مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

هل تجب زكاة الفطر على الجنين

بواسطة: نشر في: 18 أبريل، 2023
مخزن

هل تجب زكاة الفطر على الجنين

تأتي زكاة الفطر في نهاية شهر رمضان المبارك لتكون طهرةً للصائم مما قد وقع فيه في نهار رمضان من مخالفات شرعية قد تنال من صحة صيامه كالرفث واللغو، ليُشرع الله تعالى الزكاة كصدقة لإزالة الشائبة والخلل ليكون الصيام كامل الأجر للمسلم بإذنه تعالى وذلك لما جاء في حديث النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ:: “زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الصَّدَقَات” ، كما أن الزكاة من أسباب إدخال السرور في يوم العيد على قلب الفقراء والمساكين حتى لا يبقى أحداً في يوم العيد في حالة احتياج لقوت يومه من الطعام والشراب، وتجب الزكاة على كل مرء مسلم بالغ أو غير بالغ، ذكر أم أنثى، حر أم عبد يمتلك قوت يومه ومن يتوجب عليه الإنفاق عليهم ،ليتساءل الكثيرين هنا حول هل تجب زكاة الفطر على الجنين ؟، وهذا ما يُمكننا إيجاز الإجابة عنه في السطور التالية:

  • ذهب علماء المسلمين بالإجماع إلى أنه من شروط وجوب زكاة الفرد أن يكون المرء الذي يتم إخراج الزكاة عنه شخصاً حياً حياة حقيقية، لذا فإنه في هذه الحالة يكون من غير الواجب إخراج زكاة الفطر عن الجنين في بطن أمه، وذلك لعدم تحقق شرط الحياة الحقيقية، وفي حالة توافر هذا الشرط وتمت ولادة الطفل قبل غروب شمس أخر يوم في شهر رمضان، ففي هذه الحالة يجب إخراج الزكاة عنه عند جمهور العلماء، كما يري المذهب الحنفي أنه إذا تمت ولادة الجنين قبل طلوع شمس يوم العيد الأول يكون من الواجب إخراج الزكاة عنه.
  • وهنا وقد ذهب البعض ومنهم الظاهرية إلى وجوب إخراج الزكاة عن الجنين وهو في بطن أمه إن بقي داخل بطن أمه إلى طلوع فجر يوم العيد، إلا أن العلماء قد رأوا عدم جدوى الأمر لمخالفته إجماع الآراء وافتقاد وجود الدليل.

وبناء على السابق فإنه لا يجب إخراج زكاة الفطر عن الجنين وهو في بطن أمه وذلك بإجماع آراء جمهور علماء المالكية، الشافعية، الحنفية والحنابلة، ومن أخرج الزكاة عن الجنين فله الأجر والثواب من عند الله، فقد رويّ أن سيدنا عثمان بن عفان كان يُخرج زكاة الفطر عن الصغار والكبار وحتى عن الحمل الذي لا يزال جنيناً في بطن أمه، ومن لم يفعل ذلك فلا إثم عليه على الإطلاق.

ما هي الزكاة

  • لغوياً يُشير مفهوم الزكاة إلى الطهارة والنماء والبركة والصلاح في الأموال والأحوال، وذلك ما يتوافق مع مفهوم زكاة المال التي بفضلها تتطهر نفس الإنسان من سمات البخل والشح، وذلك لقوله تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم).
  • شرعياً تُعرف الزكاة بكونها مقدار محدد من الأموال يتوجب على المسلم إخراجه في حال بلوغه النصاب الشرعي، ذلك على أن تتوافر شروط محددة، وتُخرج الصدقات في مصارف محددة أوضحها لنا الله ـ عز وجل في القرآن الكريم.

لماذا شرع الله الزكاة

  • تأتي الحكمة من مشروعية الزكاة في الإسلام في تأثيرها في تطهير نفس المسلم مما قد تتسم به من صفات الشح والبخل وتزكيتها عنها، كما أن الزكاة من أسباب تكفير الذنوب والآثام التي ارتكبها المرء قبلاً، وذلك لقول الله تعالى:( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم)، كما تأتي الزكاة برهاناً على صحة إيمان المسلم وتصديقه بأوامر الله عز وجل ـ وذلك فو قول النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ :” الصدقة برهان”.
  • وتكون الصدقة من أسباب حلول البركة في الأموال والممتلكات، وتطهير للمال من حقوق الفقراء والمحتاجين، بالإضافة إلى فاعليتها في تقوية الروابط الاجتماعية حيثُ تعمل على منع تعرض الفقراء للذل أو السؤال للحصول على قوت يومه، وتعمل على تطهير قلوب الفقراء مما قد يسكنها من حزن وحقد على الأغنياء، مما ينتج عنه مجتمعاً قوياً مترابطاً تسوده العدالة والمودة ويخلو من التشاحن والبغضاء.

الفرق بين الزكاة والصدقة

قد يخلط البعض بين بعض المفاهيم الدينية في الإسلام والتي تتقارب مع بعضها البعض في الأذهان مثل الفرق بين الزكاة والصدقة، والذي يتمثل في:

  • أولاً الزكاة:
  • أوضحنا مفهومها تفصيلاً في السابق، وأنها تتمثل في مقدار محدد من المال يتوجب على المرء إخراجه في سبيل الله في حال بلغت أمواله النصاب الشرعي وتحققت بها شروط الزكاة، على أن يتم إخراجها في مصارف محددة، كما أن الزكاة من أركان الإسلام وتمثل حق الفقراء والمحتاجين في أموال الأغنياء.
  • ثانياً الصدقة:
  • تُمثل الصدقة كل ما يتقرب به المرء المسلم إلى ربع العالمين، سواء كان ذلك مادياً أم معنوياً مثل مساعدة الغير وردّ السلام، أي أن الصدقة في إخراج الأموال أو فعل الطيبات تقرباً لله تعالى، ولا يُمكن أن تُحدد الصدقة بمقدار معين كالزكاة، ولا يوجد شروط محددة لإخراجها، فالمرء المسلم فعل الأعمال الطيبة وإخراج الأموال على قدر استطاعته مثلما يشاء في سبيل الله تعالى.

الفرق بين الزكاة وزكاة الفطر

يتم استخدام مفهوم الزكاة للإشارة إلى الزكاة في الإسلام كأحد أركانه، وكذلك للإشارة إلى زكاة الفطر، وقد أوضحنا في السابق مفهوم الزكاة بشكل تام لنتعمق في السطور التالية حول مفهوم زكاة الفطر في الإسلام، حيثُ تختلف زكاة الفطر عن زكاة المال في النقاط الآتية:

  • تتعلق زكاة الفطر بالأبدان أي بالشخص نفسه، فكل مرء يجب عليه إخراج زكاة الفطر عن نفسه، أما زكاة الأموال تتعلق بالمال المملوك.
  • تكون زكاة الفطر أمراً واجباً على المرء ومن يلزمه الإنفاق عليه، فعلى سبيل المثال يقوم الأب بإخراج زكاة الفطر عن نفسه وأبنائه وزوجاته ومن هو مُلزم بالإنفاق عليهم، بينما تجب زكاة الكال فقط على من يملك الأموال في حال تحققت فيه شروط وجوب الزكاة.
  • حتى تكون زكاة الفطر واجبة فيجب أن يمتلك المرء المسلم قوت يومه من الطعام والشراب وقوت منن يلزمه الإنفاق عليهم، في حين أنه يُشترط لوجوب زكاة الفطر بلوغ المال المملوك حد النصاب الشرعي ومرور عام هجري كامل عليها.
  • يتم صرف زكاة الفطر للفقراء والمساكين فقط، بينما يوجد هناك ثمانية مصارف شرعية محددة لزكاة المال في القرآن الكريم.

شروط وجوب الزكاة

تتمثل شروط وجوب الزكاة في الآتي:

  • يُشترط أن يكون المرء مسلم، فليست الزكاة واجبة على غير المسلم.
  • الحرية التامة، فلا يجب إخراج الزكاة على العبد غير الحر.
  • الملكية التامة، ويُقصد امتلاك المرء للأموال امتلاكاً مستقراً غير مهدداً.
  • النماء والزيادة، ويُقصد بهذا الأمر أن يكون المال المملوك للمرء في حالة زيادة بالفعل أو قابل للزيادة، فالنقود التي يتم استثمارها والمتاجرة بها قابلة للزيادة والنماء.
  • يجب أن تكون أموال الزكاة فائضة عن الحاجة الأساسية للمرء المسلم، ولا يتم دفع الزكاة إلا بعد الوفاء بجميع المصارف الأساسية للحياة كالطعام والشراب والإنفاق على الأبناء والمسكن وغيرها.
  • حد النصاب الشرعي، يجب أن تبلغ أموال الزكاة حد النصاب الشرعي، وهو ما يُقدر بمقدار 85 جرام من الذهب عيار 21 بسعر اليوم، ليُخرج المسلم عنها قيمة 2.5% فقط، ومن لا يملك نصاب الزكاة لا يجب عليه إخراجها.
  • حولان الحول أي مرور عام هجري كامل على امتلاك النصاب الشرعي، وذلك لما جاء في قول النبي (لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول).

مصارف الزكاة

حدد الله ـ سبحانه وتعالى في سورة التوبة مصارف الزكاة الشرعية التي تُمنح إليها أموال زكاة المال حتى لا يتم ترك هذا الأمر المهم لاجتهاد الأشخاص الذين قد يُخطئ بعضهم أحياناً، وذلك في قوله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)، وتكون مصارف الزكاة الواردة في الآية الكريمة:

  • الفقراء والمساكين، وهم الفئة الأكثر احتياجاً في المجتمع والذين لا يجدون شيئاً على الإطلاق من قوت يومهم أو يجدون القليل الذي لا يكفيهم.
  • العاملين عليها، ويُقصد بذلك الأشخاص الذين يعملون على جمع أموال الزكاة، ولا يُشترط أن يكونوا من الفقراء، بل يتم منحهم قدر من أموال الزكاة لقاء عملهم.
  • المؤلفة قلوبهم، يُقصد بهم من دخلوا إلى دين الإسلام حديثاً، ويمنحون قدر من أموال الزكاة لتأليف قلوبهم وكسب ودّ غير المسلمين.
  • الرقاب، ويُقصد بهذا الأمر دفع مقدار من الأموال لفك قيّد الجنود والأسرى ممن وقعوا في أسر العدو، وقديماً كان يدفع هذا البند للعبيد لمنحهم حريتهم.
  • الغارمين، يُقصد بالغارمين الأشخاص الذين تتراكم عليهم الديون ويعجزون عن سدادها لضائقة مادية.
  • في سبيل الله، يُقصد بذلك بأن يتم منح مقدار من أموال الزكاة للغزاة الذين تطوعوا للجهاد في الحروب وما يحتاجونه من عتاد وطعام.
  • ابن السبيل، يُقصد بـ ابن السبيل من انقطعت به الطرق في غير بلاده، فيُمنح ما يُمكنه به العودة لوطنه.

أسئلة شائعة

من الذي لا تجب عليه زكاة الفطر؟

حددت دار الإفتاء المصرية ثلاثة لا يجب عليهم إخراج زكاة الفطر وهم:
1 ـ الفقير المحتاج الذي لا يملك قوت يومه.
2 ـ الجنين في بطن أمه والذي لم يولد حتى مغرب ليلة العيد.
3 ـ الشخص الميت الذي توفاه الله قبل غروب شمس أخر يوم في شهر رمضان.

هل تجب زكاة الفطر على الجنين

جديد المواضيع