مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

فضل قراءة سورة الحشر

بواسطة: نشر في: 29 مارس، 2023
مخزن

فضل قراءة سورة الحشر

إنّ جميع سور القرآن الكريم لها فضل عظيم، وأجر كبير، وترجع بنفع على المسلم لا نهاية له بحياته الدنيا وبآخرته، حيث إن كل القرآن الكريم خيرٌ، وتعد سورة الحشر أحد سور القرآن الكريم التي ينبغي حفظها وقراءتها وتفسيرها كما ويلزم تطبيق أحكامها.

ولم يصح أحاديث وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم بذكر فضل لسورة الحشر بشكلٍ خاص، وقد أتى بفضلها أحاديث في كتب المفسرين لم تثبت صحتها بين الضعيف للمنكر أو الموضوع، ونورد منها حديثاً فيما يلي فقط من باب العلم.

روي عن النبي الله صلى الله عليه وسلم (مَن قرأَ خواتيمَ الحَشرِ مِن ليلٍ أو نَهارٍ، فقُبِضَ في ذلِكَ اليومِ أوِ اللَّيلةِ؛ فقد أَوجَبَ الجنَّةَ)، وبرواية أخرى قيل (وَقَرَأَ ثَلَاثَ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْحَشْرِ، وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ سَبْعِينَ أَلْفِ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنَّ مَاتَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مَاتَ شَهِيدًا، وَمَنْ قَرَأَ حِينَ يُمْسِي فَبِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ)، وكما أسلفنا هي أحاديث ضعيفة لا يصح أن يتم الاستدلال بها.

تكرار أواخر سورة الحشر

وردت العديد من الأحاديث بفضل قراءة الآيات الأخيرة من سورة الحشر؛ فبالحديث الوارد عن الرسول عليه الصّلاة والسّلام أنه يقول (من قال حين يصبح ثلاث مرات أعوذ بالله السّميع العليم من الشّيطان الرّجيم وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر وكّل ‏الله به سبعين ألف ملك يصلّون عليه حتّى يمسي، وإن مات في ذلك اليوم مات شهيدًا، ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة)، وفي الواقع لم يصحّ عن النّبي الكريم حديثًا بفضائل قراءة أواخر سورة الحشر حيث إن أسانيدها ضعيفة.

التعريف بسورة الحشر

هي السُّورة التَّاسعة والخمسون بالترتيب وفق الرَّسم القرآني، وهي من السور المدنيَّة؛ فقد نزلت بالمدينة المُنوَّرة، ونزلت ببني النَّضير لذا سمَّاها الصحابي الجليل ابن عباس رضي الله عنه باسم سورة النَّضير.

وقد نزلت سُورة الحشر قبل سورة النَّصر وبعد سورة البيِّنة، فهي من آواخر السُّور التي قد نزلت على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بين السُّور القرآنيَّة؛ إذ تعتبر هي السُّورة الثامنة والتسعون بترتيب النُّزول، وعدد آياتها يبلغ أربعٌ وعشرون آية، أما كلماتها فهي سَبعمئةٍ وخمسٌ وأربعون كلمةً، وألفٌ وتسعمئةٍ وثلاثةَ عشر حرفاً.

سبب تسمية سورة الحشر

تم تسمية سورة الحشر بذلك الاسم لأنها تتحدث عن الحَشر وورود ذلك اللفظ بها، ولأنَ ذِكر حَشر بني النَّضير ورد فيها، حيث نَزلت تلك السُّورة بعد إخراج بني النَّضير إلى الشَّام من المدينة بالسَّنة الرَّابعة هجرية.

فقد اشتُهرت تلك السُّورة بسُورة الحَشر لقول الله تعالى بها (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ)، ويقصد بالحشر حشران؛ أولهما الحشر جمع بني النَّضير ثم وإخراجهم إلى الشَّام من المدينة المنورة بعهد النبوَّة، والثَّاني يقصد به إجلاؤهم إلى الشَّام من خيبر بعهد أمير المؤمنين عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه.

كما وتُعرف سُورة الحشر باسمٍ آخر وهو سُورة بني النَّضير، لأنه هو ذلك الاسم الذي قام ابن عباس رضي الله عنه بإطلاقه عليها لكي لا يُظَنّ أنَّ المراد بالحَشر هو يوم القَيامة؛ ويظهر ذلك بقوله سبحانه بها (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ)؛ فالمقصود بالحَشر إخراج بني النَّضير، وقد ورد بالأثر عن الصحابي سعيد بن جبير رضي الله عنه أنَّه قد قال (قُلتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: سُورَةُ الحَشْرِ، قالَ: قُلْ سُورَةُ النَّضِيرِ).

سبب نزول سورة الحشر

نزلت سُورة الحَشر بغَزوة بني النَّضير، إذ أن يهود بني النَّضير نقضوا عهدهم مع النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، فكانوا يَسكنون بالمدينة المنوَّرة وفقًا لذلك العهد، فأمرهم النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بالخروج من المدينة عقب أن نَقضوا ذلك العهد ولكنهم رفضوا ذلك.

وشجعهم عبد الله بن أُبيّ رأس المنافقين على ألا يخرجوا من المدينة، وأبرم معهم اتفاق على القتال بجانبهم في حال قاتلهم النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، والخروج معهم هو وجمميع من معه إذا تم إخراجهم من المدينة، فحاصرهم المُسلمون، وقَبلوا بالخروج من المدينة بعد الحِصار، ولهم حمل وأموالهم وأمتعتهم ما تقدر الإبل حَمله دون أدوات الحرب.

وقد غدر المنافقون باليهود مرَّة أُخرى عقب غدرهم في المرَّة الأُولى بالمسلمين، ولم يُنفذوا أيٍّ وعد من وُعودهم، حيث لم يَخرجوا كما وعدهم عبد الله بن أُبي معهم، فكانت النتائج التي ترتبت على الموالاة ما بين المنافقين والأعداء وَخيمة على جميع أطرافها.

مقاصد سورة الحشر

اشتملت السورة الكريمة على الحديث حول جلاء بني النضير، وذكر موقف المنافقين بواقعة بني قريضة، مع ذكر كلٍ من أسماء الله الحسنى مع صفاته العلى، وإيضاح أن جميع الخلائق تسبّح وتقدس الله تعالى، كما تطرّقت إلى التفصيل بأمر الأنصار والمهاجرين، وتقسيم الغنائم، ومن أسمائها أيضًا سورة بني النضير، وذلك مصداقاً للحديث الوارد عن سعيد بن جبير أنه قال (قُلتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: سُورَةُ الحَشْرِ، قالَ: قُلْ سُورَةُ النَّضِيرِ).

صفات اليهود في سورة الحشر

تضمنت سورة الحشر بين آياتها الكريمة بعض الصفات التي قد اتّصف اليهود بها، حيث قال تعالى بوصفهم (لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ، لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ، كَمَثَلِ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، وفيما يلي ذكر لأبرز صفات اليهود التي قد أشارت الآيات الكريمة لها.

الجُبن والرعب

حيث إن اليهود دائمو الهرب والتملّص من أيّ مواجهةٍ تكون مباشرةٍ، إذ كانوا يُؤمّنون بقُراهم المُحصّنة على أنفسهم، ويختبئون ورائها؛ لشدّة خوفهم وجبنهم، وإن أجبروا على المواجهة فلا محالةَ سوف يجبنون بل ويفرّون هاربين.

العداوة الشديدة فيما بينهم

حيث وصفهم الله سبحانه بأنّ بأسهم شديدٌ بينهم؛ أي أن قوّتهم تزداد وتشتدّ إن ما تحاربوا واقتتلوا فيما بينهم، وذلك سواءً كانوا يهوداً أمام بعضهم، أو أمام منافقين، أمّا عند مواجهة المؤمنين الحقّ، فيكونوا ضُعفاء جُبناء؛ لأنّ الله جل وعلا قذف بقلوبهم الخوف والرعب.

الاتحاد الظاهري بين اليهود والمنافقين

إنّ الائتلاف والاتحاد الذي يبدو ما بين اليهود أنفسهم، وكذلك بين المنافقين واليهود ما هو سوى أمرٌ ظاهريٌّ صوريٌّ؛ فهم مُتفرّقون على الحقيقة لا يوجد أُلفة بينهم، ولا صدق التعاضد، والسبب في ذلك يرجع لوهن قلوبهم، التي ليس بها أي إيمان حقّ.

دروس مستفادة من سورة الحشر

فيما يلي ذكر بعض الدروس المستفادة من سورة الحشر:

  • نقض العهد هو أمر لا أبدًا يستهان به، فيعاقب الخائن عليه.
  • معصية الله جل وعلا والإصرار على ذلك يكون من أسباب عقاب الله تعالى بالدنيا حتى قبل الآخرة.
  • هجرة المسلم من المعاصي والذنوب، أو هجرته مكان يُعصى الله تعالى به أمر مستحب، والذي يستحق لأجله من الله تعالى الثناء.
  • النظام الإسلامي الاقتصادي قائم على مساعدة كافة المتعثرين، بالتزامن مع تحفيز الملكية حين تكون المفردية، باعتبارها محفّز كبير على الانتاج والعمل، وهو ما يتضح بشكل جليّ بتوزيع الغنائم في غزوة بني النضير فقط على المهاجرين دون توزيعها على الأنصار واللذين كانوا أغنياء.

الأسئلة الشائعة

متى تقرأ سورة الحشر؟

قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم: من قرأ خواتيم الحشر في ليل أو نهار فمات من ليله أو يومه فقد أوجب له الجنّة.

المراجع

فضل قراءة سورة الحشر

جديد المواضيع