والعصبية وكذلك الجهود البدنية,
كما قد تؤثر حالات التخدير الكامل خلال إجراء العمليات الجراحية على معدلات إفراز هرمون الحليب، لذا فإن المعدلات الطبيعية لهرمون الحليب لدى النساء تكون أعلى من الرجال، وذلك خاصةً خلال الفترة السابقة لموعد نزول الطمث بأربعة عشر يوماً.
أعراض ارتفاع هرمون الحليب
لا تظهر حالات ارتفاع معدلات إفراز هرمون البرولاكتين لدى النساء فقط، بل أنها قد تظهر لدى الرجال أيضاً ، وتكون من أبرز أعراض الارتفاع:
يُسبب هذا الهرمون إصابة الرجال والنساء بالعقم أو تأخر حدوث الحمل.
وجود صداع شديد في الرأس.
وجود ارتفاع في إفراز هرمون الحليب في الثدي لدى النساء والرجال.
زيادة حجم الثدي عن الحجم الطبيعي للرجال والنساء.
حدوث اضطرابات في الدورة الشهرية لدى النساء.
وجود ضعف عام في مستوى الرؤية.
الشعور بضعف في الرغبة الجنسية لدى الرجال والنساء.
ربما تحدث نتيجة عنه الإصابة بمرض تخلل العظام لدى الرجال والنساء.
علاج ارتفاع هرمون الحليب
يُفرز هرمون البرولاكتين من الغدة النخامية بالجسم، وهو ما يُعرف بهرمون الحليب نظراً لدوره المهم في الرضاعة الطبيعية، كما أن لديه تأثير واسع على الجهاز المناعي والجهاز التناسلي بالجسم. من الطرق المتبعة في علاج ارتفاع معدلات إفراز هرمون البرولاكتين في الدم لدى الرجال والنساء:
إعطاء المريض بعض الأدوية المعالجة ومن بينها الدوبامين الذي يعمل على تخفيض نسبة هرمون البرولاكتين في الدم.
يُمكن وصف بعض الأدوية الطبية التي تساعد على تثبيط عمل خلايا الأورام الحميدة في الغدة النخامية، مما يساعد في وقف إفراز هرمون البرولاكتين في الدم والسيطرة على معدلات إفرازه طبيعياً.
وكحل أخير يُمكن في بعض الحالات اللجوء إلى إجراء جراحة، ويتم خلال هذه العملية الجراحية التخلص من جزء دقيق في الغدة النخامية، مما يساعد في التخلص من فرط إفراز هرمون الحليب.
علاج ارتفاع هرمون الحليب في الجسم بالأعشاب الطبيعية
البردقوش: يتم الانتظام على تناول 2 كوب من المرمرية المغلية بصفة يومية وذلك لمساعدتها في تنظيم معدلات هرمون الاستروجين في الجسم وخفض معدلات هرمون الحليب، وذلك من خلال تناول أعشاب المرمرية بصفة يومية.
حبة البركة: تساعد حبوب البركة بشكل كبير في تقليل إفراز هرمون الاستروجين الذي يخفض من معدلات هرمون البرولاكتين في الدم، وذلك من خلال غليّ ملعقة واحدة من حبوب البركة مع ملعقة من حبوب الرشاد في كوب من الماء المغلي وتناولها.
خلطة الأعشاب البرية: تتمثل هذه الخلطة في كوب من ( النعانا ـ عنب الحجال ـ القراص ـ نفل البنفسج) على أن يتم خلط جميع المكونات معاً وغليها على النار مع الماء، ثم تناول كوبين على مدار اليوم، حيثُ يساعد هذا الخليط على التوازن الهرموني في الجسم مما يزيد من فرص حدوث الحمل.
بذور السمسم: يساعد تناول بذور السمسم بشكل كبير في تقليل إفراز هرمون الاستروجين الذي يخفض من معدلات هرمون البرولاكتين في الدم.
متى يحدث الحمل بعد علاج ارتفاع هرمون الحليب
كما سبق الإيضاح فإن هرمون الحليب يؤثر بشكل مباشر على عملية التبويض وحدوث الحمل لدى النساء، إلا أنه من الصعب أيضاً تحديد متى يُمكن حدوث الحمل بعد علاج ارتفاع هرمون الحليب في الجسم، إلا أنه غالباً ما يحدث الحمل بمجرد عودة الهرمونات إلى مستوياتها الطبيعية في الجسم، لتبدأ عملية التبويض في الحدوث بشكل طبيعي وتسمح بحدوث الإخصاب ومن ثم حدوث الحمل.
لذا يكون على المرأة إجراء المتابعة الطبية مع الطبيب المختص لمتابعة مستويات هرمون البرولاكتين في الدم، مع العلم أن فترة العلاج تختلف وفقاً لمعدل الزيادة في إفراز هرمون البرولاكتين.
هل ينخفض هرمون الحليب بدون علاج
تساءلت العديد من النساء عما إذا كان يُمكن حدوث انخفاض في معدلات إفراز هرمون البرولاكتين دون علاج، إلا أن الأطباء قد أجابوا على هذا الأمر بالنفي فلا بد من التعرف على السبب الذي أدى لحدوث الارتفاع في إفراز هرمون الحليب للتمكن من علاجه، حيثُ ينخفض مستويات إفراز الهرمون في الجسم عند التعرف على السبب الذي تسبب في ارتفاعه، وفي حال التخلص من هذه الأسباب والتوقف عن تناول أية عقاقير طبية يعود إفراز الهرمون إلى وضعه الطبيعي.
أسئلة شائعة
كيف يرجع هرمون الحليب طبيعي؟
يجب أن يتم اللجوء للإشراف الطبي لعلاج حالات ارتفاع مستويات هرمون الحليب بالجسم للسيدات، وعادةً ما يعتمد العلاج على ناهضات الدوبامين مثل (بروموكرييتين) والتي تساعد الدماغ على إنتاج الدوبامين وبالتالي التحكم في مستويات البرولاكتين المرتفعة، وتختلف الجرعة، تغيير الجرعة، طريقة العلاج، مدة العلاج ووفت الانتهاء منه وفقاً لكل حالة، وذلك للمحافظة على مستويات هرمون الحليب في الدم بصورة طبيعية.
هل حبوب هرمون الحليب ينشط المبايض؟
عادةً ما يُسبب ارتفاع هرمون الحليب عن معدله الطبيعي في الجسم حدوث توقف أو اضطراب لدى المرأة، إلا أنه بمجرد استعادة المعدل الطبيعي لهرمون البرولاكتين فإنه سوف تنشط عملية التبويض في الجسم وتنتظم بصورة طبيعية، لذا فنعم يؤدي علاج هرمون الحليب وارتفاعه إلى تنشيط المبايض ولكن بشرط أن يكون ضعف التبويض بالجسم ناتج عن ارتفاع هرمون الحليب، وتتطلب مدة العلاج قرابة ستة أشهر، حيثُ لا تظهر نتيجة تنشيط المبايض مُنذ الشهر الأول في كل الحالات.
هل علاج هرمون الحليب يطول؟
عادةً ما تختلف مدة علاج ارتفاع هرمون الحليب لدى النساء وفقاً لسبب ارتفاعه والعلاج المُستخدم في الحالة، إلا أنه يعتمد بشكل رئيسي على ناهضات الدوبامين التي تساعد في التحكم في مستويات البرولاكتين المرتفعة بالجسم، كما تعمل على تقليص أورام البرولاكتين النخامية.