العلاج الفوري عن طريق الأدوية يساعد على الشفاء من العدوى التي تسبب الإصابة بمرض التهاب الحوض، ولكن عند حدوث ضرر أو تندب بالجهاز التناسلي نتيجة الإصابة بمرض التهاب الحوض، فلا يكون من الممكن حينها التقليل من مخاطر تلك المضاعفات، ويتضمن العلاج المتوفر لالتهاب الحوض ما يلي من خيارات:
المُضادات الحيوية (Antibiotics): حيث قد يصف الطبيب بعض أنواع المضادات الحيوية التي تساعد على البدء بالعلاج على الفور، وعقب ظهور النتائج المخبرية قد يقوم الطبيب بتعديل بعض أنواع الأدوية لكي تكون ملائمة أكثر لعلاج مسبب العدوى، ولا بد من إخبار الطبيب عند شك المرأة باحتمال وجود حمل، قبل بداية تناول المضادات الحيوية، حيث إن البعض منها لا يعتبر آمن استخدامه خلال فترة الحمل، ويذكر أنه من الضروري أن تتم مراجعة الطبيب عقب مرور ثلاث أيام منذ البدء بأخذ العلاج للتأكد من مدى فعاليته، وعادةً ما يستمر العلاج بتناول المضادات الحيوية لمدة أربعة عشر يومًا، مع أهمية استشارة الطبيب حول فترة العلاج المناسبة، وبالرغم من التحسن خلال أيام قليلة منذ بداية العلاج يجب إنهاء فترة العلاج حسب تعليمات الطبيب.
علاج الزوج: وذلك لكي يتم منع الإصابة بالعدوى مرة أخرى، حيث يجب أن يتم فحص الزوج وإعطائه العلاج المناسب في الحالة التي يكون مصابًا بها، مع العلم أنه قد لا يكون هناك أعراض واضحة تظهر على الشريك المصاب.
الدخول إلى المستشفى: هناك بعض الحالات التي تستدعي الحصول على العلاج بالمستشفى، حيث قد يصف الطبيب المضادات الحيوية التي يتم أخذها عن طريق الوريد، مع المضادات الحيوية الفموية، ومن بين تلك الحالات ما يلي:
الحالات الشديدة.
إصابة الحامل بالعدوى.
الشك في وجود خراج.
عدم وجود استجابة للمضادات الحيوية الفموية.
الجراحة: ونادرًا ما يكون هناك حاجة إلى الخضوع للجراحة، ومبدؤها يقوم على تصريف الخراج عن طريق الطبيب عند انفجاره أو أن يكون قد أوشك على ذلك، وقد تحتاج المصابة كذلك إلى الخضوع للجراحة عند عدم الاستجابة للمضادات الفموية الحيوية أو الشك في تشخيص المرض، مثل عدم ظهور أخد الأعراض أو العلامات التي ترافق الإصابة بالتهاب الحوض.
ما هو التهاب الحوض عند النساء
مرض التهاب الحوض (Pelvic inflammatory disease) واختصارًا PID هو عدوى تُصيب الأعضاء الأنثوية التناسلية، ويحدث بأغلب الحالات حين تنتشر البكتيريا المنقولة جنسيًا صعودًا للرحم من المهبل، أوللأعضاء الأخرى بالحوض الواقع بالجزء السفلي من البطن، ومنها قناتي فالوب (Fallopian tubes)، أو المبيضين (Ovaries)، كما قد تتسبب أنواعٌ من العدوى أخرى غير المنقولة جنسيًا في الإصابة بمرض التهاب الحوض، ويذكر أن علاجه يعتبر هام؛ حيث يؤدي لحدوث المُضاعفات الخطيرة إذا لم يتم علاجه، كالألم المزمن بالحوض (Chronic pelvic pain)، أو العُقم (Infertility)، أو الحمل خارج الرحم (Ectopic pregnancy)، أو الخُرّاج البوقيّ المبيضي (Tubo-ovarian abscess) الذي يتكوّن نتيجة تجمع السائل القيحي بالجهاز التناسلي.
الوقاية من التهاب الحوض عند النساء
لا تعتبر العدوى المنقولة جنسيًا هي السبب في إصابة النساء بالتهاب الحوض، حيث قد تنتقل البكتيريا الموجودة في المهبل بشكل طبيعي صعودًا إلى غيرها من الأعراض التناسلية مسببة الإصابة بمرض التهاب الحوض، ومن ثم قد لا تكون الوقاية من التهاب الحوض ممكنة في بعض الأحيان، ولكن هناك طرق يمكن من خلالها التقليل من مخاطر الإصابة، ومنها تجنب الدش المهبلي، حيث يحفز استخدامه انتقال البكتيريا للأعضاء التناسلية بالحوض، ويمكن كذلك تقليل مخاطر الإصابة بأمراض التهاب الحوض الذي يرجع السبب في الإصابة به العدوى المنقولة جنسيًا ومنها اتباع النصائح التالية مجتمعةً للوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا:
استخدام الزوج للواقي الذكري للوقاية من انتقال العدوى المنقولة جنسيًا حين الجماع، ولكن الطرق الأخرى التي يتم اتباعها لتنظيم النسل مثل موانع الحمل المزروعة، أو الحبوب، أو الحواجز، وحقن منع الحمل فإنها لا تعد من طرق الحماية من الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا.
خضوع الزوجين معًا للفحص وذلك للتأكد من أن كل منهما خالي من الأمراض المنقولة جنسيًا.
الامتناع عن استخدام الدش المهبلي، والذي يعزز من مخاطر الإصابة بمرض التهاب الحوض، حيث يساهم بانتقال البكتيريا التي تتواجد بالأعضاء التناسلية الأخرى بشكل طبيعي.
الامتناع عن تعاطي المواد المخدرة، أو شرب الكحول، لما يكون لها من أثر سلبي بسلوكيات الفرد، وهو ما يجعله أكثر عرضة للأمراض المنقولة جنسيًا.
الفحوضات الدورية، حيث يجب أن تتم مراجعة أخصائي الأمراض التناسلية بشمكل مستمر للخضوع إلى اختبارات التحري، والفحوصات الدورية، إذ عادةً ما يتم إجراء الفحص بشكل سنوي للكشف عما إذا كان هناك عدوى الكلاميديا لكافة النساء بسن الإنجاب ممن تقل أعمارهن عن الخمسة وعشرين عامًا، وهو ما يأتي وفق توصيات المنظمات في العديد من دول العالم.
أعراض التهاب الحوض عند النساء
قد تكون الأعراض والعلامات المرافقة للإصابة بالتهاب الحوض غير ملحوظة وخفيفة، والبعض من النساء قد لا تعاني من ظهور علامات أو أعراض مبكرة تذكر، ومن ثم يمكن ألا يتم اكتشاف الالتهاب إلى عقب ظهور بعض المضاعفات والعلامات الخطيرة، مثل الألم المزمن والقوي في منطقة الحوض، أو المشكلات المتعلقة بحدوث الحمل، ومن بين الأعراض التي تصاحب التهاب الحوض ما يلي:
المعاناة من الألم في البطن بالجزء السفلي منها.
الإصابة بالحمى وارتفاع درجة الحرارة.
النزيف الذي يصيب المرأة في الفترات ما بين الدورة الشهرية والأخرى.
المعاناة من الحرقة والألم عند التبول.
الإفرازات المهبلية الغير طبيعية كريهة الرائحة.
النزيف القوي والغزير خلال أيام الدورة الشهرية.
المعاناة من الألم الشديد المصاحب للدورة الشهرية.
الدورات الشهرية الغير منتظمة.
أسباب وعوامل خطر التهاب الحوض
في الحالات المعتادة حين التعرض لما يدخل من المهبل من بكتيريا، يتولى عنق الرحم حماية الجهاز التناسلي، ومنع انتشارها بالأعضاء التناسلية الداخلية، ولكن حين إصابة عنق الرحم ببعض أنواع العدوى البكتيرية التي تنتقل جنسيًا، ومنها الكلاميديا (Chlamydia)، وداء السيلان (Gonorrhea)، وهو ما يقلل من مقدرة عنق الرحم على منع وإبعاد البكتيريا من الدخول إلى أعضاء الجهاز التناسلي الأخرى.
وبعد دخول البكتيريا من المهبل تنتقل للرحم من الداخل عبر عنق الرحم، ثم إلى المبيضين وقناتي فالوب حتى تصل داخل الحوض، والتي غالبًا ما تتسبب بمرض التهاب الحوض، وتعتبر عدوى الكلاميديا وعدوى السيلان من التهابات الحوض الأكثر شيوعًا، وهما نوعين من العدوى البكتيرية التي تنتقل جنسيًا، وهناك بعض العوامل التي قد تزيد من مخاطر الإصابة بالتهاب الحوض، ومن بينها ما يلي ذكره:
ممارسة الجماع للإناث في عمر أقل من خمسة وعشرين عامًا.
عدم استخدام الواقي الذكري عند ممارسة الجماع، حيث يعتبر من أفضل وسائل الوقاية من الأمراض التي تنتقل جنسيًا.
تكرار استخدام الدش المهبلي، الذي يترتب عليه الإصابة بالاختلال في التوازن الطبيعي فيما بين البكتيريا النافعة والضارة التي تتواجد بالمهبل، وذلك عن طريق انخفاض نسبة البكتيريا النافعة بمنطقة المهبل، وهو ما قد يخفي من أعراض التهاب الحوض في حالة وجودها.
الإصابة السابقة بنوع من أنواع العدوى المنقولة جنسيًا، خاصةً عندما لا يتم علاجها بشكل صحيح.
التاريخ السابق للإصابة بالتهاب الحوض.
استخدام اللولب الرحمي (Intrauterine device) كوسيلة من الوسائل الحديثة لتنظيم النسل، حيث ترتفع مختطر الإصابة بالتهاب الحوض عقب تركيبه بشكل بسيط، والخطر الناتج عنه يقتصر على الثلاث أسابيع الأولى فقط من تركيبه.
علاج التهاب الحوض في المنزل
هناك مجموعة من الطرق المنزلية التي تسهم في علاج التهاب الحوض الذي يصاب به العديد من النساء، تكمن غالبية هذه الطرق فيما يلي:
الكركم: يحتوي الكركم على نسبة عالية للغاية من الكركمين وتعتبر هذه المادة من المواد التي تحتوي على نسبة لا بأس بها للغاية من المواد المضادة للالتهاب والأكسدة، مما يجعلها تقوم بالعديد من الأدوار في مكافحة العدوى والجراثيم التي تصيب جميع النساء وبالأخص السيدات، لذا ينصح العديد من الأطباء بضرورة أن يتم تناول كوب من الحليب ممزوج مع ملعقة كبيرة من الكركم بمعدل مرة واحدة يومياً لمدة لا تقل عن شهر متتالي.
زيت اللافندر مع زيت الزيتون: يستخدم هذا الخليط من الزيوت الطبيعية عبر القيام بمزج كمية متساوية من هذه الزيوت والقيام بتدليك المنطقة وخاصة المنطقة السفلى من البطن، ويفضل أن تستمر عملية التدليك لمدة لا تقل عن 10 دقائق ومن المفضل أن يتم تكرار هذه العملية كل يوم من أجل أن تقوم المواد التي يتضمنها كل من زيت اللافندر وزيت الزيتون بالمساعدة على تدفق الدم في المنطقة وبالتلي التخفيف من حدة الألم.
الدش المهبلي: في الفترة التي يزيد فيها معدل الالتهاب الكامن في الحوض تكون المرأة في هذه الفترة بحاجة دائمة إلى أن تقوم باللجوء إلى الدش المهبلي وذلك من أجل القيام بغسل هذه المنطقة الحساسة بشكل متتالي حتى يتم القضاء على كافة البكتريا التي تكمن في هذه المنطقة وتسبب الآلام للمرأة.
صودا الخبز: من الممكن أن تتناول المرأة المصابة بأي من الالتهابات في منطقة الحوض كوب من الماء الدافيء يومياً مزوداً بملعقة صغيرة من صودا الخبز وذلك من أجل أن تساعد المكونات التي تكمن في صودا الخبز من القضاء التام على البكتريا الموجودة في الجسم، وكذلك من أجل تحقيق التوازن الهيدروجيني في هذه المنطقة الحساسة.
البيتاكاروتين: من المفضل للمرأة المصابة بمثل هذه الالتهابات بإن تقوم بتناول الأطعمة الغذائية المليئة بنسبة عالية من البيتاكاروتين وذلك نظراً لكون هذه المادة تعمل على التئام الأغشية المخاطية التي توجد في الجهاز التناسلي للمرأة، كما أنها تساهم في القيام بتعزيز الخلايا الموجودة في عنق الرحم، يُذكر أن البيتاكاروتين توجد بنسب عالية في الجزر والمانجو والبطاطا الحلوة والقرع العسلي.
أسئلة شائعة
كيف يتم الكشف عن مرض التهاب الحوض؟
هناك عدة طرق يمكن أن يتم الكشف بها عن التهاب الحوض، تكمن أهم هذه الطرق فيما يلي: – القيام بعمل فحص حوضي من أجل فحص كافة الأعضاء الموجودة في منطقة الحوض. – ومن الممكن أن يتم أخذ عينة من عنق الرحم وذلك من أجل العمل على تحديد وجود أي من الالتهابات أو العدوى مثلا في تلك المنطقة. – مجموعة من الفحوص المختلفة كفحص البول وفحص الموجات الفوق صوتية لعنق الرحم، ومن الممكن أن يتم إجراء منظار لمنطقة البطن.
هل التهاب الحوض يسبب انتفاخ في البطن؟
نعم يتسبب التهاب الحوض بشعور المصاب به بإن لديه انتفاخ شديد في البطن، وهذا طبقاً لما ورد في العديد من البحوث الطبية المختلفة بإن الأعراض الخاصة بالتهاب الحوض التي تظهر على الإنسان غالباً ما يكون الانتفاخ مصاحب لها، بالإضافة إلى العديد من الاضطرابات المرتكزة في المعدة الأخرى.