إن العين من الأعضاء الحساسة جدًا في الجسم إذ تتأثر بأقل الأشياء لذا فهي الأكثر عُرضة من بين الحواس للإصابة بالأمراض، والجدير بالذكر أن الحالات المرضية الشائعة للعين تتراوح بين اضطرابات بسيطة يسهل علاجها في المنزل واضطرابات شديدة تتطلب الرعاية الصحية لذا فإن أمراض العين من المشاكل الصحية الشائعة بين الأفراد ويمكنكم التعرف على بعض الأمراض التي قد تصيب العيون فيما يلي:
الماء الأزرق
تُعرف هذه الحالة كذلك باسم الجلوكوما وتتمثل في تلف العصب البصري وهو العصب المسؤول عن نقل الإشارات من العين إلى الدماغ.
عادة ما يصاب الأفراد بهذه الحالة نتيجة تراكم السوائل في مقدمة العين، حيث يؤدي هذا التراكم إلى زيادة الضغط في العين.
الاكتشاف المبكر لهذه الحالة أمر ضروري للغاية ففي حالة عدم تشخيص الحالة مبكرًا قد تؤدي إلى فقدان البصر.
هذه الحالة من الحالات الشائعة بين الأشخاص الذين تجاوز عمرهم السبعين أو الثمانين سنة وعادة ما يحدث تجمع العين نتيجة اضطراب في تصريف السوائل في العين.
الأكثر عُرضة للإصابة بهذا المرض هم من يمتلكون تاريخ عائلي للإصابة، وتشيع هذه الحالة بين المتقدمين في العمر، وكذلك المصابين بمرض السكري أو بالاضطرابات البصرية.
إجهاد العين
إجهاد العين يحدث نتيجة الإرهاق والتهيج في العين، هذا الإرهاق عادة ما يكون ناجمًا عن ممارسة الأنشطة التي تتطلب مزيد من التركيز، كالجلوس أمام التلفاز لفترات طويلة أو شاشة الحاسوب.
علاج هذه الحالة قد يكون بسيط جدًا من خلال تغيير العادة الخاطئة التي تسببت في الإرهاق.
إذا ازداد الإجهاد قد يحتاج المريض إلى مراجعة الطبيب للحصول على التوصيات التي تكفل للعينين الراحة، وللحصول على التشخيص الصحيح لهذه الحالة ففي بعض الأحيان يُشير الإجهاد إلى الإصابة بمشكلات أكثر صعوبة.
التهاب العين
التهاب العيون من الأمراض الشائعة بين الأفراد، وعادة ما تكون ناتجة عن الإصابة بعدوى فيروسية أو جرثومية في العين.
هناك عدة أنواع من الالتهابات، من هذه الأنواع نذكر: “التهاب الملتحمة – التهاب مزمن للجفن – التهاب جرثومي عنقودي”.
في بعض الأحيان تحدث مضاعفات لهذه الحالة تتسبب في ضرر دائم للعين، وقد يعوق القدرة على الرؤية.
يمكنكم وقاية أعينكم من خطر الإصابة بهذا الحالة من خلال الاعتناء بتطهير اليدين بشكل منتظم خاصة قبل ملامسة العين.
تشنج الجفن
هذه الحالة هي متلازمة سريرية حركية يصاحبها انقباضات متصلة في مجموعة من العضلات، هذه الإنقباضات تؤدي إلى حدوث حركات متكررة ومشوهة في وضعيات مختلفة.
السبب الرئيسي في الإصابة بتشنج العين غير معروف إلى الآن ولكنه عادة ما يحدث كنتيجة لبعض الحالات المرضية كالإصابة بشذوذ الأداء الوظيفي أو الإجهاد البدني أو التشنج اللاإرادي لا يعتبر من الحالات الخطيرة، ولكنه من الأمراض المزمنة.
أمراض العين الاستجماتيزم
تعد حالة الاستجماتيزم من الحالات الشائعة للغاية للعين، حيث إنها تؤدي إلى تشوش الرؤية نتيجة لانحناء عدسة العين أو القرنية بشكل غير منتظم، فمن المعروف أن القرنية هي الجزء المسؤول عن انكسار الضوء الذي يصل إلى العين من أجل تركيزه وبالتالي جعلنا نرى بوضوح، فإن حدث فيها انحناء غير طبيعي سيدخل الضوء بطريقة خاطئة إلى العين مما يؤدي إلى شوش الرؤية.
ومن الجدير بالذكر أن الاستجماتيز يؤثر على أجزاء مختلفة من العين.
فإن كان شكل القرنية غير منتظم يُطلق عليه اسم الاستجماتيزم القرني.
أما في حالة إن كان شكل العدسة مشوهًا فهنا يُطلق عليه اسم الاستجماتيزم العدسي.
وهو يتم تشخصيه عبر استخدام وسائل غير جراحية تعمل على تقييم جودة الرؤية مثل اختبار الانكسار.
ومن الممكن علاج الاستجماتيزم الطفيف بالنظارة الطبية أو العدسات اللاصقة، فالاستجماتيزم الشديد يُعالج بالجراحة.
أمراض العين الشبكية
هناك العديد من الأمراض التي من الممكن أن تصيب شبكية العين فمن أبرزها ما يلي:
تمزق الشبكية
يتم التعرض إلى تقلص الشبكية عندما يحدث تقلص للمادة الشفافة التي تشبه الهلام وتوجد في مركز العين أي الجسم الزجاجي.
حيث تقوم الطبقة النسيجية الرقيقة التي تبطن مؤخرة العين وتُعرف باسم الشبكية بالانسحاب معها لتسببها في شدها بقوة وتمزق النسيج.
ويمكن الاستدلال على تمزق الشبكية من خلال بعض الأعراض والتي من أبرزها رؤية بقع عائمة إلى جانب ومضات ضوء.
انفصال الشبكية
يقصد بانفصال الشبكية هو وجود سائل أسفل الشبكية.
حيث إن هذه الحالة تحدث عنمدما يمر السائل من خلال تمزق الشبكية ويؤدي إلى ابتعادها عن طبقات الأنسجة الأساسية.
اعتلال الشبكية السكري
يحدث اعتلال الشبكية السكرى لدى مرضى السكرى.
وذلك عندما تتعرض الأوعية الدموية الدقيقة التي تقع في مؤخرة العين إلى الضعف.
حيث يتسرب السائل منها إلى الشبكية وكذلك أسفل منها مما يؤدي إلى تورمها وحدوث تشوش في الرؤية.
ومن الجير بالذكر بالذكر أنه قد يحدث هذا الاعتلال عند وجود شعيرات جديدة غير طبيعية في الشبكية وتعرضها للتمزق والنزيف.
الغشاء فوق الشبكي
هو ندبة رقيقة تشبه نسبيًا الأنسجة أو هو غشاء يشبه السيلوفان المجعد ويفع أعلى الشبكية.
حيث إنه يؤدي إلى إصابة الشبكية بالضرر عندما يجذبها إليه بشدة ويكون هذا الضرر على هيئة تشوه الرؤية أو مشاهدة الأشياء ملتوية أو ضبابية.
الثقب البقعي
هو عيب صغير يحدث في مركز الشبكية الموجود في مؤخرة العين أو ما يُعرف بالبقعة الشبكية.
وقد ينتج هذا الثقب في كثير من الأحيان عن احتكاك الشبكية بالجسم الزجاجي بشكل غير طبيعي.
أو قد ينتج عند تعرض العين لأي إصابة.
التنكس البقعي
عند الإصابة بالتنكس البقعي فإن مركز الشبكية يتعرض للضعف.
وهو ما يؤدي إلى حدوث ضبابية في الرؤية المركزية، أو ربما ظهور بقعة عمياء في جزء من مركز مجال الرؤية.
ومن الجدير بالذكر أن التنكس البقعي ينقسم إلى التنكس الرطب والجاف، فالعديد من الأشخاص يصابون في البداية بالتنكس الجاف والذي يتطور فيما بعد إلى التنكس الرطب إما في إحدى العينين أو كلتيهما.
التهاب الشبكية الصباغي
هو دائ تنكسي وراثي.
حيث إنه يؤدي إلى بطء الشبكية وبالتالي فقدان كل من الرؤية الجانبية والليلية.
الأمراض التي تصيب العين عند الأطفال
الأطفال هم الأكثر عُرضة للإصابة بأمراض العيون، فحساسيتهم للضوء أكثر من البالغين، ويمكنكم التعرف على بعض الأمراض الشائعة التي قد تصيب الأطفال في مراحلهم العمرية الأولى بمتابعة فقراتنا التالية:
الحول
تُعرف هذه الحالة في اللغة الإنجليزية باسم strabismus، وفيها يكون اتجاهات عيون المريض مختلفة.
قد يُصاب الفرد بالحول في عين واحدة أو في كلتا العينين فعلى سبيل المثال قد تكون إحدى العينين سليمة واتجاه النظر فيها مستقيمًا بينما العين الأخرى تتخذ مسارًا منحرفًا.
في بعض الحالات يولد الطفل مصابًا بهذه الحالة وفي حالات أخرى يظهر الحول في مراحل متقدمة من عمر الطفل والجدير بالذكر أن هذه الحالة تحد من تطور النظر لدى المصاب.
في بعض الأحيان يمكن معالجة الحالة وفي أحيان أخرى يصعب علاجها.
العين الكسولة
يعرف هذا المرض كذلك باسم الغمش وفي اللغة الإنجليزية يسمى Amblyopia.
يعاني المصابين بهذا المرض من تشوش في الرؤية.
يسهل علاج هذه الحالة إذا اكتشفت في وقت مبكر، ولكن إذا لم تُكتشف حتى سن التاسعة أو العاشرة يصعب علاجها.
عادة ما تحدث هذه الحالة نتيجة الإصابة بأحد أمراض العيون الشائعة.
الرأرأة
تُعرف هذه الحالة كذلك باسم ترجرج الحدقة الاضطراري وفي اللغة الإنجليزية تُعرف Nystagmus.
تتمثل في تحرك العين بشكل مستمر وبطريقة لا إرادية.
عند الإصابة بهذه الحالة تتراجع قدرة الطفل على الرؤية الثابتة للأشياء، وحينها يحاول الطفل معالجة الأمر باتخاذ وضعيات غير طبيعية لتقليل الرأرأة.
في بعض الأحيان يولد الطفل مصاب بهذه الحالة وفي أحيان أخرى يُصاب بها مع تقدم العمر.
يمكن علاج هذه الحالة إذا تم اكتشافها مبكرًا وهناك عدة آليات تُتبع في العلاج.
أمراض العيون النادرة
هناك مجموعة من الأمراض النادرة التي قد تصيب العيون، هذه الأمراض إذا أصيب بها الفرد تؤثر على أجزاء العين، وبالتالي فهي تؤدي إلى ضعف البصر، ويمكنكم التعرف على هذه الحالات بمتابعة فقراتنا التالية:
التهاب الشبكة الصناعية
هذا المرض واحدًا من الأمراض الوراثية النادرة التي قد تصيب العين وينتج عنها تلف وفقدان خلايا الشبكية فهي الجزء المستقبل للضوء.
أعراض هذا المرض تبدأ بالمعاناة من العشي الليلي حيث يفقد المريض المدى البصري تدريجيًا مع تقدم المرض.
الإصابة بهذا المرض تعيق قدرة الفرد على القيام بالمهام اليومية، وقد تحول دون قدرته على تمييز الأشخاص والأشياء.
يفقد المصابين بالتهاب الشبكية الصباغي القدرة على المشي بدون مساعد.
الثلامة
تُعرف هذه الحالة باسم coloboma وتتمثل في فقدان أنسجة من أنسجة أجزاء العين، والجدير بالذكر أن هذه الحالة تبدأ في رحم الأم قبل الولادة نتيجة عدم الانغلاق التام للشق البصري لدى الجنين.
أعراض هذه الحالة تظهر على شكل فجوات أو شقوق، وقد تُصيب عين واحدة أو كلتا العينين.
متلازمة شارل بونيه
تُعرف هذه المتلازمة باسم charles Bonnet Syndrome وهي واحدة من أنواع الهلوسة البصرية، فيها يتخيل المريض أو يرى أشخاص وحيوانات وأبنيه غير موجودة في الواقع.
أعراض هذا المرض قد تختفي لفترة ولكنها تعود مرة أخرى.
تعدد الحدقات
يعتبر تعدد الحدقات واحدًا من أمراض العين النادرة.
تؤدي الإصابة بهذا المرض إلى وجود بؤبؤين أو أكثر في عين واحدة أو في كلتا العينين، ففيها يكون لكل بؤبؤ عضلات خاصة به تنقبض وتنبسط بشكل منفصل عن عضلات الحدقات الأخرى.
تؤدي الإصابة بهذه الحالة إلى ضعف النظر والإعتام وازدواج في الرؤية.
مشاكل الرؤية
هناك العديد من المشكلات التي قد تصيب العين فتسبب في حدوث مضاعفات في الرؤية، من هذه المشكلات نذكر:
طول النظر: يجد المصابين بهذه الحالة صعوبة في رؤية الأجسام والأشياء القريبة حيث يشعر المريض بعدم وضوح الأشياء القريبة من نظره، والجدير بالذكر أن هذه الإصابة قد تكون نتيجة الوراثة أو نتيجة صغر قُطر العين أو نتيجة تسطح قرنية العين، ويُعرف طول النظر في اللغة الإنجليزية باسم Farsightedness.
قصر النظر: هذه المشكلة من مشكلات الرؤية الأكثر شيوعًا خاصة لمن لم يتجاوز عمرهم سن الأربعين، وهي الحالة المعاكسة لحالة طول النظر حيث يجد المصابين بقصر النظر صعوبة في رؤية الأشياء البعيدة عن نظره، وقد تكون الإصابة بهذه الحالة ناجمة عن الوراثة أو ناجمة عن زيادة في طول مقلة العين أو زيادة في تقعر عدسة أو قرنية العين، وتٌعرف هذه اللغة باسم Myopia.
ازدواجية الرؤية: تتمثل في رؤية المصاب لصورتين متطابقتين للجسم نفسه في آن واحد، والجدير بالذكر أن هذه الازدواجية قد تحدث بشكل أفقي أو قد تحدث بشكل عمودي، وقد يُصاب بها الفرد نتيجة الإرهاق الشديد أو تناول الكحوليات، وتُعرف هذه الحالة في اللغة الإنجليزية باسم Horizontal diplopia.
قصو البصر الشيخوخي: هي واحدة من اضطرابات البصر الشائعة خاصة لكبار السن الذين تجاوز عمرهم سن الأربعين، وتتمثل هذه الحالة في ضبابية العين والزغللة وتتسبب في عدم وضوح الأشياء والأجسام القريبة، والجدير بالذكر أن الإصابة بها قد يكون نتيجة تقدم العمر أو تراجع ليونة عدسة العين، أو حدوث تغيرات في العضلات المحيطة بعدسة العين، وتٌعرف هذه الحالة باسم Presbyopia.
اللابؤرية: تحدث هذه الإصابة نتيجة تشوه قرنية العين أو عدسة العين، والجدير بالذكر أن هذه الإصابة تتسبب في اضطراب تركيز الضوء داخل شبكية العين، وعادة ما تظه مصاحبة لعدة اضطرابات أخرى كقصر النظر أو طول النظر أو غيرهم من الإضطرابات التي قد تصيب العين، وتلعب الوراثة دور كبير في الإصابة بهذه الحالة، وتُعرف هذه الحالة في اللغة الإنجليزية باسم Astigmatism.
أسئلة شائعة
كيف أعرف أن عيني في خطر؟
تكون العين في خطر عندما تقوم العدسة المسؤولة عن الرؤية بتقديم رؤية ضبابية مع مشاهدة الهالات حول الأنوار أو الغيوم، والتعرض لحساسية الضوء والصعوبة في القيادة ليلًا فضلًا عن حدوث الرؤية المزوجة في عين واحدة.
ما هو أكثر أمراض العيون انتشارًا؟
يعد مرض الجلوكوما هو أكثر أمراض العين انتشارًا وكذلك خطورة حيث إنه يحدث في جميع الأعمار حتى لدى الرضع، ولكن شائع بين البالغين.