ابحث عن أي موضوع يهمك
قصص عن عقوق الوالدين نعرضها في مخزن حيث إن ديننا هو دين البر والخير والوفاء، وقد أوصانا الدين الإسلامي خيراً بالآباء، ونهى عن أذيّتهم أو قطيعتهم أو إدخال الحزن والهم على قلوبهم، ويعتبر عقوق الوالدين بالإسلام من أكبر الكبائر، وقطعاً مذموم ومحرّم شرعاً، كما يعرّض العاق نفسه إلى دعاء والديه عليه، ويكون دعاؤهم مستجاب، كما يعاقب بالدنيا والآخرة على ذلك، ويكون متوعّد بعقوق أبنائه له.
هناك الكثير من القصص الواقعية التي تدور عن عقوق الأبناء لوالديهم، والتي يمكن القول أنها واحدة من أكثر القصص السيئة والتي تدعوا للحزن والأسى، ومنها ما يلي:
دخل زوج ومعه زوجته محل مجوهرات وخلفه والدته تحمل طفله الصغير وظلت زوجته تشتري الكثير من الذهب وقال له البائع كم حسابك، فأجابه عشرون ألف ومائة ريال، ولكن الرجل نظر إلى الثمن والميزان فوجده فقط عشرون، فسأل حينها البائع ومن أين أتت المئة، فقال له والدتك اشترت خاتم بقيمة مئة ريال فقام ابنها بأخذ الخاتم وألقاه للبائع وقال ليس للعجائز أمثالك ذهب، فبكت حين سماعها ذلك الكلام.
وذهبت للسيارة فقالت زوجته له لماذا فعلت ذلك لعلها لن تحمل ابننا بعد ذلك كأن والدته خادمة لديهم، وبعد معاتبة بائع المجوهرات له، ذهب الزوج إلى السيارة وقال لوالدته إن أردت خذي الخاتم فقالت له لا والله لا أرغب في الخاتم ولكني كنت أريد أن أفرح كما يفرح الناس بالعيد ولكن سعادتي قُتلت سامحك الله.
وبعد مرور ستة أشهر من ذلك الموقف كان الابن يأخذ الكثير من الأدوية التي تؤثر على صحته سلبًا فتدخلت والدته بدافع خوفها علي صحة ابنها وشدة حبها له فألقتها من شرفة البيت، وعندها جن جنونه فطردها من المنزل، وأثناء خروجها ظلت تقول أسعدك الله وأرضاك يا ولدي.
أقرأ أيضًا: قصة عن بر الوالدين حقيقية
كانت أخبار الأم قد انقطعت فترة من الزمان عن ولدها وقد أصيب الابن بمرض دخل المستشفي علي اثره وحينما عرج ساءت حالته النفسية وانتكس وفقد البيت والوظيفة وتراكمت الديون عليه، فقد قال تعالى في الآية 30 من سورة الشورى “وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ”.
وبأحد الأيام استمع وهو يشاهد التلفاز لأحد الشيوخ متحدثًا عن صلة الرحم وبر الوالدين، وأن ذلك البر سبب في قدوم الرزق الكثير وخروج الإنسان من الهم وتفريج كربه، فعاد صوابه إليه وأدرك أن السوء الذي أصابه كان نتيجةً لعقوقه والدته فنهض مسرعًا لكي يبحث عنها، ولكنه وجدها بحجرة صغيرة تسكن فيها أسفل مسكن كانت تأكل مما يأتيها من صدقات المحسنين فرمى بنفسه وبكى عند قدميها بكاء شديدًا، وما كان منها هي أيضًا سوى أن شاركته في البكاء ثم رجعت معه عقب أن سامحته، ومنذ ذلك الوقت صار بارًا بها وقد شفي من المرض ورجعت وظيفته له وانتقل إلى بيت رائع وسد كل ديونه نتيجة رضي والدته ودعائها له.
شاهد أيضًا: قصة عن عقوق الوالدين
وفي ذلك قال تعالي في سورة الإسراء الآية (23) أوَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا).
توفي الأب وترك ابنه الوحيد البالغ من العمر ثلاث أعوام وعلى الرغم من شباب الأم رفضت جميع من تقدم للزواج منها وفضلت تربية ابنها عن الزواج مرة ثانية، كبر الابن وصار شابًا، ودومًا ما كانت الأم توصيه بالتقرب الى الله والصلاة ولكنه لم يكن يستمع لها وكان دومًا مشغولًا بالجوال والحاسوب عنها، يعطيهم كل وقته، وقليلًا ما يجلس مع والدته ويبادلها الحديث.
وذات يوم دخلت الأم عليه تعاتبه أنه لا يشعر بها ولا بوجودها، وأنه لا يسأل عنها وعن أحوالها، وحتى إن فرض الله عليه لا يؤديه نتيجة ذلك الجهاز اللعين، فأجابها وهو يمزح أبشري يا أمي فسأشتري جهاز مثله لكِ ولن تملى أبدًا من الجلوس أمامه طيلة اليوم وأنت ماهرة في الكتابة والقراءة، صمتت الأم وهي حزينة وبقي الابن مشغولًا دومًا عنها إلى أن أتى اليوم المشؤوم حين وجدت ابنها فيه يشاهد الأفلام الإباحية.
ما ذلك يا بني عليك أن تتقي الله وأخذت توصيه وهي تبكي بقلب الأم، طالما أن كل حياتك هكذا فإني أخاف أن تموت وتلقى الله على ما أنت عليه، إن من عاش على أمرٍ مات عليه، ولكنه لم يهتم كعادته بنصائح والدته ولكنه سخر من كلامها وطلب منها الخروج من غرفته وعدم التدخل بشؤونه وأفعاله، فخرجت باكية تدعوا الله تعالى أن يتوب على ابنها مما هو به.
وبعد مرور يومين فقط حدثت الفاجعة عندما اتصلت الأم بإمام المسجد وهو أخيها، تطلب منه القدوم بسرعة لأنها بكارثة، فأسرع أخيها إليها وعندما رأته أغشي عليها، وعندما أفاقت أدخلت اخاها غرفة ابنها فاذا به جالس أمام الحاسوب يشاهد منه فيلمًا اباحيًا ولكنه قد مات.
أقرأ أيضًا: قصة عن فضل الوالدين
ظلت أمه تصرخ وتبكي وتقول لأخيها لم يكن يصلي ويصوم فما هو مصيره يا أخي، وهنا بكى أخيها ولم يقدر أن ينطق بكلمة واحدة، حتى عقب أن غسله ودفنه لم ينطق بأي كلمة حتى لا يزيد أحزان اخته، ولكنه بينه وبين نفسه قال من غضب الله عليه أنه أماته مثل تلك الميتة و سوف يلقى الله يوم القيامة هكذا أمام كل البشر، حيث أخرج مسلم عن جابر بن عبد الله أنه قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم “يبعث كل عبد على ما مات عليه”.
وردت العديد من الأحاديث عن عقوق الوالدين، ومنها:
قال السمرقندي : لو لم يذكر الله تعالى في كتابة حرمة عقوق الوالدين، ولم يوص بهما، لكان يُعرف بالعقل أن خدمتهما واجبة.
