ابحث عن أي موضوع يهمك
قد يتعرض بعض الأشخاص إلى بعض التجارب الحياتية المُرهقة التي تؤثر سلباً على شخصياتهم وتصرفاتهم بقدر كبير، مُسببةً أعراض نفسية قد تستمر لفترة من الوقت أو تستمر للأبد، ولا يوجد هناك أية اختبارات نفسية محددة تشير إلى إصابة الأشخاص بالمرض النفسي، إلا أن الأمر يلاحظه المرء نفسه عند تدهور أوضاعه النفسية وقد لاحظه المقربين منه، وذلك من خلال التغيرات في طريقة التعامل وتصرفاته الظاهرية.
وتتداخل تلك التأثيرات السبية للمرض النفسي مع الأداء الاجتماعي أو التعليمي أو المهني للشخص، ولكل اضطراب نفسي مجموعة من الأعراض الخاصة والتي تختلف في شدتها من شخص إلى أخر، إلا أنه بوجه عام تتضمن أبرز الأعراض الشائعة للمرض النفسي أو تدهور الصحة النفسية ما يلي:
يُعاني مصابي الاضطرابات النفسية من وجود تغيرات مزاجية حادة، ولا يتم اعتبار هذه التغيرات المزاجية إشارة إلى المرض النفسي إلا في حالة استمرارها لفترة زمنية طويلة، وتداخلها مع الأداء التعليمي والاجتماعي والمهني للشخص، وتتضمن التغيرات المزاجية الشعور بما يلي:
تُعد مشاعر القلق أو التوتر أمراً طبيعياً في الكثير من الأوقات، وذلك إن لم تكن مستمرة لفترة طويلة من الوقت أو تداخلت مع حياة الشخص ونشاطاته المعتادة، إلا أنه إن استمرت لفترة طويلة فقد تشير إلى أحد الاضطرابات النفسية، وتتضمن حينها أعراض القلق:
ملاحظة وجود تغيرات مستمرة في نمط نوم الشخص دون وجود مبرر للأمر من علامات المعاناة من أحد الاضطرابات النفسية، فالمرء الطبيعي يحتاج للنوم بمقدار 7 ـ 9 ساعات في اليوم الواحد، وعندما تزيد ساعات النوم أو تقل عن هذا الحد بقدر كبير فإن ذلك يُشير إلى الإصابة بالاكتئاب أو الأرق المزمن.
إن فقدان الوزن السريع أو زيادة الوزن بشكل كبير دون مبرر من أهم العلامات التحذيرية للإصابة بأحد الاضطرابات النفسية، وعلى رأسها الاكتئاب أو اضطراب الشهية نحو الطعام.
في الكثير كم الأحيان قد يكون المصاب شديد الحكم على نفسه فينتقدها ويلومها بصفة متكررة، إلا أن هذا الأمر يُشكل خطورة على حياة المصاب حيثُ قد يدفعه للتفكير في الانعزال أو الانتحار.
إن إصابة الشخص ببعض الاضطرابات النفسية تجعله أكثر حساسية تجاه العديد من الأشياء، وذلك ما يدفعه إلى تجنب المواقف والأشياء التي تُسبب له التحفيز المفرط، كما يلاحظ زيادة حساسيته تجاه الأصوات العالية، أماكن محددة ، روائح معينة.
دوماً ما يعاني الأشخاص الذين يمتلكون مشاعر قلق قوية تجاه الأحداث من مشاعر الهلع، والتي تشير إلى الارتباك من الآخرين والخوف من أي شيء مجهول.
دوماً ما تكون أبرز علامات الإصابة بأحد الاضطرابات النفسية وجود تصرفات وسلوكيات غير معتادة للشخص، حيث يقوم الشخص بتصرفات غير معتادة أو غير مألوفة ويلاحظ الآخرين ذلك بسهولة.
يُعد الانسحاب الاجتماعي Social withdrawal أو الميل إلى العزلة والوحدة من أهم علامات الاضطرابات النفسية، حيثُ يجد الشخص نفسه فاقداً للشغف والحيوية تجاه الأنشطة التي كان يجد بها متعة في الماضي.
عادةً ما يعاني مصابي الاضطرابات النفسية من انخفاض شديد وغير معتاد لمستوى أدائه للأنشطة المختلفة، وذلك سواء كانت أنشطة عملية أم علمية أم دراسية أم اجتماعية، كما يواجه صعوبة بالغة في أداء المهام الموكلة إليه أو الفشل في الدراسة أو عدم ممارسة الأنشطة الرياضية.
يعاني مصاب الاضطرابات النفسية من وجود مشكلات في التفكير بوجه عام بما يتضمن مشكلات التركيز أو تذكر الأحداث والمواقف، أو وجود بعض الأحاديث التي يصعب تفسيرها.
يعاني مصابي الاضطرابات النفسية من مشاهدة بعض الهلوسات أو الخيالات أو الأوهام ، وهي ما تؤدي لشعوره بأشياء ملموسة ومحسوسة في أرض الواقع.
ويعني ضعف البصيرة عدم قدرة الشخص على إدراك مجموعة التغيرات التي يمر بها في حياته، وذلك سواء على مستوى السلوكيات أو المشاعر أو السمات الشخصية.
من العلامات الأخرى الدالة على إصابة الشخص بالمرض النفسي:
يجب الانتباه إلى أن الأمراض النفسية لا تقل خطورة على الصحة من الأمراض الجسدية ، كما أن الاضطرابات النفسية لا يُمكنها أن تتحسن من تلقاء نفسها، إلا أنها تزيد خطورة وتتفاقم مع مرور الوقت مما قد يُسبب مشكلات صحية ونفسية خطيرة، لذا لعلاج المريض النفسي يجب التوجه إلى أحد الأطباء المختصين خاصةً في حالة ملاحظة أي علامات سلوكية تشير إلى وجود اضطراب نفسي.
يجب العلم أن الأمراض النفسية يُمكن علاجها بسهولة خاصةً إن تم ملاحظتها في البداية، فيكون علاجها سهلاً ولا تترك أية آثار نفسية سلبية، ولا يكفي العلاج النفسي لها فقط، بل تتطلب أيضاً الدعم والحب والتفاهم والاحتواء من المحيطين بالمريض، فنحن جميعاً قادرين على منح الاهتمام والاحتواء للمحيطين بنا، فإن لاحظت أن أحد المحيطين بك في محيط العائلة أو العمل أو زملاء الدراسة ليس على حالته المعتادة طبيعياً، فلا حرج على الإطلاق من الذهاب إليه وسؤاله عن أحواله وإن كان يوجد ما يُشعره بالحزن والوحدة، فقط أدعم مريض الاضطرابات النفسية دون الحكم المسبق عليه مما يساعده على تخطي هذه الأزمة المؤقتة بسهولة.
من أهم علامات المرض النفسي الاضطرابات السلوكية، التغيرات المزاجية الحادة، العزوف عن الاجتماع بالأشخاص، الميل للعزلة، فقدان الشغف، الكسل والخمول، مشاعر التوتر والقلق.
لا، ليس المرض النفسي دائم طوال الحياة بل هناك مجموعة من الاضطرابات النفسية التي يُمكن علاجها حيثُ تستمر الإصابة بها فترة زمنية ما، وذلك لا ينفي وجود بعض الأمراض النفسية المستعصية التي قد تستمر طوال العمر.
نعم، هناك العديد من العلاجات الدوائية والسلوكية والجلسات المخصصة لعلاج مصابي الاضطرابات النفسية، فالمرض النفسي كغيره من الأمراض يؤثر على صحة الشخص الجسمانية والذهنية إلا أنه قابل للعلاج بفاعلية. 4