مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

أقسام التوحيد في سورة الفاتحة

بواسطة: نشر في: 27 نوفمبر، 2022
مخزن

أقسام التوحيد في سورة الفاتحة

لقد أشار أهل الاختصاص الشرعي إلى أن التوحيد هو الإيمان بأن الله – عز وجل- واحد ولا شريك له سواء في ربوبيته أو ألوهيته أو حتى الأسماء التي اختص بها نفسه وكذلك صفاته، كما أن التوحيد شمل اجتناب النواهي التي جاءت في القرآن الكريم، فسورة الفاتحة وضحت هذا الأمر في آياتها السبع، وذكرت جميع أنواع التوحيد كالآتي:

توحيد الربوبية

  • يقصد به إفراد الله – سبحانه وتعالى- بمختلف أفعاله والمتمثلة في على سبيل المثال:
    • الخلق.
    • الملك.
    • التدبير.
    • الإحياء.
    • الإماتة.
  • حيث إنه لا يجوز أن يتم نسب هذه الأفعال مطلقًا لغير الله – عز وجل-، فمن يفعل ذلك فإنه يعد كافرًا بل ويخرج تمامًا عن الملة.
  • فإن الله هو الخالق والمعطي والرزاق وكذلك المحيي والمميت، فلا بد وأن يزرع العبد في قلبه الإيمان لكي يتمكن من زرع الرضا بقضاء الله – عز وجل-.
  • فلقد تجلى هذا الأمر في بداية سورة الفاتحة، حيث خص الله – سبحانه وتعالى- نفسه بأنه رب العالمين وهو ميسر الكون ومدبر الأمور ومالك يوم الدين الذي سوف يحاسب فيه جميع الخلق على ما قدموه في الحياة الدنيا.

(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)).

توحيد الألوهية

  • توحيد الألوهية يقصد به إخلاص العبادة للخالق – عز وجل- وطلب الدعاء بالهداية منه لأن الدعاء من العبادات الجيدة وكما أخبرنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم-.
  • كما أن هذا النوع من التوحيد يتطلب الإيمان بالله – سبحانه وتعالى- وبأنه هو المنفرد بكل من العبادة والطاعة إلى جانب الدعاء، حيث لا يوجد شريك له.
  • والدليل على هذا توحيد الألوهية من سورة الفاتحة قوله تعالى:

(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)).

توحيد الأسماء والصفات

  • بينت سورة الفاتحة أن الله – سبحانه وتعالى- انفرد بأسمائه وصفاته.
  • حيث إنه ينبغي على العباد أن يقوموا بتوحيد أسمائه وصفاته والإيمان بأنه ليس هناك أحد مماثل الله فيهما، على أن يضعوا الأمرين الآتيين في عين الاعتبار:
    • الإثبات: لا بد وأن يثبت المسلم إلى ربه ما أثبته – عز وجل- لنفسه في كتابه العزيز وكذلك في السنة النبوية، أي صفاته وأسمائه الحسنى على ألا يقوم بتحريفها أو تأويل معناها.
    • التنزيه: ينبغي أن ينزه المسلم لله – عز وجل- وذلك من جميع العيوب والنقص عبر نفى ما نفاه الخالق – سبحانه وتعالى- عنه نفسه، فإن الله نزه نقسه تمامًا عن مماثلته لخلقه، وانفرد بصفات الكمال.
  • ومن الجدير بالذكر أن هناك اسمان من الأسماء الحسنى أتت في سورة الفاتحة وهما الرحمن والرحيم.

(الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (3)).

إياك نعبد وإياك نستعين دل على نوع من أنواع التوحيد

هذه الآية من سورة الفاتحة وكما أسلفنا ذكرًا تدل على توحيد الألوهية، وذلك لأنها فيها دلالة على إخلاص العبادة لله – عز وجل-، والاستعانة به في مختلف الأمور، فلقد اختص الله – سبحانه ونفسه- بالطاعة أي الخضوع، وبطلب المعونة منه، فلا بد وأن يتم إفراد الله بالعبادة الظاهرة والباطنة، وبالفعل والقول.

التعريف بسورة الفاتحة

سنوضح لكم في النقاط التالية نبذة تعريفية عن سورة الفاتحة:

  • هي أول سورة افتتح بها الله – عز وجل- كتابه العظيم، أي أول سورة موجودة في المصحف الشريف.
  • وهي أيضًا أول سورة تنزل كاملة على الرسول – صلى الله عليه وسلم- قبل الهجرة.
  • أما عن ترتيب نزولها الفعلي فلقد نزلت على النبي – صلى الله عليه وسلم- بعد سورة المدثر.
  • ولقد شملت الرسالة الإلهية بشكل مفصل، إذ تضمنت آياتها أنواع التوحيد بالله – عز وجل- وصفاته، وذكرت الآخرة والصراط المستقيم.
  • فإنها وسيلة المناجاة بين العباد والله – عز وجل-، وصُنفت ضمن آيات الرقية الشرعية لكونها نورًا أرسل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم-.

فوائد التوحيد

إن التوحيد بربوبية الله – عز وجل- وألوهيته وأسمائه وصفاته يعود على العبد بالعديد من الفضائل العظيمة مثل:

  • الحصول على الهداية والابتعاد عن الذنوب والمعاصى.
  • تفريج الكربات في الدنيا والآخرة، وذلك من خلال دفع الله – تعالى- عن العبد الموحد العقوبات ورزقه بالنعم.
  • التمتع بالأمن والطمأنينة.
  • ضمان دخول الجنة والوقاية من الخلود في نار جهنم، فالمسلم يعذب على ذنوبه في النار ولكنه لا يظل فيها دائمًا.
  • كره المعاصي إلى جانب حب الطاعات والإقبال عليها.
  • القدرة على مواجهة القضاء والقدر بنفس راضية.

أقسام الناس في سورة الفاتحة

انقسم الناس في سورة الفاتحة إلى 3 أقسام فهم كالآتي:

  • الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ: المسلمون.
  • غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ: اليهود.
  • وَلَا الضَّالِّينَ: النصارى وأتباعهم.
  • فإن الله – عز وجل- وصف المسلمين بأنهم من أنعم عليهم بنعمة الإسلام، حيث سيكون جزائهم في الآخرة جنات تجري من تحتها الأنهار.
  • أما اليهود فلقد وصفهم بالمغضوب عليهم بعدما أنزل عليهم التوراة لعدم إيمانهم.
  • ولقد وصف النصارى بالضالين لقيامهم بتحريف الإنجيل إلى جانب قولهم إن المسيح ابن مريم وهو سيدنا عيسى – عليه السلام- هو الله، فضلًا عن ذلك فلقد قالوا إن الله ثالث ثلاثة.

أغراض سورة الفاتحة

إن كل آية من آيات سورة الفاتحة تساهم في تحقيق غرض معين، ففيما يلي سوف نوضح لكم أغراض سورة الفاتحة:

  • بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2): ابتدأ السورة بحمد الله – عز وجل- على كل شيء وبالتأكيد على أنه رب العالمين.
  • الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (3): ثم ذكرت أن رحمته – سبحانه وتعالى- تسع كل شيء، فإنه هو الرحيم بجميع عباده المؤمنين.
  • مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4): وأشارت إلى أنه من يملك يوم الدين حيث إنه لا إله إلا هو المتحكم الوحيد فيه، إذ لا يستطيع أي شخص أن يفعل شيء في هذا اليوم سواه – عز وجل-.
  • إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5): وبينت أن الله – تعالى- هو المستحق للعبادة فلا ينبغي أن يشرك معه العبد مهما إن كان أي أحد في عبادته.
  • اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6): وفي السورة دعاء بأن يهدي الله – عز وجل- المسلمين إلى الصراط المستقيم.
  • صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7): كما فيها دعوة بأن يهديهم إلى جنان النعيم حيث الطريق الذي لا يسلكه كل من النصارى واليهود.

فضل سورة الفاتحة

يتمثل فضل سورة الفاتحة في العديد من الأمور، فمن أبرزها ما يلي:

  • لقد قال الله – عز وجل- عن سورة الفاتحة فإنها السبع المثاني لأنها تضم 7 آيات تقرأ في جميع الصلوات، وتضم معانٍ وغايات القرآن والحمد والثناء على الله – عز وجل- كما تميز رسالة الإسلام عن غيرها من الرسالات السماوية.
  • وصف الرسول – صلى الله عليه وسلم- هذه السورة بكونها أم القرآن وأعظم سورة فيه.

عن أبو سعيد بن المعلى “كُنْتُ أُصَلِّي في المَسْجِدِ، فَدَعانِي رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، فقالَ: ألَمْ يَقُلِ اللَّهُ: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24]؟ ثُمَّ قالَ لِي: لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هي أعْظَمُ السُّوَرِ في القُرْآنِ قَبْلَ أنْ تَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ. ثُمَّ أخَذَ بيَدِي، فَلَمَّا أرادَ أنْ يَخْرُجَ، قُلتُ له: ألَمْ تَقُلْ: لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هي أعْظَمُ سُورَةٍ في القُرْآنِ؟ قالَ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) هي السَّبْعُ المَثانِي، والقُرْآنُ العَظِيمُ الذي أُوتِيتُهُ”.

  • هي شرط أساسي لصحة الصلاة، حيث من يصلي دون أن يقرأ الفاتحة لا صلاة له.
  • يمكن من خلالها الرقية من الحسد والسحر والمرض فهي شافية للأسقام بإذن الله – سبحانه وتعالى-.

أسئلة شائعة

ما الفرق بين الألوهية والربوبية؟

الألوهية تتعلق بأفعال المكلفين من الصلاة والصيام والرجاء وبما هو واجب ومكروه، أما الربوية تتعلق بأفعال الله – عز وجل- والرزق والإحياء والموت وغيرها.

الله في السماء من أي أنواع التوحيد؟

من توحيد الألوهية.

أقسام التوحيد في سورة الفاتحة

جديد المواضيع