تشتهر دولة الكويت بانها تمتلك العديد من المعالم والمناطق الأثرية التي تعبر عن تراث دولة الكويت الحضاري، لهذا السبب تعتبر دولة الكويت من أكثر الدول التي تحتوي على العديد من المناطق الأثرية المختلفة ولكن الشيء المشترك بين كافة تلك المناطق هي أنها تمتاز بمناظر سياحية خلابة تجذب العديد من الأشخاص، وتعتبر منطقة دسمان من أبرز تلك المناطق الكويتية التاريخية لذا سوف نتناول في هذا المقال كافة المعلومات المتعلقة بمنطقة دسمان في الكويت في السطور التالية:
تقع مدينة دسمان في منتصف دولة الكويت، وتُعد من أبرز المناطق الجاذبة للسياح؛ نظراً إلى أنها من أقدم وأعرق المناطق الموجودة في دولة الكويت بإكمالها، في البداية منذ قديم الأزمنة كانت دسمان مجرد حي من أحياء الدولة الكويتية، ولكن مع مرور الزمن طرأ عليها العديد من التطورات التي جعلتها أصبحت الآن منطقة كويتية منفصلة يأتي إليها الناس من كافة البلاد ليشاهدوا المعمار الكويتي التراثي.
والجدير بالذكر أن دولة الكويت واحدة من دول الخليج العربي الواقعة في الجزء الشرقي للكرة الأرضية، وتمتاز دولة الكويت بأنها على الرغم من صغر مساحتها، إلا أنها تُعد جاذبة للعديد من مواطني الدول الأخرى؛ نظراً للتراث الخاص بها بالإضافة إلى أنها توفر العديد من فرص العمل بمرتبات مجزية لكافة العاملين في مختلف التخصصات.
أما فيما يتعلق بالإجابة النموذجية عن السؤال الوارد في بداية المقال حول موقع مدينة دسمان في منطقة الكويت، فالإجابة الدقيقة هي أن دسمان تقع في الجانب الشرقي في دولة الكويت وتحديداً تقع في الساحل الشمالي الشرقي لمدينة الكويت عاصمة دولة الكويت.
تُقدر مساحتها حوالي 1,008,509 كيلو متر أي أنها تقترب من أن تبلغ حوالي 1 مليون كيلو متر مربع، علماً بأنها تحدها من كافة الجوانب مياه الخليج العربي، بينما يحدها من الجهة الجنوبية عدة شوارع شهيرة في دولة الكويت مثل شارع التسعين وشارع 148 وشارع 136، كما يحدها من الجزء الغربي شارع جاسم محمد البحر.
تُعد منطقة دسمان من أهم وأبرز المناطق الأثرية الواقعة في دولة الكويت؛ حيث إنها تضم العديد من المعالم التاريخية التي تنطوي على عدة قصص مجد وقصص بطولة التي تخص الحضارة الكويتية بوجه عام.
أشهر معالم منطقة دسمان
كما ذكرنا في الفقرات السابقة، فإن منطقة دسمان الواقعة في دولة الكويت تحتوي على العديد من المعالم الأثرية التي تجعل لتلك المنطقة قيمة أثرية هامة، وهذا بالفعل ما حدث حيث استطاعت دولة الكويت أن تثبت الأصالة الثقافية التي تمتلكها عبر العصور السابقة من خلال وجود تلك المعالم الأثرية فيها، وتشمل تلك المعالم الأثرية ما يلي:
معلم رأس العجوز
يعتبر هذا المعلم من أعرق المعالم الموجودة في منطقة دسمان، هذا المعلم يشبه اللسان الذي يمتد بداخل البحر حتى إنه يصل إلى درجة متقدمة للغاية من البحر، مما جعله يمتاز بمنظر رائع وخلاب حتى إنه تم بناء عليه العديد من الأبراج الكويتية العالية.
أبراج الكويت
تُعد هذه الأبراج من أكثر المعالم البارزة التي اشتهرت بها دولة الكويت وذلك؛ نظراً إلى أن تلك الأبراج تعتبر من أهم الدلائل التي تشير إلى النهضة العصرية الحضرية التي شهدتها دولة الكويت، وتتكون الأبراج الكويتية من حوالي ثلاثة أبراج تقع مباشرة على الساحل الخاص بالخليج العربي في مدينة الكويت، وتحديداً تقع تلك الأبراج في المنطقة السابق ذكرها رأس العجوز.
علماً بأن مكتب ليندستروم الهندسي الواقع في مدينة السويد هو الذي قام بتصميم أبراج دولة الكويت، يضم البرج الأول كرتين تدلان على المبخر، بينما يضم البرج الثاني كرة توحي بالمرشة، أما فيما يخص البرج الثالث، فهو يعتبر أصغر الأبراج، ويمثل هذا البرج الصغير المكحلة.
قصر دسمان
هذا القصر هو السبب الرئيسي وراء شهرة منطقة دسمان حيث إن شهرته تمتد لكافة أرجاء الدولة الكويتية، ولا تقف فقط عند المناطق المحيطة بدسمان، الجدير بالذكر أن هذا القصر تم بناؤه في عام 1904 ميلادياً.
وقام الشيخ جابر مبارك الصباح ببناء هذا القصر بنفسه، خلال فترة حكمه لدولة الكويت حيث إنه كان الحاكم الثامن لدولة الكويت، وقام الشيخ جابر باختيار منطقة الدسمان، حتى يقوم ببناء القصر عليها نظراً للمناظر الخلابة التي تطل عليها تلك المنطقة.
علماً بأنه عندما وصل الشيخ أحمد الجابر الصباح إلى حكم دولة الكويت أكمل بناء هذا القصر حتى يكون المكان الذي يلم شمل عائلة الشيخ أحمد جابر الصباح، وهذا بالفعل ما حدث حتى إن الشيخ أحمد الصباح ظل متواجداً في القصر حتى وفاته، على الرغم من مغادرة عائلته القصر إلى عدة دول أوروبية.
ما سبب تسمية دسمان بهذا الاسم
يرجع السبب وراء تسمية مدينة دسمان بهذا الاسم إلى الدسم، حيث أن هناك العديد من المصادر الكويتية التي أشارت إلى أن مصطلح الدسم في الكويت يرمز إلى عدد كبير من ولائم الإطعام التي كان يعدها الشيخ أحمد جابر الصباح.
علماً بأن الشيخ أحمد الصباح كان يقوم بذبح المواشي والماعز والإبل وغيرها من الذبائح، وكان يحضر العديد من الطهاة الذي يحضرون أشكالا مختلفة ومتنوعة من الطعام، لذا فهو عُرف بأنه من أكثر الحكام الذين يمتازون بصفة كرم الضيافة لكافة الضيوف، وأشارت الأقاويل إلى أن عدد الولائم التي أعدها الشيخ أحمد الصباح في قصر دسمان لا يمكن أن يتم عدها نظراً إلى كثرتها.
وهذا السبب ما جعل منطقة دسمان تُسمى بهذا الاسم، الذي يشير إلى الدسم أي الكرم الشديد الذي يتميز به ساكني قصر دسمان، حيث أن جميع من سكن هذا القصر كانوا الناس يصفونهم بأنهم ذا قدر عالٍ من النخوة والكرم، فالقصر كان دائما عامراً ومملوء بالخيرات والضيوف.
كم سعر قصر دسمان
انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من الأخبار التي تشير إلى أن هناك بنكاً كويتياً من بين البنوك المختصة بالتمويل الكويتي العملاء يحاول أن يقوم بشراء قصر دسمان.
حيث إن هناك العديد من الأقاويل المنتشرة في أرجاء دولة الكويت التي تفيد بأن هناك احتمالية من هدم القصر من أجل إحلال مبنى آخر بدلاً منه وبالأخص من أجل بناء فندق فخم متطور بدلاً من القصر التراثي القديم.
علماً بأن تلك الأقاويل بدأت في الانتشار منذ عام 2009 بين الناس، ولكن أخذها بعض المواطنين الكويتين بمثابة مزحة، خاصة بعد تسريب المبلغ الذي عرضه المصرف التمويلي الكويتي من أجل شراء هذا القصر وهو ما يبلغ حوالي 400 مليون دينار كويتي.
ولكن حتى الآن لا يوجد أي دليل على أن تلك الأقاويل صحيحة؛ نظراً إلى صعوبة بيع القصر؛ بسبب أنه يحمل أهمية كويتية عالية للغاية، كما أنه مرتبط ارتباط تام بالأسرة الكويتية الحاكمة فهم دائمو الاجتماع فيه في كافة المناسبات الوطنية والحزينة والسعيدة، بالإضافة إلى أن مالكي هذا القصر جميعهم من الأمراء والأسرة الحاكة أي أنهم ليسوا بحاجة إلى هذه الأموال، ولكن سوف نرى في الأيام القادمة ما هو مصير القصر وهل تلك الأقاويل صحيحة أم هي مجرد شائعات.
