اين تقع مدغشقر ذلك هو ما يدور حوله مقالنا التالي في مخزن حيث تعتبر مدغشقر من المدن الساحلية والتي تعتبر أكبر جزر جمهورية مدغشقر، وهي المدينة الرئيسية بها، وهي جزيرة رائعة يتردد عليها السياح من المناطق المختلفة حول العالم للاستمتاع بالطبيعة الخلابة والمعالم الساحلية الرائعة بها، وسوف نوضح لكم في فقراتنا التالية بشيء من التفصيل موقع مدغشقر، والاقتصاد بها، وحياة سكانها والديانة السائدة بها.
إن جزيرة مدغشقر تقع بالمحيط الهندي على بعد أربعمئة وخمسين كيلو متر من ساحل موزمبيق باتجاه الشرق، ويطلق عليها لقب الجزيرة الحمراء، إذ تتميز تربة مدغشقر باللون الأحمر المعروف باسم اللاتيرايت والتي تعتبر من أكبر جزر قارة أفريقيا الواقعة بالمحيط الهندي، ويعود السبب في ظهورها إلى تفكك القارة العملاقة غندوانا، حيث حدث انفصال بكتلة اليابسة الضامة لكل من القارة القطبية، والهند، ومدغشقر عن كتلة اليابسة الضامة لأمريكا الجنوبية وأفريقيا قبل مئة خمسة وثلاثين مليون عام تقريبًا.
وعقب ذلك الوقت حدث انفصال لجزيرة مدغشقر عن الهند منذ ما يصل إلى ثمانية وثمانين مليون عام، وهو ما جعلها تصنف باعتبارها رابع جزيرة بالعالم من حيث المساحة، إذ تبلغ إجمالي مساحتها نحو خمسمئة سبعة وثمانين كيلومترًا مربعًا، والشهيرة بالحيوانات والنباتات التي تعيش بها في عزلة إلى حد ما، وتعتبر مدينة مدغشقر أكبر جزر جمهوريّة مدغشقر، وهي الجزيرة الرئيسية بها، ويذكر أن ما وقع للكثير من أقسام الجزيرة من تآكل ترتب عليه أن ما يزيد عن ثلث سكان جزيرة مدغشقر يعانون الفقر الشديد.
أين تقع عاصمة مدغشقر
عاصمة مدغشقر هي مدينة أنتاناناريفو، والتي تعتبر من أكبر المدن بها والمعروفة اختصارًا بتانا، وتقع أنتاناناريفو بوسط الجزيرة والتي تبعد عن الساحل الشرقي بحوالي مئة خمسة وأربعين كيلو متر، وهي مركز مدغشقر الاقتصادي والإداري، وتقع على منحدرات وقمة تل صخري ممتد لمسافة أربعة كيلو متر من الاتجاه الشمالي والجنوبي، والبالغ ارتفاعها عن سطح البحر حوالي ألف مئتي خمسة وسبعين متر، ويفصل بينها وبين تاوماسينا مئة خمسة وعشرين كيلو متر وهي ميناء مدغشقر الرئيسي.
وبعاصمة مدغشقر يوجد المطار الدولي لإيفاتو، وقد تأسست العاصمة أنتاناناريفو بالقرن السابع عشر الميلادي، وكانت تعتبر هي المركز لقبيلة هوفا، ومن ثم أصبحت العاصمة الخاصة بمملكة ميرينا التي تولت حكم جزيرة مدغشقر لقرنين تقريبًا، واتخذها الفرنسيون كمركز إداري لمستعمراتهم، والمحور الأساسي للمواصلات نتيجة وقوعها بموقع حيوي.
تضاريس مدينة مدغشقر
تمتاز الجهة الشرقية من مدغشقر بالجرف الحاد والكبير، الممتد من مرتفعات الجزيرة الوسطى، والذي يصل حتى الغابات المطيرة من الداخل، ويميزه بالجهة الشرقية القصوى ساحل ضيق، إلى جانب ما يوجد بها من سلسلة تشتهر ببحيرات قناة بنجلانيسو، والتي تكون ولاية كبيرة تشغل حوالي ثلثي مساحة الجزيرة.
وهي قناة صناعية وطبيعية في آن واحد تتصل عبر القنوات التي تمتد بالجهة على محاذاة الساحل الشرقي، والبالغ طولها أربعمئة وستين كيلومتر، وبها منحدر يمتد باتجاه الغرب من المرتفعات الوسطى كثير التدرج، وبعض البقايا من الغابات الموسمية، إلى جانب السهول الحشائشية التي تقترب كثيرًا في الشبه من حشائش السافانا، والتي كانت تقع سابقًا بالقسم الجنوبي، والقسم الجنوبي الغربي من الجزيرة، والمعروف عنها أنها حشائش شديدة الجفاف تضم النباتات الصحراوية القاسية مثل الباوباب.
ويقع بالساحل الغربي لجزيرة مدغشقر عدد ليس بقليل من المرافئ البحرية المحمية، ولكن الطمي وما ينتج عنه من ترسبات جعل بها مشكلة كبيرة بالتآكل من جهة اليابسة، أما المرتفعات الوسطى لمدغشقر فتقع بقمة التلة من الأعلى، وتعد تلك المنطقة هضبية، حيث تتراوح ارتفاعاتها ما بين سبعمئة وخمسين متر إلى ألف ثلاثمئة وخمسين متر عن مستوى سطح البحر، وتمتاز تلك المرتفعات بالوديان المدرجة التي ينتشر الأرز بين ما بها من جبال جرداء.
الحياة النباتية في مدغشقر
يوجد العديد من أنواع النباتات والحيوانات التي تعيش في مدغشقر، والبالغة نسبتهم خمسة بالمئة من الأصناف، ويوجد بها ما يزيد عن ثمانية مستوطنات، إذ يكثر فيها القرود المعروفة بقرود الليمور، إلى جانب الفوسا المعروف بآكل اللحوم أو الحقار، إلى جانب العائلات من الطيور البالغة من العدد ثلاث عائلات، وكذلك العديد من أنواع نبات الباوباب البالغة من العدد ست أنواع.
الحياة الاقتصادية في مدغشقر
تعتمد مدغشقر في اقتصادها بشكل رئيسي على صيد الأسماك والزراعة، وأكثر صادرتها الفانيليا والقهوة، وتعد مدغشقر أكبر دولة بالعالم تنتج وتصدر الفانيليا، وكذلك الفول السوداني، الموز، الأرز، الكاكاو، قصب السكر، والبعض من المنتجات الحيوانية، وبنهاية الثمانينات بدأ في مدغشقر ما يعرف بالإصلاح الهيكلي، وهو ما وقع تحت ضغط من البنك الدولي، والمؤسسات المالية.
وبالرغم مما تم من إصلاحات هيكلية، ولكن اقتصاد مدغشقر بقي ضعيفًا متدهورًا نتيجة الفساد المسيطر عليها، وخلال فترة النمو القوي الذي عاشته مدغشقر ما بين عامي 1997ميلادية، و2001ميلادية ظلت معدلات الفقر عالية، ولم يتحسن مطلقًا الوضع بها وبشكل خاص بالمناطق الريفية منها.
وفي عام 2001ميلادية انفجرت بمدغشقر أزمة سياسية عظيمة استمرت نحو ست أشهر، وذلك نتيجة للخلاف الذي دار على نتيجة الانتخابات الرئاسية، ونتج عن هذه الأزمة التوقف بالنشاط الاقتصادي في الكثير من الأماكن بالبلاد، إذ أن الناتج المحلي الإجمالي انخفض بنسبة 12.7بالمئة، وبالتبعية لذلك حدث انخفاض بالتدفقات الأجنبية الاستثمارية إلى حد بالغ بسبب ما عملت به الأزمة من تشويه لمدغشقر بنظر المستثمرين المستوردين والأجانب.
ولكن عقب انتهاء الأزمة رجع الاقتصاد بها مرة أخرى للانتعاش والتحسن، وحدث نماء بالناتج الإجمالي والمحلي بنسبة عشرة بالمئة عام 2003 ميلادية، في حين أن انخفاض قيمة العملة، وما حدث من ارتفاع بمعدل التضخم ترتب عليه التدني في مستوى الحالة الاقتصادية ثانيةً عام 2004ميلادية.
ولم يتجاوز النمو الاقتصادي عن 5.3بالمئة، ولكن السيطرة تمت على الضخم بعام 2005ميلادية، عبر سياسة نقدية تهدف إلى تعزيز الإخراج الضريبي لحوالي ستة عشر بالمئة، كان من المتوقع لها أن يرتفع النمو ليبلغ في نفس العام حوالي 6.5 بالمئة.
السكان في مدغشقر
اللغة الرسمية في مدغشقر هي اللغة الملغاشية أما اللغة الثانية فهي اللغة الفرنسية، ويطلق على سكانها المدغشقريين، ويبلغ عدد سكانها وفق إحصائيات عام 2011 حوالي 22مليون نسمة، في حين أن نظام الحكم السائد بها هو الحكم المركزي، وتخضع سلطتها التشريعية للبرلمان، وفي عام 1960ميلادية، وتحديدًا يوم السادس والعشرين من يونيو، وتعتبر العملة الرسمية بها هي الأرياري.
ويعد الغالبية العظمى من سكان مدغشقر من أصل إفريقي من الأسترونيزيين، والمنتشرين إلى حد كبير بالمناطق الجبلية منها، والكثيرون منهم يتحدثون الفرنسية بطلاقة وهو ما يرجع لتلقيهم التعليم بالمستعمرات الفرنسية، كما وتلقى الإنجليزية انتشارًا واسعًا بين سكان مدغشقر على الرغم من أنها قليلة الانتشار مقارنةً باللغتين السابقتين، وبحلول عام 2003ميلادية، اتخذت الحكومية في مدغشقر قرارها بالبدء في مشروع تجريبي يهدف إلى إدخال اللغة الإنجليزية ليتعلمها الطلاب بالصفوف الابتدائية في عدد بلغ 44 مدرسة مختلفة.
الديانة في مدغشقر
فيما يتعلق بالديانة التي يعتنقها سكان مدغشقر فإن النصف من بينهم تقريبًا يعتنقون الديانات التقليدية لديهم والتي يدور موضوعها حور الارتباط فيما بين الأحياء والأموات، وتحرص فئة الميرينا التي تقبع بمرتفعات مدغشقر على الحفاظ حول التمسك بالطقوس ذات الصلة بتلك الديانة.
حيث يعتقدون أن أمواتهم يتشاركون مع الأجداد بصفات الألوهية، إلى جانب اعتقادهم باهتمام الأجداد البالغ بمصير الأحياء من أبنائهم، فضلًا عن تواجد العديد من الديانات الأخرى في تلك المنطقة ومنها الدين الإسلامي، والدين المسيحي، وقد كان لكل ثقافة من الثقافات المختلفة بمدغشقر بطريقة أو بأخرى بإثراء الحياة بالبلاد، وهو ما يضفي عليها هويتها المميزة.
عرضنا لكم في مقالنا عبر مخزن إجابة سؤال اين تقع مدغشقر تلك الجزيرة الإفريقية الواقعة بالمحيط الهندي، فهي دولة جزرية كانت تعرف في القدم بالجمهورية المالاجاشية، والتي صنفت باعتبارها رابع أكبر جزيرة من حيث المساحة حول العالم.