إن الشخصية الهستيرية والشخصية النرجسية يعدان من أكثر أنواع الاضطرابات الشخصية شيوعًا والتي تنحدر من العادات القديمة وغير الشائعة للتفكير والشعور، وهما يختلفان عن المشكلات الدورية والمتعارف عليها للمرض النفسي والتي يكون الفرد غالبًا مستبصرًا بها، ففيما يلي سوف نوضح الفرق بينهما ولكن بشكل مختصر:
الشخصية الهستيرية: هي أحد اضطرابات الشخصية الدرامية والتي تؤدي إلى شعور المصاب بقلة الثقة تمامًا بالنفس إلى جانب محاولة لفت انتباه من حوله عبر القيام بالتصرفات الدرامية والانفعالات الشديدة والمبالغ فيها.
الشخصية النرجسية: هي اضطراب يؤدي إلى اتباع الشخص بسببه نمط حياة قائم على الأنانية، حيث إنه يضع خلاله احتياجاته الذاتية فوق احتياجات المحيطين وعلى الرغم من ذلك فإنه يتوق إلى اهتمامهم وإعجابهم.
الشخصية الهستيرية
حتى يتضح الفرق أكثر بين الشخصية الهستيرية والنرجسية فإننا سوف نتحدث عن كل منهما بشكل مُنفصل، ففيما يلي سوف نشير إلى أبرز المعلومات عن الشخصية الهستيرية:
تظهر سمات الشخصية الهستيرية في الغالب في سن المراهقة أو عند الوصول إلى مرحلة الشباب.
وهذه الشخصية شائعة أكثر في النساء مقارنةً بالرجال، وعلى الرغم من شيوعها إلا أنه لم يتم التوصل حتى وقتنا الحالي إلى السبب وراء الإصابة بها.
ولكن المرجح وراء المعاناة من اضطراب الشخصية الهستيرية الدرامية هو:
العوامل الجينية: فقد يتجه الطفل إلى تقليد سلوك أحد أبويه في حالة إن كانت يعاني من اضطراب الشخصية التمثيلي.
العوامل البيئة: من الممكن أن تؤدي البيئة التي ينشأ فيها الطفل إلى تطور اضطراب الشخصية التمثيلية لديه بسبب الأحداث التي مر بها منذ مرحلة الطفولة إلى جانب علاقته بأسرته.
أعراض الشخصية الهستيرية
الشعور بعدم الراحة إلى جانب الانزعاج في حالة عدم إيجاد الشخص المصاب نفسه محط اهتمام وأنظار الآخرين.
الحساسية من عدم التقبل أو التعرض للنقد.
الاعتقاد الزائد بحب الآخرين له.
صعوبة القدرة على إقامة علاقات مع الآخرين ناجحة.
عدم الاهتمام والالتفات لمشاعر المحيطين بسبب الأنانية.
التأثر بسهولة بالعوامل المحيطة.
سرد الأحداث بواسطة الانطباعات الشخصية والتي في الغالب تفتقر المصداقية.
المعاناة من التقلبات في المشاعر.
الاعتناء بالمظهر الخارجي للحد الذي قد يجعله ارتداء ملابس غير مناسبة لجذب الانتباه.
إصدار التصرفات التي تعتمد على الدراما والقيام بأفعال عاطفية مبالغ فيها حتى يتم التأثير في الآخرين.
القيام ببعض التصرفات الاستفزازية للفت الانتباه.
الإحباط بسهولة إلى جانب الإحساس بالملل سريعًا من الالتزام بروتين معين.
اتخاذ القرارات السريعة والقيام ببعض التصرفات المتهورة.
التهديد بالانتحار بهدف جذب الانتباه.
علاج اضطراب الشخصية الهستيرية
العلاج النفسي: فهو يساهم في علاج اضطراب الشخصية الهستيرية السيكوباتية من خلال تقليل الأعراض المرافقة لها إلى جانب تعزيز علاقات الشخص الاجتماعية.
العلاج الدوائي: لا يوجد علاج دوائي لاضطراب هذه الشخصية ولكن من الممكن استخدام الأدوية لعلاج أي اضطرابات نفسية مرافقة لها مثل الاكتئاب والقلق.
العلاج بالطب البديل: يشمل الارتجاع البيولوجي المساهم في السيطرة على المشاعر العاطفية المبالغ فيها وكذلك تقنيات التأمل الواعي كتمارين اليوغا والتاي تشي.
مضاعفات الشخصية الهستيرية
نوبات الهلع.
محاولة الانتحار.
الاكتئاب الشديد.
إدمان الكحول.
تعاطي المخدرات.
فقدان القدرة على الثبات الوظيفي.
إجراء بعض السلوكيات غير الطبيعية لا سيما عند الشعور بالخسارة.
نصائح للتعايش مع اضطراب الشخصية الهستيرية
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
الابتعاد عن تناول الكحول.
الحصول على الدعم من الأصدقاء والأهل للتمكن من الالتزام بالعلاج.
وضع روتين جيد لتناول الطعام والنوم.
طرق الوقاية من اضطراب الشخصية الهستيرية
التدريب على التعامل بطريقة لائقة وجيدة مع المحيطين.
تجنب لفت الانتباه.
الشخصية النرجسية
إليكم في النقاط التالية بكل ما يخص الشخصية النرجسية وبالتفصيل:
أطلق على الشخصية النرجسية هذا الاسم نظرًا للأسطورة اليونانية نرسيسوس أو نرجس، حيث إنه وقع في حب انعكاس صورته.
فالشخص النرجسي تتسم سلوكياته بالتمحور حول التفكير في الذات وعدم التعاطف مع الآخرين، والقناعة تامة بأنه يستحق معاملة خاصة لا تجعله يشعر بالنقد أو الهزيمة.
وهذا الأمر ينطبق على أنواع الشخصية النرجسية العديدة والتي تتضمن الآتي:
النرجسية العلنية أو الصريحة
يركز النرجسي في هذا النوع على الثروة والقوة والمكانة، كما يكون حساسًا تجاه النقد
النرجسية الخفية
تكون أقل وضوحًا من العلنية حيث يتوق الشه إلى إعجاب الآخرين من خلال التلاعب أو التشهير للحصول على ما يرد
النرجسية المعادية
يولي النرجسي المعادي اهتمامه للظهور دائمًا في القمة ويستغل من حوله لبلوغ أهدافه بل وقد يقلل من شأن الآخرين
النرجسية الطائفية
يتسم النرجسي هنا بسمات التضحية من أجل الآخرين ولكن هذا يكون بسبب رغبته في نيل الإعجاب وليس في مساعدتهم
النرجسية الخبيثة
هي أكثر الأنواع خطورة، حيث يعاني الشخص فيها من سمات تشبه اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع كالسمات السادية وافتقار التعاطف وجنون الارتياب
ومن الجدير بالذكر أن السبب وراء الإصابة باضطراب الشخصية النرجسية لم يُعرف بشكل دقيق حتى الآن أيضًا ولكنه يُعتقد بأنه ينتج عن العوامل الآتية:
العوامل الوراثية.
علاقة الشخص بوالديه من الصغر.
ثقافة المجتمع.
التعرض لصدمة نفسية.
التخلي عن الطفل.
التعرض للاعتداء أو سوء المعاملة.
المبالغة في الثناء على الطفل.
وجود تاريخ عائلي من الإصابة باضطراب الشخصية النرجسية.
أعراض الشخصية النرجسية
الشعور بالعظمة فضلًا عن المبالغة بأهمية الذات.
الاعتقاد بالتفرد تمامًا والتميز عن الآخرين.
الحاجة المستمرة للحصول على الاهتمام والإعجاب.
الانشغال بأوهام الرومانسية المثالية أو القوة أو النجاح أو الذكاء.
الغيرة من الآخرين وحسدهم مع الاعتقاد بأنهم هم من يكنون له الحقد والحسد.
التعجرف والتكبر والغرور.
استغلال الآخرين من أجل تحقيق المصالح الخاصة.
الاقتناع باستحقاق معاملة مميزة عن الغير.
علاج الشخصية النرجسية
العلاج النفسي:
تعززي طريقة التعامل مع زملاء العمل والأصدقاء.
معرفة نقاط القوة للمساهمة في تقبل الانتقادات.
تحمل مسؤولية الأفعال الشخصية.
الحفاظ على العلاقات الشخصية ومعرفة كيفية بناء العلاقات القوية.
فهم مشاعر الآخرين ومدى تأثير السلوك الشخصي عليهم.
إدراك كيفية التعامل مع مشكلات احترام الذات وعدم الثقة بالنفس.
العلاج الدوائي: تناول بعض الأدوية التي تعالج الاضطرابات الأخرى المرافقة للنرجسية مثل الحزن والاكتئاب الشديد.
مضاعفات النرجسية
الإصابة بالقلق الشديد واضطرابات المزاج.
تعاطي المخدرات.
إدمان الكحول.
حدوث بعض المشكلات في العلاقات الاجتماعية والأسرية.
التعرض لبعض المشكلات الصحية الجسدية.
ظهور اضطرابات أخرى في الشخصية.
فقدان الشهية.
نصائح للتعايش مع النرجسية
معرفة الهدف من العلاج ومتابعة الإنجازات.
السعى وراء تحسين العلاقات الأسرية والاجتماعية.
السيطرة على التوتر قدر المستطاع إلى جانب الحرص على الاسترخاء.
تجنب تعاطي المخدرات أو تناول الكحول.
كيفية التعامل مع الشخص النرجسي
وضع الحدود والتي يجب أن تكون غير قابلة مطلقًا للتفاوض مع سلوكيات النرجسي.
معرفة الوقت الملائم للرحيل.
التحلي قدر الإمكان بالصبر.
عدم أخذ الأمر على محمل شخصي والاهتمام بنظرة النرجسي.
الانشغال بالإنجازات في الحياة.
الحصول على الدعم المعنوي من الأشخاص المقربين ومحاولة تكوين علاقة صحية جديدة.