مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

قصص عن جعفر نميري

بواسطة: نشر في: 23 مايو، 2023
مخزن

قصص عن جعفر نميري، هو الرئيس الرابع لجمهورية السودان العربية منذ الفترة من مايو 1969 إلى 1985، وهو من الشخصيات السياسية المؤثرة في الواقع السياسي السوداني في الحقبة التي حكم فيها البلاد، ونحن في هذا المقال عبر موقع مخزن سوف نعرفكم أكثر عليه وعلى تأثيره.

قصص عن جعفر نميري

جعفر نميري هو ضابط وسياسي سوداني، وكان الرئيس السوداني منذ عام 1969 حتى تم الإطاحة به في عام 1985. وقد شهدت فترة حكمه العديد من الأحداث المهمة والتي تركت بصمتها على تاريخ السودان، وفيما يلي بعض القصص المشهورة عن جعفر نميري:

1- ثورة 1969: في عام 1969، قاد جعفر نميري انقلابًا عسكريًا ضد الرئيس إبراهيم عبود، وتمكن من السيطرة على الحكم في السودان. وقد تميز حكمه بالقمع الشديد للمعارضة والحريات العامة.

2- قضية الجاسوسية: في عام 1971، أعلن جعفر نميري عن اكتشافه لشبكة جاسوسية تعمل لصالح إسرائيل في السودان، وأعلن عن إعدام العديد من المتورطين في القضية. وتبين فيما بعد أن هذه القضية كانت مفتعلة وأن العديد من المتهمين كانوا بريئين، وقد أثارت هذه الحادثة الكثير من الجدل والانتقادات لنميري.

3- الاشتراكية والإسلامية: في عام 1977، أعلن جعفر نميري عن تحول حكومته إلى الاشتراكية العلمانية، وأصدر قوانين جديدة تحظر النشاطات الدينية وتحد من الحريات الدينية. وقد تسبب هذا الإجراء في حدوث صراعات واحتجاجات دينية في البلاد، وتصاعدت التوترات بين الحكومة والمعارضة الإسلامية. وفي عام 1983، أعلن جعفر نميري عن فرض الشريعة الإسلامية في السودان، ولكن هذا الإجراء لم يحل الصراعات الدينية بل تصاعدت بالعكس.

4- الحرب الأهلية: في عام 1983، اندلعت الحرب الأهلية في جنوب السودان بسبب سياسات الحكومة الاستعمارية والتمييزية في المنطقة، وتبعت لها مجازر وتهجير للسكان المدنيين. وقد استمرت الحرب لمدة 22 عامًا، وخلفت مئات الآلاف من القتلى والنازحين، وتعرضتالحكومة وجيشها لانتقادات حادة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم التي ارتكبتها.

5- الإطاحة بنميري: في عام 1985، اندلعت احتجاجات شعبية واسعة ضد حكم جعفر نميري بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في البلاد، وتصاعدت هذه الاحتجاجات حتى قادت إلى إطاحة نميري من الحكم في أبريل من ذلك العام.

بهذه الطريقة، يمكن القول أن حكم جعفر نميري كان مليئًا بالأحداث المثيرة والمهمة، وقد ترك بصمة كبيرة على تاريخ السودان وشكل سياساته واجتماعاته.

نشأة النميرة وحياته

جعفر النميري هو سياسي وضابط سوداني. وُلد في قرية ود نميري التابعة لقبيلة الدناقلة في شمال السودان في الأول من يناير 1930، وفيما يلي نذكر تفاصيل أكثر عن حياته:

  • حصل على تعليمه الابتدائي في مدرسة الهجرة بأم درمان والوسطى الابتدائي في مدرسة ود مدني الأميرية ومدرسة حنتوب. تخرج من الكلية الحربية السودانية في عام 1952، وحصل على الماجستير في العلوم العسكرية من فورت ليفنورث في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1966.
  • والد نميري كان جنديًا في “قوة دفاع السودان”، لكنه ترك الجيش وعمل ساعيًا في شركة سيارات عندخول نميري الكلية الحربية السودانية. وعاش نميري طفولة صعبة ومعاناة مادية، وكان يحرص والده على تعليمه وتوفير فرصة الدراسة له رغم الظروف الصعبة التي كانت تواجه الأسرة. وعندما توقفت الأسرة عن توفير مطالب دراسته، قرر الالتحاق بالقوات المسلحة بدلاً من الجامعة.
  • وهو متهم بالمشاركة في محاولة انقلاب عام 1955، ولكن تبين لاحقًا أن الاتهامات كانت وشيكة، وحُفظ التحقيق. وشارك في العديد من الأعمال العسكرية في الجيش السوداني في شمال وجنوب السودان. وتولى الحكم فيالسودان بعد الانقلاب العسكري الذي قاده في عام 1969، وحكم البلاد حتى عام 1985 وخلال فترة حكمه، قاد النميري مشروعات تنموية كبرى في السودان، وتبنى سياسات اشتهرت بالاشتراكية العربية.
  • كما قاد النميري جهودًا لإنهاء الحرب الأهلية في السودان، وتركّزت جهوده على السلام الشامل وإعادة بناء البلاد. في عام 1985، تم إطاحته من الحكم في انقلاب عسكري آخر، وتم اعتقاله وحبسه لفترة قصيرة. وبعد الإفراج عنه، عاش في المنفى حتى وفاته في العام 2009.

النميري وإنقاذ ياسر عرفات

لعب جعفر النميري دوراً هام في إنقاذ حياة السياسي الفلسطيني ياسر عرفات خلال ما ألق عليها أحداث أيلول الأسود في سنة 1970 عندما رأس وفد القمة العربية واتجه إلى الأردن وكان معه الباهي الأدغم وهو رئيس وزراء تونس في ذلك الوقت، والشيخ سعد العبد الله الصباح،وكذلك وزير الدفاع الكويتي آنذاك بالإضافة إلى الفريق محمد صادق وقد نجح حينها في إخراج ياسر عرفات من الأردن بعد أن لبس ملابس امرأة وتم نقله عن طريق بطائرته إلى مصر.

جعفر النيمري والإسلاميين

كانت المشاكل السياسية التي واجهت حكومة جعفر النميري والمحاولات الانقلابية المتعددة التي تعرض لها، جعلته يتعلم كيفية التعامل مع هذه المشاكل السياسية بشكل أفضل.

وقد نجح في ضرب الحركات والأحزاب السياسية التي تعارضه وتغيير تحالفاته بطريقة تتناسب مع مصالحه. وبالرغم من أن النظام الذي أسسه النميري كان في البداية يتبنى مفاهيم اليسار، إلا أنه تحرر من قبضتهم وأضاف إلى حزبه قيادات حزبية تقليدية بارزة، ثم انتقل إلى الاتجاه الإسلامي الذي منحه الفرصة لتصفيةحساباته مع اليسار.

وفي نفس الوقت، شهد السودان ازدهارًا للحركة الفكرية الإسلامية وكثرة الأفكار والأنشطة والجماعات الإسلامية. وقد دخلت الأحزاب السياسية المختلفة الحلبة عن طريق طوائفها الدينية مثل الختمية والأنصار والأخوان المسلمون وغيرها، وجميعها تدعو إلى تطبيق مبادئ إسلامية عامة.

ومع ذلك، فإن هذا التغيير السياسي لم يكن بدون تبعات اقتصادية سلبية. فقد شهد الإنتاج الزراعي والصناعي تدهورًا خطيرًا، وتدنيًا فظيعًا في عائدات الصادرات، وعجزًا كبيرًا في ميزان المدفوعات، مما أدى إلى حدوث أزمة اقتصادية حقيقية في البلاد. وتسببت هذه الأزمة في حدوث موجة من الأضرابات العامة التي هددت بانهيار حكومة النميري.

النميري والدستور

في محاولته لحل مشكلة النظام الحاكم، قام جعفر النميري بحل مجلس قيادة الثورة ونظم استفتاء عام حول رئاسة الجمهورية، مما جعله أول رئيس جمهورية في السودان. وتم تشكيل لجنة حكومية لدراسة الهيكل الدستوري، حيث تم تكليف الدكتور جعفر محمد علي بخيت بوضع المسودة، بمساعدة من منصور خالد وبدر الدين سليمان.

وفي إطار إعادة تنظيم الحياة السياسية والاجتماعية في السودان، حُلَّت الأحزاب وتم تشكيل الاتحاد الاشتراكي السوداني بجانب المنظمات والاتحادات الجماهيرية التابعةله، وذلك ضمن إطار تحالف قوى الشعب العاملة، وهو نموذج مستوحى من نظام الرئيس جمال عبد الناصر في مصر.

تأثير النمير على جنوب السودان

إحدى الخطوات الأولى التي اتخذتها حكومة النميري لتسوية مشكلة جنوب السودان، كان إعلان التاسع من يونيو / حزيران 1969.

وقد بدأ هذا الإعلان بالاعتراف بالتباين والفوارق بين شمال السودان وجنوبه، وحق الجنوبيين في تطوير ثقافتهم وتقاليدهم داخل نطاق سودان “اشتراكي” موحد. ويعتبر هذا الإعلان نقطة تحول رئيسية في سياسة الشمال تجاه جنوب السودان، حيث إنه يعني التخلي عن التوجه الرئيسي للأحزاب الشمالية في تسوية مسألة الجنوب، وهو نشر الثقافة العربية والدين الإسلامي في الأقاليم الجنوبية.

ومع ذلك، لم يتمتع النظام النميري بالتأييد الكامل من المتمردين الجنوبيين، الذين استغلوا هذا التوجه السياسي الجديد للشمال وأعلنوا معارضتهم للشيوعية والتدخل السوفيتي في الجنوب.

وبدأت حكومة النميري بالاهتمام بالمسيحية بشكل خاص، وجعلت العطلة الأسبوعية في الجنوب يوم الأحد بدلاً من يوم الجمعة.،كما سعت الحكومة إلى تحسين علاقتها مع الكنائس المسيحية، وبالتالي تحسين علاقات السودان بالغرب ومع الدول الأفريقية المجاورة، ومن بينها إثيوبيا التي كانت تستضيف قادة التمرد الجنوبيين.

قصص عن جعفر نميري

جديد المواضيع