لماذا hdl مرتفع عند النساء اكثر من الرجال؟ وما هي المستويات المُثلى منه؟ حيث إننا عبر موقع مخزن سنشير بالتفصيل إلى أسباب ارتفاع كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة لدى النساء وإلى جميع المعلومات الهامة حول الموضوع نظرًا لكون هذه المشكلة من المشكلات الشائعة والمزعجة.
إن الكوليسترول هو عبارة عن مادة شمعية توجد في مختلف خلايا الجسم وتنتقل عبر مجرى الدم للمساهمة في الحفاظ على صحة القلب والشرايين، ولكن هذه المادة يوجد منها نوعين وهما كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) والذي يُطلق عليه اسم الكوليسترول الضار لاحتمالية تسبب في الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، وكذلك كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (hdl) وهو يُعرف باسم الكوليسترول المفيد نظرًا لالتقاطه لنسبة الكوليسترول الزائدة في الدم وإعادتها للكبد لكي يكسرها ويخرجها من الجسم.
فلقد أشارت بعض الأبحاث العلمية إلى أن النساء يتمتعن بارتفاع نسبة كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (hdl) مقارنةً بالرجال، إذ يعزى السبب وراء ذلك إلى أن هرمون الاستروجين الأنثوي في أجسامهن يعمل على خفض مستويات الكوليسترول الضار قبل سن اليأس من خلال الحيض، لذا فإن النساء في الغالب لا يعانين من ارتفاع الكوليسترول إلا بعد سن السن وبالأخص عندما لا يتناولن الاستروجين عبر العلاج التعويض الدهني.
أسباب ارتفاع الكوليسترول عند الرجال
هناك العديد من الأسباب التي من شأنها أن تؤدي إلى ارتفاع مستوى كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) بشكل أكثر من مستوى كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (hdl) لدى الرجال فمن أبرزها ما يلي:
الإصابة بمتلازمة أيضية وهي عبارة عن سلسلة من الحالات التي تشمل السمنة وارتفاع مستويات السكر في الدم وكذلك ارتفاع ضغط الدم.
فيروس نقص المناعة البشري أو ما يُعرف بالإيدز.
قصور الغدة الدرقية.
مرض الذئبة.
بعض العلاجات الدوائية المستخدمة لعلاج مشكلات صحية أخرى كالسرطان وحب الشباب واضطراب نظم القلب.
اتباع نظام غذائي سيئ أي أنه يعتمد على تناول الكميات الكبيرة من الدهون المشبعة أو المتحولة من اللحوم الدسمة أو مشتقات الألبان كاملة الدسم أو في التسالي المعبأة أو الحلويات فهي تجعل الكوليسترول يصل إلى مستويات غير صحية.
الإفراط في التدخين فالسجائر تتسبب في انخفاض مستوى البروتين الدهني مرتفع الكثافة بسهولة.
تناول المشروبات الكحولية حيث إنها تزيد من مستوى الكوليسترول الإجمالي.
التقدم فالعمر، فعند بلوغ سن الأربعين يصبح الكبد أقل كفاءة وقدرة على التخلص من كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة أي الكوليسترول الضار.
العوامل الوراثية والتي تمنع خلايا الجسم من التخلص بشكل طبيعي وفعّال من الكوليسترول الضار الموجود في الجسم، أو تمنع الكبد من إنتاج كميات زائدة من الكوليسترول النافع.
أعراض الكولسترول عند الرجال
ليس هناك أعراض محددة تشير إلى ارتفاع مستويات كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (الكوليسترول الضار)، حيث إنه من الممكن الاستدلال على الإصابة بهذه المشكلة فقط من خلال الخضوع لفحص الدم.
نسبة الكوليسترول الطبيعي
سنشير في الجدول الآتي إلى المستويات المُثلى من كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة والتي يتم قياسها بالميلليجرام لكل ديسيلتر أو الميلليمول لكل لتر:
الجنس
عرضة للخطر
المستوى الطبيعي
الرجال
أقل من 40 ملغم/دل (1.0 ملليمول/لتر)
60 ملغم/دل (1.6 ملليمول/لتر) أو أكثر
النساء
أقل من 50 ملغم/دل (1.3 ملليمول/لتر)
60 ملغم/دل (1.6 ملليمول/لتر) أو أكثر
طرق تشخيص ارتفاع نسبة الكوليسترول
يعتمد بشكل كلي على تشخيص ارتفاع نسبة الكوليسترول على اختبار الدم والذي يُعرف باسم تحليل الدهون أو فحص دهنيات الدم نظرًا لمساهمته في التحقق من مستويات الكوليسترول الآتية:
مستوى الدهون الثلاثية، وهي نوع من الدهون الموجودة في الدم.
مستوى الكوليسترول الكلي.
مستوى كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة.
مستوى كوليسترول البروتين الدهني مرتفع الكثافة.
علاج ارتفاع الكوليسترول لدى الرجال
يُمكن علاج مشكلة ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم لدى الرجال بالعديد من الطرق كما سنبين في السطور التالية:
العلاج الدوائي
مثبطات PCSK9: تساعد الكبد على امتصاص الكمية الزائدة من كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة لا سيما لدى المصابين بحالة وراثية تؤدي إلى ارتفاع هذا النوع من الكوليسترول أو المصابين بمرض الشريان التاجي ومنها دواء أليروكوماب وايفلوكوماب.
أدوية راتينات لربط أحماض المرارة: تساعد الكبد على استخدام الكوليسترول الزائد لإنتاج كميات كبيرة من أحماض المرارة والتي تؤدي إلى تقليل مستوى الكوليسترول في الدم ومنها أدوية الكولسترامين وكوليسفيلان وكوليستيبول.
الأدوية الخافِضة للكوليسترول: تعمل على إعاقة المادة التي يستخدمها الكبد لإنتاج الكوليسترول مما يساعده على التخلص من الكوليسترول الزائد في الدم ومنها فلوفاستاتين وأتورفاستاتين ولوفاستاتين وبرافاستاتين وبيتافستاتين وروسوفاستاتين وسيمفاستاتين.
مثبطات امتصاص الكوليسترول: تساعد على الحد من امتصاص الأمعاء الدقيقة للكوليسترول من الغذاء، ومنها دواء إزيتمايب.
حمض البيمبيدويك: يعمل بنفس طريقة عمل الأدوية الخافضة للكوليسترول ولكنه قد يؤدي إلى الشور بالآلام في العضلات، وهو يستخدم عند إضافته إلى الحد الأقصى من جرعة الدواء الخافض للكوليسترول الضار ويتوفر على هيئة قرص مركب غني بحمض البيمبيدويك وإزيتمايب.
الفايبرات: تقلل من إنتاج الكبد لكوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة كما أنها تساهم في تسريع إزالة الدهون الثلاثية المشبعة من الدم مثل الفينوفايبرات وجمفبروزيل.
المكملات الغذائية المحتوية على أحماض أوميغا 3 الدهنية: تفيد في تقليل مستويات الدهون الثلاثية المشبعة.
النياسين:تسيطر على قدرة الكبد على إنتاج كل من الكوليسترول منخفض الكثافة وكوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة للغاية.
العلاج المنزلي
القضاء على الوزن الزائد، فالسمنة المفرطة تزيد من مستويات الكوليسترول في الدم.
اتباع النظام الغذائي الصحي من خلال تجنب تناول الدهون المشبعة والمتحولة واستبدالها بالدهون الأحادية غير المشبعة لكونها صحية حيث إنها تتوفر في زيت الزيتون وزيت الكانولا والمكسرات والأسماك الزيتية وثمار الأفوكادو.
الإقلاع عن التدخين نهائيًا.
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام فيما لا يقل عن 5 مرات أسبوعيًا لمدة تصل إلى 30 دقيقة كحد أدنى.
مضاعفات ارتفاع الكوليسترول في الدم
قد يؤدي ارتفاع الكوليسترول في الدم إلى تقليل التدفق الدموي عبر الشرايين وبالتالي التعرض للمضاعفات الآتية:
الإصابة بآلام الصدر (الذبحة الصدرية) وذلك عندما تتأثر الشرايين المغذية للقلب بالدم.
التعرض للنوبة القلبية وبالأخص إذا تقطعت اللويحات حيث إنها تؤدي إلى تشكيل جلطة دموية تمنع من تدفق الدم وتؤدي إلى سد الشريان في اتجاه مجرى الدم.
حدوث السكتة الدماغية عندما تمنع الجلطة الدموية الدم من التدفق إلى جزء محدد من الدفاع.
نصائح لزيادة نسبة HDL
حتى يتم زيادة نسبة كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة hdl لا بد من اتباع النصائح الآتية:
تناول زيت الزيتون فهو يحتوي علاى مضادات أكسدة تُعرف باسم البوليفينول وتزيد من نسبة الكوليسترول الجيد في الدم.
اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات.
الحصول على الأدوية المساهمة في خفض مستويات الكوليسترول السيئ والدهون الثلاثية.
تجنب التعرض للتدخين السلبي.
الابتعاد عن الأدوية المتسببة في انخفاض نسبة الكوليسترول النافع مثل الأدوية الغنية بالتستوستيرون والمنشطات البنائية الأندروجينية.
تقليل الدهون الحيوانية واستبدالها بالدهون الجيدة.
السيطرة على الضغوط ومشاعر القلق والتوتر.
تناول الكحول باعتدال وبالأخص في حالة إن لم يتم منعه على الإطلاق.
