مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

متى تكون سنة الفجر

بواسطة: نشر في: 16 ديسمبر، 2022
مخزن

متى تكون سنة الفجر

شرّع الله عز وجل الصلاة لعباده المسلمين حتى تكون موعداً للقاء العبد بربه خمس مرات يومياً، ليفيض بها المؤمن عبادةً وصدقاً وخشوعاً أمام رب العالمين، فالصلاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة التي بُني عليها مُنذ أن جاء به خير الخلق محمد من رب العالمين، كما أنها أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، فمن صلُحت صلاته صلُحت أحواله في الخاتمة، ومن ساءت صلاته فلن ينفعه شفيعاً ولا والياً، وتُعد صلاة الفجر هي الصلاة الأولى في اليوم والتي يحين موعدها مع بداية شروق الشمس، وهنا يتساءل البعض حول موعد سُنة صلاة الفجر لأدائها قبل قيام الفجر.

وقد اتفق أهل الدين في ذلك على أن سُنة صلاة الفجر يبدأ موعدها من وقت طلوع الفجر الصادق حتى يقوم المسلم بأداء صلاة الفجر فرضاً، وجاء دليلهم على ذلك قول عبد الله بن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنهما ـ : (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ).

وتُعد سُنة صلاة الفجر عبارة عن ركعتين فقط كما أوضح الحديث السابق، مع ضرورة الإشارة إلا أن صلاة السُنة للفجر لا يجوز القيام بها إلا بعد طلوع الفجر الصادق، فلا يُثاب من قام بها قبل هذا الوقت.

ويبدأ وقت صلاة سُنة الفجر بعد طلوع الفجر الصادق وينتهي بانتهاء أداء المسلمين لفريضة الفجر، وهو سُنة راتبة مؤكدة،وذلك لأن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يتركها في حياته، مع الإشارة إلى عدم ترتب إثم على من يتركها، ولكنه يُفوّت على نفسه أجراً عظيماً.

ومن فوّت أداء سُنة الفجر فله أن يقوم بأدائها بعد أداء صلاة الفجر فريضةَ، أو حينما يحين موعد طلوع الشمس وخروج وقت النهي عن القيام بها، وذلك لكونها من السُنن التي يُستحب للمسلم القيام بها التي رغّب الدين المسلمين فيها للحصول على ثوابها، فجعل القيام بصلاة الفجر وسُنته خيراً للمؤمن من الدنيا وما فيها من متاع زائل.

حُكم صلاة سُنة الفجر

تُعد سُنة صلاة الفجر من السُنن الراتبة المؤكدة، وعلى الرغم من كونها سُنة مؤكدة إلا أنه لا يكون هناك أثم على من يتركها من المسلمين، إلا أن تاركها يكون قد ضيّع على نفسه أجر كبير وفضل عظيم لصلاة فضيلة، والدليل على هذا الأمر هو قول السيدة عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها وأرضاها ـ 🙁 لَمْ يَكُنِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى شيءٍ مِنَ النَّوافِلِ أشَدَّ منه تَعَاهُدًا علَى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ).

حُكم قضاء سُنة صلاة الفجر

أكد أهل العلم بأنه من المُستحب على من فاته أداء سُنة الفجر في وقتها أن يقوم بأدائها، على أن يكون مُخيراً بين صلاة سُنة الفجر بعد أداء صلاة فريضة الفجر، أو أن يقوم بتأجيلها إلى انتهاء وقت النهي عن أدائها بعد طلوع الشمس، والدليل على هذا الأمر بجواز قضاء سُنة الفجر هو أن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد قام بصلاة سنة الفجر بعد طلوع الشمس قضاءً.

فضل سُنة صلاة الفجر

يُعد أداء المسلم لركعتي سُنة الفجر كل يوم في بداية الصباح عند ظهور الشمس خير له من الدنيا وما فيها، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على عظمة فضل أداء صلاة سُنة الفجر، ومن بينها:

  • ما جاء من قول على لسان السيدة حفصة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ : (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، كانَ إذَا سَكَتَ المُؤَذِّنُ مِنَ الأذَانِ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ، وَبَدَا الصُّبْحُ، رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ تُقَامَ الصَّلَاةُ).
  • إن أداء سُنة صلاة الفجر ينال المسلم فيها من البركة والخيرات ما هو افضل له من كل متاع الدنيا، وذلك لما ثبت عن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: (رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا).
  • كان صلاة سُنة الفجر من السُنن الرواتب المؤكدة التي لم يتركها النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم حتى في حالة سفره، مما يشير إلى فضل وعظمة هاتان الركعتان للمؤمن.
  • لمن يحافظ على أداء ركعتي سُنة الفجر والسُنن الرواتب في الإسلام يكون له أجرا ً عظيماً ونعيماً خالداً في الجنة، فقد جان عن أم حبيبة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت : سمعت النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (مَن صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً في يَومٍ وَلَيْلَةٍ، بُنِيَ له بِهِنَّ بَيْتٌ في الجَنَّةِ).
  • قول السيدة عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها وأرضاها ـ 🙁 لَمْ يَكُنِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى شيءٍ مِنَ النَّوافِلِ أشَدَّ منه تَعَاهُدًا علَى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ).

كيفية صلاة سُنة الفجر

كان خير الخلق محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يُطيل في وقت أداء الصلاة لسُنة الفجر، فكان يؤدي السنة ركعتان قصيرتان، فليس من السُنة النبوية إطالة المسلم عند أداء ركعتي سنة الفجر وذلك على خلاف غيرها من الصلوات المفروضة على المؤمنين والسُنن الرواتب المؤكدة التي كان يحرص النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الإطالة فيها، وفي ذلك فقد جاء عن أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُخَفِّفُ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ حتَّى إنِّي لَأَقُولُ: هلْ قَرَأَ بأُمِّ الكِتَابِ)، فيُشير لنا قول السيدة عائشة إلى أن السُنة في قيام النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ هي عدم الإطالة عند أداء ركعتي سُنة الفجر.

ونظراً لحرص النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ الشديد على أداء ركعتي سُنة الفجر فكان يصليهما ولا يتركهما حتى في السفر، كما أشار لنا بجواز قضاء ركعتي سُنة الفجر الفائتة على المسلم ثم أداء صلاة فرض الفجر وذلك اقتداءً بخير الخلق محمد الذي صلى سُنة الفجر بعد أن فاتته بعد أداء صلاة الفجر.

وكان محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ يُقلل من قراءة القرآن الكريم وآياته عند أداء صلاة سُنة الفجر، فيقرأ فيهما سورة الإخلاص وسورة الكافرون، وذلك بالدليل الثابت بقول أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ : (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قَرَأَ في رَكْعَتَيِ الفَجْرِ: (قُلْ يا أَيُّهَا الكَافِرُونَ)، وَ(قُلْ هو اللَّهُ أَحَدٌ) ، كما ثبت في السُنة النبوية الشريفة أن النبي محمد قرأ في الركعة الأولى من صلاة سُنة الفجر قول الله ـ سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) ، كما قرأ في الركعة الثانية من سُنة الفجر قول الله تعالى: (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) من سورة آل عمران، كما قيّل أنه قرأ في الركعة الثانية قول الله تعالى بسورة آل عمران أيضاً: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)

لذا يُستحب أن يقرأ المسلم مرة بهذه الآية ومرة الآية السابقة تطبيقاً لما جاء في السُنة النبوية الشريفة واقتداءً بالنبي محمد خير الخلق أجمعين، ومن المُستحب أن يقوم المسلم بالاضطجاع على جانبه الأيمن بعد أن يقوم بأداء صلاة فريضة الفجر، وذلك لما ورد عن السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ في قولها: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا صَلَّى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ اضْطَجَعَ علَى شِقِّهِ الأيْمَنِ).

عدد ركعات صلاة الفجر

ورّد في السُنة النبوية الشريفة أن عدد ركعات سُنة الفجر ركعتان فقط، على أن يتم أداء سُنة الفجر قبل موعد أداء صلاة الفجر فريضةً، حيثُ كان النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ شديد الحرص على عدم تفويت أداء سُنة الفجر، وذلك لما جاء عن السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ في قولها: ( لَمْ يَكُنِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى شيءٍ مِنَ النَّوافِلِ أشَدَّ منه تَعَاهُدًا علَى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ)، وتُعد صلاة سُنة الفجر من السُنن الرواتب المؤكدة.

أسئلة شائعة

هل يجوز صلاة سنة الفجر بعد صلاة الفجر مباشرة؟

نعم، يجوز للمسلم أداء صلاة سُنة الفجر عقب الإفراغ من أداء صلاة سُنة الفجر مباشرةً، أو يقوم بتأجيلها حتى ينقضي وقت النهي عن أدائها عند طلوع الشمس.

متى تصلى سنة الفجر ابن باز؟

يُخير المسلم في أداء ركعتي سُنة الفجر ما بين قبل موعد صلاة الفجر فريضةً أو عقب الانتهاء من أداء صلاة الفجر، أو أن يقوم بتأجيلها إلى ما بعد ارتفاع أشعة الشمس.

متى تكون سنة الفجر

جديد المواضيع