مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

من هم قابيل وهابيل

بواسطة: نشر في: 29 أكتوبر، 2022
مخزن

من هم قابيل وهابيل

  • ففي بداية نزول سيدنا آدم -عليه السلام- والسيدة حواء كانوا يستقبلون عدة أولاد، ففي كل حمل كانت تلد حواء ولداً وبنتاً، وفي الحمل الأول لها ودلت ولد قام سيدنا آدم بتسميته قابيل، والبنت سُميت كليما أو إقليما بحسب رواية مجموعة من العلماء، وفي الحمل التالي ولدت حواء ولد قام سيدنا آدم بتسميته هابيل والبنت سُميت لبودا، ويقول العديد من العلماء أن ولادة هابيل جاءت بعد ولادة قابيل بعامين.
  • بدأ قابيل وهابيل في أن يكبرا معاً، وعمل كل واحد منهما في عمل مختلف عن الثاني حيث عمل قابيل في الزراعة، وعمل هابيل في رعاية الأغنام.
  • مع العلم أن السيدة حواء عليها السلام أنجبت أربعين ولداً، وجميعهم كانوا توأمان ذكراً وأنثى، ولهذا السبب سمحت الشريعة في تلك الوقت فقط بالزواج الأخ من أخته، ولكن الشرط كان أن تكون هذه الأخت لم تولد معه في نفس البطن، وجاء ذلك بسبب قلة النساء في ذلك الوقت، ولذلك قام قابيل بالزواج من أخت هابيل كما قام هابيل بالزواج من أخت قابيل، وبحسب قول عدد من العلماء أن هابيل أراد الزواج من أخت قابيل؛ لأنها كانت أجمل من حيث الشكل من أخته.
  • طلب سيدنا آدم -عليه السلام- من أولاده أن يقوموا بالتضحية من جل التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، فقدم هابيل إلى الله -تبارك وتعالى- كبشاً أو بهيماً سمين، ولكن قابيل قام بتقديم صرة آذان من الزرع، فقبل الله -سبحانه وتعالى- عرض هابيل بسبب صدقه وحسن نيته، ولكنه لم يقبل عرض قابيل بسبب سوء نواياه وقلة التقوى عنده.

أحداث قصة قتل قابيل لهابيل

  • ومثلما ذكرنا في السابق أن الله -سبحانه وتعالى- قد أجاز في تلك الوقت إتاحة الزواج بين الأخوات من أجل الحفاظ على النسل وزيادته، مع العلم أن أخت قابيل التي ولدت معه في نفس البطن كانت جميلة الشكل أكثر من أخت هابيل التي تزوجها قابيل، ومن هنا جاءت بداية المشكلات.
  • حيث بدأ قابيل بالشعور بالحقد والغيرة تجاه هابيل بسبب أن قد تزوج الأخت الأجمل، وبسبب الخلافات التي بدأت في النشوب بينها أقترح سيدنا آدم -عليه السلام- عليهم أن يقوموا بتقديم قربان إلى الله عز وجل، ومن يتم قبول قربانه وصدقته يكون هو الشخص الذي لديه الحق والقربان الذي لم يقبله الله يكون معناه أن صاحبه على ضلال وباطل.
  • وضع الأخوين القرابين التي ذكرناها في السابق منتظرين معرفة من الذي سوف يقوم الله -عز وجل- بقبول قربانه، فأنزل الله -سبحانه وتعالى- ناراً من السماء التهمت ودمرت قربان هابيل، وهذه النار لم تمس قربان هابيل بأي مكروه قط.
  • وبناءً على ما تم ذكره في القرآن الكريم أن في ذلك الحين قام قبيل بالتوعد بقتل أخيه هابيل وقلبه مليء بالحقد والضغينة، وقابل هابيل تهديد أخيه قابيل بكل هدوء، وحاول أن يمتص غضبه وعمل على تهدئته، وحاول هابيل التفاهم مع قابيل، وحاول أن يشرح له أن الله -عز وجل- لا يقبل الصدقة إلا من عباده المتقين، وحاول هابيل أن يحتكم إلى العقل، وأن يحاول التوصل لطريقة يكسب بها أخاه، وهذا يدل على أن هابيل حتى ولو كان شاهد أخاه وهو يبادر ويبدأ في قتله، فإنه من المستحيل أن يرد عليه بأي فعل يضره.
  • وذلك ما يجعلنا نقول إن هابيل كن يتميز عن قابيل بالحكمة، وكان دائما ما يحاول التقرب من الله عز وجل من خلال العديد من الصفات الحميدة مثل أنه كان دائما ما يكون باراً بأمه وأبيه ودائما ما يحاول إطاعة كافة أوامرهم.
  • وهذا على النقيض تماماً من صفات قبيل الذي كان محملاً بالحقد والضغينة والغيرة والحسد، وذلك ما جعله يقدم على قتل هابيل عندما رأه نائماً بجانب الحيوانات التي يقوم برعايتها.

تفاصيل قتل ودفن هابيل

  • يذكر أن قابيل قام بقتل هابيل في دمشق بالتحديد داخل مغارة يُطلق عليها مغارة الدم، حيث أن قابيل قام بقتل هابيل بشكل مفاجئ وهو نائم، وذلك حين طلب سيدنا آدم -عليه السلام- أن يذهب قابيل ليعرف ما السبب الذي جعل هبيل يتأخر في العودة عندما ذهب ليرعى الأغنام.
  • قام قابيل بحمل صخرة كبيرة، وضرب بها هابيل على رأسه، ومن هنا بدأت الدماء تسيل في أرجاء المغارة، وهنا بالتحديد بدأ الشيطان بالضحك؛ لأنه نجح في تحريض قابيل على قتل أخيه هابيل، يجب الأخذ في الاعتبار أن هذه الجريمة تعتبر أو جريمة قتل في تاريخ البشرية، فقتل قابيل لهابيل تم اعتباره أنه قتل لربع سكان العالم في ذلك الوقت، ولذلك قام الله -عز وجل- بتحريم القتل العمد في كتابه الكريم، وجاء ذلك من خلال قوله تعالى: “مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ” (المائدة: 32)
  • بعدما تأكد قابيل من أن روح هابيل قد غادرت جسده بدءاً في أن يحمله على ظهره، وورد في عدة روايات وأقاويل أنه قد حمله لمدة عام، ولكن بناءً على روايات أخرى ورد أنه قد حمله لمدة مئة عام والله أعلم، حيث أنه لا يوجد أي معلومة مؤكدة حول ذلك الأمر.
  • وفي يوم من الأيام أراسل الله -عز وجل- غرابين يقتتلان أمام قابيل وقام أحد الغرابين بقتل الآخر، ثم بدأ في الحفر مستخدماً منقاره حتى استطاع حفر حفرة وضع فيها الغراب المقتول، ثم بدأ في ردم التراب عليه حتى اختفت الجثة تماماً، ومن هنا تأثر قابيل وبدأ في أن يشعر بالندم والحسرة بسبب عدم معرفته بماذا يفعل بجثة أخيه وعدم دفنه له كما فعل الغراب، وبعد ذلك قام قابيل بدفن هابيل من خلال حفرة عميقة قام من خلالها بإخفاء جسد هابيل.
  • ويُقال إن سيدنا آدم -عليه السلام- قد حزن حزناً شديداً على مقتل هابيل، كما أنه حزن كثيراً للإثم الذي اقترفه قابيل، ويقال في عدة روايات أن قابيل قد نال عقابه في الدنيا فور قتله لأخيه.

موضع ذكر قصة قابيل وهابيل في القرآن الكريم

  • لم يتم ذكر اسم قابيل وهابيل بشكل واضح في القرآن الكريم، أو في أي من السنن النبوية، ولكن وردت تفاصيل قصتهما في القرآن الكريم كقصة لأبناء سيدنا آدم -عليه السلام- وبالتحديد وردت هذه القصة في سورة المائدة وبالتحديد بدايةً من الآية رقم 27 إلى الآية رقم 31.
  • وتم ذكر هذه القصة في القرآن الكريم من قبل الله -سبحانه وتعالى- من أجل التخفيف عن سيدنا محمد – عليه الصلاة والسلام- صعوبة الأهوال التي مرت عليه وعلى قومه خلال الفترة التي كان يتم فيها تكذيب الأنبياء.
  • كما أن ذكر هذه القصة كان خلال حديث الله -عز وجل- عن قوم سيدنا موسى -عليه السلام- والرذائل والذنوب التي كانوا يقومون باقترافها.
من هم قابيل وهابيل

جديد المواضيع