للشباب دور هام بتحقيق الحوار إذ أن ذلك يؤدي لمعرفة وجهات نظر متنوعة ومختلفة، واكتساب الشباب الثقة التي تمكنهم من التعبير عن أنفسهم وهو ما ينتج عنه حدوث التغييرات الإيجابية بالمجتمع، والتعرف على المشاكل التي تواجه الشباب ومن ثم المقدرة على حلها، فضلًا عن تعلم الشباب مهارات جديدة وبالتالي يصير المجتمع ديموقراطياً، وقد وضعت الأمم المتحدة تعريفًا للشباب بأنهم الفئة العمرية ممن تتراوح بين الخامس عشر عامًا والأربعة وعشرون عاماً.
وتبلغ نسبتهم من إجمالي سكان العالم ما يقرب من 16بالمئة وقد تزيد هذه النسبة بمعدل 7بالمئة في عام 2030، كذلك وقد أوضحت الأمم المتحدة أن ما يواجه الشباب من تحديات يتمثل بإيجاد فرص عمل، والحصول على رعاية صحية جيدة وتعليم.
كيفية تنمية الحوار لدى الشباب
وجود قضية مشتركة بين الشباب
إذ أن وجود قضية مشتركة يتحدث الشباب عنها يساهم بتنمية الحوار، وهذه القضية قد تكون قضية دينية أو سياسية ومن فائدتها كذلك تنمية الوعي لدى الشباب، ولكن ينبغي أن يدرك الشباب مدى أهمية الاستماع لوجهات نظر الآخرين وتجنب فرض رأيهم عليهم، والامتناع عن مقاطعتهم، وتجنب نشر المعلومات الخاطئة.
تشجيع الأسرة للأبناء على الحوار
ينبغي على الأب والأم تشجيع وجود حوار بين الأبناء، ويفضل أن يكون بوجود الأهل لتعريفهم بالأفكار والمعلومات غير الصحيحة، ويمكن أن يكون الحوار تنمية مهارة معينة أو قضية ما لدى الأبناء.
تشجيع المؤسسات التعليمية الشباب على الحوار
عبر إجراء المعلم حوار مع طلابه أو أن يجري الأستاذ الجامعي حوار مع تلاميذه، وكذلك أن يتواصل الطلاب مع بعضهم البعض لكي يكون الحوار بناءً.
إيجاد لغة حوار بين الشباب ورجال الدين
من خلال تحدث الشباب عن آرائهم وأفكارهم لكي يتم تعديل الآراء والأفكار الخاطئة.
تنمية المؤسسات الثقافية للحوار لدى الشباب
وذلك عن طريق ورش عمل تهتم بقضايا الشباب، وهو ما يساعد في تنمية الحوار عند الشباب.
ما هو الحوار
الحوار يقصد به تبادل الكلام فيما بين الأشخاص بأن يقدم كل شخص براهين وأدلة عقلية وواقعية لإقناع الشخص الآخر برأيه، لذا يعد الحوار هو الوسيلة الوحيدة التي من الممكن إقناع الطرف الآخر من خلالها.
كما أن الحوار هو سبيل التواصل والتعارف فيما بين الناس وعبره يتعلم الطلاب، وبدونه ينتشر الفساد بالمجتمع، وذلك لدوره في إظهار الحق بغير إهانة للطرف الآخر.
ولكي يكون الحوار فعالاً يجب أن يتم الالتزام بآدابه والتي من بينها تجنب اتباع هوى النفس، وألا يكون الحوار سببًا في إضاعة الوقت وانتقاء الكلمات السهلة والبعد عن الغرور حين التحدث عن الأفكارك والاستماع للآخرين جيدًا.
فلا يكون الحوار حكراً على طرف دون الطرف الآخر، ويجب أن يمتلك صاحبه معلومات كافية حول القضية التي يتحدث عنها وهو ما يخلق حواراً ناجحاً بعيدًا عن النقاش بالقضايا التي لا يعرفها.
أهمية الحوار
هناك العديد من الجوانب التي يتضح من خلالها مدى ما للحوار من أهمية، ومن أبرز تلك الجوانب ما يلي ذكره:
التعبير عن النفس: إذ يعد الحوار وسيلة فعالة للتعبير بالكلمات عن النفس، فالحوار يكشف عن آراء وعواطف وأفكار الطرف الآخر.
بناء الثقة مع الآخرين: الحوار يعد أسرع الطرق التي يمكن من خلالها بناء الثقة فيما بين أعضاء الفريق ممن يعملون بمشروع ما، وبغير هذه الثقة غالبًا ما سيفشل المشروع.
اكتساب خبرات جديدة: يتحدث الناس عبر الحوار عن أفضل تجاربهم، ويمكن كذلك التعرف على الأخبار الجديدة عبر الاستماع إلى الآخرين.
التعاون: يساعد الحوار على حل المشاكل التي قد ينتج عنها أن ينعزل أفراد الفريق فيما بينهم، إذ أن التواصل الجيد يمثل واحد من أبرز أسباب نجاح المشروعات، والذي يعد كذلك دليل على القيادة الفعالة.
تحسين علاقتنا بالآخرين: تتكون الصداقات مع الآخرين عبر التحدث معهم بغير كذب، بينما يهدم عدم الاهتمام بوجهات نظر الآخرين و الأنانية العلاقات بين الأفراد.
تعلم المرونة: حيث يعلم الحوار الجيد الشخص أن يكون أكثر مرونة، كما ويساهم في فهم الآخرين بشكل أفضل والتعرف على القضية من وجهة نظر مختلفة وهو ما يساعد على التوصل لحلول للمشكلات التي قد لا نتمكن من حلها بمفردنا.
معوقات تحقيق الحوار
عدم الحرص على الاستماع للآخرين: تعتبر من أكثر معوقات الحوار الشائعة عدم الاهتمام بالاستماع إلى الآخرين، حيث إن معرفة آراء الآخرين هو جزء لا يتجزأ عن الحوار الجيد.
استخدام الكلمات البذيئة: يعد الاحترام من الأمور الضرورية لكي يكون الحوار فعالاً، كما أنه هام في بناء روابط قوية مع الآخرين.
عدم الوضوح: تساعد الكلمات الواضحة على فهم المعلومات بسهولة، حيث إن الكلمات غير المفهومة يترتب عليها الابتعاد عن هدف الحوار الذي يتمثل في إيصال الأفكار بشكل فعال، كذلك فإن استخدام المصطلحات الصعبة قد يعيق فهم الآخرين لما يتم قوله، فينبغي إدراك أن المتلقي لن يقوم ببذل جهداً في محاول فهم المصطلحات الصعبة، ويفضل أن تدخل اللغة العامية بالحديث، كما أن الاختلاف بالعمر، الجنس أو الثقافة قد يكون من معوقات الحوار الفعال.
الاستخدام الخاطئ للغة الجسد: يلعب الحفاظ على الابتسامة والتواصل البصري دوراً هامًا بإيصال الأفكار بشكل فعال، حيث إن إظهار المشاعر أو إخفائها يترتب عليه عدم فهم المتلقي لما يقال له، كذلك فإن الأشخاص ممن يمتلكون ذكاء عاطفي عالي يتواصلون بسهولة مع الآخرين وهو ما يقلل لديهم الشعور بالقلق والغضب أو الخوف حين التحدث معهم.
انعدام الثقة: حينما لا يمتلك الشخص الثقة فيمن يتواصل معه فلن تتواجد شفافية بالحوار وهو ما يعيق الحوار بطريقةٍ فعالة.
إهمال مشاعر واهتمامات الآخرين: ينبغي أن يتم فهم وجهات نظر الآخرين والحرص على تجنب تجاهل رأيهم لكي يكون الحوار فعالاً، حيث إن اختلاف وجهات النظر لا يدل على أن الشخص على صواب.
إلقاء الكثير من المعلومات خلال الحوار: لا يمكن أبداً أن يؤدي إلقاء معلومات كثيرة خلال الحوار لتبادل معلومات مفيدة، ويمكن كذلك أن يؤدي لتحويل الحوار إلى فوضى.
التحيز لوجهة نظر شخص معين: تختلف وجهات النظر فيما بين الأشخاص مع اختلاف نمط حياتهم وتربيتهم ومعتقداتهم، إذ أن التحيز لوجهة نظر شخص معين من غير الممكن أن يترتب عليها التواصل الفعال.
الضوضاء: إذ أنها تؤدي لصعوبة بالتركيز وإزعاج للمتلقي، وهو ما يعيق الحوار الفعال، كذلك فإن الضوضاء ينتج عنها الضعف بالسمع وهو ما يصعب فهم المعلومات بشكل جيد.
