يتصدر هذا السؤال محركات عناوين البحث في الفترة الأخيرة، حيث يعد نهر الفرات من أشهر الأنهار التي توجد بالشرق الأوسط، وأطول نهر في جنوب غرب قارة آسيا، يبلغ طول هذا النهر 2.800 كيلو متر، وهو واحداً من الأنهار العابرة التي تمر بالكثير من الدول، ويقطع نهر الفرات من المنبع حتى الوصول إلى المصب 2490 كيلو متر، ومن ثم تكمن الإجابة في أن نهر الفرات ينبع من جبال طوروس بتركيا، ويبدأ مسيرته من التقاء نهر مراد صو النابع من جبال أرمينيا، ونهر قرة صو النابع من هضبة الأناضول، ليجتمعا في مجرى واحد ويتجهان نخو الرب مخترقاً سلسلة جبال طوروس إلى الأراضي السورية ويشكلان نهر الفرات.
ثم يصل النهر لمنطقة الرقة السورية، ويليها منطقة دير الزور، ويخرج من مدينة البوكمال التي تقع على الحدود العراقية لتبدأ رحلة النهر ببلاد الرافدين في أراضي الأنبار، ثم بابل، ثم كربلاء، ثم النجف، ويتخذ الفرات مع نهر دجلة صورة مسطح مائي عريض يطلق عليه شط العرب، ويجري النهران لمسافة تصل إلى 120 كيلومتر ويصب في الخليج العربي.
خصائص نهر الفرات
يمتلك نه الفرات العديد من الخصائص التي سوف نذكرها في النقاط التالية:
يستقبل الفرات معظم مياهه من هطول الأمطار، وذوبان الثلج.
مياه نهر الفرات ترتفع بشكل كبير في الأشهر الممتدة من شهر إبريل إلى شهر مايو.
يقل تدفق مياه نهر الفرات أثناء فصلي الصيف والخريف.
خلال العصور القديمة ازدهرت الكثير من الحضارات على ضفاف نهر الفرات.
تم استخدام هذا النهر في العديد من الأحيان كحدود بين الممالك المختلفة، كما أنه يُستخدم مسرحاً للعيد من المعاك خلال العصور القديمة.
يعد نهر الفرات جزء من طريق الحرير وهو يكون بمثابة طريق تجاري يمر عبر قارة آسيا الوسطى وبلاد الرافدين، وقد كانت المدينة السورية حلب محطة رئيسية على طول هذا الطريق التجاري الشهير.
تم بناء مدينة بابل التي تكون من أهم مدن العالم القديم على طول نهر الفرات.
كما تم بناء الكثير من السدود على طول هذا النهر، ويكون من أهمهم سد الفرات الذي وصل ارتفاعه إلى 200 قدم.
ويعد نهر الفرات من أهم الأنهار على المستوى العالم، وواجه الكثير من المشكلات التي كان لها تأثير سلبي، ومن ثم تم تحويل التربة الخصبة إلى أرض جافة وقاحلة.
تاريخ نهر الفرات
اطلق على نهر الفرات مسمى النهر الكبير وذلك من قبل الشعوب التي سكنت المنطقة، ومن الجدير بالذكر أن لنهر الفرات أهمية تاريخية كبيرة، نستعرض تلك الأهمية في النقاط التالية:
يعد هو الحد الفاصل ما بين الشرق والغرب بين بلاد بابل وآشور وبلاد شمال أفريقيا وكلاً من هاتين القوتين كانتا تسعيان إلى امتلاك الأراضي التي تقع بين وادي النيل والفرات.
كان هذا النهر من حدود المملكة السلوقية.
وكان نهر الفرات بمثابة الحد الشرقي للإمبراطورية الرومانية.
كانت مدينة بابل أعظم مدينة تقع على شواطئ نهر الفرات.
قام على ضفاف هذا النهر العديد من المعارك والتي يكون من أشهرها المعركة التي انتصر بها بنوخذ نصر على فرعون نخاو الثاني المصري في عام 605 ق.م.
المدن التي تقع على نهر الفرات
يقع على نهر الفرات العديد من المدن التي سوف نذكرها في النقاط التالية:
تركيا: المدن التركية التي تقع على ضفاف نهر الفرات هي ” البيرة، سامسات، إرزينجان، كيبان”.
سوريا: تتمثل المدن السورية التي تقع على ضفاف نهر الفرات، وتتمثل في كلاً من “الثورة، جرابلس، الرقة، دير الزور، الميادين، البوكمال”.
العراق: تتمثل المدن العراقية في كلاً من ” كربلاء، الهندية، الشامية، الديوانية، السماوة، الكوفة، الرمادي، الفلوجة”.
نهر الفرات في الأديان السماوية
تم ذكر نهر الفرات في الديانات السماوية، ونذكر تلك الديانات في النقاط التالية:
الديانة الإسلامية: قال رسول الله صلى الله عليه ولسم أن نهري النيل والفرات من أنهار الجنة وقد جاء بكتاب بدء الخلق في صحيح البخاري بباب ذكر الملائكة، حيث روى أبو هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “فُجِّرَتْ أربعةُ أنهارٍ مِنَ الجنةِ : الفراتُ و النِّيلُ و السَيْحانُ و جَيْحانُ”، يقال أن في آخر الزمان سوف ينحسر نهر الفرات عن جبل من ذهب، حيث روى أبو هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال”0 – يُوشِكُ الفراتُ أن يُحسَرَ عن كنزٍ من ذهبٍ ، فمن حضره فلا يأخُذْ منه شيئًا”.
الديانة المسيحية: يذكر في الديانة المسيحية أن نهر الفرات يعد أحد أنهار جنة عدن وفي الغالب توجد في جنوب العراق، حيث جاء في الكتاب المقدس ” التكوين 2: 14″.
الديانة المندائية: وهي من أكثر الديانات تقديساً لنهر الفرات، حيث لابد من التعميد في ماء نهر الفرات لدخول الديانة المندائية، وهو واحد من أنهار الجنة، وذُكر في نص كنزا ربا ” صغيرًا أنا بين الملائكة الأثريين، طفلًا أنا بين النورانيين، ولكني أصبحت عظيمًا لأني شربت من ثغر الفرات”.
الأهمية الاقتصادية لنهر الفرات
يملك نهر الفرات أهمية اقتصادية كبيرة، ومن خلال النقاط التالية نذكر تلك الأهمية:
عملت التربة الخصبة التي تقع على طول مجرى نهر القرات دوراً هاماً في تطوير البشرية، حيث أن أول ممارسة قام بها الإنسان في النشاط الزراعي كانت على ضفاف نهر الفرات، ويرجع السبب في ذلك إلى توافر كافة الظروف الطبيعية المناسبة للزراعة من اعتدال المناخ وخصوبة التربة.
كان ومازال نهر الفرات مصدر هام لصيد الأسماك لشعوب هذه المنطقة.
أقيمت العديد من السدود المائية بهدف التوسع الأفقي في الزراعة، وتوليد الطاقة الكهربائية، حيث تم إقامة 22 سد و19 محطة كهربائية في تركيا، ومن الجدير بالذكر أن أكبر تلك السدود هو سد أتاتورك وهو مؤسس تركيا الحديثة، بينما تم بناء خمسة سدود في سوريا، وسبعة سدود في العراق وذلك منذ فترة السبعينات من القرن العشرين، وأوائل الثمانينات، ويكون من أهم هذه السدود سد حديثة.
تتشارك في نهر الفرات ثلاث دول كما أسلفنا في الفقرات السابقة وهم ” تركيا، العراق، سوريا”، ولا يوجد اتفاقيات جماعية لتوزيع الحصص من مياه النهر ما بين تلك الدول الثلاثة ويمثل ذلك نقطة خلاف بين تلك الدول، تتسابق بين بعضها البعض على بناء السدود وتحويل جزء من مياه نهر الفرات إلى أراضيها.
الجزر النهرية في نهر الفرات
تحاول كافة الأنهار تعميق مجراها ولاسيماً إذا كانت ذات طاقة كبيرة، ولكن يختلف هذا الأمر من منطقة لأخرى وفق للتركيب الصخري وطبيعته، وهذا الأمر يتسبب في تشكيل جزر صغيرة ممتلئة بالمياه تُعرف باسم الحوائج وتكثر الحوائج على مجرى الفرات، لتشكل بذلك غطاء نباتي كثيف لا تسطيع يد الإنسان الوصول إليه، لذلك تُعد تلك النباتات بيئة كلائمة لوجود الحيوانات والطيور فيها، لتعد بمثابة محمية طبيعية تضم في داخلها كافة أشكال التنوع الحيوي.