ابحث عن أي موضوع يهمك
إن هناك حديث متداول ويثير جدلًا واسعًا بين الناس واختلافات عدّة على صحته وهو حديث : “قال النبي صلى الله عليه وسلم : (في الخامس عشر من شهر رمضان ليلة الجمعة ستكون فزعة، توقظ النائم، وتفزع اليقظان، وتخرج النساء من مخدعهن، وفى هذا اليوم سيكون هناك الكثير من الزلازل) وبعد البحث عن صحة الحديث وجدنا أن هذا الحديث منكر ولا يصح أبدًا ولم يرد حتى بأي سند مقبول ولم يثبت في كلام الرسول عليه الصلاة والسلام كما إن الواقع نفسه يكذب ذلك الحديث فقد وافق في سنوات كثيرة للغاية مجيء هذا اليوم في رمضان المبارك في يوم الجمعة الموافق 15 من رمضان ولهذا فقد حكم عليه بالكذب والوضع ولا يجوز أبدًا على أي مسلم تداوله.
توجد العديد من الآراء الفقهية فيما يتعلق بحديث الصيحة ومن أبرزها ما يلي:
حديث : يكون في رمضان هدة توقظ النائم، وتقعد القائم، وتخرج العواتق من خدورها، وفي شوال مهمة، وفي ذي القعدة تميز القبائل بعضها من بعض، وفي ذي الحَجَّة تراق الدماء، وحديث : يكون صوت في رمضان إذا كانت ليلة النصف منه ليلة جمعة، يصعق له سبعون ألفا، ويصم سبعون ألفا انتهى.
وقد قال الشيخ الألباني رحمه الله في ذلك:
موضوع، أخرجه نعيم بن حماد في “الفتن” (ق 160/1)، ومن طريقه أبو عبد الله الحاكم (4/517 – 518)، وأبو نعيم في “أخبار أصهبان” (2/199) قال : حدثنا ابن وهب، عن مسلمة بن علي، عن قتادة، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة …مرفوعاً.
“يَكُونُ فِي رَمَضَانَ صَوْتٌ, قَالُوا: فِي أَوَّلِهِ أَو فِي وَسَطِهِ أَو فِي آخِرِهِ؟ قَالَ : لا؛ بَلْ فِي النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ، إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ؛ يَكُونُ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يُصْعَقُ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفاً، وَيُخْرَسُ سَبْعُونَ أَلْفاً، وَيُعْمَى سَبْعُونَ أَلْفاً، وَيُصِمُّ سَبْعُونَ أَلْفاً. قَالُوا: فَمَنِ السَّالِمُ مِنْ أُمَّتِكَ؟ قَالَ : مَنْ لَزِمَ بَيْتَهُ، وَتَعَوَّذَ بِالسُّجُودِ، وَجَهَرَ بِالتَّكْبِيرِ لِلَّهِ. ثُمَّ يَتْبَعُهُ صَوْتٌ آخَرُ. وَالصَّوْتُ الأَوَّلُ صَوْتُ جِبْرِيلَ، وَالثَّانِي صَوْتُ الشَّيْطَانِ. فَالصَّوْتُ فِي رَمَضَانَ، وَالمَعْمَعَةُ فِي شَوَّالٍ، وَتُمَيَّزُ الْقَبَائِلُ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، وَيُغَارُ عَلَى الْحُجَّاجِ فِي ذِي الْحِجَّةِ، وَفِي الْمُحْرِمِ، وَمَا الْمُحْرَّمُ؟ أَوَّلُهُ بَلاءٌ عَلَى أُمَّتِي، وَآخِرُهُ فَرَحٌ لأُمَّتِي، الرَّاحِلَةُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ بِقَتَبِهَا يَنْجُو عَلَيْهَا الْمُؤْمِنُ لَهُ مِنْ دَسْكَرَةٍ تَغُلُّ مِائَةَ أَلْفٍ“
وقد ورد أيضًا حديث آخر لابن مسعود في ذلك الصدد يقول فيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان صيحة في رمضان، فإنه يكون معمعة في شوال، وتميز القبائل في ذي القعدة، وتسفك الدماء في ذي الحِجَّة والمحرم، وما المحرم؟ يقولها ثلاث مرات، هيهات هيهات، يقتل الناس فيه هرجًَا هرجًا، قلنا: وما الصيحة يا رسول الله؟ قال: هذه في النصف من رمضان ليلة الجمعة، فتكون هدَّة توقظ النائم، وتقعد القائم، وتخرج العواتق من خدورهن في ليلة جمعة، في سنة كثيرة الزلازل والبرد، فإذا وافق شهر رمضان في تلك السنة ليلة الجمعة، فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة في النصف من رمضان فادخلوا بيوتكم، وأغلقوا أبوابكم، سدوا كواكم، ودثروا أنفسكم، وسدوا آذانكم، فإذا أحسستم بالصحيحة فخروا لله سجدا، وقولوا: سبحان القدوس، سبحان القدوس، ربنا القدوس، فإنه من فعل ذلك نجا ومن لم يفعل هلك”
قد ذكرت كلمة الصيحة في القرآن الكريم في الكثير من المواضع وتعني كلمة الصيحة: العذاب أو الهلاك أو الصوت الشديد أو الغارة، ومن بين تلك المواضع التي ذكرت فيها، ما سنذكره لكم:
إن بعض مفسري المذهب الشيعي يعتقدون أن الصيحة هي صوت جبريل عليه السلام من السماء، وهي بالنسبة لهم أحد العلامات الخمسة الخاصة بظهور محمد بن الحسن المهدي، ووفقًا إلى بعض الروايات يمكن سماع الصوت من قريب أو من بعيد على حد سواء وتوقظ الناس النائمين، وتعتبر تلك الصيحة عند المذهب الشيعي وأتباعه رحمة للمؤمنين وعذاب للكافرين.
إن الصيحة على حسب الروايات التي ذكرت فيها تخرج من جبريل عليه السلام وواحدة تخرج من إبليس كي يفتن بها الناس، ويقوم فيها جبريل عليه السلام بالإعلان بصوته عن ظهور الإمام المهدي وهي من المعجزات التي يتولى نشرها أهم الملائكة عند الله، ومن الروايات التي تذكر ذلك ما يلي:
عن أبي بصير، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام، أنه قال: “الصيحة لا تكون إلا في شهر رمضان، لأن شهر رمضان شهر الله، والصيحة فيه هي صيحة جبريل إلى هذا الخلق، ثم قال: ينادي مناد من السماء باسم القائم عليه السلام فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب، لا يبقى راقد إلا استيقظ، ولا قائم إلا قعد، ولا قاعد إلا قام على رجليه فزعًا من ذلك الصوت، فرحم الله من عدّ بذلك الصوت فأجاب، فإن الصوت الأول هو صوت جبريل الروح الأمين عليه السلام، وفي آخر النهار صوت الملعون إبليس اللعين ينادي: ألا إن فلانا قتل مظلوما ليشكك الناس ويفتنهم، فكم في ذلك اليوم من شاك متحير قد هوى في النار، فإذا سمعتم الصوت في شهر رمضان فلا تشكوا فيه أنه صوت جبريل، وعلامة ذلك أنه ينادي باسم القائم واسم أبيه عليهما السلام حتى تسمعه العذراء في خدرها فتحرض أباها وأخاها على الخروج، وقال: لا بد من هذين الصوتين قبل خروج القائم عليه السلام صوت من السماء وهو صوت جبريل باسم صاحب هذا الأمر واسم أبيه، والصوت الثاني من الأرض هو صوت إبليس اللعين ينادي باسم فلان أنه قتل مظلوما، يريد بتلك الفتنة، فاتبعوا الصوت الأول وإياكم والأخير أن تفتنوا به”.
يجدر بنا أن نشير هنا إلى أن أغلب تلك الأحاديث موضوعة والروايات المذكورة غير مؤكدة كما إنها لا أصل لها في مذهب أهل السنة والجماعة، والله تعالى أعلم وأعلى.
هذا الحديث منكر ولا يصح أبدًا ولم يرد حتى بأي سند مقبول ولم يثبت في كلام الرسول عليه الصلاة والسلام كما إن الواقع نفسه يكذبه
ولدت السيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.