هناك أقوال أن إبليس نزل على الأرض في دولة العراق، بالقرب من قرية البصرة، ويطلق عليها دستميسان، يعتبر إبليس أكبر عدو للإنسان منذ ولادة الإنسان حتى مماته، فهو أساس الفتنة والخراب على وجه الأرض، فدور إبليس وذريته إغواء الإنسان والوسوسة، فمن البشر من يسلك طريق الشيطان، ويعتبر من الخاسرين في الدنيا والآخرة، ومنهم من يسلك طريق الله -عز وجل- وهو طريق الهدي، ويكون من الفائزين في الدنيا والآخرة.
نشأة إبليس
إلى الآن لم نصل إلى أصل إبليس الحقيقي، فقد تعددت الآراء حول ذلك، ولم يكن اختلاف الرأي والتشتت في الإسلام فقط، بل في كل الأديان لم يصل أحد إلى حقيقة أصل إبليس، ومن بعض الآراء المتداولة ما يلي:
يرى البعض أن إبليس أصله من الملائكة، واستشهدوا على ذلك بالقرآن الكريم في قول الله تعالى:” وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ”.
ويقول البعض أن إبليس طاووس الملائكة، ويرجع ذلك إلى الإسرائيليين، ولكن هذا الكلام لم يرد في الكتاب والسنة النبوية قط.
وهناك رأي آخر يرى أن الجن بصفة عامة من الملائكة، وهذا الرأي غير صحيح على الإطلاق، لأن الجن يعيش مثل حياة البشر، والتي تختلف تماما عن طبيعة الملائكة التي لا تتزوج ولا تتكاثر.
والبعض يرى أن إبليس أصله جن، واستشهدوا على ذلك من القرآن الكريم يقول الله تعالى: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الْجِنِ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ.
ومن هذه الآراء أن إبليس كان في البداية لا يعيش مع الملائكة، وعندما عاش معهم أمرهم الله -سبحانه وتعالى- بالسجود لآدم فسجدوا الملائكة، ولكن رفض إبليس أن يكون من الساجدين، فكان ملعوناً ومطروداً من رحمة الله والجنة.
طبيعة الملائكة وإبليس تختلف تماماً عن بعضها البعض، حيث أن الملائكة خلقهم الله -سبحانه وتعالى- من النور، ولكن إبليس وذريته خلقهم الله من النار ويطلق عليهم الجن، وهم خلق من ضمن مخلوقات الله عز وجل.
كما يختلفون أيضاً حيث أن إبليس عصى أمر الله، وهذا لم يحدث من الملائكة إطلاقاً، فالملائكة لا تعارض أوامر الله عز وجل، فهم خلقوا من أجل الطاعة فقط.
والرأي الذي يتماشى مع القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة هو أن إبليس لم يكن من الملائكة فهو جن.
خلق أدم وحواء
خلق الله -سبحانه وتعالى- آدم حيث نفخ فيه من روحه عز وجل، وبعد ذلك أمر الملائكة بالسجود لآدم تكريماً له، فسجدوا جميع الملائكة إلا إبليس كان من الجن، وتكبر أن يسجد وقال لله -عز وجل- أنا خير منه خلقته من طين، وخلقتني من نار فلعنه الله وطرده من رحمته، وبذلك أصبح إبليس عدواً لآدم وتعهد بالوسوسة لآدم وذريته، وعندما أحس آدم بالوحدة خلق الله -سبحانه وتعالى- له حواء، وأمرهم الله بأن يفعلوا ما يريدون، ولكن أمرهم بألا يأكلوا من شجرة معينة، فأغواهم إبليس بأن يأكلوا منها حتى يغضب عليهم الله -عز وجل- كما غضب عليه، وبذلك فقد عصوا ربهم؛ فلذلك أنزلهم الله إلى الأرض حتى يسكنوا ويعمروا فيها هم وذريتهم.
هبوط آدم وحواء الى الأرض
عندما أمر الله سبحانه وتعالى آدم وحواء بالنزول إلى الأرض، نزلوا في أماكن مختلفة وبعيدة عن الآخر، حيث نزل آدم في الهند، بينما نزلت حواء في جدة، وبحثوا عن بعض حتى جمعهم الله -عز وجل- عند جبل عرفات في مكة المكرمة. وبسبب التقائهم ببعض عند هذا الجبل سمي بجبل عرفة.
نزول إبليس الي الأرض
نزل إبليس إلى الأرض في العراق بالقرب من قرية البصرة والتي يطلق عليها دستميسان، بعدما رفض السجود لآدم وعصي أمر ربه، ولعنه الله حتى يوم القيامة.
فتعهد أمام الله أن يغوي أبناء آدم ليسلكوا طريق الضلال، ويدخلوا معه النار ويبعدوا عن طريق الحق الذي يهدي إلى الجنة.
ولكن عباد الله الصالحين يتغلبون على نفسهم وشيطانهم ولا يستجيبوا لوسوسته، أما الفاسقون هم من يسلكون طريق الشيطان، ولا يتغلبوا علي وسوسته ونفوسهم.
يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن إبليس يعيش على سطح الماء، ويقوم بإرسال ذريته إلى البشر حتى يوقعوا بينهم ويوسوسوا لهم.
حيث يفضل الشياطين الأماكن المزدحمة بالناس ليشيعوا بينهم الفتن والبغضاء والخلافات ويوقعوا بينهم، ويترصد الشيطان للصالحين والمؤمنين ليضلهم عن عبادة الله وأداء الصلاة في مواعيدها ويبعدهم عن طريق الحق.