مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

أثر التفاؤل والأمل على الفرد والمجتمع

بواسطة: نشر في: 18 نوفمبر، 2022
مخزن

أثر التفاؤل والأمل على الفرد والمجتمع

لا يزال كل من الأمل والتفاؤل هما الوسائل الأكثر نجاحًا لتحقيق حياة اجتماعية ونفسية وصحية متوازنة، حيث باتت من الأمور الأساسية بالحياة، لذا على جميع من يرغب أن يعيش حياة تخلو من الهموم والمتاعب أن يتحلى بهما، وما عليه سوى أن يتمسك بالتفاؤل والأمل وأن القادم أفضل بإذن الله، لذلك أصبح التفاؤل يعد بمثابة الطاقة الكامنة التي تعمل على دفع الإنسان نحو حب الحياة، وهو ما ينعكس على المجتمع كاملًا.

انتشار السعادة والتكافل الاجتماعي

الشعور بالأمل والتفاؤل يمنح الفرد الشعور بالرضى والسعادة، كما ويدفعه نحو العمل الدؤوب بأصعب وأقصى الظروف، كما وأن ذلك الشعور ينعكس على تصرفاته جميعها سواء بمحيطه أو علاقته بالآخرين، فنجد الإنسان المتفائل من أكثر الأفراد المقبلين على الحياة، والمبادرين نحو مد يد المساعدة والعون لمن يحتاج إليها، وهو ما يترتب عليه إشاعة حالة من التكافل الاجتماعي بالمجتمع بأسره.

زيادة الإنتاجية وتقدم المجتمع

الشعور بالتفاؤل والأمل يدفع الإنسان إلى العطاء والعمل والإنجاز للوصول إلى النجاح، فلا يستطيع الشخص المتفائل أن يكون خاضعًا للتحديات وللصعوبات الحياتية، ولكنه على العكس من ذلك، فالمتفائل هو أحد أكثر الأشخاص ممن يقدرون على ضبط النفس فلا يركن للإحباط، بل إن صعوبة الحياة وقسوتها تدفعه لبذل المزيد من التعب والجهد والمزيد من العمل، ومن ثم الكثير من الإنتاج، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على تقدم المجتمع وارتفاع مستوى الرفاهية.

سهولة التعامل مع العثرات

يمتاز الشخص المتفائل بالمقدرة على مواجهة العثرات والمشاكل التي قد تصادفه وتواجهه بحياته، بل وقد يقدر على أن يجعل منها وسيلة للاستمرار والمقاومة بالحياة، كما ويعمل بجميع ما يملتكه من قدرات وقوة كامنة لكي يتخطي هذه الصعوبات، والتوصل لوسائل وطرق الخروج من تلك الأزمة، حيث يجيد التعامل مع تلك الصعاب فنجده يغير من لحظات الهزيمة والفشل لقوة وعزيمة للمواصلة، كذلك ويجعل منها بمثابة فرصة للتطور والتعلم وليس أمر يدعوه للإحباط والقلق.

أسباب التفاؤل في الحياة

يوجد الكثير من الأفكار الإيجابية التي يقترحها خبراء علم النفس، والتي تساعد الإنسان في أن يصبح أكثر تفاؤلًا، والتي تتسم بقدرٍ كبير من البساطة، وتساعد أيضًا كل شخص على أن يصبح قادر على التحول إلى عقلية متفائلة بدلًا من العقلية المتشائمة، ولعل من بين أهم تلك الأفكار ما يلي:

  • التأكيد على الإيجابية: يجب أن يحرص الفرد على تبني الأفكار الإيجابية سواء تلك التي تخصه أو تخص الآخرين، مع الابتعاد عن كل أمر سلبي.
  • القضاء على السلبية: من خلال الحرص على عدم مقارنة الشخص بينه وبين الغير بطريقة سلبية، حيث ينبغي عليه أن يؤمن بأن لكل إنسان موهبته الخاصة به، والتي ليس من الضروري أن يمتلكها.
  • التلطف مع الذات: عبر الحرص على إيجاد الحسن والجيد بكل موقف حتى بالمواقف الصعبة.
  • العقلانية: الحرص عند حدوث التحديات والصعاب بالتركيز على تحقيق النتائج الإيجابية عوضًا من توقع الهزيمة بكل لحظة.
  • الصحة البدنية: الحرص على تحسين الصحة البدنية عن طريق ممارسة الرياضة حتى لو في أبسط صورها، واتباع نظام غذائي معتدل وصحي، والبعد عن العادات السيئة مثل السهر والتدخين، ومع الوقت سيشعر الفرد بتحسن وستكون نظرته للحياة أكثر تفاؤلًا وإشراقًا.
  • الصحة العقلية: الحرص على وضع العقل دومًا في حالة تحدي، عن طريق القراءة أو تعلم شيئًا جديدًا.

التفاؤل في الإسلام

الفأل يعني الكلمة الطيبة أو الكلمة الصالحة أو الكلمة الحسنة، وأخرج البخاري بصحيحه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا طِيَرَةَ، وخَيْرُها الفَأْلُ. قالوا: وما الفَأْلُ؟ قالَ: الكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُها أحَدُكُمْ)، وقد اهتم الدين الإسلامي بالتفاؤل اهتماماً كبيراً؛ إذ سلك كل سبيل بغرس روح التفاؤل في المجتمع الإسلامي.

ومن ذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلقاء أخوتنا بوجه طلق، مع إفشاء السلام بيننا؛ لكي تسود الألفة والمحبة، كما وأرشدنا لحسن اختيار أسماء الأبناء؛ والتي تدعو للتفاؤل، وهو ما يصبُّ جميعه بمفهوم التفاؤل في الإسلام، كذلك دعاء الإسلام وحث المسلمين على الأمل والرجاء الذي يدفعهم نحو الانطلاق والجد والاجتهاد بالعمل، وأرشدهم نحو ترك القنوط َواليأس والإحباط مهما قد اشتدت الظروف بهم؛ حيث إن ذلك لا يليق بتفكير المسلم.

التفاؤل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

إنّ من بين الصفات الحميدة التي أكرم الله جل وعلا نبيه الكريم بها؛ هي صفة التفاؤل، وكانت تلك الصفة مصاحبة له بجميع أحواله وطوال حياته، وقد تعددت المواقف الدالة على تفاؤل النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بينها ما يلي:

  • الهجرة: وهو ما يتضح بموقفه مع صاحبه أبي بكر وهما بطريق الهجرة، وقد لَحِقَ سراقة بهما، فقال النبي لأبي بكر رضي الله عنه: (لا تَحْزَنْ إنَّ اللَّهَ معنَا فَدَعَا عليه رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَارْتَطَمَتْ فَرَسُهُ إلى بَطْنِهَا)، وموقفه عندما كان يُطمئن أبو بكر وهما بالغار، إذ كان الكفار مجتمعين عنذ باب الغار، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يطمئن صاحبه أن الله تعالى معهما وثالثهما.
  • شفاء المريض: إذ كان صلى الله عليه وسلم يمسح بيده اليمنى عليه ويدعو بالشفاء له مع يقينه أنّ الله تعالى سيشفيه ويطهّره من ذلك المرض.
  • غزوة بدر: على الرغم من قلة عدد المسلمين في يوم بدر مقارنةً بعدد قريش ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم بشّر المسلمين بنصر الله لهم كما وغرس بهم روح الأمل والتفاؤل.
  • غزوة الأحزاب: على الرغم من الظروف التي لحقت يوم الأحزاب بالمسلمين من جوع شديد وتعب، وبالرغم مما لحق بهم من أحداث تمثلت في خيانة اليهود وحصار المشركين لهم، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم غرس بهم الأمل والتفاؤل واليقين والثقة في نصر الله جل وعلا لهم.

المراجع

أثر التفاؤل والأمل على الفرد والمجتمع

جديد المواضيع