ابحث عن أي موضوع يهمك
في ضوء التحديات الحالية التي تواجه المؤسسات، أصبح التخطيط الاستراتيجي ضروريًا لتحقيق النجاح. يمكن للتخطيط الاستراتيجي أن يمكّن المؤسسات من النظر إلى المستقبل كفرصة للاستثمار والتطوير، بدلاً من مجرد التعامل مع التهديدات المحتملة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتخطيط الاستراتيجي تحويل النقاط الضعف إلى نقاط قوة، وبالتالي تمكين المؤسسات من التعامل بفاعلية مع التحديات الحالية في بيئة الأعمال، وفي هذا المقال عبر مخزن سنتناول ذلك.
في هذا البحث، سنقدم إطارًا عامًا للتخطيط الاستراتيجي والذي يساعد على فهم كل ما يتعلق بهذا الأسلوب الحديث للتخطيط. سيتم التركيز على مفهوم التخطيط الاستراتيجي، وماهيته، وتعريفه، وعناصره، وأهميته، وأهدافه، وخصائصه، ومزاياه، ومعوقاته، وكذلك مستوياته، مراحله، ونماذجه.
أصبح التخطيط الاستراتيجي أداة حيوية في المؤسسات الكبرى، حيث يتم تحديد الطريقة التي ستتبعها المؤسسة لتحقيق أهدافها وتحقيق نجاحها. وفي الولايات المتحدة الأمريكية، أصبحت معظم المؤسسات الكبرى مجهزة بخطط استراتيجية شاملة تتضمن اختيار مجالات النشاط وتحديد الإجراءات اللازمة لتحقيق الأهداف.
على مدى السنوات، شهد التخطيط الاستراتيجي تطورًا عميقًا، حيث بدأ كممارسة تسييرية بسيطة وانتهى بمحاولة تطوير نظرية شاملة للتخطيط. وعلى الرغم من أن التخطيط الاستراتيجي قد حظي بانتشار واسع في المؤسسات، فإنه لا يخلو من الانتقادات من قبل بعض الممارسين.
في بداية التسعينات، ازدادت أهمية التخطيط الاستراتيجي نظرًا للتحديات البيئية المحلية والإقليمية والعالمية. وقد شهد التخطيط الاستراتيجي تطورًا كبيرًا في الكتابات والدراسات والبحوث الميدانية، مما يعكس السرعة الكبيرة التي تطور بها هذا النوع من علوم التسيير.
فيما يتعلق بتعريف التخطيط الاستراتيجي ومفهومه سوف يتم تقسيم المفهوم إلى شقين شق خاص بالتخطيط وشق تعريف مفهوم الاستراتيجية:
وباستخدام هذه التعاريف، يمكن تقديم تعريف شامل للتخطيط على النحو التالي:
التخطيط هو عبارة عن عملية اتخاذ القرار والإجراءات العلمية من أجل تحديد اتجاه المستقبل وتحقيق الهدف المنشود، وذلك من خلال وضع السياسات المستهدف تحقيقها في المستقبل.
يعود مصطلح الاستراتيجية إلى الأصل الإغريقي، حيث كان يعني “علم الجنرال” و “فن الحرب” الذي يتبعه الجنرال. وبنقل هذا المصطلح إلى حقل الإدارة، يعني بشكل واضح “فن القيادة أو الإدارة”. ومنذ دخوله المنهجي في إطار منظمات الأعمال، أصبحت الاستراتيجية موضوع اهتمام العديد من الباحثين في مجال الإدارة.
تم تعريف الاستراتيجية بعدة تعاريف، من بينها:
باستخدام هذه التعريفات، يمكن تعريف الاستراتيجية على أنها الخِطَّة أو العملية التي تشتمل على وضع وتصميم ومن ثم تنفيذ وتحقيق أهداف طويلة الأجل وهو ما يؤدي إلى بلوغ المؤسسة أهدافها المنشودة.
تناول العديد من الباحثين والمفكرين مفهوم التخطيط الإستراتيجي، وقد قدموا عدة تعاريف من بينها:
بناءً على هذه التعاريف، يمكن تعريف التخطيط الإستراتيجي على أنه طريقة أو أسلوب يتبناه القادة في المؤسسة لتحقيق غاياتها وأهدافها النهائية بأعلى درجة من الكفاءة والفعالية، ويتضمن عملية توضيح الأهداف، وتحقيق توافق بين أهداف المؤسسة وتطلعاتها، والقدرة على التوقع والتوافق مع البيئة الخارجية، واتخاذ القرارات المناسبة وتخصيص الموارد لتحقيق هذه الأهداف، بالإضافة إلى تحديد الإجراءات والعمليات اللازمة لتحقيق هذا المستقبل المنشود وقياس مستوى النجاح في تحقيقه.
يختلف التخطيط الاستراتيجي عن التفكير الاستراتيجي، حيث إن التخطيط الاستراتيجي هو عملية تحليلية، بينما التفكير الاستراتيجي هو عملية للتنبؤ بالمستقبل.
وعلى الرغم من هذا الاختلاف، يمكن القول إن التخطيط الاستراتيجي يدعم التفكير الاستراتيجي، حيث يتطلب التخطيط الاستراتيجي تفكيرًا عميقًا ونظرة شاملة للأمور، ويشتمل على مشاركة مختلف القوى الفاعلة في المؤسسة في عملية التفكير، وهذا يشكل جوهر التخطيط الاستراتيجي. ويمكن القول إنهما مفاهيم متكاملة وأساسية للإدارة الاستراتيجية الفعالة، حيث يجب على المؤسسات اتباع عملية تفكير استراتيجية مستمرة للحفاظ على تفاعلها مع الحاضر والمستقبل وتحقيق رؤيتها.
يمكن تعريف التخطيط الإستراتيجي كمرحلة من مراحل الإدارة الإستراتيجية، وتعتبر الإدارة الإستراتيجية نتيجة تطور مفهوم التخطيط الإستراتيجي. ويرى بعض الكتاب أن التخطيط الإستراتيجي يشكل عنصرًا مهمًا من عناصر الإدارة الإستراتيجية، وليس الإدارة الإستراتيجية بذاتها.
فالإدارة الإستراتيجية تهتم بإدارة التغيير التنظيمي وإدارة الثقافة التنظيمية وإدارة الموارد وإدارة البيئة في نفس الوقت، وتتميز بالنظرة الداخلية والخارجية للمؤسسة في نفس الوقت. وبصفتها عملية خلق هادفة، تحاول الإدارة الإستراتيجية تحليل الحاضر والمستقبل للمؤسسة من منظور مستقبلي.
يمكن القول إن التخطيط الإستراتيجي يتنبأ بالمستقبل لفترة طويلة الأجل ويحدد ما يجب القيام به، بينما يتم التركيز في الإدارة الإستراتيجية على إدارة الحاضر والمستقبل في آن واحد. وبالتالي، فإن الإدارة الإستراتيجية والتخطيط الإستراتيجي يمكن اعتبارهما مفاهيم مترابطة وأساسية لتحقيق النجاح في إدارة المؤسسات.
يتضمن التخطيط الاستراتيجي أربع عناصر أساسية، وهي: