وفق رأي أهل السنة والجماعة من المثبتين للسحر فإن هناك بعض من الدلائل والأعراض والعلامات التي تظهر على المسحور، غير أنّ تلك الأعراض والعلامات لا تدلّ بشكل قطعي على الإصابة بالسحر، حيث يوجد الكثير من الناس قد تظهر عليهم هذه العلامات ولكنهم ليسوا مصابين بالسحر، ومن بين العلامات التي تظهر على الشخص وقد يكون عندها مصاباً بالسحر كثرة الإصابة بمختلف الأمراض، وسوف نذكر فيما يلي أهم العلامات الدالة على أن الشخص مصاب بالسحر:
إعراض المسحور عن العبادات والطاعات بالمجمل، والنفور عن ذكر الله سبحانه، واستثقال الصلاة، وعدم الرغبة بسماع جميع ما يتعلق بالدين.
تكرار الكوابيس والأحلام المُفزعة لدى الشخص المسحور بنومه.
ظهور بعض أعراضٍ البدنيَّةٍ المرض على المسحور مثل الصّداع الدائم الشديد، أو تغيّر لون البشرة وبشكل خاص تغيّر لون الوجه.
ضعف التركيز وشرود الانتباه وكثرة الذهول.
زيغ البصر وشخوصه.
عدم التثبّت من الأمور والتوهُّم، واختلاط الحُكم على الأوقات والأحداث.
الاستعداد للغضب بشكل دائم، واختلاق المشكلات دون مبررات أو مسوّغات.
الإهمال في المظهر الشخصيّ والظهور بشكل غير لائق.
التأفّف والضيق من العمل وعدم قناعة المسحور بما يقوم به، وعدم الرضا بجميع أحواله.
انحباس الرجل وعدم رغبته بجِماع زوجته.
ضيق الصدر، وصعوبة التنفس.
سحر المرض وأعراضه
بعض تلك الأعراض تتشابه مع الأعراض التي تصاحب الأمراض العضوية، ويمكن التفريق فيما بينهما عن طريق قراءة الرقية على المريض، فإن شعر بدوخة خلال سماعه للرقية، أو صداع، أو تخدير، أو اهتزاز بأطرافه، أو تغير بجسده، فإن المرض يكون مثلما ذكرنا، وإلا فإنه مرض عضوي يتم علاجه عند الأطباء، وتتمثل أبرز أعراض سحر المرض بما يلي:
الألم الدائم بعضو من أعضاء الجسم.
التشنجات العصبية، نوبات الصرع.
شلل أحد أعضاء الجسد وتوقف حركته.
شلل في كل أنحاء الجسد.
تعطُّل حاسة من الحواس عن العمل.
كيف يتم سحر المرض؟
معروف أن المخ هو العضو الرئيسي المسيطر على الجسد، وهو ما يعني أن كل حاسة لدى الإنسان يوجد مركز لها في المخ تتلقى الإشارات منه، فإن قَرَّبْ الإنسان إصبعه من النار سوف يرسل الإصبع إشارة سريعة لمركز الإحساس بالمخ، فتأتيه الأوامر من ذلك المركز بضرورة الابتعاد عن مصدر الخطر فورًا، فتبتعد اليد عن النار، كل ذلك يتم في جزء من الثانية، وقد ورد في سورة لقمان الآية 11 قوله تعالى (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ)، فإن أصيب المرء بسحر المرض فيكون الجني قد تمركز بالمخ عند المركز الذي كلفه الساحر به، فيستقر بمركز البصر، أو السمع، أو إحساس الرِّجْل أو اليد ، وحينها يكون العضو بحالة من ثلاث حالات وهي:
سواء أن يمنع الجني بمقدرة الله جميع الإشاراتِ من الوصول للعضو، وعندها يتعطل ذلك العضو عن العمل، فيصاب المريض بالشلل العضوي، أو الصمم، أو البكم، أو العمى.
أن يمنع الجني بمقدرة الله الإشاراتِ في بعض الأحيان أو يتركها في أحيان أخرى، وعندها يتعطل العضو أوقات ويعمل أوقات أخرى.
أو أن يجعل الجني المخ يرسل إشارات متتالية متتابعة سريعة جدًا بلا أسباب، والتي ينتج عنها تصلب العضو، وتوقفه عن الحركة، حتى لو لم يكن مشلولاً.
يقول تعالى عن السحرة في سورة البقرة الآية 102 (وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ)، فأثبت الله سبحانه ما يقع على المسحور من ضرر من قِبَل السحرة، ولكن الله علقه بقدرته ومشيئته وحده.
علاج سحر المرض
يتم قراءة الرقية عليه ثلاث مرات، فإن صُرِع يتم علاجه، وإن لم يُصرَع ولكن شعر بالقليل من التغيرات البسيطة، يتم إعطائه التعليمات التالية:
الاستماع إلى كل من السور التالية (الفاتحة، وسورة الدخَان، ، وسورة الجن، وآية الكرسي، وقصار السور، والمعوِّذات)، ثلاث مرات يوميًّا.
قراءة الرقية الآتية له على زيت الحبة السوداء، ثم يدلك جبهتهزبها، وموضع الألم من جسده كل صباح ومساء:
الفاتحة.
المعوذات.
الآية 82 من سورة الإسراء (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) 7 مرات.
قول دعاء (بسم الله أرقيك، والله يشفيك، من كل داء يؤذيك، ومن كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك) .
قول دعاء (اللهمَّ ربَّ الناس، أَذْهِبِ الباس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يُغادِر سقَمًا).
حكم السحر
حرم الله على كل مسلم أي تعامل بالسحر، وعلى ذلك فإنه حرام؛ حيث لا يتمكّن الساحر من السحر إلّا عن طريق القيام بفعل يُخرجه من الإسلام مثل التقرّب للجنّ بالذبح، أو الاستغاثة والاستعانة بهم واللجوء لهم، أو التوجه لكلام الله تعالى بالإهانة، وقد وردت الكثيرٌ من الأحاديث عن النبي صلّى الله عليه وسلّم والتي تنهى المسلمين عن إتيان الكهنة والعرّافين، وتوضح عظيم ذنب تصديقهم والإيمان بهم، من بينها قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (من أتى عرَّافاً فسألَه عن شيٍء لم تُقْبَلْ لهُ صلاةٌ أربعين ليلةً).
وما ورد عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها حيث قالت (سألَ أُناسٌ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن الكُهَّانِ، فقال لهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لَيْسُوا بِشَيْءٍ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، فإنَّهُم يُحَدِّثونَ أحْياناً بالشَّيءِ يكونُ حَقّاً؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: تِلكَ الكلِمَةُ مِنَ الحقِّ، يَخطَفُها الجنِّيُّ، فيَقُرُّها في أُذُنِ وليِّهِ قَرَّ الدَّجاجَةِ، فيَخْلِطونَ فيها أكثَرَ مِن مِائةِ كَذبَةٍ).
الوقاية من السحر
ينبغي على المسلم أن يكون حريصًا على الأفعال والطاعات التي تقرّبه إلى الله سبحانه وتحميه من كافة الشرور، ومن بينها ما يلي:
توحيد الله سبحانه، وتحقيق الإيمان بالقلب بأنّ كلّ ما يصيب المرء هو من الله تعالى، والله جل وعلا لا يصيب الإنسان إلّا بما فيه الخير له، وإن كان المرء لم يعلم بذلك بنظره القاصر، وهو ما قال تعالى به في قوله تعالى في سورة الأنعام الآية 17 (وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
تقوية الإيمان بقلب المرء، وهو مّا يُضعف الشيطان ويبعده عن قويّ الإيمان، وهو ما قال فيه تعالى قي سورة النحل الآية 99، 100(إِنَّهُ لَيسَ لَهُ سُلطانٌ عَلَى الَّذينَ آمَنوا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ، إِنَّما سُلطانُهُ عَلَى الَّذينَ يَتَوَلَّونَهُ وَالَّذينَ هُم بِهِ مُشرِكونَ).
المداومة على ذكر الله تعالى في جميع الأحوال والظروف والأوقات، وهو ما قال فيه تعالى بسورة الأحزاب الآية 41 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا).
المحافظة يومياً على قراءة آية الكرسي.
قراءة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة.
قراءة المعوذات؛ (سورة الفلق وسورة الناس)، وقراءة سورة الإخلاص.
