يعد سؤال القارئ كيف تكون حياته من الأسئلة التعليمية الشائعة في مادة اللغة العربية، لذا ومن هذا المنطلق فإننا سوف نقوم بتسليط الضوء عليه وتوضيح إجابته النموذجية في النقاط التالية:
تكون حياة القارئ مليئة بالمعلومات القيمة وكذلك الخبرات السابقة والحكم.
فبلا شك القارئ الجيد هو من يتمكن من تقييم تنبؤاته بشكل مستمر إلى جانب مراجعتها حسب الحاجة.
كما أنه يكون انتقائي، وقد ينشئ الصور الذهنية أو يتخيل الأحداث والشخصيات ليفهم النص الذي يقرأه ويطبقه على الواقع.
فهو يراقب فهمه أثناء القراءة حتى يتنسى له التمتع بالمعلومات الجديدة وبالمهارات المكتسبة، وليجد لحياته هدفًا وفائدة.
فلقد ساهمت القراءة في إقامة الكثير من الحضارات وإعلان شأن العديد من الأمم وجعلت ثقافات العالم القديمة والحديثة منفتحة على بعضها، فهي الوسيلة إلى ارتقاء الفرد والمجتمع.
أثر القراءة على شخصية القارئ
تنعكس الآثار الإيجابية للقراءة على شخصية القارئ بفاعلية وتتجلى فيها بوضوح، فمن هذه الآثار ما يلي:
تقوية الوصلات العصبية وبالتالي تعزيز قدرة الدماغ على أداء العديد من المهام بسهولة.
زيادة التركيز من خلال إكساب القارئ بعض المهارات الإدراكية كالتأمل والتحليل والتفكير والتخيل.
تقوية المهارات الكتابية والشفوية.
تحسين القدرة الفنية عبر تجديد الأفق الثقافي وكذلك الأفق الفكري.
تطور الشخصية وزيادة النمو اللغوي والقدرة على التواصل مع الأفراد الآخرين والشعوب والثقافات المختلفة.
توسيع المدارك عبر تحصيل المعلومات في مختلف المجالات.
معرفة الله – عز وجل- بشكل أكثر وما شرعه للعباد، ومعرفة سيرة الرسول – صلى الله عليه وسلم- فضلًا عن تاريخ الأمة.
القراءة النافعة
إن القراءة النافعة هي التي تساهم في الارتقاء بقدرات الإنسان وكذلك معارفه، كما تلعب دورًا كبيرًا في بناء شخصيته وذلك من خلال توجيه إلى المثل العليا والتحلى بالأخلاق المحمودة، وهذه القراءة تتم من خلال الالتزام ببعض الضوابط مثل:
اختيار الكتاب المناسب للقراءة.
تجنب قراءة الكتب المثيرة للغرائز.
الابتعاد عن نصوص القراءة التي تحدث على الرذائل.
عدم قراءة العبارات المورثة للعنف والقسوة.
طرق التركيز أثناء القراءة
لا يتم تحصيل فوائد القراءة إلا في حالة إن تم التركيز فيها، فهناك العديد من الوسائل التي تساهم بفاعلية في زيادة التركيز خلال القراءة، ففي السطور التالية سوف نذكرها لكم:
إزالة المشتتات
نظرًا لأن الإنترنت أصبح يشغل حيزًا كبيرًا من حياتنا وأوقاتنا فإننا في حاجة إلى السيطرة على الأمر والقيام بالأمر الذي يجبرنا على التركيز عند القراءة.
حيث إن هذا الأمر متمثلًا في ترك الهاتف أو الابتعاد عن جهاز الكمبيوتر المحمول في حالة القراءة من الكتب الورقية.
ومتمثلًا في تشغيل وضع الطيران في الهاتف في حالة القراءة منه أو استخدام لسماع الصوت عند القراءة لزيادة التركيز وتحصيل المعلومات.
تجربة الكتب الصوتية
تلعب الكتب الصوتية دورًا كبيرًا في السيطرة على ضغوط الحياة والتي من شأنها أن تجعل العقل مشتتًا.
ففي حالة الرغبة في التركيز في القراءة فإنه يُنصح بالاستماع إلى هذه الكتب، ويجب العلم بأنها غير مقيدة مثل الكتب المادية حيث إنها تسمح بتحريك الجسم إلى جانب الانخراط في العديد من المهام عند القراءة.
فعلى سبيل المثال من الممكن الاستماع إلى الكتب الصوتية عند الذهاب إلى نزهة فردية أو عند القيام بتنظيف المنزل وغيرها.
طريقة بومودورو
يُطلق على طريقة بومودورو أيضًا اسم الاستخدام المؤقت فهي تعد من أفضل الطرق بل والأكثرها فاعلية للتركيز في القراءة.
حيث إنها تكون بمثابة استراتيجية تساهم في إدارة الوقت بشكل جيد.
فهي تعتمد على تضمين فترات الراحة في المهام اليومية لا سيما مهمة القراءة.
إذ تنص على التركيز لمدة 25 دقيقة في القراءة وبشكل متواصل ومن ثم أخذ فاصل لمدة 5 دقائق.
مع العودة إلى القراءة مرة أخرى بحيث يتم إكمال نحو 4 جولات من الجلسات المتعلقة بالتركيز، علمًا بأن أطول مدة للاستراحة لا ينبغي أن تتجاوز 10 دقائق.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الطريقة مفيدة للغاية لمن يواجهون الصعوبة في التركيز نظرًا لانسياقهم وراء المشتتات، كما أنها مفيدة لمن يدرسون.
تشغيل الصوت المناسب
في كثير من الأحيان يكون الصوت بمثابة أداة رائعة للمساهمة في الحفاظ على التركيز لأطول وقت ممكن أثناء القراءة.
فهناك بعض الأشخاص الذين لا يستطيعون التركيز في القراءة إلا عند تشغيل الموسيقى.
أو عند تواجدهم في الأماكن التي ينتشر فيها الضوضاء في الخلفية.
فإذا كنت من هؤلاء الأشخاص ينصح لكيلا يكون الصوت مصدرًا للتشتيت ويتسبب في قدوم النتيجة العكسية أن يتم اختيار الصوت الملائم والذي يمكن احتماله.
تحسين النظام الغذائي
يساهم النظام الغذائي الصحي في زيادة التركيز وتحسين الذاكرة بلا شك.
لذا فإنه يُنصح عند القراءة أن يتم تجنب تناول الأطعمة الغنية بالسكر أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين فهي تؤثر بالسلب على أداء الدماغ.
كما يُنصح بزيادة البروتين في النظام الغذائي لأنه مفيد للذاكرة ويساهم في تنمية المهارات العقلية ومهارات الإدراك.
التركيز على الدافع من القراءة
قد يشعر البعض بالملل عند القراءة لأي كتاب ما حتى وإن كان يقرأون في المجال الذي يفضلونه.
فلكي يتم التخلص على هذه المشكلة يحبذ التركيز دائمًا على الدافع الأساسي وراء القراءة.
فقد يكون الدافع هو الحصول على درجات تعليمية مرتفعة، أو العمل بشكل أفضل.
أو قد يكون لتعلم واكتساب مهارة جديدة، فبلا شك تذكر النفس باستمرار بالهدف يساهم في زيادة التركيز عند القراءة.
اختيار الكتب المساهمة في الاستمتاع
من الضروري اختيار الكتب التي يتم الشعور عند قراءتها بالاستمتاع.
فالكتب الصعبة والمملة سوف تؤثر على حجم القراءات، حيث ستؤدي إلى القراءة ببطء تام كما سيكون من السهل تشتت الانتباه عنها.
لذلك ولزيادة التركيز عند القراءة وعدم قضاء الساعات الطويلة دون أي جدوى ينبغي اختيار الكتب الممتعة والتي تصل إلى نفس الهدف المراد تحقيقه من القراءة.
أهمية القراءة في حياتنا
تتجلى أهمية القراءة في حياتنا في العديد من الأمور، فمن أبرز هذه الأمور ما يلي:
القدرة على استثمار الوقت فيما هو مفيدًا.
الاطلاع على ثقافات الشعوب المختلفة.
بناء الأجيال الواعية والمثقفة والقادرة على كبح الجهل والتخلف.
تعلم كيفية التخلص من أوقات الفراغ المزعجة.
تقليل معدلات القلق والتوتر والمشاعر السلبية المتراكمة في النفوس.
الوقاية من مرض الزهايمر من خلال إنعاش الذاكرة.
تعزيز نوعية الحياة من خلال نقل الخبرات بين أفراد المجتمع.
تحسين مستوى الإنتاج الأدبي والحياة الفنية.
تنمية مهارة اللغة والنطق السليم لدى الأطفال، إلى جانب تطوير القدرة البصرية والمهارات الحسابية وجعلهم يشعرون بقيمة الوقت.
أهمية القراءة في الإسلام
سنشير في النقاط التالية إلى أهمية القراءة بالنسبة للإسلام:
إن كلمة اقرأ تعد بمثابة مفتاح إنشاء الدولة الإسلامية، هي أول ما أمر الله – عز وجل- سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- أن يقوم به عندما أنزل عليه الوحي بالقرآن الكريم.
ولقد ذكر الرسول – صلى الله عليه وسلم- أهمية القراءة في مواقف عديدة مثل غزوة بدر.
حيث إنه أمر من يرغب في تحرير نفسه من أيدي المشركين أن يعلم 10 من المسلمين القراءة وكذلك الكتابة.
ومن الجدير بالذكر أن هناك مكتبات إسلامية كانت موجودة منذ قديم الزمان لتعزيز أهمية القراءة وظلت لعدة قرون مثل مكتبة دمشق وطرابلس والمدينة وبغداد والقدس.
