ابحث عن أي موضوع يهمك
لا يزال كل من الأمل والتفاؤل هما الوسائل الأكثر نجاحًا لتحقيق حياة اجتماعية ونفسية وصحية متوازنة، حيث باتت من الأمور الأساسية بالحياة، لذا على جميع من يرغب أن يعيش حياة تخلو من الهموم والمتاعب أن يتحلى بهما، وما عليه سوى أن يتمسك بالتفاؤل والأمل وأن القادم أفضل بإذن الله، لذلك أصبح التفاؤل يعد بمثابة الطاقة الكامنة التي تعمل على دفع الإنسان نحو حب الحياة، وهو ما ينعكس على المجتمع كاملًا.
الشعور بالأمل والتفاؤل يمنح الفرد الشعور بالرضى والسعادة، كما ويدفعه نحو العمل الدؤوب بأصعب وأقصى الظروف، كما وأن ذلك الشعور ينعكس على تصرفاته جميعها سواء بمحيطه أو علاقته بالآخرين، فنجد الإنسان المتفائل من أكثر الأفراد المقبلين على الحياة، والمبادرين نحو مد يد المساعدة والعون لمن يحتاج إليها، وهو ما يترتب عليه إشاعة حالة من التكافل الاجتماعي بالمجتمع بأسره.
الشعور بالتفاؤل والأمل يدفع الإنسان إلى العطاء والعمل والإنجاز للوصول إلى النجاح، فلا يستطيع الشخص المتفائل أن يكون خاضعًا للتحديات وللصعوبات الحياتية، ولكنه على العكس من ذلك، فالمتفائل هو أحد أكثر الأشخاص ممن يقدرون على ضبط النفس فلا يركن للإحباط، بل إن صعوبة الحياة وقسوتها تدفعه لبذل المزيد من التعب والجهد والمزيد من العمل، ومن ثم الكثير من الإنتاج، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على تقدم المجتمع وارتفاع مستوى الرفاهية.
يمتاز الشخص المتفائل بالمقدرة على مواجهة العثرات والمشاكل التي قد تصادفه وتواجهه بحياته، بل وقد يقدر على أن يجعل منها وسيلة للاستمرار والمقاومة بالحياة، كما ويعمل بجميع ما يملتكه من قدرات وقوة كامنة لكي يتخطي هذه الصعوبات، والتوصل لوسائل وطرق الخروج من تلك الأزمة، حيث يجيد التعامل مع تلك الصعاب فنجده يغير من لحظات الهزيمة والفشل لقوة وعزيمة للمواصلة، كذلك ويجعل منها بمثابة فرصة للتطور والتعلم وليس أمر يدعوه للإحباط والقلق.
يوجد الكثير من الأفكار الإيجابية التي يقترحها خبراء علم النفس، والتي تساعد الإنسان في أن يصبح أكثر تفاؤلًا، والتي تتسم بقدرٍ كبير من البساطة، وتساعد أيضًا كل شخص على أن يصبح قادر على التحول إلى عقلية متفائلة بدلًا من العقلية المتشائمة، ولعل من بين أهم تلك الأفكار ما يلي:
الفأل يعني الكلمة الطيبة أو الكلمة الصالحة أو الكلمة الحسنة، وأخرج البخاري بصحيحه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا طِيَرَةَ، وخَيْرُها الفَأْلُ. قالوا: وما الفَأْلُ؟ قالَ: الكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُها أحَدُكُمْ)، وقد اهتم الدين الإسلامي بالتفاؤل اهتماماً كبيراً؛ إذ سلك كل سبيل بغرس روح التفاؤل في المجتمع الإسلامي.
ومن ذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلقاء أخوتنا بوجه طلق، مع إفشاء السلام بيننا؛ لكي تسود الألفة والمحبة، كما وأرشدنا لحسن اختيار أسماء الأبناء؛ والتي تدعو للتفاؤل، وهو ما يصبُّ جميعه بمفهوم التفاؤل في الإسلام، كذلك دعاء الإسلام وحث المسلمين على الأمل والرجاء الذي يدفعهم نحو الانطلاق والجد والاجتهاد بالعمل، وأرشدهم نحو ترك القنوط َواليأس والإحباط مهما قد اشتدت الظروف بهم؛ حيث إن ذلك لا يليق بتفكير المسلم.
إنّ من بين الصفات الحميدة التي أكرم الله جل وعلا نبيه الكريم بها؛ هي صفة التفاؤل، وكانت تلك الصفة مصاحبة له بجميع أحواله وطوال حياته، وقد تعددت المواقف الدالة على تفاؤل النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بينها ما يلي: