ابحث عن أي موضوع يهمك
يُرسل الله ـ عز وجل ـ بقدرته الرُسل والأنبياء إلى البشر ويبعث معهم معجزاتهم التي تؤيد صدق رسالاتهم الدينية وتُصدق نبوئتهم في الدنيا، فلم يأت نبياً واحداً من عند الله تعالى إلا وجاءت معه معجزته التي تؤيد صدقه بين الناس، وقد كان لخير الخلق نبي الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ النصيب الأعظم من المعجزات الدينية سواء كان من حيثُ عددها أم تأثيرها في الناس من حوله، وأعظم ما جاء به محمد من معجزات وأبقاها حتى يومنا هذا و القرآن الكريم، حيثُ يُمثل القرآن الكريم دستوراً دينياً رشيداً للمسلمين وهداية للبشر والخلق أجمعين إلى الصدق المُبين، ومن اتبع آيات القرآن بقلبه وعقله يُنير الله قلبه إلى الصراط المستقيم لتكون الجنه مستقره في الآخرة بإذن رب الخلق أجمعين.
وقد جاءت بعثة النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالنبوة في يوم الإثنين السابع والعشرين من شهر رجب في العام الثالث عشر قبل الهجرة، واقترنت بعثته النبوية الشريفة بنزول الخمس آيات الأولى من سورة العلق (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) ، ولم يأت نزول القرآن الكريم كتاباً سماوياً ودستوراً إلهياً إلا بعد مضي ثلاثة سنوات من البعثة المباركة، لتكون بداية نزول القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك وبالتحديد في ليلة القدر الليلة الثالثة والعشرين من رمضان في العام العاشر قبل الهجرة النبوية، أي بدأ نزول القرآن الكريم في مكة المكرمة واستمر نزوله بها ثلاثة عشر عاماً كاملاً، ثم استمر بعد الهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة لمدة عشرة أعوام أخرى.
جاء نزول القرآن الكريم على نبي الله محمد في الليلة الثالثة عشر من شهر رمضان المبارك في العام العاشر قبل الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وقد استغرق نزول القرآن كاملاً ثلاثة وعشرين عاماً.
وعلى الرغم من أن الغالبية العظمى من العلماء قد ذهبوا إلى نزول القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك، إلا أن البعض قد اختلفوا حول هذا الأمر بين عدة أقوال على النحو الآتي:
جاء نزول آيات القرآن الكريم من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا جملة واحدةً، ثم جاء نزوله بعد ذلك متفرقاً على قلب خير الخلق محمد ـ صلى الله عليه وسلم، وقد جان عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن القرآن قد جاء نزوله مفرقاً في ثلاثة أماكن متفرقة، وهي مكة المكرمة بما يوجد فيها من منازل تابعة لها كمِنى وعرفات والحديبية، والمدينة المنورة وما يتبع إليها من أماكن مثل أحد، بدر، ونهايةً بلاد الشام والتي يُقصد بها بيت المقدس.
تنزلت أولى آيات القرآن الكريم على نبي الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ في يوم الإثنين قبل هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بثلاثة عشر سنة، أي استمر نزول القرآن الكريم في مكة المكرمة قرابة الثلاثة عشر عاماً، ثم استمر القرآن الكريم في النزول لمدة عشرة سنوات أخرى على النبي في المدينة المنورة، أي استمر نزول القرآن الكريم كاملاً ثلاثة وعشرين عاماً، وقد كانت أولى الآيات القرآنية الكريمة التي نزلت على النبي هي الآية الأولى من سورة العلق بقول الله تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ*اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ*الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ*عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)، وحينها كان النبي يبلغ الأربعين من عمره، وذلك وفق ما وراه العديد من الصحابة والتابعين والعلماء مثل أنس ابن مالك والبلقيني.
وهناك العديد من الأدلة النبوية التي تؤكد نزول القرآن الكريم في يوم الإثنين ما جاء في صحيح مسلم عن أبي قتاده الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ عن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال:(ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ، أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ)، وقد جاء في رواية أخرى أنه قال (وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ الاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ؟ فَسَكَتْنَا عن ذِكْرِ الخَمِيسِ لَمَّا نُرَاهُ وَهْمًا)، وفيما يتعلق بصفة نزول القرآن الكريم للمرة الأولى فقد ذكر الإمام القرطبي في أحد تفسيراته لقول الله تعالى (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ) أنه يُقصد بهذه الليلة المباركة ليلة القدر، وجاء أن نزول القرآن الكريم في هذه الليلة لم يكن مفرقاً، وإنما جاء نزول القرآن جملة واحدة، حيثُ أنزله رب العزة من اللوح المحفوظ، ثم تنزل من بيت العزة في السماء الدنيا، ثم تنزلت آيات القرآن الكريم مُفرقة على النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لتكون ليلة القدر هي بداية نزول آيات القرآن الكريم.
جاء نزول آيات القرآن الكريم مُفرقاً على قلب النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ رحمةً من الله ـ عز وجل ـ ورشاد حكمته، فقد كان لتتابع نزول القرآن الكريم على قلبي النبي العديد من الحكم البليغة والتي يتمثل بعضها في:
نعم، جاء نزول القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك، وذلك استدلالاً بقول الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)، وجاء نزوله تحديداً في الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان أي ليلة القدر التي تنزل فيها جبريل بالوحي على قلب خير الخلق محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
نزل القرآن الكريم متفرقاً في آياته على قلب النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان في العام العاشر قبل الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وقد كان ذاك في يوم الإثنين، وقد استمر نزول القرآن الكريم كاملاً ثلاثة وعشرين عاماً.