هناك العديد من النقاط التي بجب أن تؤخذ في الاعتبار عند القيام بكتابة مقدمة لأي من البحوث العلمية المختلفة، لذلك يجب أن يهتم الباحث بضرورة إتباع عدد من الخطوات حتى يتمكن من الوصول إلى مقدمة متناسقة يتوافر فيها جميع المعايير اللازمة، فتلك المقدمة يمكن للباحث أن يتوصل إليها مستخدماً عدة خطوات أهمها يتمثل في الأتي:
أولا البدء بأفكار عامة ثم تخصيصها
فهنا يجب أن يقوم الكاتب بوصف إيجازي للبحث ومحتوياته المختلفة بشكل شامل على نطاق واسع في البداية، ثم يبدأ في أن يعمل على تضييق النطاق لإن هذا سوف يساعد على وضع موضوع البحث في مجاله الواسع مما قد يساهم في زيادة معدل القراء المحتملين للبحث.
وذلك بجانب ضرورة اهتمام الباحث بأن تكون المقدمة مختصرة وشاملة لمعظم الأفكار التي سوف يتناولها البحث، ومن أهم ما يجب أن يراعيه الكاتب هي النسبة الخاصة بطول المقدمة حيث يجب أن يتناسب طول المقدمة مع طول البحث النهائي، بمعنى في حال إن كانت المقدمة طويلة فهذا يستلزم أن يكون البحث النهائي طويل للغاية، والبحث الطويل لا يتناسب معه المقدمة القصيرة.
ثانيا تحديد الأهداف
يجب أن تحتوي المقدمة على نبذة من أهداف البحث وأهميته، كما أن تلك الأهداف والأهمية يجب أن تكون في شكل واضح تماماً يفضل أن تكون على هيئة نقاط وذلك يجعل المقدمة تنال إعجاب المشرفين على البحث.
كما أن لتحديد الأهداف بشكل واضح مجموعة من الأهميات والفوائد الخاصة بالقارئ حيث أن هذا يساعده في رفع رغبته حتى يكمل البحث، من أجل أن يتوصل للأهداف الخاصة بالبحث التي حددها الباحث في بداية المقدمة.
في أغلب الأوقات أهداف البحث تكون شكلاً من أشكال التعبير عن الأسئلة التي يحاول البحث التوصل إلى إجابة نهائية إليها، ومجموعة من الفرضيات التي يقوم البحث بفرضها.
كما أنه يفضل أن يقوم الباحث بكتابة نبذة مختصرة عن الأفكار المكونة للبحث مع الالتزام بترتيبها بنفس ترتيبها داخل البحث نفسه،
ثالثا الحفاظ على نسبة محددة من الاقتباسات
الباحث عندما يلجأ إلى استخدام أي اقتباسات أو استشهادات مختلفة فهذا يكون من أجل أن يثبت ويؤكد على صحة أراءه التي تناولها في البحث.
ولكن يجب أن يراعي البحث أن تكون الاقتباسات محدودة للغاية، وأن المقدمة على وجه الخصوص يجب ألا تحمل سوى نسبة قليلة من الاقتباس ويفضل إن لا تحتوي على أي اقتباس من الأساس.
ومما لا شك فيه أن الاقتباسات عندما يتم استخدامها والاستعانة بها ولكن بشكل مبسط تضيف للبحث درجة إضافية من الأهمية التي تجعل القارئ واثق أكثر من المعلومات التي تناولها الباحث في بحثه، ولكن مع ذلك يجب أن يقوم الباحث بمراعاة القيام بعدم ذكر أكثر من اقتباس واحد فقط لكل فكرة من الأفكار التي يتناولها في بحثه.
رابعا التنسيق المناسب
يجب أن يقوم الباحث بإتباع الأنماط الصحيحة المتعارف عليها في جميع البحوث الأكاديمية المختلفة، ويجب أن يلتزم بها التزاما تام، ومن أبرز تلك الأنماط هي ضرورة أن يلتزم الكاتب بأن يعطي في البداية مقدمة شاملة وكاملة عن موضوع البحث ثم يبدأ في التركيز على مضمون البحث والقيام بصياغة المشكلة البحثية والبدء في عرض الأسئلة والفرضيات المتعلقة بالمشكلة ثم يبدأ في كتابة أهداف البحث وأخيراً يقوم بذكر أهمية تلك البحث.
ومن أهم التنسيقات التي يجب على الباحث أن يلتزم بها هي أنه يجب أن يبتعد عن ذكر أراءه الشخصية وخاصةً في بداية ومقدمة البحث العلمي، مع ضرورة الالتزام بالمهارات اللغوية الصحيحة والقواعد النحوية، إلى جانب أنه يجب أن يحاول تجنب الأخطاء الإملائية قدر الإمكان، لإن تلك الإخطاء تساهم في خفض قيمة البحث.
ومن أهم الأمور التي يجب أن يقوم الكاتب بالاهتمام بها هي أن يقوم باستخدام الكلمات والجمل البسيطة التي لا تحتوي على إي تعقيد، كما أنه يجب أن يقوم باستخدام الجمل التي تدل على معنى واحد فقط قدر الإمكان، وهذا بسبب أن الجمل والمصطلحات التي تحمل أكثر من معنى تساهم في إضاعة المعنى الهام والأساسي للبحث العلمي.
أهمية مقدمة البحث العلمي
مقدمة البحث العلمي تعتبر هي البنية الأساسية للبحث، أي أنها تعتبر بمثابة حجر الأساس الخاص بالبحث العلمي، حيث أن المقدمة البحثية هي التي تبرز أهم النقاط الأساسية والعريضة التي يحتوي عليها ويتناولها البحث بوجه عام.
لذلك يجب أن يتم تقديم نظرة عامة شاملة عبر تلك المقدمة عن أهم النقاط والمعلومات الموجودة بداخل البحث، وتتمثل تلك النقاط في هدف البحث على سبيل المثال أو ملخص عام عن البحث أو فقرة ما تحتوي على إيجاز عن أهم النتائج التي توصل إليها البحث والتي سوف يتوصل إليها القارئ عند استكماله قراءة البحث.
ولهذا السبب تعتبر مقدمة البحث هي الجسر الذي يقوم بنقل القارئ إلى البحث فهي الانطباع الأولي للبحث من قبل القارئ، لذلك يجب أن تتسم بالدقة والشمولية والجودة والتنظيم والخلو التام والكامل من الأخطاء بكافة أنواعها وأشكالها.
في النهاية فالمقدمة هي الفقرة الافتتاحية التي يجب أن يجب أن تشمل خارطة طريق واضحة حول مضمون البحث، وهذا بسبب أنها تعكس طريقة الكاتب.
الوقت الأنسب لكتابة مقدمة البحث العلمي
هناك العديد من الباحثين الذين أقروا أن الوقت الأنسب لكتابة مقدمة البحث العلمي هو عندما يتم الانتهاء من كتابة البحث بالكامل، وهذا يرجع إلى أن نتائج البحث التي يجب ذكرها في المقدمة مثلما ذكرنا في السابق قد لا تكون واضحة إلا بمجرد انتهاء البحث.
ومن الضروري أن يقوم الباحث بكتابة المقدمة البحثية ثم يعود ويراجع الهيكل العام للمقدمة مراراً وتكراراً، من أجل أن يتأكد من أن جميع البيانات مترابطة ومضبوطة تماماً.
الفرق بين مقدمة البحث العلمي والتمهيد
هناك فرق بين المقدمة الخاصة بالبحث العلمي والتمهيد الخاص بالبحث ويكمن هذا الفرق فيما يلي:
تمهيد البحث العلمي: يتم كتابة التمهيد من أجل إخبار القراء لماذا قام الكاتب بكتابة هذا البحث وكيف قام بكتابته، مع العلم أن التمهيد لا يُعد ضرورياً في البحث العلمي بل يمكن الاستغناء عنه من قبل كاتب البحث وذلك حسب الرغبة الخاصة به، وهذا يرجع إلى أن التمهيد يحتوي على عدة معلومات شخصية حول طبيعية البحث والباحث، ويحتوي التمهيد على أراء متعلقة بخلفية الكاتب وخبراته ومعلوماته، كما أن هناك عدد من الكتاب من يقوموا بذكر بعض التقديرات والشكر لأشخاص معينة في تلك التمهيد.
مقدمة البحث: المقدمة البحثية تقوم بدور هام في تعريف القراء على الموضوعات الرئيسية التي يحتوي عليها ويتناولها البحث، وتقوم المقدمة بدور هام في تهيئة القراء للموضوعات التي من الممكن أن يتعرضوا إليها في البحث.
عناصر يجب مراعاتها في مقدمة البحث العلمي
هناك العديد من العناصر التي يجب أن يراعيها الكاتب في كتابته لمقدمة البحث العلمي من أهمها:
البداية القوية: فأهم جزء في المقدمة هو بدايتها حيث هي التي تجعل القارئ يقرر إذا كان سوف يقوم بقراءة البحث أو لا، ولهذا السبب يفضل أن تبدأ المقدمة بجملة استهلالية قوية تحمل معاني ذات قوة وفخامة تجعل القارئ يرغب في استمرار القراءة.
وجود نصوص يقينية: متاح للباحث أن يقوم باستخدام مجموعة من النصوص القرآنية أو الأحاديث النبوية في المقدمة وذلك بنسبة معينة يجب أن تكون قليلة وأن تتناسب مع طول البحث والمقدمة.
التنويه على أسلوب البحث العلمي: فهذا يتم من خلال قيام الباحث بإتباع أسلوب شبيهاً بالأسلوب الذي قام بإتباعه خلال البحث العلمي، وهذا العنصر بالتحديد يجعل القارئ لديه ثقة في الكاتب وأسلوبه، حيث أن كلما كان أسلوب المقدمة قريب من أسلوب الكاتب في العوم فهذا يزيد من مصداقية الكاتب.