مصطلح قديم يطلق على الشيعة الاثني عشرية، وكان يتم استخدام هذا المصطلح بين أهل السنة قديما ولكن حاليا يتم استخدام هذا المصطلح من حركات وجماعات الإسلام السياسي المحافظة بالإضافة إلى استخدامه بصور متكررة في معظم المنشورات الإعلامية الخاصة بتنظيم الدولة الإسلامية داعش.
ترجع أصلها لكلمة رفض، بسبب رفض الشيعة للخلفاء الراشدين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان كخلفاء للرسول صلى الله عليه وسلم، ويعتقدون أن سيدنا علي بن أبي طالب هو الأحق بتولي الخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم.
تاريخ استخدام المصطلح
سوف نقوم خلال تلك الفقرة بعرض تاريخ استخدام المصطلح الروافض على مر التاريخ وذلك على النحو التالي:
حسب ابن تيمية: يرى ابن تيمية أصل تسمية الرافضة يرجع لعصر زيد بن علي وخروجه أدى إلى تقسيم الشيعة إلى الرافضة والزيدية، وأنه عند سؤال أبي بكر وعمر عنهم ترحم عليهم، ولكنه رفضوه فقال لهم رفضتموني، ومن هنا تم إطلاق لقب الروافض عليهم ولكن تم إطلاق لقب زيديا على من لم يرفض سيدنا أبي بكر وعمر من الشيعة.
حسب الروايات الشيعية: أن هذا المصطلح كان يتم استخدامه قبل ولادة زيد بن علي ، وكان يتم استخدامه عادة على أي جماعة ترفض الحكومة أو الجماعة القائمة أي أن هذا المصطلح يتشابه مع مصطلح المعارضة في العصر الحالي.
قام معاوية ابن أبي سفيان بإطلاق لقب الروافض على شيعة عثمان الذين لم يخضعوا لحكم علي بن أبي طالب حيث ذكر ذلك في كتابه إلى عمرو بن العاص أثناء ذهابه إلى فلسطين
( أمّا بعد : فإنّه كان من أمر علي وطلحة والزبير ما قد بلغك، وقد سقط إلينا مروان بن الحكم في رافضة أهل البصرة وقدم علينا جرير بن عبد اللّه في بيعة علي، وقد حبست نفسي عليك حتى تأتيني، أقبل أُذاكرك أمراً)
ثم ذكر هذا اللقب سابقا على لسان الإمام محمد الباقر وهو خامس أئمة الشيعة الذي توفي قبل حدوث ثورة زيد بن علي بحوالي ما يقارب من ثماني سنوات ، حيث قام أبو الجارود بنقل رواية عن الإمام محمد الباقر حيث قال:
( إنّ رجلاً يقول إنّ فلاناً سمّانا باسم، قال : وما ذاك الاسم؟ قال : سمّانا الرافضة. فقال الإمام ـ مشيراً بيده إلى صدره ـ : وأنا من الرافضة وهو مني)
ما الفرق بين السنة و الشيعة
هناك فرق كبير وواضح بين أهل السنة والشيعة في العديد من الأمور وسوف نقوم بذكرها خلال السطور التالية:
عقيدة التوحيد: يعتمد أهل السنة على عبادة الله سبحانه وتعالى وحده ودائما يلجأون إلى الله فقط في الدعاء بالإضافة إلى إيمانهم بجميع أهل السنة والأنبياء وبقية الرسل والكتب السماوية، ولكن الشيعة يؤمنون بالله سبحانه وتعالى وبسيدنا علي بن أبي طالب وأبنائه أيضا ويعملون على التوسل إليه عند وقوعهم في المصاعب والشدائد.
أركان الإسلام: يرى أهل السنة أن أركان الإسلام كما ذكرها لنا الرسول صلى الله عليه وسلم وهم الشهادتان وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت، ولكن الشيعة يرى أن أركان الإسلام هي الشهادتان ثم إن الخلافة من حق الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأنها لا يجب أن تخرج من أولاده، ولكن يجب التنويه أنهم ينظرون إلى الإمامة بأنها مثل النبوة وتتمثل في العصمة من الذنوب منذ الولادة حتى الوفاة.
القرآن الكريم: يرى أهل السنة أن القرآن الكريم هو التشريع الوحيد والرئيسي لهم بالإضافة إلى أنه صحيح ولا يحتوي على أي تحريف عكس بقية الكتب السماوية حيث قال الله سبحانه وتعالى ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) ( سورة الحجر: آية 9)، ولكن الشيعة لا يعتمدون على القرآن الكريم بشكل كامل، بل قاموا بتحريفه ويذهب الشيعة إلى الأئمة باعتبارهم مصدر تشريع مهم.
الأحاديث النبوية الشريفة: يرى أهل السنة أن الأحاديث النبوية تعد التشريع الثاني بعد القرآن الكريم وأنه يجب اتباع تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن أهل الشيعة يقومون باتباع ما نقله آل البيت الكرام إليهم ولا يعتمدون على أئمة الحديث مثل الشافعي والبخاري.
موقف أهل السنة والشيعة من الصحابة: للصحابة الكرام مكانة كبيرة وعظيمة عند أهل السنة لأنهم ساهموا بصورة كبيرة في نشر الإسلام، ولكن أهل الشيعة لا يؤمنون بالصحابة ويعتقدون أنهم كفروا بالإمام علي بن أبي طالب بجانب أنهم يقومون بوضع سيدنا علي في مكانة النبي أو ولي.