مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

ما هي ثمار الصبر على البلاء في الدنيا والآخرة وفضله ومكافأة الله على الصبر

بواسطة: نشر في: 6 يوليو، 2023
مخزن

ما هي ثمار الصبر على البلاء يحتاج لمعرفتها جميع المسلمين، حيث كتب الله تعالى على المؤمنين من عباده جميعًا بالحياة الدنيا الابتلاء، حيث قال تعالى في سورة البقرة الآية 155 (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)، ولكنه سبحانه كلّفهم بالتعامل مع هذه الابتلاءات بالصبر والتحمل والاحتساب، والصبر هو خلق عظيم له ثمار طيبة بالدنيا والآخرة، وفي مقالنا التالي عبر مخزن بيان ثمراته.

ما هي ثمار الصبر على البلاء

إنّ المؤمن إن صبر على ابتلاءاته جميعها مهما كانت كالفقر والمرض وغيرها، فإنّه سوف يجني ثمار ذلك الصبر بحياته الدنيا عاجلاً قبل الآخرة، وهي كالتالي:

عوض الله سبحانه للعبد المبتلى

فإن الله سبحانه يعوض عباده الصابرين على الابتلاء بجزيل العطاء بالدنيا قبل الآخرة، ويوجد قصص وأمثلة كثيرة تحكي عن أشخاص كانوا فقراء ليبدلهم الله جل وعلا غنىً، وأشخاص ابتلوا بالعديد من الأمراض فأبدلهم بعد تحمّلهم وصبرهم صحةً وعافية.

أقرأ أيضًا: حكم عن الصبر على المصائب

قرب المبتلى من الله تعالى

وذلك بجعل الابتلاء المسلم أقرب لله عز وجل، فيكثر من القربات ويُقبل بالطاعات رجاء من الله أن يُخلّصه من ابتلائه، حيث إن الله سبحانه لا ينزل البلاء سوى على من يحبّ من عباده، فينزل البلاء عليه إلى أن يصل لمرتبة الصالحين والأنبياء محبة به، وقد ورد بالحديث (سُئِلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أَيُّ الناسِ أَشَدُّ بلاءً؟! قال: الأنبياءُ، ثم الأمثلُ فالأمثلُ، يُبْتَلَى الرجلُ على حَسَبِ دِينِهِ؛ فإن كان في دينِهِ صُلْبًا اشتَدَّ بلاؤُهُ، وإن كان في دينِهِ رِقَّةٌ هُوِّنَ عليه، فما يَزالُ كذلك، حتى يَمْشِيَ على الأرضِ ما له من ذنبٍ).

شاهد أيضًا: حكم عن الصبر على البلاء 2024

ثمار الصبر على البلاء في الآخرة

يجني العباد الصابرون ثمار تحملهم وصبرهم يوم القيامة، ويسعدون بما أعدّه لهم الله تعالى، فهم سلّموا أمرهم له سبحانه، وتعاملوا مع قدره كما يُحب ويرضى ومن هذه الثمار ما يلي:

  • تتنزّل رحمة وعناية الله سبحانه بالصابرين وصلواته وبركاته عليهم، حيث قال تعالى في سورة البقرة الآيات 155: 157 (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).
  • تكفير السيئات والذنوب، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم (ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ).
  • يأمن الصابرون من الفزع الأكبر يوم القيامة، فلا يفزعون ولا يخافون مثلما يفزع جميع الناس.
  • مضاعفة ثواب وأجر الصابرين في يوم القيامة، وهو ما قال فيه تعالى بسورة القصص الآية 54 (أُولَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ).

أقرأ أيضًا: خطبة عن الصبر بالعناصر كاملة مكتوبة

كيف يكون الصبر على البلاء

ثمّة طرق ووسائل عدة للصبر على الابتلاء، ومن بينها:

  • أن يعرف العبد ثواب الصبر على الابتلاء وما له عند الله من جزاء عظيم، حيث قال تعالى في سورة الزمر الآية 10 (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ).
  • أن يتذكّر المسلم أنّ الابتلاءات تمحوا وتكفّر السيئات وترفع الدرجات، وهو ما قال به الرسول صلى الله عليه وسلم (ما يُصِيبُ المُؤْمِنَ مِن شَوْكَةٍ فَما فَوْقَها إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بها دَرَجَةً، أوْ حَطَّ عنْه بها خَطِيئَةً).
  • أن يؤمن العبد بأنّ الابتلاء هو مُقدَّرٌ عليه من قبل من الله تعالى، والإيمان بقدر الله وقضاءه هو ركنٌ من أركان الإيمان؛ لذا يجب على المؤمن التسليم لذلك دون اعتراض، وقد ورد بالأثر “يا بُنَيَّ، إنَّك لن تَجِدَ طَعمَ حقيقةِ الإيمانِ حتى تعلَمَ أنَّ ما أصابَك لم يكُنْ لِيُخْطِئَك، وما أخطَأَك لم يكُنْ لِيُصيبَك”.
  • إدراك أن الابتلاء هو اختبارٌ له من الله تعالى، والصبر واجبٌ على كل مسلم، وأنّ من لا يصبر على الابتلاء؛ يوجد في إيمانه نقص وخللٌ، وأنّ الله جل وعلا وصف المؤمنين بالصابرين، وأمرهم بالمصابرة والصبر، وهو ما قال فيه تعالى في سورة آل عمران الآية 200 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
  • الاستعانة على الابتلاء بذكر الله والإكثار من قول “إنا لله وإنا إليه راجعون”، والاستعانة كما أمر الله عباده المؤمنين بالصلاة؛ فقال لهم في سورة البقرة الآية 153 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).
  • عدم رفع الصوت أو تمزيق الثياب أو تقطيع الشعر، أو اللطم على الخدّ؛ فإنّ جميع هذا ليس من خلق الإسلام، ولكنه من أمر الجاهلية، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم “ليسَ مِنَّا مَن ضَرَبَ الخُدُودَ، وشَقَّ الجُيُوبَ، ودَعا بدَعْوَى الجاهِلِيَّةِ”.
  • العلم بأن ذلك الابتلاء أو الظلم هو بظاهره شرٌ مكروهٌ، وهو بالحقيقة خيرٌ له بآخرته إن صبر، حيث قال تعالى في سورة البقرة الآية 216 (وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).
  • أن يعلم بأنّ جميع ما يأتي من الله تعالى خير، وأن أمر المؤمن خير دائمًا، وهو ما قال فيه صلى الله عليه وسلم “عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له”.
  • التضرّع بالدعاء إلى الله، والتوبة، والاستغفار، والبعد عن المعصية؛ فربما كانت البلاء بسبب ارتكاب ذنبٍ، وهو ما قال به تعالى في سورة الشورى الآية 30 (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِير).

درجات الصبر على البلاء

للصبر على الابتلاءات ثلاثة درجات قسّمها العلماء، على النحو التالي:

  • الصبر على المعاصي بالبعد عنها؛ طاعةً لله تعالى وامتثالًا لأوامره.
  • الصبر على الطاعات من خلال المداومة عليها.
  • الصبر على الابتلاءات.

أحاديث الصبر على البلاء

وردت الكثير من الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم بالصبر على البلاء، نذكر بعضًا منها فيما يلي:

  • عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط).
  • عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنّه قال (ما يُصِيبُ المُؤْمِنَ مِن وصَبٍ، ولا نَصَبٍ، ولا سَقَمٍ، ولا حَزَنٍ حتَّى الهَمِّ يُهَمُّهُ، إلَّا كُفِّرَ به مِن سَيِّئاتِهِ).

الأسئلة الشائعة

ما هي ثمار الصبر؟

دليل على حسن الإسلام وكمال الإيمان، كما يورث الهداية بالقلب، ويثمر محبة الناس ومحبة الله.

ما هي ثمار الصبر على البلاء

جديد المواضيع