لقد ذكر الله – عز وجل- في القرآن الكريم نوعين من الأحجار الكريمة وهما اللؤلؤ والمرجان، ففيما يلي سوف نقوم بتسليط الضوء عليهما من خلال توضيح أماكن استخراجهما:
أماكن استخراج اللؤلؤ
يُستخرج اللؤلؤ من قاع المحيطات وبالتحديد من المحار الموجودة فيه.
حيث إنه عندما يدخل بين قوقعتي المحار حبّة من الرمل يعمل المحار على إفراز طبقات متعددة من الأصداف تؤدي فثي النهاية إلى تكوين اللؤلؤ.
لذا ومن هذا المنطلق فإن اللؤلؤ يُصنف كغطاء يقوم بتغليف حبّة الرمل بهدف حمايتها من الدخلاء.
ويُستخرج اللؤلؤ أيضًا من الحيوانات البحرية الأخرى لا سيما أصداف القلم وأذن البحر.
ومن الجدير بالذكر أنه نظرًا لكونه من الأحجار النادرة فلقد تم إنتاجه صناعيًا في الآونة الأخيرة وذلك من خلال حقن الرخويات بكميات كبيرة من الرمل ثم الرجوع إليها بعد فترة من الزمن.
فإن ما يميز اللؤلؤ الطبيعي عن الصناعي، هو أن الصناعي يعطي عند احتكاكه بالأسنان الملمس الرقيق والناعم.
ويُجدر بالإشارة إلى أن هناك مجموعة من الدول تنتج اللؤلؤ بكميات كبيرة مثل:
الهند: لديها أكبر مخزون للؤلؤ الطبيعي حول العالم ولكنها تهتم أيضًا بزراعة اللؤلؤ الصناعي.
إندونيسيا: تُعرف بإنتاج لؤلؤ بحر الجنوب الطبيعي.
أستراليا: تنتج حوالي 10 أطنان من لآلئ بحر الجنوب.
اليابان: تنتج ما يعادل من اللؤلؤ الصناعي من المياه العذبة واللؤلؤ البحري 30 طن، كما تنتج لآلئ أكويا.
الصين: تمتلك 4 أطنان في العام الواحد من اللؤلؤ البحري، و1500 طن تقريبًا من لؤلؤ المياه العذبة، حيث إن نسبة إنتاجها للؤلؤ الصناعي تبلغ
جزيرة بولينيزيا الفرنسية: هي الدولة التي تنتج اللؤلؤ التاهيتي الأسود بشكل رئيسي وذلك بمقدار 15 طن كل سنة.
أماكن استخراج المرجان
يُستخرج المرجان من مختلف الدول حول العالم.
ولكنه يوجد بشكل شائع في المناطق الاستوائية التي تحيط بخط الاستواء وبالتحديد على طول الخلجان والشواطئ التي تكون فيها التيارات الدافئة كثيرة مثل:
المحيط الهندي.
المحيط الهادي.
البحر الأحمر.
البحر الكاريبي.
فإن مساحة هذه المناطق تبلغ نحو 110 ألف ميل مربع وهو ما يعادل 284300 ألف كيلومتر مربع.
ويُجدر بالإشارة إلى أن هناك مصائد عالمية تساهم في استخراج المرجان من شواطئ البحر الأبيض في كل من المغرب وفرنسا والجزائر وتونس والمغرب مثل سردينيا وصقلية.
كما أن المرجان الأحمر على وجه التحديد يوجد في جزر ريوكان الموجودة في اليابان.
في حين أن المرجان البنفسجي موجود في الولايات المتحدة الأمريكية وبالتحديد في جنوب كاليفورنيا.
أما عن المرجان الأسود فإنه يتم استخراج من أستراليا والبحر الأحمر والأرخبيل الماليزي.
الفرق بين اللؤلؤ والمرجان
سنوضح لكم في السطور التالية الفرق بين اللؤلؤ والمرجان بالتفصيل:
اللؤلؤ
اللؤلؤ هو أحد الأحجار الكريمة التي تتمتع بالمنظر الجميل، ولكنه من المؤسف باهظ الثمن للغاية.
ويمتاز بكثرة ألوانه حيث إنه يتوفر باللون الذهبي والأسود والأحمر والأصفر والكريمي والأبيض والأزرق.
كما أنه يتوفر بشكل شائع على شكل حبة الإجاص.
ولكن شكله المثالي هو الشكل الدائري على الرغم من تواجده بعدة أحجام.
ومن الجدير بالذكر أن اللؤلؤ عبارة عن جسم صلب يأتي من بلح البحر والبنطلينوس إلا أنه يتكوّن وكما أسلفنا ذكرًا من المحار بشكل أكبر وذلك بين الجزء الرخوي والصدفة.
ويستطيع المحار إنتاج واحدة فقط من اللؤلؤ سواء كان الذي يعيش في المياه العذبة أو المالحة.
ولقد ذكر العلماء أن اللؤلؤ يتشكل من مجموعة من الطبقات من كربونات الكالسيوم المتبلورة والأرجونيت حيث إنه يربط هذه الطبقات مادة الكونكيولين العضوية.
وهناك معايير محددة يمكن من خلالها تقييم جودة اللؤلؤ، حيث إنها تتمثل في:
اللمعان: كلما كان اللؤلؤ لامعًا كلما أصبحت قيمته متزايدة.
نعومة السطح: إذا كان اللؤلؤ سطحه ناعمًا فإن جودته سوف تكون أكبر.
الحجم: اللؤلؤ ذو الحجم الكبير نادرًا، لذا فإن اللؤلؤ ذو الحجم الصغير يعد الأغلى من حيث الثمن.
وبالنسبة لأنواع اللؤلؤ فإنها تكون كالآتي:
لؤلؤ الأكويا
يستخدم بشكل شائع في صناعة المجوهرات، وهو يُنتج في مزارع الصين وكذلك اليابان
لؤلؤ التاهيتي
يُزرع بالقرب من جزر بولينيزيا في فرنسا، وعادةً ما يكون لونه أسود أو رمادي أو بني، كما أنه يوجد فيه عدة إيحاءات باللوم الأخضر أو الأزرق أو الوردي
لآلئ المياه العذبة
تنتشر بين مصممي المجوهرات نظرًا لكبر أحجامها وتنوع ألوانها وأشكالها
لآلئ بحر الجنوب
المُصدر الرئيسي لها هي إندونيسيا وأستراليا والفلبين، ويوجد منها 3 ألوان وفقًا لنوع المحار وهم الفضي والذهبي والأبيض
لؤلؤ الميلو
ينتج من حلزون الميلو، ويُعرف ببريقه الناعم وبألوانه الرائعة التي تتراوح بين الأصفر والبرتقالي، وهو يعتبر من الأنواع النادرة نظرًا لارتفاع قيمته
المرجان
يُعرف المرجان باسم آخر وهو الشعاب المرجانية للحيوانات اللافقارية.
حيث إن جسمه يتكون من معدة بالإضافة إلى فم يحيطه العديد من المخالب.
وهو ينمو على هيئة مستعمرات يتراوح أعدادها بين مئات إلى آلاف من تلاصق الشعاب المرجانية.
ويوجد المرجان بألوان وأشكال عديدة.
ومن الجدير بالذكر أن الشعاب المرجانية المليئة بالكالسيوم تمتص المرجان من المهاء بهدف استخدامه في بناء الهياكل الضخمة والتي تعد من أبرز النماذج على التكافل بين كل من الحيوانات والنباتات.
ولقد صُنف المرجان كواحدًا من العوامل المساهمة في تحقيق التوازن البيئي على السواحل التي تعد موطنًا أساسيًا لبعض الحيوانات البحرية كقنافذ البحر والسلاحف وذلك لمساهمته في تصفية النفايات والترسبات خارج مياه البحر.
وأشار العالم الجواهري التيفاشي إلى أن المرجان يعد متوسط بين عالمي الجماد والنبات، حيث إنه يشبه الجماد من حيث تحجره، بينما يشبه النبات من حيث كونه عبارة عن أشجار نابتة داخل قعر البحر ولها عروق إلى جانب أغصان متشعبة وقائمة.
أما عن ألوان المرجان فإنها تتمثل في الأبيض والوردي والأحمر الداكن حيث إن هذه الألوان هي الشائعة بالإضافة إلى الأحمر القاني، فاللون الدموي يعد من أندر ألوان حجر المرجان.
اللؤلؤ والمرجان في القرآن
قال الفقهاء إن اللؤلؤ هو ما عظم من الدر في حين أن المرجان هو ما صغر منه، وذلك أثناء تفسيرهم للآية التي جاءا فيها، فإن الله – عز وجل- ذكر أن هذه الأحجار تُستخرج من البحرين الذين مرجهما – سبحانه وتعالى- في سورة الرحمن كما سنبين في الآتي:
