المنبع الأساسي والرئيسي لنهر النيل هي بحيرة فيكتوريا، مع العلم أن نهر النيل يملك 3 روافد أخرى أساسية وتتمثل تلك الروافد في النيل الأزرق والنيل الأبيض ونهر عطبرة.
والجدير بالذكر أن النيل الأبيض يعتبر هو أطول الروافد الرئيسية لنهر النيل وأكثرها أهمية، فهو يبدأ من بحيرة فيكتوريا مروراً ببحيرة كيوغا المستنقعية حتى يصل إلى شلالات مورشيسون إلى أن يصل في النهاية إلى بحيرة ألبرت، ثم يستمر في التدفق بين الشمال والجنوب في دولة السودان والتي يعرف فيها باسم بحر الجبل، إلى أن يصل إلى بحر الغزال ويضمه هو الآخر حتى يسمى بعدها النيل الأبيض، ثم ينضم إلى النيل الأزرق بعد أن يلتقي به، علماً بأن النيل الأزرق يحمل حوالي 67% من مياه النهر، كما أن النيل الأزرق يمر بالقرب من الخرطوم في السودان وهنا يعرف بأنه نهر النيل.
وفي قديم الزمان وتحديداً من قبل القدماء المصريين تعرضت إجابة سؤال من أين ينبع نهر النيل إلى عد إجابات مغلوطة، حيث إن كان يُعتقد حينها من قبل العديد من القدماء المصريين أن نهر النيل ينبع من جبلين كبيرين.
وظل العديد من الناس معتقدين هذا الاعتقاد إلى عام 1858 ميلادياً قام المستكشف الأوروبي جون هاننج سبيك باستكشاف بحيرة فيكتوريا التي ينبع منها نهر النيل، وقام العديد من العلماء بعد ذلك بإجراء عدة دراسات حولها حيث أنهم اكتفوا أنها تعتبر أكبر بحيرة في قارة أفريقيا بأكملها.
ثم بدأ العديد من الباحثين الآخرين يعتقدون أنه هناك منبع آخر لنهر النيل، وجاءت هذه الفرضية بعد أن قاموا بتتبع بحيرة فيكتوريا واكتشفوا أنها تعتمد بشكل أساسي على مياه الأمطار، إلى جانب اعتمادها على نهر كاجيرا الذي يعتبر أكبر الأنهار التي تتدفق إلى بحيرة فيكتويا، ولكن بعد مرور عدد سنوات وقيام عدد كبير من العلماء بالبحث والتدقيق في ذلك الأمر تم التأكد من أن نهر كاجيرا لا يتدفق ناحية بحيرة فيكتوريا.
وقام العالم الألماني الجنسية بوركهارت فالديكر في عام 1934 ميلادياً بالبحث الشديد حول نهر كاجيرا والذي قال أنه مصدر هذا النهر يعود إلى التلال البوروندية في قارة أفريقيا، ولكن في عام 2006 قامت مجموعة مكونة من ثلاث مسكتشفين من المملكة المتحدة ونيوزيلاندا بالقيام بدحض رأي المستكشف الألماني بوركهارت وقالوا وأكدوا أن مصدر نهر كاجيرا يعود إلى الغابات النيونغوية الواقعة في رواندا.
ولكن منذ عدة سنوات وحتى الآن هناك العديد من المستكشفين الذين ما زالوا يشككون في تلك الآراء مبررين ذلك بأن التلال البوروندية تقع في الجزء الجنوبي من الغابات النيونغوية في رواندا، وهذه الآراء المتضاربة هي التي جعلت هناك العديد من الجدل المثار حول المصدر والمنبع الرئيسي لنهر النيل حتى الآن.
مسار نهر النيل
يبدأ نهر النيل بالجريان بدايةً من جيجنا في أوغندا التي تقع على ضفاف بحيرة فيكتوريا، ثم يتدفق في الجزء الشمالي من خلال شلالات ريبون التي تمتد إلى بحيرة كيوجا.
ثم يبدأ نهر النيل في التدفق في الاتجاه الغربي ليصل إلى بحيرة ألبرت، ومن هنا يبدأ في أن يمتزج مع ماء بحيرة أليرت ومنذ هذه المرحلة يبدأ أن يطلق على بحيرة ألبرت نيل ألبرت الذي يبدأ في التدفق شمالاً وجنوباً في دولة السودان.
ويستمر نيل ألبرت في التدفق حتى يصل إلى جوبا وهنا يُسمى باسم نهر الجبل، وبعد ذلك يدخل النيل الأبيض إلى السودان من خلال منطقة الرنك التي تقع نحو العاصمة السودانية الخرطوم، وفي هذا الحين يلتقي مع النيل الأزرق الذي يتدفق من إثيوبيا.
وبعد ذلك يبدأ النهران في أن يجريا معاً مروراً بالسودان ومصر حتى يبدأ نهر النيل في الانقسام إلى فرعين هما فرع دمياط وفرع رشيد، وهما ما يحصران بينهما دلتا نهر النيل.
الأهمية الاقتصادية لنهر النيل
يشكل نهر النيل أهمية اقتصادية في الدول التي يجري ويمر فيها، حيث أن تلك الدول تعتمد على نهر النيل بشكل كامل في الأنشطة والصناعات التي تساهم في نمو الدخل القومي لهذه الدول، حيث أن نهر النيل يتم الاعتماد عليه بشكل رئيسي في الأنشطة الزراعية حيث أن الإنسان في بداية ممارسته لحرفة الزراعة مارسها على ضفاف الأنهار عموماً.
وهذا بسبب أن الأنهار هي التي تتوفر بجانبها الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة، التي يتم تكوينها من الطمي الذي تتركه مياه النهر بعد الفيضان، وهذا هو السبب الرئيسي الخفي وراء قيام الدول والحضارات، حيث أن أول دول قامت كانت هي الدول الواقعة حول نهر النيل، كما أن نهر النيل ساهم في إقامة عدة دول في المناطق الجافة النادرة الأمطار، والتي لولا وجود النهر فيها ما كانت سوف تقوم أبداُ، ومن أبرز تلك الدول هي مصر.
والجدير بالذكر أن المصريين القدماء قد استطاعوا بشكل كبير أن يتفننوا في أشكال الاستفادة المختلفة من نهر النيل، حيث أنهم كانوا يقومون بحفر مجموعة من الحفر الكبيرة الحجم التي تكون في موقع موازي لمجرى النيل، وهذا من أجل أن يستفيدوا من فيضان النيل من خلال وقوع تلك الماء الناتجة عن هذه الفيضانات في الحفر حتى يتمكنوا من الاستفادة منها بعد ذلك في عدة أغراض مختلفة.
هذا إلى جانب أن نهر النيل له فوائد اقتصادية عديدة منها مثلا أنه منبع يتوافر فيه عدة أسماك متنوعة وغيرها من العوامل عموماً التي تساعد في زيادة الثروة السمكية من خلال توافر عوامل تساعد على تكاثر السمك في نهر النيل، ولهذا السبب تعتبر حرفة صيد الأسماك من الحرف الرئيسية التي تُمارس في نهر النيل.
دول حوض النيل
نظراً إلى أن نهر النيل يعتبر هو أطول نهر على مستوى العالم بأكمله فهذا ما جعله يمر على العديد من الدول وخصوصاً الدول التي تقع على الخط البري لقارة أفريقيا، وهذه الدول هي التي يُطلق عليها دول حوض النيل وتبلغ تلك الدول حوالي إحدى عشرة دولة، وسوف نقوم بعرض معظمهم في التالي:
مصر: تقع مصر في الجزء الشمالي الشرقي لقارة أفريقيا وتعتبر مصر من أهم الدول التي تعتمد على نهر النيل حيث أنه يُعد شريان الحياة الأساسي والرئيسي للدولة المصرية.
السودان: تعتبر السودان هي أكبر دولة في قارة أفريقيا، حيث أنها تقع في الجزء الشمالي الشرقي للقارة وتبلغ حوالي 2,505,810 كيلو متر مربع، ودولة السودان هي التي يلتقي فيها النيل الأبيض والنيل الأزرق في الخرطوم.
أوغندا: تقع دولة أوغندا في الجزء الشرقي لقارة أفريقيا علماً بأنها تضم بحيرة فيكتوريا وبحيرة ألبرت، وبحسب الإحصاءات التي أجريت في عام 2011 أن بلغ عدد سكان أوغندا 34,51 مليون نسمة، وأن حوالي ثلثي تلك النسبة يعتمدون في حياتهم العملية على الأنشطة المتعلقة بنهر النيل.
كينيا:دولة كينيا تقع في مكان مميز على الخريطة فهي في شرق أفريقيا ويحدها من الجزء الشمالي دولة السودان وبالأخص الجزء الجنوبي لدولة السودان، وجزء من إثيوبيا ومن الجنوب يحدها دولة تنزانيا، ومن الشرق يحدها دولة الصومال والمحيط الهندي، ومن الغرب تحدها بحيرة فيكتوريا ودولة أوغندا.
إثيوبيا:دولة إثيوبيا تحدها عدة دول وهم جيبوتي ودولة كينيا ودولة السودان ودولة السودان، ويمتد نهر النيل في معظم أرجاء دولة إثيوبيا وخصوصاً في عاصمتها أديس أبابا.
وتتمثل باقي دول حوض النيل في دولة إريتريا ودولة الكونغو ودولة تنزانيا ودولة بوروندي ودولة رواندا وجنوب السودان التي أصبحت دولة مستقلة بذاتها في عام 2011 نتيجة لقيام حرب أهلية استمرت لحوالي ستة سنوات.
