هناك العديد من الأشخاص الذين يقومون بالخلط بين مفهوم الانطواء والخجل نظرًا لكونهما من أبرز أشكال اضطراب القلق الاجتماعي ولكونهما متشابهان ظاهريًا، ولكن في حقيقة الأمر هناك فرقًا جليًا بينهما، حيث إننا في السطور التالية سوف نوضحه لكم بالتفصيل:
وجه المقارنة
الانطواء
الخجل
من حيث النوع النوع
الانطواء سمة شخصية
الخجل عاطفة
من حيث مدى الانخراط في المجتمع
يميل الشخص الانطوائي إلى الانسحاب والعزلة، ويشعر بالراحة في الوحدة، وذلك لأنه يرى المواقف الاجتماعية تستنزف تمامًا طاقته، كما يرى بأن هذا الأمر منطقي للغاية
يمتلك الشخص الخجول الرغبة في الانخراط في المجتمع، ولكنه لا يستطيع القيام بذلك بسبب شعوره بالتوتر الشديد والإحباط وخيبة الأمل، علمًا بأن الوعي الذاتي لديه بشأن تردده يكون مرتفعًا
من حيث الصفات
تُعرف حالة الانطواء بالانقلاب إلى الداخل، وذلك لأن الانطوائي يتسم بقدرته على التركيز في أفكاره الداخلية بفاعلية وتجنب التركيز على ما يحدث من حوله في المحيط الخارجي
ترتبط حالة الخجل بالخوف من التقييم السلبي، لذا يميل الخجول دائمًا نحو التجنب، والابتعاد عن المواقف التي تزيد من قلقه كالتعامل مع الأشخاص غير المألوفين
من حيث الدافع وراء كل منهما
يتجه الانطوائي إلى البقاء في المنزل لأنه يفضل البيئات التي لا تكون مُفرطة في التحفيز، فالدافع هنا هو رغبته في عدم الشعور بأن شخصيته غير مرغوب فيها من قِبل الأشخاص المنفتحين
يتجه الخجول إلى البقاء في المنزل بدافع الخوف من مواجهة اللقاءات الاجتماعية، فالخجل مشكلة خارجة عن إرادة الشخص وليست قرار شخصي
من حيث تجاوز الأحداث الاجتماعية
يتجاوز الانطوائي مختلف الأحداث الاجتماعية حتي يشعر بالراحة والهدوء أكثر
يتجاوز الخجول الأحداث الاجتماعية لكيلا يترك الفرصة للمشاعر السلبية في التأثير على أفكاره وجسده
ما هو الانطواء
إن الانطواء يُصنف كمرض نفسي، حيث إنه من الأمراض الشائعة والتي تنتج بفعل العوامل الوراثية أو التربية الخاطئة أو عدم الثقة بالنفس أو عدم القدرة على الاختلاط بالآخرين أو نتيجة لبعض التغيرات الفسيولوجية، فلقد تطرق علماء النفس إلى الحديث عنه باستفاضة نظرًا لسيطرته على مختلف الأجيال، إذ تم تعريف الانطواء في علم النفس كالآتي:
يرى علماء النفس بأن الانطواء هو عكس الانفتاح أو ما يُطلق عليه الانبساط، ومن أبرزهم العالم كارل يونغ، حيث إنه أول من قام باستخدام هذين المصطلحين وكان ذلك في مطلع القرن الماضي، ولقد ذكر بأنهما يساعدان على تصنيف شخصيات الناس.
كما يروا بأن الانطواء هو حالة تجعل الشخص يتجه نحو عالمه الداخلي بما يشمله من مشاعر وأفكار، في حين أنه يعمل على تجنب العالم الخارجي بما فيه من أشياء وأشخاص.
وهذه الحالة تتمثل بالعديد من التصرفات والمواقف، إذ يُمكن الاستدلال من خلال ملاحظة ميل الانطوائي إلى الهدوء والانسحاب
علامات تدل على الشخص الانطوائي
هناك العديد من العلامات التي يُمكن من خلالها الاستدلال على الإصابة بحالة الانطواء الذاتي، فمن أبرزها::
الفضول: يكون الفكر الداخلي لدى الانطوائين نشطًا للغاية حيث إنهم يضعون الأعمال في مخيلتهم أولًا قبل وضع خطة العمل بالفعل على أرض الواقع، كما يكرسون قواهم العقلية على متابعة اهتماماتهم.
الوحدة: يميل الانطوائي وكما أسلفنا ذكرًا إلى البقاء بمفرده، وذلك لأنه يرى في ساعات الوحدة هي أكثر الساعات التي يشعر فيها بالسعادة والراحة أو القدرة على الاستمتاع بالهوايات الخاصة كالقراءة أو الكتابة أو مشاهدة الأفلام.
تفضيل العمل وحيدًا: يفضل الانطوائي العمل بشكل منفصل أي أنه لا يفضل العمل الجماعي وضمن فريق وذلك لقدرته على التركيز والإنتاج بشكل أسرع.
قلة عدد الأصدقاء: لا يحب الانطوائي تشكيل العديد من الصداقات القريبة، إذ إن مفتاح السعادة بالنسبة له يكمن في تكوين علاقة جيدة مع شخص واحد أو اثنين كحد أقصى.
الميل إلى الكتابة مقارنة بالكلام: يفضل الانطوائي غالبًا الكتابة أكثر من الكلام، وذلك لأنه يحتاج إلى التفكير كثيرًا قبل أخذ القرار الصحيح فهو شخص مراعي لظروف الآخرين.
عدم التركيز: يتسم الانطوائي بالشرود الذهني وعدم التركيز بسبب سماحه لدماغه دائمًا بالابتعاد عن المهام التي يقوم بها من أجل الحصول على فترة من الراحة.
الاستنزاف: قد يستمتع الانطوائي بالمناسبات الاجتماعية ولكنه يشعر خلالها بالاستنزاف دائمًا ويحتاج بعد حضورها إلى الراحة للتمكن من إعادة مستويات تركيزه.
الاكتئاب: يصاب الانطوائي غالبًا بالاكتئاب بسبب عدم شعوره بالرضا ورغبته في تكوين العلاقات الجيدة دائمًا وانسياقه وراء تحقيق التنظيف العاطفي والذي يكون عادةً من الصعب تحقيقه.
أنواع الانطوائيين
أشارت بعض الدراسات الحديثة إلى أنه يُمكن تقسيم الانطوائيين إلى الأنواع الآتية:
الانطوائيين الاجتماعيون
يفضل هؤلاء الأشخاص المجموعات الصغيرة وكذلك الأماكن الهادئة مقارنةً بالتواجد بين الحشود
الانطوائيين المتفكرين
يتميز المتفكرين من الانطوائيين بقضاء الكثير من الوقت في التفكير فهم لديهم الكثير من أحلام اليقظة والخيال الإبداعي ويمتلكون فرصة للتأمل
الانطوائيين القلقون
يشعرون دائمًا بالاحراج والخجل تجاه المحيطين بهم، حيث يميلون إلى قضاء الوقت بمفردهم تجنبًا للتعرض لهذا الموقف أو مواجهة هذه المشاعر والمتمثلة في الشعور بالغرابة
الانطوائيين المقيدون
يفكرون كثيرًا قبل أن يتصرفوا إذ تستغرق عملية أخذ القرار منهم وقت طويل للغاية مقارنةً بغيرهم
كيف تتغلب على الانطواء
يُمكن التغلب على الانطوائية من خلال اتباع بعض النصائح كالآتي:
علاج الاضطرابات النفسية.
ممارسة تمارين الذات والمعتمدة على تعزيز الثقة بالنفس.
محاولة الاختلاط بشكل تدريجي مع الآخرين.
عدم شغل العقل بالأمور التي لا أساس لها من الصحة.
التدريب جيدًا على المهارات الاجتماعية.
ما هو الخجل
إليكم فيما يلي بتعريف الخجل وأهم المعلومات عنه:
الخجل هو عبارة عن عاطفة قوية تجعل الشخص يشعر بأنه مليء بالعيوب كما وقد تجعله يشعر في بعض الأحيان وكأنه غير مقبول من الآخرين بل وغير قادر على إصلاح أخطائه.
فضلًا عن ذلك فالخجل هو شعور الإنسان بكونه مخطئًا بشكل كلي بحيث لا يستطيع أن ينبي داخله الأفكار الجيدة والتي تعزز من شعوره بالإيجابية وبالرضا عن النفس.
فلقد ذكر علماء النفس بأن الخجل من العوامل المؤثرة على السلوكيات بشكل كبير، وعلى الرغم من ذلك فإنه له إيجابيات عديدة ولا حصر له.
إيجابيات الخجل
لا يعد الخجل طوال الوقت حالة سلبية، فهو له إيجابيات عديدة مثل ما يلي:
يكون الخجل كقناع يخفي الضمير اليقظ لدى الشخص الخجول كما يعبر عن مدى كونه من الأشخاص الصالحين والجيدين، ويساعده أيضًا على التمسك بالحكمة والعقل والأفعال الجيدة.
يساعد الخجل عن تغطية الغرور وعلى الابتعاد عن اتخاذ القرارات القائمة على الأنانية والحمق، فهو يقود الشخص إلى الالتزام بالقيم وأفكار المجتمع.
الاستجابة للخجل تساهم في جعل الشخص قاتدرًا على تنمية شخصيته وزيادة ثقته في نفسه بمرور الوقت وتجاوز المواقف المحرجة التي تعرض لها في السابق.
علامات تدل على الشخص الخجول
تتمثل علامات الخجل الشائعة في الآتي:
القلق حيال نظرة الآخرين.
تجنب التفاعلات الاجتماعية.
تسارع ضربات القلب.
بعض الاضطرابات في الجهاز الهضمي والمعدة.
المشاعر السلبية تجاه النفس.
احمرار الوجه.
التوتر والقلق الذي قد يتراوح من أيام إلى عدة أسابيع.
الخوف من التعرض للحرج.
العوامل المسببة للخجل
يُمكن أن ينتج الخجل عن العديد من العوامل، فمن أبرزها ما يلي:
الخوف من أحكام الآخرين والوعي الذاتي لنظرتهم إلى جانب شعور المصاب بأنه تحت الضوء دائمًا وسعيه وراء مراقبة أفعاله.
اللوم الذاتي باستمرار ووضع التفسيرات السلبية لبعض الأمور التي من الممكن أن تؤدي إلى الشعور بالخجل أو الذنب.
تحديد بعض المعايير أو الأفكار أو المعتقدات ورؤية انتهاك الأشخاص لها علامة على الشعور بالخجل.
احترام الذات واتخاذ الموقف السلبي تجاه النفس عند التفكير بطريقة خاطئة.
كيف تتغلب على الخجل
يُمكن القضاء على الخجل من خلال اتباع ما يلي:
تقبل حالة الحجل والتعامل معها ومحاولة علاجها بدلًا من إنكارها.
ممارسة تمارين الاسترخاء للتخلص من التوتر والقلق.
الانخراط تدريجيًا في المواقف الاجتماعية التي تؤدي إلى الشعور بالخجل.
مراجعة الطبيب المختص في حالة إن كان الأمر يستدعي ذلك.