ابحث عن أي موضوع يهمك
كثر التساؤل حول مرض جدري القرود عقب انتشاره في الآونة الأخيرة بحوالي إحدى عشرة دولة حول بالعالم، خاصةً وأن انتشار مثل ذلك المرض الخطير يلحق به انتشار الكثير من المخاطر خاصةً وأنه مرض معدي ينتقل بسهولة من مريض لآخر، وفي ذلك الصدد تتخذ دولة الإمارات العربية المتحدة كافة الإجراءات والتدابير الاحترازية والوقائية لتجنب ظهور ذلك المرض بها، حيث لم يتم الإعلان حتى الآن عن ظهور أي من الحالات بها، ولكن لا تزال عمليات التقصي والبحث مستمرة لاكتشاف ما إذا كان موجود بين المواطنين أم لا.
إن مرض جدري القرود مرض فيروسي من فصيلة فيروس يعرف باسم الأورثوبوكس، وغالبًا ما يرتبط جدري القرود بشكل وثيق مع غيره من فيروسات الجدري المعروفة، وكان الاكتشاف الأول له في عام 1958ميلادية، في واحدة من مستعمرات القردة، كما تم اكتشافه في جمهورية الكونغو عام 1970ميلادية، فقد انتشر على نطاق واسع بمناطق وسط وغرب قارة أفريقيا، والجدير بالذكر أنه في عام 1980ميلادية تم القضاء على مرض جدري القرود، إذ أنه على الرغم من انتشاره السريع، ولكنه من الأمراض الفيروسية التي يسهل الشفاء منها، وهو مرض أصله حيواني ينتقل من الحيوانات إلى البشر، ويقل في الشدة عن الجدري العادي، وعادةً ما ينتقل من الحيوانات وخاصةً القرود إلى البشر، ولكن انتقاله من شخص إلى آخر نادر الحدوث.
ينتقل مرض جدري القرود بشكل رئيسي من الحيوانات الحاملة للفيروس إلى البشر، وهو ما قد يحدث بطرق عدة منها الاختلاط بالسوائل أو دماء الحيوانات المصابة التي تخرج من جسم الحيوان نتيجة التعامل المباشر معها، ويمكن كذلك أن ينتقل عبر الآفات الجلدية والأغشية المخاطية، كما ينتقل من خلال تناول اللحم الغير المطهية جيدًا وهو ما يعتبر من أكثر عوامل الخطورة التي يترتب عليها انتقال المرض من الحيوانات إلى البشر.
وعلى الصعيد الآخر قد ينتقل ذلك المرض من شخص إلى آخر ولكن نادرًا ما قد يحدث ذلك، وإن حدث فغالبًا ما يكون السبب في ذلك الاختلاط بإفرازات الجهاز التنفسي مثل الرذاذ الخاص بالمصاب، أو من خلال لمس أشياء ملوثة بإفرازات المريض، وهو ما يترتب عليه انتقال العدوى، فيدخل الفيروس إلى جسم الإنسان عبر ما يوجد بالفم أو الأنف أو العيون من أغشية مخاطية، ويمكن أيضًا أن يدخل إلى الجسم من خلال الجروح المفتوحة أو المجاري التنفسية، وهو ما يجعل من الضروري أخذ ما يلزم من احتياطات، وتجنب التعامل مع أي شخص تظهر بدأت أعراض المرض في الظهور عليه.
إن مرض جدري القرود مثله مثل غيره من أنواع العدوى الفيروسية، حيث يوجد للفيروس فترة حضانة، وهي تلك التي تتراوح ما بين وقت دخول الفيروس للجسم إلى أن تظهر الأعراض، وعادةً ما تترواح تلك الفترة ما بين أسبوع حتى أسبوعين ، وقد تتراوح في أحيان أخرى ما بين خمسة أيام حتى ثلاث أسابيع، وتتمثل ابرز أعراض مرض جدري القرود فيما يلي:
هناك اثنين من الأنواع الرئيسية للفيروس الذي يتسبب في الإصابة بذلك المرض، وكل من النوعين يختلف عن الآخر من حيث المميزات والخصائص، ولعل أهم أنواع ذلك الفيروس تتمثل فيما يلي:
إن الإصابة بذلك المرض تحدث بسبب الإصابة بفيروس جدري القردة، وينتمي ذلك الفيروس إلى جنس الفيروسات الجدرية التي تتبع فصيلة فيروسات الجدري، وإلى الوقت الحالي من غير المعروف السبب الأساسي والرئيسي خلف الإصابة بذلك الفيروس، ولكن الاعتقاد السائد أنه يوجد نوع من القوارض التي تنتشر بقارة أفريقيا هي السبب في انتقال ذلك الفيروس، ومن أهم عوامل وأسباب خطورة ذلك المرض ما يلي ذكره:
إن مرض جدري القرود يعتبر من الأمراض الصعبة نتيجة تشابهه الكبير بين ما يتسبب به من أعراض وبين الأعراض التي تصاحب مرض الجدري العادي، ولكن بالعادة يفحص الطبيب الشخص وما يظهر عليه من أعراض والبدء في تقييمها، والتعرف على إجابات بعض الأسئلة مثل التعرف على ما إذا كان قد تم الاختلاط المباشر مع مصاب بالفيروس، أو ملامسة سطح ملوث بالفيروس بسبب وجود سوائل أو إفرازات عليها.
وما إذا كان الشخص الذي تظهر عليه الأعراض تعرض في الآونة الأخيرة لملامسة أي نوع من الحيوانات والتعامل معها بأحد الأشكال أو الصور، ويتم حينها إجراء التحاليل والفحوصات للشخص المريض، عن طريق أخذ عينة دم لتحديد نوع الفيروس الذي تسبب في المرض، والتي تعد الطريقة التي يمكن عبرها التأكد مما إذا كان الشخص مصاب بجدري القرود أم لا.
حتى الآن لا يوجد علاج معروف لمرض جدري القرود، في حين أن العلاجات المختلفة تنطوي على التحكم بأعراض المرض مثل الحصول على العقاقير التي تساعد في خفض درجة حرارة الجسم، وتقليل الحمى، وتناول المريض للمسكنات للتخلص من ألم العظام وصداع الرأس، وألم الظهر والعضلات والمفاصل، كما يمكن تناول مضادات الالتهاب التي تساعد في تقليل التورم والانتفاخ بالغدد الليمفاوية بالجسم.
كما ويمكن السيطرة على تفشي المرض من خلال تناول اللقاح الذي يساهم بالوقاية من ذلك المرض، ويمكن تناوله بعد مرور أسبوعين من الإصابة، وقد تعمل بعض الأدوية المناعية ومضادات الفيروسات بشكل جيد في التحكم بانتشار ذلك المرض.