إن الحديث عن الفرق بين الشخص السوي والغير سوي من الأمور المثيرة لاهتمام الكثير من الناس وهي من المواضيع التي لها أبعاد كثيرة وآراء متعددة، ونحن هنا بصدد مناقشتها معكم، وسوف نذكر لكم أهم الأشياء والعلامات التي توضح لنا بسهولة الفرق بين الشخص السوي والغير سوي :
طبيعة السلوك
ونوضح لكم هذا المعيار في النقاط التالية:
إن السلوك هو من أهم المعايير التي نحكم بها على الأشخاص وما إن كان أسوياء أم لا، فالشخص السوي سجد أن سلوكه طبيعي ومثل غالبية الناس، وذلك بسبب وضوح بعض التصرفات والسلوكيات التي لا يمكننا أن نحكم عليها بالغرابة كونها من ضمن الأمور المتعارف عليها بين البشر أنها طبيعية تمامًا ولا شيء فيها يدار حوله الكثير من علامات الاستفهام أو الغموض، فالشخص الطبيعي ليس غريب الأطوار في سلوكياته، والشخص السوي لا يأتي بفعلٍ- في الأغلب- غير متوقع.
إن الأشخاص الطبيعيون يمثلون غالبية كبيرة من البشر، وذلك نتيجة اتفاق البشر على نسق معين من السلوك معروف بأنه طبيعي وسوي؛ وعليه يتم تطوير أدائهم وسلوكياتهم على المدى الطويل، وهذا لا علاقة بالذكاء بقدر ما له علاقة باتزان الشخصية والحالة النفسية والطريقة التي تربى عليها الشخص.
هذا على النقيض تمامًا من الأشخاص الغير أسوياء فهمي يتصرفون عادة بشكل عشوائي وغير متسق مع معظم السلوكيات التي من المفترض أن تصدر في مواقف معينة، وفي أغلب الأمر يتخذون رد فعل غير متوقع ومفاجئ لمن حولهم، ولديهم قدرة غريبة على فهم الأمور من زوايا أخرى بعيدة تمامًا عن القضية الرئيسة للأمر، ولديهم خلل في الحكم على الأمور بشكل موضوعي، وعادة ما يمتلكون ردود فعل عاطفية أكثر من اللازم لا تتوافق مع الموقف الموضوعين فيه، كما إن لديهم خلل في الحكم في ردات فعلم تجاه الأشخاص والأشياء.
إن الضخ الغير سوى لا يستطيع أن يتكيف مع المجتمع والسلوكيات الشائعة ما بين أفراده، ويواجه من حوله الكثير من الصعوبات في التعامل معه، وهو إلى ذلك يواجه نفس المشكلة معهم، لأنه يرى تصرفاتهم وسلوكياتهم غير سوية بالنسبة له أيضًا، بينما يرى أن سلوكه هو هو المألوف والمفترض أن يكون عليه الجميع، وتلك المشكلة من الأمور التي قد تصعب تغيير تلك المشكلة فيه على الرغم من الحل موجود× لكن الأصعب من الحل هو الاعتراف من الأساس أن هناك خلل ما في شخصه.
مدى المرونة
من أهم المعايير التي يمكننا أن نعرف بها الفرق بين الشخص السوي والغير سوي هي المرونة وذلك على النحو التالي:
إن الشخص السوي هو الشخص الذي لديه قدرة كبيرة على التكيف مع من حوله من أشخاص في محيطه، ويقدر على التكيف مع أنواع عدة من السلوكيات والمواقف والظروف التي تحدثه، فسلوكه الطبيعي لا يقتصر على الظروف العادية فقط، فعلى الأقل يكون هناك مرونة في التعامل مع أنواع متعددة من الظروف، أي لا يرتبط اتساق سلوكياته وتصرفاته بظرف واحد فقط أو أسلوب حياة محدد، كما إن الشخص السوي من المفترض أنه يتعامل مع المواقف التي تحدث له في حياته بشكل مطاطي بمعنى أنه يقوم بتحليل الأمور ويسعى لفهمها وكذلك إلى حلها، فلا يقف أمامها متسمرًا ثارًا بسلوك طفولي غريب الأطوار.
على الصعيد الآخر نجد أن الشخص الغير سوي لا يقدر أبدًا في غالية الأحيان على التعامل مع ما حوله باعتدال وتوازن، ولا يعرف للمرونة معنى ولا مسمى، فهو يتصرف بشكل عشوائي ومن الصعب أن يفكر فيما يحدق معه من الزاوية الصحيحة بل يحب دومًا أن يصعد الأمور والمواقف ويخدها على محمل الجد والمبالغة وإن كانت مواقف عابرة وتصرفات سطحية من العادة أن يمررها من هو سوي ومتزن نفسيًا.
وفي هذا الموضوع نجد أن العالم النفسي براون قد أشار إلى الظواهر النفسية الغير طبيعية على أنها تمثل المبالغة في التصرف بشكل غير منطقي أو مقنع، فعلى سبيل المثال إن كان هناك رجل سوي نفسيًا أمامه عقرب فإن الطبيعي أن يقوم هذا الشخص بالابتعاد عنه أو محاولة التخلص منه بطريقة حذرة، لكن إن كان الشخص غير سوي فمن الممكن أن يتصرف تصرفات غير طبيعية كأن يصرخ ويظل أمامه من دون حراك أو أن يقوم بمحاولة إمساكه أو اللعب معه مثلًا، سيقوم الغير سوي بفعل أي شيء غير حكيم في تلك المواقف.
أمثلة على السلوك الغير سوي
علاج الشخص الغير سوي
إن علاج الشخصية الغير سوية يبدأ من مجرد اعتراف الشخص أن هناك خلل ما أو مشكلة فيه لا بد أن يقوم بعلاجها على الفور، ومن هنا تبدأ رحلتنا في حل ذلك الاضطراب السلوكي:
يجب أولًا أن يخضع من يعاني من اضطراب في الشخصية ولديه شخصية غير سوية إلى إجراءات فحوصية والكثير من التحاليل للتأكد من سلامة المخ، وكذلك عدم القيام بتعاطي المخدرات أو المشروبات التي تؤثر على الصحة العقلية.
لا بد أن يخضع من يعاني من اضطراب الشخصية الغير سوية إلى اختبارات نفسية أكلينيكية متعددة ويقوم بها طبيب نفسي أو معالج نفسي مختص، فإن ذلك كله يحدد نوع الاضطراب الحادث للمصاب بدقة ويبين لنا ما الذي يجعل شخصيته غير سوية فالتشخيص الصحيح هو أساس العلاج، ويجعلنا نخطو خطوة كبيرة نحو حله في أقرب وقت.
الخضوع إلى العلاج المعرفي السلوكي، ويعد ذلك العلاج من أفضل أنواع العلاجات التي يتم استخدامها في تلك تلك الحالة، ويهتم هذا النوع من العلاج النفسي على التركيز مع التشوهات الإدراكية التي تكونت بسبب بناء أفكار غير عقلانية لفترات طويلة، وبالتالي فإن الخطو العلاجية هنا العمل على مساعدة المريض في التعرف على تلك التشوهات والأفكار والمعتقدات ومن بعدها تبدأ مرحلة تعليمه الأسلوب الأمثل حتى تتغير طريقة تفكيره وأسلوبه في الحياة وحكمه على الأمور ونظرة للأشياء والأشخاص ممن حوله.
يتم كذلك علاج الشخصية الغير سوية عن طريق مجموعات الدعم ومجموعات المساعدة.
يعتمد كذلك علاج الشخصية الغير سوية عن طريق التثقيف والتعليم النفسي المقدم للشخصية الغير سوية، وذلك عن طريق كورسات ودروس مكثفة له.
يمكن كذلك أن يتم تقديم العلاج الدوائي لتلك الشخصيات ولكن في حال إن كان هناك العديد من الأعراض الخطرة التي تتعلق بالمصاب باضطراب الشخصية والتي عادة ما يكون سببها نفسي، ولكن ف كل الأحوال لا بد أن يتم أخذها إلى جانب العلاج المعرفي السلوكي، والعلاج التعليمي القائم على تثقيف المصاب بكل ما يحدث معه وأعراضه اضطرابه ورحلته العلاجية وتصحيح مفاهيمه وتحليل تشوهات أفكاره، والعمل على اختبارها ورسم خطة علاجية له ومناقشتها معه.
أمثلة على السلوك الغير سوي
هناك بعض الأمثلة التي يمكن من خلالها يمكن معرفة الفرق بين الشخص السوي والغير سوي، وهذه الأمثلة تتعلق بالشخصية الغير سوية وسوف نقدمها لكم في السطور التالية:
