مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

بحث حول التخطيط الاستراتيجي وأهميته وعناصره

بواسطة: نشر في: 4 يوليو، 2023
مخزن

في ضوء التحديات الحالية التي تواجه المؤسسات، أصبح التخطيط الاستراتيجي ضروريًا لتحقيق النجاح. يمكن للتخطيط الاستراتيجي أن يمكّن المؤسسات من النظر إلى المستقبل كفرصة للاستثمار والتطوير، بدلاً من مجرد التعامل مع التهديدات المحتملة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتخطيط الاستراتيجي تحويل النقاط الضعف إلى نقاط قوة، وبالتالي تمكين المؤسسات من التعامل بفاعلية مع التحديات الحالية في بيئة الأعمال، وفي هذا المقال عبر مخزن سنتناول ذلك.

بحث حول التخطيط الاستراتيجي

في هذا البحث، سنقدم إطارًا عامًا للتخطيط الاستراتيجي والذي يساعد على فهم كل ما يتعلق بهذا الأسلوب الحديث للتخطيط. سيتم التركيز على مفهوم التخطيط الاستراتيجي، وماهيته، وتعريفه، وعناصره، وأهميته، وأهدافه، وخصائصه، ومزاياه، ومعوقاته، وكذلك مستوياته، مراحله، ونماذجه.

ما هو التخطيط الاستراتيجي؟

أصبح التخطيط الاستراتيجي أداة حيوية في المؤسسات الكبرى، حيث يتم تحديد الطريقة التي ستتبعها المؤسسة لتحقيق أهدافها وتحقيق نجاحها. وفي الولايات المتحدة الأمريكية، أصبحت معظم المؤسسات الكبرى مجهزة بخطط استراتيجية شاملة تتضمن اختيار مجالات النشاط وتحديد الإجراءات اللازمة لتحقيق الأهداف.

على مدى السنوات، شهد التخطيط الاستراتيجي تطورًا عميقًا، حيث بدأ كممارسة تسييرية بسيطة وانتهى بمحاولة تطوير نظرية شاملة للتخطيط. وعلى الرغم من أن التخطيط الاستراتيجي قد حظي بانتشار واسع في المؤسسات، فإنه لا يخلو من الانتقادات من قبل بعض الممارسين.

في بداية التسعينات، ازدادت أهمية التخطيط الاستراتيجي نظرًا للتحديات البيئية المحلية والإقليمية والعالمية. وقد شهد التخطيط الاستراتيجي تطورًا كبيرًا في الكتابات والدراسات والبحوث الميدانية، مما يعكس السرعة الكبيرة التي تطور بها هذا النوع من علوم التسيير.

تعريف التخطيط و الاستراتيجية والتخطيط الاستراتيجي

فيما يتعلق بتعريف التخطيط الاستراتيجي ومفهومه سوف يتم تقسيم المفهوم إلى شقين شق خاص بالتخطيط وشق تعريف مفهوم الاستراتيجية:

  • يعني التخطيط التوقع لما سيكون عليه الوضع في المستقبل والاستعداد لهذا المستقبل.
  • هو التقرير الذي يحدد ما يجب عمله وكيفية القيام به ومن يقوم به، ويعمل على سد الفجوة بين الواقع الحالي والهدف المرغوب تحقيقه.
  • يتضمن رسم الأنشطة المستقبلية بناءً على تحليل للحقائق الخاصة بالمواقف.
  • هو عملية مستمرة تتضمن تحديد طريقة سير الأمور والإجابة على أسئلة مثل ماذا يجب فعله ومن يقوم بذلك وأين ومتى وكيف.

وباستخدام هذه التعاريف، يمكن تقديم تعريف شامل للتخطيط على النحو التالي:

التخطيط هو عبارة عن عملية اتخاذ القرار والإجراءات العلمية من أجل تحديد اتجاه المستقبل وتحقيق الهدف المنشود، وذلك من خلال وضع السياسات المستهدف تحقيقها في المستقبل.

تعريف الاستراتيجية

يعود مصطلح الاستراتيجية إلى الأصل الإغريقي، حيث كان يعني “علم الجنرال” و “فن الحرب” الذي يتبعه الجنرال. وبنقل هذا المصطلح إلى حقل الإدارة، يعني بشكل واضح “فن القيادة أو الإدارة”. ومنذ دخوله المنهجي في إطار منظمات الأعمال، أصبحت الاستراتيجية موضوع اهتمام العديد من الباحثين في مجال الإدارة.

تم تعريف الاستراتيجية بعدة تعاريف، من بينها:

  • إعداد الأهداف والغايات الأساسية طويلة الأجل للمؤسسة، واختيار خطط العمل وتخصيص الموارد الضرورية لتحقيق هذه الأهداف.
  • مجموعة الخطط الموجهة التي تساعد الإدارة على تحقيق المسار الذي اختارته والاستفادة من الفرص المحيطة بها، ومواجهة القيود والتهديدات والمخاطر التي تواجهها لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، مع التأكد من تنفيذ الخطط والبرامج المحددة.
  • خطط وأنشطة المؤسسة التي يتم وضعها بطريقة تضمن خلق درجة من التوافق والتطابق بين رسالة المؤسسة وأهدافها.

باستخدام هذه التعريفات، يمكن تعريف الاستراتيجية على أنها الخِطَّة أو العملية التي تشتمل على وضع وتصميم ومن ثم تنفيذ وتحقيق أهداف طويلة الأجل وهو ما يؤدي إلى بلوغ المؤسسة أهدافها المنشودة.

مفهوم التخطيط الاستراتيجي

تناول العديد من الباحثين والمفكرين مفهوم التخطيط الإستراتيجي، وقد قدموا عدة تعاريف من بينها:

  • عملية توضيح الأهداف التي تسعى المؤسسة إلى تحقيقها.
  • عملية إدارية خاصة بتحقيق توافق بين أهداف المؤسسة وتطلعاتها، وإعادة ترتيب الأنشطة بطريقة تحقق النمو والأرباح في المستقبل.
  • القدرة على التوقع والتوافق بين القدرات الذاتية للمؤسسة والفرص والتهديدات الناشئة من البيئة الخارجية.
  • عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بأهداف المؤسسة وتخصيص الموارد وتطبيق السياسات لتحقيق هذه الأهداف.
  • عملية متواصلة ونظامية يقوم بها القادة في المؤسسة لاتخاذ القرارات المتعلقة بمستقبل المؤسسة وتطورها، وتحديد الإجراءات والعمليات المطلوبة لتحقيق هذا المستقبل وقياس مستوى النجاح في تحقيقه.

بناءً على هذه التعاريف، يمكن تعريف التخطيط الإستراتيجي على أنه طريقة أو أسلوب يتبناه القادة في المؤسسة لتحقيق غاياتها وأهدافها النهائية بأعلى درجة من الكفاءة والفعالية، ويتضمن عملية توضيح الأهداف، وتحقيق توافق بين أهداف المؤسسة وتطلعاتها، والقدرة على التوقع والتوافق مع البيئة الخارجية، واتخاذ القرارات المناسبة وتخصيص الموارد لتحقيق هذه الأهداف، بالإضافة إلى تحديد الإجراءات والعمليات اللازمة لتحقيق هذا المستقبل المنشود وقياس مستوى النجاح في تحقيقه.

الفرق بين التفكير الاستراتيجي والتخطيط الاستراتيجي

يختلف التخطيط الاستراتيجي عن التفكير الاستراتيجي، حيث إن التخطيط الاستراتيجي هو عملية تحليلية، بينما التفكير الاستراتيجي هو عملية للتنبؤ بالمستقبل.

وعلى الرغم من هذا الاختلاف، يمكن القول إن التخطيط الاستراتيجي يدعم التفكير الاستراتيجي، حيث يتطلب التخطيط الاستراتيجي تفكيرًا عميقًا ونظرة شاملة للأمور، ويشتمل على مشاركة مختلف القوى الفاعلة في المؤسسة في عملية التفكير، وهذا يشكل جوهر التخطيط الاستراتيجي. ويمكن القول إنهما مفاهيم متكاملة وأساسية للإدارة الاستراتيجية الفعالة، حيث يجب على المؤسسات اتباع عملية تفكير استراتيجية مستمرة للحفاظ على تفاعلها مع الحاضر والمستقبل وتحقيق رؤيتها.

الفرق بين الإدارة الاستراتيجية والتخطيط الاستراتيجي

يمكن تعريف التخطيط الإستراتيجي كمرحلة من مراحل الإدارة الإستراتيجية، وتعتبر الإدارة الإستراتيجية نتيجة تطور مفهوم التخطيط الإستراتيجي. ويرى بعض الكتاب أن التخطيط الإستراتيجي يشكل عنصرًا مهمًا من عناصر الإدارة الإستراتيجية، وليس الإدارة الإستراتيجية بذاتها.

فالإدارة الإستراتيجية تهتم بإدارة التغيير التنظيمي وإدارة الثقافة التنظيمية وإدارة الموارد وإدارة البيئة في نفس الوقت، وتتميز بالنظرة الداخلية والخارجية للمؤسسة في نفس الوقت. وبصفتها عملية خلق هادفة، تحاول الإدارة الإستراتيجية تحليل الحاضر والمستقبل للمؤسسة من منظور مستقبلي.

يمكن القول إن التخطيط الإستراتيجي يتنبأ بالمستقبل لفترة طويلة الأجل ويحدد ما يجب القيام به، بينما يتم التركيز في الإدارة الإستراتيجية على إدارة الحاضر والمستقبل في آن واحد. وبالتالي، فإن الإدارة الإستراتيجية والتخطيط الإستراتيجي يمكن اعتبارهما مفاهيم مترابطة وأساسية لتحقيق النجاح في إدارة المؤسسات.

عناصر التخطيط الاستراتيجي

يتضمن التخطيط الاستراتيجي أربع عناصر أساسية، وهي:

  • التوجه نحو المستقبل في اتخاذ القرارات: ويتمثل هذا العنصر في تحديد الفرص والمخاطر المستقبلية، وتحليلها بشكل متزامن مع المعلومات المتعلقة، لتوفير الأساس المناسب لاتخاذ القرارات المتعلقة بالتنمية ومواجهة المخاطر، ويشمل هذا العنصر تحديد الأهداف المستقبلية وكيفية تحقيقها.
  • العملية: يتمثل هذا العنصر في تحديد أنواع الجهود التنظيمية المطلوبة مسبقًا، وتحديد موعد اتخاذ هذه الجهود، وتحديد المسؤولين عنها، ويتم تنفيذ هذه العملية بشكل مستمر نظرًا للتغيرات المستمرة في البيئة الداخلية والخارجية.
  • الفلسفة: يتمثل هذا العنصر في توجه وطريقة الحياة والثقافة التي يجب أن يتمتع بها القائمون على التخطيط الاستراتيجي.
  • الهيكلية: يربط التخطيط الاستراتيجي بين ثلاثة أنواع من الخطط: الخطط الاستراتيجية والخطط المتوسطة المدى والخطط القصيرة المدى. يتطلب هذا الأمر وجود علاقة هيكلية تربط هذه الأنواع الثلاثة، وتساعد الإدارة العليا على تحويل خططها الرئيسية إلى قرارات محددة من أجل تحقيق الأهداف النهائية.
بحث حول التخطيط الاستراتيجي

جديد المواضيع