يمكنكم تحميل نسخة من بحث عن مراحل حياة الإنسان قابلة للتعديل “من هنا “، كما يمكنكم تحميل نسخة من بحث عن مراحل حياة الإنسان جاهزة للطباعة “من هنا“
مقدمة بحث عن مراحل حياة الإنسان
يمر الإنسان بعدة مراحل منذ بداية لحظة تكوينه وهو جنين في رحم أمه، مروراً بجميع المراحل العمرية التي يمر بها طوال فترة حياته حتى وفاته، وكل مرحلة من تلك المراحل تشمل عدة صفات وسمات تميزها عن المرحلة التي تسبقها والمرحلة التي تتبعها.
حيث إن كل مرحلة من تلك المراحل تشهد مجموعة من المواقف المختلفة التي يمر بها الإنسان، ويستطيع من خلالها أن يكتسب العديد من الخبرات المتنوعة، سواء كانت تلك الخبرات تُعد خبرات عملية أو خبرات شخصية، ولكن الجدير بالذكر أن هذه الخبرات تعمل على تأهيله للانتقال من المرحلة العمرية الحالية إلى المرحلة العمرية التي تليها.
وإثباتاً على أن الله -عز وجل- خلق الإنسان على مراحل متلاحقة ومتتابعة هو قول الله عز وجل: “وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا” (سورة نوح: 14)، لذا فمن هنا يتضح لنا أن الإنسان له دورة حياة خاصة به، وتختلف تلك الدورة الحياتية للإنسان عن باقي المخلوقات الحية الأخرى.
لذلك سوف نتطرق في هذا البحث بشكل أكثر تفصيلاً إلى المراحل الحياتية للإنسان وما يميز كل مرحلة من تلك المراحل عن غيرها.
ما هو مفهوم المراحل العمرية للإنسان
يُعد مصطلح المراحل العمرية للإنسان هو الذي يشير إلى الفترات التي يمر بها الإنسان خلال رحلة الحياة، ولكن عن طريق تقسيم تلك الفترات إلى مجموعة من المراحل التي تتميز بعدة صفات وسمات وخصائص تميز بين كل مرحلة والأخرى.
ثم أن من أكثر الأمور الهامة في كل مرحلة هي أنها تجعل الإنسان يكتسب عدة خبرات تجعله أكثر نضوجاً وأكثر استعدادا للتأقلم على المرحلة الجديدة التي سوف يبدأ في الدخول إليها بمجرد انتهاء تلك المرحلة التي يعيشها الآن.
ولكن المؤكد هو أن الشخص سوف يمر بعدة مراحل خلال حياته أي أنه لن يقف عند مرحلة واحدة خلال حياته، فمهما طال عمر الإنسان أو قصر، فإنه بالطبع سوف يعيش عدة مراحل معينة سنقوم بشرحها وتناولها بالتفصيل في هذا البحث.
بداية حياة الإنسان
تبدأ دورة حياة الإنسان بدايةً من تمكن الحيوان المنوي للرجل من أن يقوم بتخصيب البويضة الموجودة في جسم الأنثى؛ مما يؤدي إلى تكوين بويضة مخصبة، والتي يُطلق عليها من قبل بعض العلماء والأطباء الزيجوت.
تبدأ البويضة المخصبة في أن تنقسم حتى تستطيع أن تُكون الجنين الذي يستقر في الرحم، ويبدأ في أن ينمو ويتطور خلال تسعة أشهر؛ مما يجعل الجنين يكتمل نموه خلال تلك الفترة، حيث إن هذه المدّة تُمكن أجهزة الجسم المختلفة من أن تنمو بشكل طبيعي، حتى يستطيع الجنين أن يكون جاهزاً ليتابع مراحل حياته التالية.
ويمر الجنين خلال فترة نموه بداخل رحم أمه بعدة مراحل ذُكرت في القرآن الكريم حيث قال الله تعالى:”يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ۖ” (الحج:5)
وتستمر هذه المرحلة حتى تضع السيدة الحامل مولدها، ويبدأ في أن يستنشق النفس من الهواء لأول مرة، حيث إن استنشاقه للهواء دلالة على أن رئتي الطفل يعملان بفاعلية، مع العلم أن الطفل خلال بداية يكون معتمداً بشكل كلي على أمه سواء في الحصول على الغذاء أو الرعاية.
ولكن هناك مجموعة من التطورات والتغيرات التي يمر بها الطفل خلال هذه الفترة تجعله مستعداً لمتابعة المراحل القادمة من حياته، فإنه عندما يبدأ في أن يكون عمره عدة أشهر يبدأ في اكتساب عدة مهارات تؤهله للمرحلة القادمة التي سوف تجعله يختلط بمجموعة من الناس الغرباء عنه، بعد أن كان يتعامل فقط مع أسرته، ولكنه سوف يبدأ في أن ينضم لحضانة أو مدرسة تجعل دائرته المعرفية والاجتماعية تتسع أكثر فأكثر.
مراحل حياة الإنسان
تتميز المراحل التي يمر بها الإنسان خلال فترة حياته بعدة صفات تميز كل مرحلة عن المرحلة الأخرى، لهذا السبب سوف نتناول تلك المراحل في النقاط التالية:
مرحلة ما قبل الولادة
تناولنا هذه المرحلة بشكل مفصل في الفقرة السابقة، ولكن من الممكن أن نقوم بتلخيصها بأنها المرحلة التي يتكون ويتشكل فيها الجنين في رحم أمه، حتى يُصبح مع مرور الوقت كاملاً وواعياً.
يمر الإنسان خلال هذه الفترة بعدة مراحل ذكرها الله تعالى في الآيات البينات للقرآن الكريم في أن الجنين يكون في البداية نطفة ثم علقة ثم مضغة، ثم يقوم الله -عز وجل- بكسو تلك المضغة بالعظام، ثم يكسو العظام باللحم لينشأ الجنين بالصورة التي نراه عليها.
مرحلة الطفولة
تُعد هذه المرحلة هي المرحلة الأولى التي يعيشها الإنسان خارج رحم أمه، كما أن هذه المرحلة تشهد أن الطفل يبدأ في الاعتماد على نفسه بعدما كان يعتمد على أمه بشكل كامل طوال السنوات الماضية منذ ولادته.
يبدأ الأهل في هذه المرحلة في محاولة تعريف طفلهم بالعالم الخارجي وكيفية التعامل معه عن طريق إلحاق هذا الطفل بإحدى المدارس، أو جعله يشارك في إحدى الألعاب الجماعية، حتى يتمكن من التعامل مع الناس، ويتعلم الاعتماد على نفسه واكتساب الخبرات.
مرحلة الرشد
تعتبر هذه المرحلة هي التي يبلغ فيها الإنسان سواء عقلياً أو جسدياً، حيث أنه يصبح واعياً ومسؤولاً عن كافة تصرفاته وقراراته، ويكون أيضاً متحملاً كافة النتائج التي تنتج عن تلك القرارات، سواء كانت تلك القرارات صائبة أم لا.
تبدأ هذه المرحلة منذ العام الثامن عشر من عمر الإنسان، ويُطلق على هذه المرحلة اسم آخر وهو مرحلة النضج، لأن الإنسان خلالها يكون اختلف اختلافاً شديداً عن مرحلة الطفولة، وأصبح أكثر نضوجاً سواء في الجسد، أو في العقل.
مرحلة الشيخوخة
تُعد هذه المرحلة هي المرحلة الأخيرة من مراحل حياة الإنسان، واختلف العلماء فيما بينهم عن السن الذي تبدأ فيه هذه المرحلة، ولكن أغلب العلماء الأجانب اتفقا على أن هذه المرحلة تبدأ منذ بلوغ الإنسان عامه الخمسين.
حيث إن بداية من العام الخمسين يُطلق على هذه المرحلة اسم الشيخوخة المبكرة، وعندما يكبر الإنسان أكثر ويتقدم في العمر تسمى هذه المرحلة بأرذل العمر.
يكون الإنسان في هذه المرحلة ذا حال ضعيف وهش للغاية، حيث تكون مظاهر العجز تبدو عليه بشكل واضح، وفي الغالب يعاني الإنسان خلال تلك الفترة من عدة مشكلات صحية تجعله دائماً يكون فاقداً للنشاط والحيوية.
مرحلة الوفاة
تُعد مرحلة الوفاة هي المرحلة الختامية لحياة الإنسان أي إنها تعتبر آخر وجود للإنسان على الأرض، حيث أنه يبدأ من بعدها رحلته إلى الآخرة لينال جزاء ما قام بفعله طوال فترة حياته.
لذلك يُنصح أن يهتم الإنسان خلال مراحل حياته المختلفة بأن يقوم بعمل الخير وتجنب فعل المعاصي، أي أنه يجب على الإنسان أن يتبع كافة أوامر الله -سبحانه وتعالى- حتى يسعد بعد وفاته بدخول الجنة بمشيئة الله تعالى.
خاتمة بحث عن مراحل حياة الإنسان
وبناءً على ما تم ذكره وتناوله خلال البحث، فهذا يجعلنا قادرين على أن نؤكد على ما ذكرناه في البداية بأن حياة الإنسان عبارة عن سلسلة مترابطة من المراحل المتتابعة، وكل مرحلة من تلك المراحل تشهد مجموعة من التغيرات التي تجعل الإنسان قادراً على أن يتعامل مع التأثيرات والتغيرات التي سوف تشهدها المرحلة التالية.