ابحث عن أي موضوع يهمك
تزامناً مع اقتراب حلول هلال شهر رمضان المبارك في خلال أيام قليلة طرح الكثيرين تساؤل عن ما اسم الليلة المباركة في شهر رمضان المبارك ، حيث أنه هناك أهمية إسلامية بالغة لشهر رمضان، فهو خير شهور السنة الذي تُتح فيه أبواب الجنة وتُغلق فيه أبواب النار، ومن يصوم شهر رمضان كاملاً إيماناً واحتساباً للأجر والثواب عند رب العالمين، فإن الله يغفر له ما تقدّم من ذنبه، وتتضاعف أجور الأعمال الصالحة في رمضان حتى يتسابق المسلمون لإخراج الصدقات والأموال للفقراء والمحتاجين، ليرزقهم رب العالمين بخيّر مما أنفقوا أضعافاً، وللمزيد حول ليلة شهر رمضان المباركة تابعونا في السطور التالية من موقع مخزن المعلومات.
تتمثل الإجابة على سؤال ما اسم الليلة المباركة في شهر رمضان في أنها ليلة القدر ، فليلة القدر خير من ألف شهر عند الله تعالى، وفيها تتنزل الملائكة من السموات إلى الأرض بأمر من ربها لترصد الأعمال الطيبة للصالحين والمؤمنين ممن يغتنمون هذه الليلة المباركة في التقرب إلى الله تعالى بالصلاة والقيام والدعاء وأداء الصالحات عسى يغفر لهم ذنوبهم ويكتبهم من المغفور لهم في الجنة.
ومن الجدير بالذكر أن ليلة القدر تكون في العشر أيام الأواخر من شهر رمضان إلا أن يومها تحديداً ليس معلوماً، وتأتي حكمة رب العالمين في إخفاء موعد ليلة القدر وعدم تحديدها في تشجيع المسلمين المؤمنين على الاستمرار في أداء العبادات والمثابرة على فعل الصالحات بقدر المبالغة فيها طوال شهر رمضان وخاصةً خلال العشر أيام الأخيرة منه، وذلك حتى لا يقتصر بعض المسلمين العبادة على ليلة واحدة فقط في الشهر المبارك، لذا يتوجب على المسلمين استقصاء العشر أيام الأواخر من شه رمضان والمثابرة على العبادة وذكر الله والصلاة والدعاء والقيام بها لينال عظيم الثواب ويشغل وقته بالكامل في طاعة رب العالمين.
تختص ليلة القدر في شهر رمضان بالعديد من الفضائل العظيمة على المسلمين، ومن بينها:
تختص ليلة القدر بظهور العديد من العلامات الروحانية التي ستشف منها المسلم أن الليلة الساقة كانت ليلة القدر، ومن بين هذه العلامات:
هناك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي جاءت لتُرغب المسلمين في تحري موعد ليلة القدر وإدراك وقتها وانتظارها، فليلة القدر ليلة ثابتة لا تُرفع إلى أن تقوم الساعة، ومما جاء من الأدلة على ذلك هو ما جاء عن السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، قال: (تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ)، ليذهب جمهور العلماء إلى أن هذه الليلة المباركة تقع في شهر رمضان المبارك، وهذا الأمر ما يُسانده الجَمع بين الآيتَين الكريمتين التي جاء فيهما قوله -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) وقوله -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ)، وهو الأمر الذي يؤكده حديث النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم-: (التَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ لَيْلَةَ القَدْرِ).
اقتضت إرادة الله ـ عز وجل ـ بأن يكون وقت ليلة القدر مخفياً عن جميع العباد كما أخفى عنا رب العالمين لحكمة يعلمها وحدة مثل ساعة إجابة الدعاء في يوم الجمعة، وقت أجل الإنسان ووفاته، موعد قيام الساعة، ومثل ذلك إخفاء موعد ليلة القدر حتى يكون المسلمين مجتهدين في عباداتهم دوماً في الليالي الأخيرة من شهر رمضان جميعها، مع الحرص على التماس وإدراك ليلة القدر خوفاً من أن تضيع عليه لا يدركها، فلو علم المرء المسلم موعد ليلة القدر لتذكر أداء عبادته في هذه الليلة فقط.
كما جاء إخفاء الله ـ عز وجل ـ لموعد ليلة القدر حتى يشغل المسلمون أوقاتهم بما هو عليهم من عبادات طوال الشهر المبارك، خاصةً في العشر الأواخر منه، ولا ينشغل بالبحث وانتظار موعد هذه الليلة، كما أنه من حكمة إخفاء موعد ليلة القدر أن يقوم المسلمون بتعظيم ليالي شهر رمضان جميعها، وعدم اقتصار العمل والعبادة على ليلة واحدة فقط، كما أن المسلم بذلك سيتجنب أداء المعاصي في جميع ليالي رمضان خشيةً أن تكون إحداها ليلة القدر فيُعظم الإثم والله اعلم.