في تجربة مندل لنبات البازلاء ظهرت الصفة السائدة وهي
إن العالم غريغور مندل وهو مؤسس علم الوراثة اهتم بدراسة الصفات الوراثية لتوضيح كيفية انتقالها عبر الأجيال، حيث إنه ظل يدرسها لمدة 8 سنوات تقريبًا، ولقد اعتمد في دراسته على نبات البازلاء نظرًا لوجود المميزات الملائمة فيه للصفات الوراثية، ففيما يلي سوف نوضح لكم إجابة السؤال الشائع عن دراسات هذا العالم ألا وهو سؤال في تجربة مندل لنبات البازلاء ظهرت الصفة السائدة وهي:
صفة تحجب ظهور صفة أخرى.
فلقد تمكن مندل من استنتاج الأنماط الرياضية من خلال نبات البازلاء بين كل جيل وآخر جديد.
كما استنبط بعض المفاهيم الوراثية مثل الصفات السائدة والصفات المتنحية.
حيث إنه تتبع في النباتات الهجينة صفاتها الوراثية وتعرف إلى سبب عودتها إلى الصفات الأصلية بعد قدوم أكثر من جيل في النسل.
تجارب مندل في علم الوراثة
لقد بدأ العالم الذي لُقب بأبو علم الوراثة وهو غريغور يوهان مندل رحلته في دراسة علم الوراثة سنة 1854 م، وذلك بعدما تم الموافقة على رغبته في إجراء التجارب البحثية الواسعة لمراقبة الصفات الوراثية وكيفية انتقالها في النسل الواحد بين الأجيال، حيث وقع اختياره حينها على نبات البازلاء لوفرة البذور فيه ولسهولة زرعه وتلقيحه، وقد مرت تجاربه في علم الوراثة بعدة مراحل كما سنبينها لكم في السطور التالية:
اختيار نبات البازلاء
في البداية استخدام العالم مندل الفئران للتجربة عليها وتوضيح آلية عمل الصفات الوراثية.
ثم اتجه إلى استخدام بعض النباتات ونحل العسل.
ولكنه في النهاية بعدما تحقق من وجود الصفات التي يريدها في نبات البازلاء قام باختياره وتسليط الضوء عليه.
فمن الجدير بالذكر أنه درس صفاته بين عامي 1854 م وكذلك 1856 م، حيث قام بدراسة نحو 34 صفة من أبرز صفات نبات البازلاء إذ يعزى السبب وراء ذلك إلى حاجته للتحقق من ثباتها بين الأجيال الجديدة والمتتابعة.
اختيار الصفات الوراثية للنبات
عندما بدأ بالفعل العالم مندل في تجاربه في علم الوراثة قرر حصر تجربته على عدد قليل من الصفات التابعة لنبات البازلاء حيث بلغ عددها 7 صفات فقط.
فلقد اختار طول الساق ولون وشكل البذور وشكلها وكذلك لون الزهرة وغيرها.
زرع نباتات البازلاء
عقب تحديد الصفات الوراثية السبعة اتجه إلى زرع نباتات البازلاء.
حيث إنه زرع 2 من نبات البازلاء كل منهما يحمل صفة مضادة للآخر.
أي أنه قام بزرع نباتيين من البازلاء حيث إن الأول كان طويل الساق بينما الثاني قصير الساق.
ثم ترك كل منهما ليتكاثران، ومن ثم انتظر ظهور الجيل الجديد لمراقبة النتيجة عليه.
فوجد حينها جميع النباتات الناتجة طويلة الساق على الرغم من أن التكاثر كان نقيًا تمامًا.
حساب النتائج
من خلال حساب النتائج على الجيل الجديد لاحظ مندل أن هناك صفات سائدة وأخرى متنحية.
فلقد ظهرت بعض الصفات على نبات البازلاء الجديد بينما انحصرت الصفات الأخرى.
وتبين له أن الصفات التي ظهرت لديها أنماط متشابهة للغاية للوراثة بالنسبة للسبع صفات التي قام بدراستها.
تسجيل الملاحظات
سجل مندل بعض الملاحظات على تجاربه حيث إنه ذكر أن إحدى الصفتين المتضادتين يكنها إخفاء تأثير الصفة الأخرى.
فعلى سبيل المثال صفة طول الساق في نبات البازلاء تسببت في إخفاء تأثير وفاعلية صفة قصر الساق.
ويُجدر بالإشارة إلى أنه أطلق على الصفة التي ظهرت اسم الصفة السائدة، بينما على الصفة التي اختفت اسم الصفة المتنحية.
مراقبة النتائج على الأجيال الجديدة
اتجه العالم مندل فيما بعد إلى ترك النباتات الجديدة والتي نتجت من الجيل الأول أي ذات الساق الطويل تقوم بتلقيح نفسها ذاتيًا.
فوجد في الجيل الثاني الصفة المتنحية ألا وهي صفة قصر الساق ظهرت ولكن بنسبة قليلة بعض الشيء مقارنةً بالصفة السائدة أي طول الساق.
فلقد بلغ عدد النباتات ذات الساق الطويل نحو 333 نبات بينما عدد النباتات ذات الساق القصير نحو 111 نبات.
وضع النتيجة النهائية
كانت النتيجة النهائية لتجربة مندل أنه لاحظ أن وراثة كل صفة سواء كانت سائدة أو متنحية لا تؤثر غالبًا على وراثة الصفة الأخرى.
حيث إن كل منهما يورث بشكل مستقل وكذلك حر عن باقي الصفات.
فمثلًا صفة طول الساق لا يمكنها أن تؤثر على صفة شكل البذور، فكل منهما ينتقل عبر الأجيال بشكل مستقل.
تفسير تجارب مندل
يمكن تلخيص النتائج التي وصل لها العالم مندل في علم الوراثة في النقاط الآتية:
إن الصفات الوراثية تنتقل من الآباء إلى الأبناء على هيئة زوج يطلق عليه زوج الأليل من الأم والأب، حيث إنها تقوم بتشكيل زوجين لدى الجنين، ومن ثم تسود صفة أحد الزوجين بسهولة على الجيل الجديد.
في حالة إن كانت صفات الأليل التابعة للأب والأم متماثلة فإنه يطلق عليها اسم زيجوت متماثل الألائل، أما إن كانت مختلفة فإنها تُسمى زيجوت متغاير الألائل.
الصفة المتنحية تظهر مرة أخرى ولكن في الأجيال الجديدة أي المتقدمة من نفس النسل.
أسباب اختيار مندل لنبات البازلاء في تجاربه
هناك مجموعة من الأسباب كانت بمثابة الحافز للعالم مندل لإجراء تجاربه المتعلقة بعلم الوراثة على نبات البازلاء ففيما يلي سوف نذكرها لكم:
سرعة دورة حياة نبات البازلاء، حيث إن هذا الأمر يفيد في مراقبة نموه بفاعلية وملاحظة النتائج بسهولة على الأجيال الجديدة.
قدرة هذا النبات على إنتاج الكثير من البذور.
قيامه بعملية التقليح الذاتي أو التخصيب الذاتي، فنبات البازلاء يطلق عليه النبات الخنثى نظرًا لاحتوائه على الأجزاء الذكرية والأنثوية، ويستطيع التحكم في عملية نقل حبوب اللقاح منه وإليه.
إمكانية مقاومة البازلاء للأمراض والعوامل الخارجية السلبية والبقاء حيًا.
حمل العديد من الصفات الوراثية في بذور وأزهار البازلاء حيث إنه يحمل الصفة وعكسها، فمثلا يوجد في نبات البازلاء البذور المجعدة والملساء، كما يوجد الساق الطويلة والقصيرة، والأزهار البنفسجية والبيضاء، والبذور الخضراء وكذلك الصفراء.
قوانين مندل في علم الوراثة
قام العالم مندل بوضع 3 قوانين بعد دراسته لعلم توريث الصفات الوراثية في نبات البازلاء، حيث إنهم يكونوا كالآتي:
قانون انعزال الصفات
ينص هذا القانون على أن المورثات ثنائية الصبغة أو ما يطلق عليها الأليل التي يمتلكها الكائن الحي يتم نقل نسخة واحدة منها.
وذلك يكون بشكل عشوائي وإلى النسل التابع للجيل القادم.
فمثلًا بالنسبة للإنسان تنتقل هذه الصبغيات منه إلى الجنين.
حيث يمتلك الجنين زوجين من الأليل إذ يكون أحدهما من الأب والآخر من الأم.
ومن الجدير بالذكر أن انتقال الأليل ينتج عن الانقسام الاختزالي أو ما يُعرف الانقسام المنصف.
فهذا الانقسام يحدث للخلايا التناسلية بهدف حصول الخلية الجديدة من الصبغيات الأصلية على نصف عددها.
قانون التوزيع الحر
يُطلق عليه أيضًا اسم قانون التوزيع المستقل.
وهو يشير إلى أن الأليل الذي يتم توريقه من الوالدين لأي صفة جينية لا يمكنه أن يؤثر على السمات الأخرى لدى الجنين وذلك وفقًا للإنسان.
أي أن جميع السمات الوراثية وكما أسلفنا ذكرًا تنتقل بشكل حر ولا يمكنها أن تتأثر مطلقًا ببعضها البعض.
قانون السيادة
يُسمى قانون السيادة باسم قانون الهيمنة.
إذ يعزى السبب وراء هذا الأمر إلى إشارته إلى أن السمة الظاهرة على النسل تسمى بالصفة السائدة.
بينما الأليل الآخر الذي لم يظهر يُسمى بالصفة المتنحية.