مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

لماذا أهلك الله الأمم السابقة

بواسطة: نشر في: 20 نوفمبر، 2022
مخزن

لماذا أهلك الله الأمم السابقة

إن الله – عز وجل- أرسل للعديد من الأقوام والأمم السابقة مجموعة من الأنبياء ليكونوا مبشرين ومنذرين لهم، حيث أمرهم باتباعهم من أجل الحصول على رضا الخالق – سبحانه وتعالى- في الدنيا والآخرة، ولكنهم رفضوا اتباع الرسل للعديد من الأسباب، فمن هنا حل الله – تعالى- عليهم العقاب والهلاك لكي يتعظ من بعدهم، ويتفكروا في أحوالهم، وينجنبوا ما فعلوه، ففيما يلي سوف نوضح لكم بالتفصيل لماذا أهلك الله الأمم السابقة:

  • أهلك الله – سبحانه وتعالى- الأمم السابقة لأنه عاملهم بأعمالهم، ولقد تمردوا على شرعه، فقرر أن يجعلهم عبرة لغيرهم من الأمم.
  • فإن الله – عز وجل- أنزل الخير والبركات على من اتقاه، وأنزل العذاب والنكال على من عصاه.
  • فلقد وعد المتقين أن يغدق عليهم بفضله ورحمته الكثير من الخيرات، ووعد من خالفوا شريعته أن يزيل عنهم النعم، ويأتيهم بالنقم؛ لأنهم بدلوا إيمانهم بكل سهولة بالكفر.
  • فالهلاك نتيجة ما كسب أيديهم، فالله – تعالى- لا يغير ما بقوم مطلقًا إلا عندما يغيروا ما بأنفسهم.

سنة الله في هلاك الأمم

لقد كانت سنة الله – عز وجل- في عبادة متمثلة في إصابة المتقين إلى جانب معاقبة المجرمين، ففيما يلي سوف نوضح لكم أبرز أسباب هلاك الأمم السابقة:

الكفر بالله

  • لقد قام الله – تعالى- بإهلاك العديد من الأقوام قديمًا مثل قوم لوط وعاد وثمود بالإضافة إلى أصحاب مدين نظرًا لكفرهم به وقيامهم بتكذيب الرسل – عليهم السلام-.
  • حيث أغرق بعضهم ودمر البعض الآخر، وأعد لهم في الآخرة العذاب الأليم، كما جاء في قوله – عز وجل-:

(وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا (35) فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا (36) وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً ۖ وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37) وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَٰلِكَ كَثِيرًا (38) وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ ۖ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا (39)) [الفرقان].

الإعراض عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

  • أشار الإمام الغزالي – رحمه الله- إلى أن أعظم قطب في الدين الإسلامي والذي كان السبب وراء إرسال الله – عز وجل- النبيين أجمعين هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
  • حيث إنه لولا هذا القطب لتعطلت النبوة وانتشرت الضلالة وهلك العباد واضمحلت الديانة وشاع الفساد وغيرها من الأمور.
  • فبعض الدعاة من الأمم السابقين قاموا بالإعراض تمامًا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فكانت نهايتهم الهلاك كما جاء في الحديث الشريف الآتي:

عن النعمان بن بشير عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- “مَثَلُ المُدْهِنِ في حُدُودِ اللَّهِ، وَالوَاقِعِ فِيهَا، مَثَلُ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا سَفِينَةً، فَصَارَ بَعْضُهُمْ في أَسْفَلِهَا وَصَارَ بَعْضُهُمْ في أَعْلَاهَا، فَكانَ الذي في أَسْفَلِهَا يَمُرُّونَ بالمَاءِ علَى الَّذِينَ في أَعْلَاهَا، فَتَأَذَّوْا به، فأخَذَ فَأْسًا فَجَعَلَ يَنْقُرُ أَسْفَلَ السَّفِينَةِ، فأتَوْهُ فَقالوا: ما لَكَ، قالَ: تَأَذَّيْتُمْ بي وَلَا بُدَّ لي مِنَ المَاءِ، فإنْ أَخَذُوا علَى يَدَيْهِ أَنْجَوْهُ وَنَجَّوْا أَنْفُسَهُمْ، وإنْ تَرَكُوهُ أَهْلَكُوهُ وَأَهْلَكُوا أَنْفُسَهُمْ”.

عدم شكر نعم الله

  • كفر البعض من الأمم السابقة بنعم الله – عز وجل-.
  • حيث إنهم كانوا لا يشكرونه، فكان مصيرهم الهلاك ومن أبرزهم قوم سبأ، كما جاء في قوله تعالى:

(فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) [سبإ، 19].

التطفيف في الكيل والميزان

  • إن التطفيف في الكيل والميزان من الذنوب التي لا يغفرها الله – عز وجل- بسهولة.
  • وذلك لما فيه من منع حقوق العباد ونقض العود، فلقد تحدث رسول الله – صلى الله عليه وسلم- عن هذه الخصلة السيئة في الحديث الآتي:

“يا مَعْشَرَ المهاجرينَ ! خِصالٌ خَمْسٌ إذا ابتُلِيتُمْ بهِنَّ ، وأعوذُ باللهِ أن تُدْرِكُوهُنَّ : لم تَظْهَرِ الفاحشةُ في قومٍ قَطُّ ؛ حتى يُعْلِنُوا بها ؛ إلا فَشَا فيهِمُ الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تَكُنْ مَضَتْ في أسلافِهِم الذين مَضَوْا ، ولم يَنْقُصُوا المِكْيالَ والميزانَ إِلَّا أُخِذُوا بالسِّنِينَ وشِدَّةِ المُؤْنَةِ ….”.

انتشار الزنا

  • انتشر في عهد الأمم السابقة الربا والزنا كثيرًا.
  • فلقد أهلك الله القوم الذين كانوا يفعلون ذلك، مثل قوم لوط.
  • والدلالة على هذا الأمر الحديث الشريف الذي رواه ابن مسعود عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم-:

“إذا ظهرَ الزِّنا و الرِّبا في قَريةٍ ، فقد أَحَلُّوا بأنفسِهم عذابَ اللهِ”.

كثرة الفساد

  • كان الفساد منتشرًا بين بعض الأمم، بسبب اتباعهم لكبار وسادة القرية.
  • حيث أنزل الله – عز وجل- العقاب عليهم جميعًا، ولم ينزل العقاب على السادة دون غيرهم، كما جاء في قوله تعالى:

(وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا) [الإسراء، 16].

الإقبال على ملذات الدنيا

  • لقد ذكر رسول الله – صلى الله عليه- وسلم عندما كان ذاهبًا إلى أهل البحرين وصلى معهم صلاة الفجر، أنه خشى على العباد من أن تبسط الدنيا عليهم كما بسطت على من قبلهم.
  • حيث تنافسوا عليها وأهلكتهم في النهاية.
  • وقال – صلى الله عليه وسلم- أنه لا يخشى عليهم الفقر مثلما يخشى عليهم الإقبال والمنافسة على الدنيا.

ترك الجهاد

  • حذر سيدنا محمد – صلى الله عليه- وسلم من ترك الجهاد في سبيل الله ومن أجل إعلاء راية الإسلام.
  • وذلك لأن الله – عز وجل- يرسل الذل على من يتركوا الجهاد، كما هو في الحديث الشريف الموضح أدناه:

“إذا تبايعتُم بالعينةِ وأخذتم أذنابَ البقرِ ، ورضيتُم بالزَّرعِ وترَكتمُ الجِهادَ سلَّطَ اللَّهُ عليْكم ذلاًّ لاَ ينزعُهُ حتَّى ترجعوا إلى دينِكُم”.

مخالفة تعليمات النبي

  • لم تلبي الأمم السابقة أوامر النبي – صلى الله عليه وسلم-.
  • ولم تلبي أيضًا ما نهى عنه، فلقد روى عبد الله بن عمر عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم-:

“بُعِثتُ بين يدي الساعةِ بالسَّيفِ ، حتى يُعبَدَ اللهُ تعالى وحده لا شريكَ له ، و جُعِلَ رِزْقي تحت ظِلِّ رُمْحي ، وجُعِلَ الذُّلُّ و الصَّغارُ على من خالفَ أمري ، و من تشبَّه بقومٍ فهو منهم”.

الغلو في الدين

  • حذر رسول الله – صلى الله عليه وسلم- الغلو في الدين.
  • ويقصد به المبالغة فيه ومجاوزة حد الاعتدال به، كما جاء في الحديث الشريف:

“… وإيَّاكم والغلوَّ في الدِّين، فإنَّما أَهلَكَ من كان قبلَكمُ الغلوُّ في الدِّينِ”.

قصص هلاك الأمم السابقة

إليكم في الجدول الآتي أشهر القصص التي توضح هلاك الأمم السابقة، حيث إنها جاءت في القرآن الكريم:

قوم نوحأول الأقوام هلاكًا، فلقد أهلكهم الله بالطوفان.
قوم لوطتلقوا العديد من أشكال العذاب مثل مطر السوء والحاصب، وكذلك الحجارة من سجيل ثم من سجيل منضود ثم من طين وأخيرًا الصيحة.
قوم ثمودكان عقابهم صاعقة العذاب والمتمثلة في الهون ثم القارعة ثم الطاغية ثم الصيحة ثم الرجفة وفي النهاية الجثوم في الدار.
قوم هودتمثلت أنواع العذاب لديهم في الصاعقة ثم الريح العقيم وصرصرًا عاتية ثم صرصرًا في أيام نحسات وآخر في يوم نحس مستمر، وبعد ذلك ريح ذو عذاب أليم والصيحة والقارعة.
قوم شعيبتم هلاكهم بالرجفة والجثوم في الديار والدار ثم الصيحة ثم العذاب في يوم الظلة.
لماذا أهلك الله الأمم السابقة

جديد المواضيع