من هو يوشع بن نون ؟ نظرًا لتداول هذا الاستفسار عبر محركات البحث جئناكم بإجابة تفصيلية حوله فهو من الشخصيات التاريخية في الإسلام واسمه بالكامل يوشع بن نون بن إفرائيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، والبعض من أهل الكتاب يدعونه بيوشع بن عم هود، وليستوفي الحديث حقه عن هذه الشخصية التاريخية جئناكم بتفاصيل شاملة حلوه وسنعرضها لكم عبر سطورنا التالية في مخزن.
اختلط الأمر على الكثير في التعرف على الهوية الحقيقية ليوشع بن نون نظرًا لانشغال الكثير بأمور الدنيا عن التفقه في أمور الدين، ونظرًا لتعدد الأقاويل المتداولة حوله، فهو من الأشخاص المذكورين في أغلب الأديان السماوية حيث حدثث عنه أغلب الكتب السماوية سواء في القرآن الكريم أو في التوراة، وهناك من وصفه بأنه نبي كريم ومن صفه بأنه جزار والبعض أشار إلى أنه نبي موسى، ومن بين هذه الأقاويل تعذر على البعض التعرف على الحقيقة ونحن بدورنا سنوضحها لكم عبر سطورنا التالية….
عند الإجابة عن استفساركم اليوم تجدر بنا الإشارة إلى أن الأقاويل الواردة حول كينونة يوشع بن نون متعددة فعلى الرغم من كونه شخصية تاريخية في الإسلام إلى أن اسمه لم يذكر في آيات القرآن الكريم بشكل واضح، هذا الأمر أدى إلى إثارة التساؤلات لدى البعض، والآن حينما يُذكر اسمه في مجلس ينقسم المستمعين إلى قسمين:
القسم الأول يلحَق اسمه بعليه السلام.
القسم الآخر يذهب فكره إلى شخص قاتل وسفاح.
والآن نجيبكم عن استفسار اليوم من هو يوشع بن نون ؟
تسبب هذا الاسم منذ عهد سيدنا موسى عليه السلام في جدل كبير بعد وفاته نظرًا لتعدد الأحاديث والأقاويل حوله ولكن الثابت الديني أن يوشع بن نون هو أحد الأنبياء الذين اصطفاهم المولى عز وجل.
هو سليل سيدنا يوسف عليه السلام بن يعقوب بن إسحاق بن خليل الله، وهو من الأنبياء الذي يعثوا في بني إسرائيل، وقد أشارت التوارة إلى أن نسبه يمتد إلى بن عم سيدنا هود عليه السلام.
من هو فتى موسى
في سياق متصل بموضوع حديثنا اليوم بحث الكثير من الأفراد عن إجابة هذا الاستفسار ونحن بدورنا سنوضحه لكم فقد ورد ذكر يوشع بن نون في آيات القرآن الكريم بشكل غير مباشر في قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا}. [سورة الكهف:60]، والمقصود بفتى موسى هنا هو يوشع بن نون ودليل ذلك أن هو الذي رافق النبي موسى عليه السلام في رحلته.
بعد البحث في تفسير الآية اتضح لنا أنه وفق تفسير القرطبي قد أجمع قلة من الناس على أن موسى المذكور في الآية ليس بن عمران بل هو ابن منشا بن يوسف بن يعقوب، فيما أكد عباس في صحيح البخاري على أن فتى موسى هو يوشع بن نون.
ذُكر يوشع بن نون في سورة المائدة وفي أواخر سورة يوسف، وذُكر كذلك في التوراة في سفر التثنية الإصحاح 9: 34، أن الله أوكل لموسي أن يخلف من بعده يوشع بن نون ليقود بني إسرائيل، وهو ما أكدته آيات القرآن الكريم في قول المولى عز وجل تعالى: { قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } [سورة المائدة: 23].
يوشع بن نون واحدًا من الذين عينهم سيدنا موسى عليه السلام كنقباء في أرض كنعان، وقد عمل حينها على تشجيع بني إسرائيل للدخول إلى الأرض.
يوشع واحدًا من تلاميذ سيدنا موسى عليه السلام وقد كان من الأشخاص المحببين له لذا عاهده على تقسيم الأراضي بين اليهود الأسباط بعد أن يتوفاه الله.
فتح مدينة الجبارين
وقعت الكثير من الخلافات بين المفسرين حول فتح الجبارين (أريجا) ومن فتحها وإليكم تفصيل ذلك:
اتفق بن عباس وقتادة والسدى وعكرمة إلى أن سيدنا موسى وهارون لم يخرجا من التيه وأنهما قد توفيا داخلها وأن هذا كان حال جميع من دخلوا إليها ماعدا يوشع بن نون وكالب بن يوفينا، وحينما بلغ يوشع سن الأربعين تمكن من فتح الجبارين.
بينما أشار إسحاق إلى أن موسى خرج من التيه ومعه بن نون وذهبا إلى مدينة الجبارين ففتحاها واستشهدوا في ذلك بقصة بلعم بن باعور الذي عرف بكونه عالما لله واسمه، فذهب إليه أهل مدينة الجبارين آملين فيه أن يدعو علي نبي الله موسي، ولكنه قد رفض في بدء الأمر.
يوشع بن مون وفتح بيت المقدس
أشارت بعض الأقاويل إلى أنه حينما أراد يوشع فتح بين المقدس تخطى نهر الأردن للذهاب إلى أريحا وبفضل المولى عز وجل تمكن من فتحها وهد الأسوار التي كانت محمية من قبل القلاع والقصور.
حاصر يوشع بن نون بيت المقدس حصار دام حوالي 6 أشهر إلى أن تمكن من إسقاط دفاعها، وحينما دخلها قتل ما يقرب 12 ألف شخص.
أشارت الأقاويل إلى أن الحصار انتهي يوم جمعة بعد صلاة العصر حينما شارفت الشمس على الغروب.
خسى بن نون ألا يتمكن من إنهاء القتال قبل غروب الشمي نظرًا لتحريم المولى عز وجل حينها للقتال والصيد على بني إسرائيل في سبتهم، هذا الأمر دفعه إلى أن يدعوا المولى عز وجل إلى تأخير غروب الشمس قليلًا ليتمكن من استكمال القتال، وحينها استجاب الله تعالى لدعائه فأخر له الغروب قليلًا وتمكن يوشع حينها من تحقيق النصر، وفتح بيت المقدس.
يوشع بن نون والشمس
عند البحث في هذه القصة لاحظنا اتفاق المفسرين والفقهاء في هذا الأمر المتعلق بماهية الشخص الذي أخر له المولى عز وجل الغروب عن موعده، فقج أجمع الفقهاء على أنه يوشع بن نون.
دليل ذلك ما ورد في السنة النبوية المطهرة فعن أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ما حُبِسَتِ الشمسُ على بَشَرٍ قطُّ ، إلَّا على يُوشَعَ بنِ نُونَ لَيالِي سارَ إلى بَيتِ المَقْدِسِ}.
اختلاف الآراء هنا ظهر فقط في الحادثة التي أخر فيها المولى عز وجل الغروب ليوشع بن نوع حيث انقسمت الآراء في هذا الأمر إلى:
البعض أشار إلى أن هذه الواقعة حدثت عند محاولة فتح يوشع لبيت المقدس.
البعض الآخر أشاروا إلى أن ذلك حدث عند فتح الجبارين.
القول المُرجح من بين هذه الآراء هو فتح بيت المقدس وذلك حسبما قال رسولنا الكريم في قصة فتح القدس.
قبر يوشع بن نون
ولد يوشع بن نون سنة 1463 قبل الميلاد، وتوفى عن عمر يناهز 127 سنة حيث توفى سنة 1354ق.م
أشارت الأقاويل إلى أنه عاش 27 سنة من بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
لم يتمكن العلماء من تحديد مكان قبر يوشع بشكل محدد ولكن أشارت بعض الأقاويل إلى أنه مدفون بالقرب من السلط بالأردن.
بهذا نصل وإياكم متابعينا الكرام إلى ختام مقالنا، وفي نهاية سطورنا نأمل أن نكون استطعنا أن نوفر لكم محتوى مفيد وواضح حول هذه الشخصية التاريخية يغنيكم عن مواصلة البحث وإلى اللقاء في مقال آخر من مخزن المعلومات.